صحــــتك

التصلب المتعدد وتأثيراته على الحمل والولادة

التصلب المتعدد والحمل

مرض التصلب المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي. فيؤثر على خلايا الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب البصرية حيث يهاجم الجهاز المناعي طبقة البروتين المحيطة بالألياف العصبية  "الميالين".  وتعمل هذه الطبقة على عزل الإشارات الكهربائية التي يستخدمها الجهاز العصبي للتواصل. فعندما يتم تدمير هذا العزل يُقطع الاتصال، وتتلف أجزاء من الجهاز العصبي بشكل دائم. ومن الجدير بالذكر أن العالم يحتفل يوم 30 مايو من كل عام باليوم العالمى للتصلب المتعدد، ونستعرض في هذا المقال بعض المعلومات عن مرض التصلب المتعدد وعلاقته بالحمل والولادة.

ماذا عن أسباب التصلب المتعدد؟

لم يتوصل الأطباء إلى الأسباب الرئيسية لظهور أعراض التصلب المتعدد، إلا أنهم أجمعوا على عدة عوامل قد تزيد فرصة الإصابة مثل:

  • الجنس: ترتفع معدلات إصابة النساء بالتصلب المتعدد بمقدار ثلاث مرات أكثر من الرجال.
  • العمر: يحدث غالبًا في الفئة العمرية من 20-40 سنة.
  • بعض الفيروسات: هناك علاقة بين الإصابة ببعض الأمراض المعدية الفيروسية مثل فيروس إبشتين بار (EBV).
  • التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بالتصلب المتعدد إذا كان أحد والديك أو أخوتك مصابًا بالمرض.
  • نقص فيتامين (د): يرتبط نقص معدلات فيتامين (د) ارتباطًا وثيقًا بزيادة معدلات الإصابة بالتصلب المتعدد.
  • التدخين.

ما هي أعراض التصلب المتعدد؟

تتباين أعراض التصلب المتعدد، وتتفاوت شدتها طبقًا للمنطقة المصابة من الجهاز العصبي. فربما تظهر أي من هذه الأعراض أو كلها:

  • ضعف عضلات الذراعين أو الساقين.
  • صعوبة في المشي.
  • شلل جزئي أو كامل.
  • تشنج عضلات الجسم (زيادة التوتر العضلي اللاإرادي)
  • الشعور الدائم بالإرهاق.
  • صعوبة في الكلام.
  • خدر وتنميل في الجسم أو فقدان الإحساس بالوخز.
  • فقدان السمع.
  • ضبابية الرؤية أو فقدانها.
  • مشاكل في الذاكرة والقدرة على التركيز والانتباه.
  • مشاكل في التنسيق وتحقيق التوازن.
  • علامة ليرميت: وهي عبارة عن شعور مشابه للصدمة الكهربية عندما يحني الشخص رقبته إلى الأمام، حيث يشعر بتنميل أو تيار كهربي يمر في الظهر أو الذراعين.
  • أعراض الجهاز البولي، وتتضمن زيادة الرغبة في التبول، أو الشعور بحاجة ملحة للتبول والتبول​ على وجه الاستعجال.

أنواع التصلب المتعدد

هناك أربعة أنواع من التصلب المتعدد:

1- التصلب المتعدد الانتكاسي المتراجع

يعد التصلب المتعدد الانتكاسي المتراجع أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يصيب 85% من مرضى التصلب المتعدد.

يعاني المصابون بهذا النوع من نوبات متراوحة بين الانتكاس والهدأة. فيمر المريض في نوبة الانتكاس بتفاقم في الأعراض، وربما تأتي بأعراض جديدة، تليها نوبة الهدأة.

فيلاحظ المريض استقرار الأعراض وقلة حدتها. وقد تمتد فترة الهدأة لأشهر أو لسنوات دون ظهور أعراض أو نوبات انتكاس.

 

2- التصلب المتعدد المتقدم الأولي

 يصيب هذا النوع ما يقرب من 10% من مرضى التصلب المتعدد. فتظهر الأعراض في هذا النوع تدريجيًا وتتفاقم ببطء، فتلازم المريض طيلة حياته دون المرور بفترات هدأة أو تحسن.

3- التصلب المتعدد المتقدم الثانوي

يظهر هذا النوع كتطور في التصلب المتعدد الانتكاسي المتراجع  نتيجة استمرار تلف الخلايا العصبية. فتُشخص الحالة عندما يمتد تفاقم الأعراض مدة تتجاوز ستة أشهر متواصلة دون المرور بأي فترة هدأة أو تحسن.

فوجد الأطباء أنه إذا لم يتلقَ مريض التصلب المتعدد الانتكاسي المتراجع العلاج المناسب، فقد يصاب بالتصلب المتعدد المتقدم الثانوي في غضون عشر سنوات.

4- التصلب المتعدد الانتكاسي المتقدم

يمثل هذا النوع 5% فقط من حالات التصلب المتعدد. فيعاني المريض من أعراض تقدمية شديدة من البداية مصحوبةً بنوبات انتكاسية ما بين الحين والآخر.

كيف يتم تشخيص التصلب المتعدد؟

يجري الطبيب فحصًا طبيًا شاملًا كخطوة أولية نحو التشخيص، إلا أنه قد يصعب عليه التشخيص في بعض الأحيان لاختلاف أعراض المرض من شخصٍ إلى آخر.

كما يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي على الدماغ عن المناطق المصابة والتي تظهر على شكل ندبات فريدة في التصوير.

