صحــــتك

ميثيل دوبا دواء لارتفاع ضغط الدم آمن مع الحمل

الصورة
عمرو زيدان
دواء لارتفاع ضغط الدم آمن مع الحمل

يوجد العديد من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الصيدليات، لكن للأسف معظم هذه الأدوية غير آمنة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فما هو الدواء الآمن استخدامه أثناء الحمل لعلاج ارتفاع ضغط الدم؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، و ما هي أعراضه؟

يصاب بعض النساء بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، و قد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل للأم أو الجنين، بالإضافة إلى مشاكل أثناء وبعد الولادة، وللأسف أصبحت تلك المشكلة شائعة، حيث أشارت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن هناك امرأة على الأقل مصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل في كل 12 حالة حمل ما بين عمر 20 سنة إلى 44 سنة.

تختلف حالة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل باختلاف ظروف حدوث ارتفاع الضغط، إذا ما كان هذا الارتفاع قد حدث قبل، أثناء أو بعد الحمل، حيث تعتبر المرأة مصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن (Chronic Hypertension) إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم قبل حملها أو قبل حدوث الحمل بـ 20 أسبوعا.

وتعتبر السيدة مصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي والذي يسمى (Gestational Hypertension) إذا ما ظهر ارتفاع ضغط الدم فقط أثناء الحمل ولم تصحبه مشاكل في القلب أو الكلى، بالإضافة إلى عدم ظهور البروتين في البول. وغالبا ما يتم تشخيص هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بعد مرور 20 أسبوعا من الحمل أو عند اقتراب الحامل من الولادة، وهذا النوع عادة ما يختفي بعد الولادة، و مع ذلك يجب على المرأة أن تهتم بالفحوصات الطبية قبل وأثناء وبعد الحمل، لأن بعض السيدات قد يكنَ أكثر عرضة أن يتطور ارتفاع ضغط الدم الحملي إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن.

أما إذا كان ضغط الدم طبيعيا وبشكل مفاجئ حدث ارتفاع لضغط الدم بالتزامن مع ظهور بروتين في البول أو ظهور بعض المشاكل الأخرى بعد مرور 20 أسبوعا من الحمل، فهذه السيدة تعاني من تسمم الحمل أو ما يطلق عليه (Preeclampsia)، و من الممكن أيضا أن تصاب المرأة المصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن بتسمم الحمل في الثلاثة شهور الثانية أو الأخيرة من الحمل، كما أن هناك إحدى الدراسات التي أشارت إلى أن تسمم الحمل يحدث في واحدة من 25 حالة حمل في الولايات المتحدة.

تسمم الحمل قد يكون مصحوبا بأعراض مثل: صداع، عدم وضوح الرؤية، ألم في منطقة المعدة، غثيان وترجيع بالإضافة إلى تورم في الوجه واليد، وقد يكون غير مصحوب بأعراض في بعض النساء، لذلك السبب يجب زيارة طبيب مختص أثناء الحمل والمتابعة معه بشكل منتظم، لأن العلاج الوحيد والنهائي لتسمم الحمل هو انتهاء الحمل، كما أنه قد يتطور إلى حدوث تشنجات قوية فيما يعرف بـ (Eclampsia وهي حالة خطيرة جدا وطارئة، كما أن هناك بعض العوامل التي تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لحدوث تسمم الحمل من غيرها، وسوف نتحدث عنها لاحقاً في مقال آخر على الموقع بإذن الله، وسوف نختص فيه الكلام عن تسمم الحمل بالتفصيل.

الخبر الجيد في الموضوع أن ارتفاع ضغط الدم هذا يمكن منعه وعلاجه، لذلك أهم شيء يجب على المرأة الحامل أو المرأة التي تخطط أن تحمل في المستقبل أن تزور الطبيب المختص لتقوم باستشارته إذا كان هناك أي مشاكل في ضغط الدم لكي تحصل على العلاج المناسب.

 

ما هو الدواء الآمن لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟

يعتبر دواء ميثيل دوبا (Methyldopa) باسمه التجاري ألدوميت (Aldomet) هو الدواء الأكثر آمانا لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ويندرج هذا الدواء تحت العائلة الدوائية مثبطات مستقبلات ألفا الأدرينالية.

كيفية عمل دواء ميثيل دوبا (ألدوميت)

دواء ميثيل دوبا (ألدوميت) يعمل بواسطة تحوله في المخ إلي ألفا ميثيل نورابينيفرين، وبالتالي سيقوم بمنافسة النورابينيفرين علي مستقبلات ألفا الأدرينالية، مما يؤدي إلى التقليل من تأثيرها، بالإضافة إلى تأثيرها المنشط على مستقبلات ألفا 2 الأدرينالية في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تقليل المقاومة الطرفية وانخفاض ضغط الدم.

ما هي فوائد تناول دواء ألدوميت أثناء الحمل؟

يقوم دواء ميثيل دوبا بمنع المضاعفات الناتجة من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مثل الولادة المبكرة، انخفاض وزن الطفل عند الولادة، و مرض الأم والطفل الذي قد يكون خطيرا، بالإضافة إلى حالة تسمم الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

يقوم الدواء بعبور المشيمة ومن الممكن أن يتسبب في انخفاض خفيف لضغط الدم في الأطفال حديثي الولادة للأم التي تمت معالجتها، و نظرا لاستخدامه بفعالية وأمان تم اعتبار دواء ميثيل دوبا هو الاختيار الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم غير الطارئ أثناء الحمل.

