تزايد الوعي الحكومي والمجتمعي في العالم العربي في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ تجاه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأت الجهود تتضافر لتوفير البرامج والأنشطة التعليمية والترفيهية المختلفة التي تساعد في تلبية حاجاتهم، وتمكنهم من الحصول على فرص متساوية مع بقية الأطفال، وتهيئ لهم فرص الاندماج في المجتمع.
ومع حلول الصيف، يبدأ أهالي هؤلاء الأطفال في البحث عن الأنشطة الصيفية التي تناسب احتياجات أبنائهم، لكن قد يشعر بعض الأهالي بالتردد، خوفًا من ألا يجد الطفل العناية التي يحتاجها، أو خوفًا من عدم قدرته على التواصل مع بقية الأطفال، أو من عدم فهم المشرفين لطبيعة حالته أو مشكلته.
ولهذه الأسباب تعد المخيمات الصيفية إحدى أفضل الفرص المتاحة، وذلك لانتشارها وتنوعها واختلاف أهدافها ونشاطاتها بما يتناسب مع طبيعة حالات الأطفال المختلفة؛ فبعض المخيمات - مثلًا - مخصصة فقط للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما تجمع أخرى بينهم وبين الأطفال العاديين لمساعدتهم على الاختلاط والاندماج.
والمخيمات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بعضها قد تقبل كل الحالات المختلفة، بينما تقبل مخيمات أخرى فقط أطفالًا ذوي حالات معينة مثل: أطفال التوحد، أو أطفال متلازمة داون، أو الصم والبكم وضعاف السمع، أو المكفوفين، وهكذا.
وقد تختلف أيضًا الأنشطة داخل المخيمات ومُدَد الإقامة، ومع بعض البحث والسؤال سيجد كل أهل ما يتناسب مع حالة أطفالهم.
* فوائد المخيمات الصيفية للأطفال
لن تختلف فوائد المخيمات الصيفية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عنها للأطفال العاديين، ومنها أنها:
1. تساعد الطفل على اكتساب الثقة بنفسه.
2. تساعد الطفل على الشعور بالاستقلالية والاعتماد على نفسه دون عناية الأهل والأطباء، مما قد يكسبه مهارات جديدة مثل القدرة على التصرف، وحل المشكلات، والتواصل مع الآخرين.
3. تساعد الطفل على الحركة وممارسة أنشطة متنوعة كالرياضة والرقص والرسم والنحت والسباحة، مما يساعد على تحسين صحته البدنية.
4. تعطي الطفل الفرصة للتعامل مع أطفال يعانون من نفس مشكلته مما يساعده على فهمها، ومنحه الثقة والدعم النفسي.
5. تعطي الطفل الفرصة للتفاعل مع أطفال آخرين، ولتكوين صداقات جديدة ومختلفة.
6. فرصة تقديم قدوات حسنة للأطفال.
7. فرصة للآباء لأخذ بعض الراحة.
* كيفية البحث عن المخيم المناسب؟
يعتمد اختيار المخيم على متطلبات الأهل وعلى ما يناسب الطفل، لذلك يُنصح بأن تكون عملية الاختيار جماعية، ويُنصح أيضًا بعمل قائمة بالأهداف المرجوة من ارتياد المخيم، والشروط التي يجب توافرها به، وإشراك الطفل أثناء اختيار المخيم، وأخذ رأيه سيساعده على اكتساب المزيد من الثقة بنفسه، والشعور بأهمية رأيه، وسيمكِّن الأهل من توفير الظروف التي تتناسب مع احتياجاته.
- من الأسئلة التي يجب طرحها على الطفل:
1. ما الذي يأمل في تحقيقه أثناء ارتياد المخيم الصيفى؟
2. ما هي تفضيلاته ونوعية الأنشطة التي يود ممارستها؟
3. ما هو نوع المخيم الذي يفضله؟ مخيم مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة أم مخيم يقبل جميع الأطفال؟
4. ما هي المدة الزمنية التي يستطيع قضاءها بعيدًا عن المنزل؟
5. هل لديه أصدقاء يود مشاركتهم في المخيمات الصيفية؟ وهل لديه أصدقاء لهم خبرة بارتياد المخيمات الصيفية؟
بعد تحديد نوع المخيم الذي يناسب هذه المتطلبات، يجب البحث الدقيق عن المخيم المناسب، وتتوافر المخيمات في المدارس والنوادي والمؤسسات الاجتماعية والمكتبات العامة، ويجب مراجعة البرامج الصيفية لكلٍّ من هذه الأماكن، وزيارة المخيم باصطحاب الطفل قبل اتخاذ القرار، ويجب أيضًا الانتباه لبعض الأمور الضرورية، مثل:
1. الفترة الزمنية للمخيم، ومُدَد جلساته.
2. سعر المخيم، وإمكانية الحصول على منحة.
3. أعمار الأطفال المشاركين في المخيم.
4. مكان المخيم، وكم يبعد عن المنزل.
5. عدد المشرفين المشاركين في المخيم، وخبراتهم، وقدراتهم على التعامل مع مشكلات الأطفال المختلفة.
6. المواصلات المتوافرة في المخيم.
7. النظام الغذائي الذي يوفره المخيم، وهل يتناسب مع الطفل.
8. العناية الطبية التي يوفرها المخيم، والأدوية، والإسعافات الأولية التي قد يحتاجها الطفل.
إذا شعر الطفل بالرهبة أو الخوف من البيات بعيدًا عن الأهل، يمكن له البدء بارتياد ورش عمل قصيرة قبل المشاركة بالمخيمات الصيفية.