وقد يتطلب الأمر بعض الاختبارات المعملية لتأكيد التشخيص مثل:

  • فحص السائل الشوكي لتقييم فعالية ونشاط الجهاز المناعي في الجهاز العصبي المركزي.
  • فحوصات الجهود المُحرَّضة: هي اختبارات يتم فيها تحفيز واستثارة عدة أعصاب معًا وتسجيل نشاط الدماغ أو النخاع الشوكي كهربيًا.

علاج التصلب المتعدد

للأسف الشديد، لم يتوصل الأطباء حتى الآن لعلاج جذري لمرض التصلب المتعدد. ولكن هناك بعض العلاجات المتاحة يمكن أن تتحكم في الأعراض وتحسنها. فتعمل على إبطاء الإعاقات الجسدية والعاطفية المرتبطة بالتصلب المتعدد ومساعدة المرضى على تحقيق أعلى جودة ممكنة من الحياة لأطول فترة ممكنة. وتتضمن هذه العلاجات:

  • أدوية البيتا إنترفيرون (Beta-interferons).
  • غلاتيرأمير أسيتات (Glatirimer acetate).
  • أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة (Monoclonal antibodies).
  • ثنائي ميثيل فيوميرات (Dimethyl fumarate).
  • دواء الفينغوليمود (Fingolimod).

وهناك أيضًا علاجات للمساعدة في التحكم في الأعراض وشدتها ونوبات الانتكاس، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل والدعم النفسي.

التعايش مع التصلب المتعدد أثناء الحمل والولادة

أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت عن التصلب المتعدد والحمل أن هذا المرض لا يؤدي إلى زيادة حالات الإجهاض أو التشوهات الخلقية. بل أجمعت على أن الحمل - ولحسن الحظ - لا يزيد من آثار المرض أو أعراضه. فيُعتقد أن التغييرات الهرمونية التي تحدث في جسم السيدة أثناء الحمل تساهم في تقليل الالتهاب والحد من نشاط المرض وتقليل نوبات الانتكاس، وخاصة في الثلث الثاني والثالث من الحمل. هذا ما يجعل الحمل مصدر حماية طبيعية لنوبات انتكاس التصلب المتعدد.

إلا أن:

  • السيدة الحامل المصابة بالتصلب المتعدد ستحتاج إلى مراقبة طبية دقيقة لتتبع المرض وصحة الجنين أثناء فترة الحمل.
  • تعد معظم الأدوية المستخدمة لعلاج التصلب المتعدد غير آمنة للاستخدام أثناء الحمل.
  • يمكن اعتبار  كل من (العلاج الداعم / وإعادة التأهيل) ركنين أساسيين لمساعدتك في القيام بالأنشطة اليومية المعتادة باستخدام الأجهزة المساعدة مثل العصي والمشايات. كما يوفران برامج تمارين مختلفة لتحسين كفاءة العضلات وإعادة بناء المهارات الحركية، وتنمية مهارات التواصل إذا كنت تعانين من صعوبة في الكلام.
  • قد يضطر الأطباء إلى استخدام الكورتيكوستيرويدات لعلاج نوبات الانتكاس في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وربما يلجأون لاستخدام تبادل البلازما العلاجي كبديل للكورتيكوستيرويدات في الحالات الحرجة في الأشهر الأولى من الحمل.
  • أما عن الولادة، فيصعب على المريضة تحديد بدء المخاض في حالة تأثير المرض على أعصاب منطقة الحوض، مما يُفقدها الإحساس بانقباضات وآلام الولادة.
  • ويمكن أن يؤثر المرض أيضًا على كفاءة العضلات اللازمة لعملية الدفع أثناء الولادة. لذلك، فقد يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية، أو الولادة بمساعدة ملقط أو شفاط.

 

الرضاعة والتصلب المتعدد

أثبتت الدراسات زيادة خطر الانتكاس في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة. وأكدت اعتبار استقرار المرض قبل الحمل عاملًا أساسيًا في تقليل هذا الخطر.

كما أشارت أيضًا إلى دور الرضاعة الطبيعية في الحد من معدلات نوبات الانتكاس بعد الولادة.

فتنصح جمعية الأعصاب البريطانية (ABN) بالرضاعة الطبيعية أثناء تناول عقار البيتا إنترفيرون، ولكنها حذرت من استخدام دواء فينغوليمود أثناء الرضاعة لمخاطره على الرضيع.

لذلك فعلى مريضات التصلب المتعدد زيارة طبيب الأعصاب في أول أسبوع بعد الولادة لمناقشة خطة إعادة بدء العلاج وموعده وأثره على الرضيع.

وختامًا

لا يزال مرض التصلب المتعدد مرضًا لا يمكن التنبؤ به، إلا إنه لا يمكننا اعتبار مرض التصلب المتعدد عائقًا للحمل والرضاعة. ولكن مع التخطيط الجيد للحمل والمراقبة الطبية طوال فترة الحمل وما بعد الولادة ستصل المريضة هي وطفلها إلى بر الأمان في سلام ودون التعرض لنوبات انتكاس.

 

المصادر

Multiple Sclerosis and Pregnancy

Pregnancy, birth, breastfeeding and MS

Pregnancy and Multiple Sclerosis: An Update on the Disease Modifying Treatment Strategy and a Review of Pregnancy’s Impact on Disease Activity

Types of MS

آخر تعديل بتاريخ
06 سبتمبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.