 

هل هناك أي خطورة من تناول دواء ميثيل دوبا أثناء الحمل؟

يعتبر هذا السؤال هو الأهم عند الأم الحامل لأن بعض السيدات لا يتناولن أي دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل خشية من مخاطر الدواء على الجنين، برغم أن مخاطر و مشاكل ارتفاع ضغط الدم على الجنين والأم قد تكون أخطر، و لهذا السبب يجب استشارة الطبيب المختص في هذه الحالة وهو الذي سيقوم بتحديد ما إذا كانت فائدة الدواء أكبر من مخاطره أو العكس.

و بالنسبة لإجابة السؤال فاستخدام دواء ميثيل دوبا أثناء الحمل هو أمر شائع، خصوصا أنه لا يسبب أي ضرر في غالبية الحالات، معظم السيدات تبدأ العلاج بالدواء بعد انتهاء أول ثلاثة شهور من الحمل عندما يكتمل نمو الطفل، وحتى لو تناولت الأم الحامل الدواء في الثلاثة شهور الأولى من الحمل لن يحدث أي عيوب خلقية في الطفل، لأنه ليس هناك أي دليل على وجود علاقة بين تناول الدواء و ظهور أي عيوب خلقية في الطفل.

هل هناك بدائل يمكن تناولها بدلاً من دواء ميثيل دوبا؟

من الممكن أن تستخدم الأم الحامل أدوية أخري لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو لعلاج تسمم الحمل غير دواء ميثيل دوبا، و يكون وصف تلك الأدوية بحسب إرشادات الطبيب المختص الذي يقوم باختيار أحد الأدوية دون الآخر طبقا لعدة عوامل من ضمنها كيفية استجابة ضغط الدم لدى الأم الحامل للدواء و هل هناك أي آثار جانبية ناتجة عن تناول الدواء أم لا، حيث يقوم الطبيب المختص باختيار الدواء المناسب وفقا لتلك العوامل.

 

ما هي الأدوية البديلة لدواء ميثيل دوبا لعلاج ارتفاع الضغط أثناء الحمل؟

في البداية يجب علينا معرفة أن هناك أدوية مثيلة للدواء وهي الأدوية التي تحتوي على نفس المادة الفعالة (ميثيل دوبا) مثل دواء ألدوميت، دواء كادوميت، و دواء ألفا دوبا، و تلك الأدوية لها نفس الاستخدام والفعالية، بالإضافة إلى نفس الآثار الجانبية واختلافها يكمن فقط في اختلاف الاسم التجاري.

أما الأدوية البديلة لدواء ميثيل دوبا والتي يمكن استخدامها أيضا في علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فهي:

  • دواء لابيتالول: استخدام هذا الدواء شائع جدا للمساعدة في التحكم في ضغط الدم أثناء الحمل، بالإضافة إلى تقليل المخاطر والمضاعفات أثناء الحمل، هناك فئة كبيرة تعتبر دواء لابيتالول الدواء الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، حيث أظهرت بعض الدراسات عدم ظهور أي مشاكل أو عيوب خلقية عند الطفل بعد تناول الأم للدواء، لكن النساء اللاتي يتناولن الدواء أثناء الحمل يكنَ أكثر عرضة أن يلدن أطفالا صغيرة، حيث من الممكن أن يقوم الدواء بتقييد نمو الجنين.
  • دواء نيفيديبين: من الممكن أن يتم استخدام نيفيديبين أو أي دواء آخر من نفس العائلة، وهي حاصرات قنوات الكالسيوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، خاصة إذا قامت الأم الحامل بتناول دواء ميثيل دوبا ولم يعط النتائج المطلوبة، دواء نيفيديبين قد يكون الخيار الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إذا كانت الأم الحامل تشتكي من انقبضات مبكرة في الرحم خلال الشهر السادس أو السابع، فهنا يفضل استخدام دواء نيفيديبين لعلاج الولادة المبكرة أو ما يعرف بـ Premature labor .
  • دواء هيدرالازين: يستخدم الدواء في صورة أقراص بمفرده أو كدواء إضافي مع دواء ميثيل دوبا للتحكم في ارتفاع ضغط الدم المزمن في الحمل، ويعتبر هو الدواء المفضل لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشديد أثناء الحمل في الحالات الطارئة.

في النهاية، طبقا لمنظمة إدارة الغذاء و الدواء (FDA) فإن دواء ميثيل دوبا يعتبر هو الدواء الأكثر أمانا لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، حيث يصنف كـ (Category B)، على عكس الأدوية البديلة التي تم ذكرها في المقال والتي تصنف (Category C)، و مع ذلك فإن استخدام أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم في أول ثلاثة شهور من الحمل غير مفضل ولم يتم إثبات استخدامها بأمان، لذلك يجب على المريض استشارة الطبيب المختص، ويجب على المرأة أن تهتم بالفحوصات الطبية وزيارة الطبيب المختص قبل وأثناء وبعد الحمل.

 

المصادر:

Preeclampsia and High Blood Pressure During Pregnancy

High Blood Pressure During Pregnancy

Methyldopa

Methyldopa Pregnancy and Breastfeeding Warnings

Update on the Use of Antihypertensive Drugs in Pregnancy

آخر تعديل بتاريخ
21 مايو 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.