هناك حقائق وإشاعات عن المكملات الغذائية يتم تداولها بكثافة بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهل المكمّلاتُ الغذائية، مفيدةٌ فعلاً، أم أنها مجرّد "ترند"؟ وفي زخمِ المنتجاتِ المتنوعةِ والدعايات الكثيرة، كيف نعرفُ ما نحتاجه بالفعل؟ في هذه الحلقة من إكسير سنتناول بعض المفاهيم المنتشرةِ حول الفيتامينات والمكملات الغذائية، وما هو الصحيحُ منها وما هو الخاطئ، وكيف نحقق الفائدة القصوى.
حقائق وإشاعات عن المكملات الغذائية ماذا تعرف منها؟
لا تخضع المكملات الغذائية والفيتامينات للرقابة والفحص والمتابعة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وتطالها شائعات ومعلومات مغلوطة بشكل كبير، وكلٌّ يغنيّ على ليلاه في طريقة تناولها وفوائدها وأضرارها. فيما يلي سنوضح حقائق وإشاعات منتشرة يتم تناولها عن المكملات الغذائية والفيتامينات:
-
المكملات الغذائية مجرد حكي فاضي
يذهب فريقٌ من الناس إلى القولِ إن المكملات الغذائية مجرد "حكي فاضي"، وإنها فقاعةٌ تسويقيةٌ انتشرت بكثرة مؤخراً كي تنتفع منها بعض الشركات دونما فائدةٍ ملموسة.
أما الحقيقةُ، فهي أن الفيتامينات والمكمّلات الغذائيةِ مفيدةٌ بشكل عام، ويوصي بها الأطباءُ للعديد من الحالات الصحية المختلفة. مثلاً، يتّبع بعضُ الأشخاصِ أنظمةً غذائيةً تقيّد السعراتِ الحراريةَ، كما يعاني آخرون من حساسيةٍ تجاه بعض الأطعمةِ أو المشروبات، مما يضطرهم إلى تناول بعض الفيتاميناتِ والمعادن تعويضاً للفاقد الغذائي.
وكذلك تحتاج النساءُ الحوامل إلى حمض الفوليك وبعض المكملات الغذائية الأخرى خلال فترة الحمل، كما تحتاج النساءُ اللاتي يعانينَ من نزيفِ زائد في الدورة الشهرية إلى مكملات الحديد، واللاتي يمررنَ بمرحلة انقطاع الطمث يحتجنَ إلى مكملات الكالسيوم والفيتامين د.
-
تناول مكملات أكثر يعني فائدة أكبر
على النقيض تماماً، يذهب فريقٌ آخر إلى الإسراف في تناول المكملات الغذائية والفيتامينات من منطلق "كلما كترت خير وبركة". أما الحقيقةُ، فهي أن الجرعاتِ المبالغَ بها قد تؤدي إلى مشكلاتٍ صحية فالجرعاتُ الزائدةُ من الفيتامين C قد تقلل من قدرةِ الجسم على امتصاص معدنِ النحاس، وقد تؤدي إلى الإصابة بالإسهال وآلام المعدة.
وكذلك تَعُوقُ الجرعاتُ الزائدةُ من الفوسفور امتصاصَ الجسم للكالسيوم، أما الجرعاتُ الزائدةُ من الفيتامين A أو K فقد تسبب التسمم لأن الجسمَ لا يستطيع التخلصَ منها، كما أن تناولَ جرعاتٍ كبيرةٍ من الفيتامين D لمدة طويلة قد يسبب فرط كالسيوم الدم الذي يُضعف العظامَ ويُضر بالقلبِ والكلى.
-
تناول المكملات مع بعضها البعض أفضل
يعتقد البعض أن المكملاتِ كلَّها مفيدةٌ للجسم، وعليهِ يُفترض أن يكون تفاعلُها مع بعضها أمراً جيداً دائماً. أما الحقيقة، فهي أن هذا مفهومٌ لا يصح تعميمُه، ففي حين يساعد الفيتامين C على امتصاص الحديد مثلاً، وهنا يكون تفاعلهما جيداً، يمنع الزنك امتصاصَ النحاس، وبالتالي لا يصحُّ تناولُهما معاً.
واحفظ معي:
-
الفيتامين C والماغنيسيوم يؤثّر أحدهما على امتصاص الآخر، لذا الأفضل تناولهما في أوقات مختلفة من اليوم.
-
الفيتامين C والفيتامين B12 لا يصح تناولهما معاً، فالأول يقلل إمكانية امتصاص الثاني، لذا يجب تركُ مدة زمنية بينهما لا تقل عن ساعتين.
-
الفيتامين E والفيتامين K لا يصح تناولهما معاً، فالأول يسبب سيولةً في الدم، والثاني يساعد على تجلط الدم.
-
الفيتامين D يمكن تناولُه مع كلٍ من الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
-
المكملات الغذائية لا تتفاعل مع الأدوية العلاجية
يظن البعضُ أن المكملاتِ الغذائيةَ شيءٌ والأدويةَ العلاجيةَ شيءٌ آخر، وأنها لا تتفاعلُ مع بعضها. أما الحقيقةُ، فهي أن بعضَ المكملاتِ قد تتفاعل مع الأدويةِ التي يصفُها الأطباءُ لعلاجِ أمراضٍ معينة، مثل الفيتامين K الذي يساعد في تجلط الدم، وأوميغا 3 الذي يسبب زيادة سيولةً الدم، لذا فاحرص أن تشاركَ قائمةَ المكملاتِ التي تتناولها مع الطبيب أو الصيدلاني، واطلب الإرشادَ فيما يمكن متابعةُ تناولِه أو الامتناعُ عنه خلال مدة العلاج.
وأخيراً، هل كنت تعلم أنه من الممكن أن تتناول الفيتامينات A وD وK وE شهوراً طويلة دون أن تحقق لك أي فائدة؟ لماذا؟ لأن هذه الفيتامينات لا يمكن امتصاصها إلا بمساعدة الدهون، لذا من الضروري أن تتناول طعاماً يحوي بعض الدهون قبل تناول أحد هذه الفيتامينات.