صحــــتك

لماذا يسرق الأطفال الصغار؟ وهل يطلق عليها سرقة؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق إذا اكتشفت أن طفلك قد سرق شيئا ما، سواء كان طفلك في سن ما قبل المدرسة أو أكبر من ذلك. فقد يحضر طفلك قطعة من الحلوى ويدعي أن شخصا ما قام بإعطائه إياها، أو يحضر طفلك البالغ من العمر سبع سنوات إلى المنزل لعبة من منزل أحد الأصدقاء أو من المدرسة أو الروضة.. إلخ. فما الذي يدفع طفلك لهذا الفعل، خصوصا إذا كنت لا تحرمه من شيء؟ وما الذي عليك فعله لكبح جماح هذا السلوك السيئ؟

لماذا يسرق الأطفال؟

نحن جميعًا نميل إلى أن نكون فضوليين ونرغب في ما لا يمكننا الحصول عليه. ويوضح الدكتور آرثر لافين، مسؤول قسم الشؤون النفسية والاجتماعية للأطفال في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، قائلا: "إذا طلبت من الأطفال عدم القيام بشيء ما أو أنهم لا يستطيعون أخذ شيء ما، فإنهم سيرغبون فيه". وفي حالة الأطفال على الرغم من أن الفعل يوصف بالسرقة لكنه ليس كذلك على وجه التحديد، لأن الطفل ما زال في مرحلة استكشاف للطبيعة البشرية ومنها التحقق من العناصر المحظورة أو الفضول والرغبة في الممنوع، كما أنه لا يعرف عواقب الفعل هذا ويحتاج إلى معرفة سبب الخطأ في التصرف بناءً على دافعه وكيفية المقاومة.

وهناك العديد من التعقيدات والمشاعر الأساسية التي قد تؤثر على قرار الطفل بالسرقة، وإن إدراك هذه الفروق الدقيقة ومعالجتها، مع توفير عواقب لسوء السلوك، يمكن أن يساعد الطفل لمقاومة إغراء السرقة في المستقبل. كما أنه من المهم أيضًا مراعاة عمر الطفل ونضجه وما سُرق والسياق. على سبيل المثال، يختلف أن يأخذ الطفل شيئًا من متجر أو شخص غريب عنه عندما يأخذه من أحد أفراد العائلة أو من داخل منزلك.
ويجب التفريق بين السرقة وسوء السلوك، بمعنى من الخطأ أن يأخذ الطفل الصغير الحلوى من وعاء في غرفة المعيشة دون أن يطلب ذلك. لكن هذا خطأ لأنه يخالف القاعدة، وليس لأنه سرقة. لذلك، يجب عدم وصف أي سلوك بصورة خاطئة ومعاقبة الطفل عليه بصورة خاطئة أيضا. وستساعدك معرفة سبب أخذهم للعنصر المعني ودوافعهم في صياغة خطة أكثر فاعلية للتعامل مع السلوك.

الأسباب الشائعة التي تجعل الأطفال يسرقون

أولا: نقص المعرفة والفهم

من الشائع أن يأخذ الأطفال الصغار والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة متعلقات الآخرين. في هذا العمر، يفتقرون إلى فهم واضح لكيفية تأثير السرقة على الآخرين وكيف يمكن أن تكون ضارة. حيث يمر الأطفال الصغار بمرحلة "ملكي"، وقد يأخذون شيئًا ولكنه ليس سرقة حقًا. قد يأخذون أيضًا شيئًا من متجر لمجرد أنهم لا يفهمون كيفية عمل الملكية أو الاقتصاد.

وبالنسبة لهم، قد يبدو أن جميع العناصر الموجودة على طول الممرات جاهزة للإمساك بها، وقد لا يتم احتساب مفهوم شراء شيء ما بالكامل حتى مرحلة الروضة أو ما بعدها.

لذا، ابدأ في التحدث مع طفلك عن السرقة ولماذا هي أمر خاطئ حتى يتمكن من تعلم احترام ممتلكات الآخرين. واشرح له أنه بحاجة إلى شراء أشياء لامتلاكها وأخذها إلى المنزل. وقم بإجراء محادثات منتظمة حول أهمية ترك ممتلكات الآخرين وشأنها. ويمكنك تقديم مثال على رغبتك في حماية العناصر الخاصة بك واحترامها وتقديم الاحترام نفسه للآخرين.

ثانيا: عدم التحكم في الانفعالات

غالبًا ما يعاني الأطفال الصغار من عدم قدرتهم على التحكم في الانفعالات. قد يكون لديهم ببساطة الدافع للمس ثم أخذ شيء ما دون حتى التفكير في الملكية أو تذكر أن شيئًا ما قد يكون محظورًا. وفي هذه الحالة، قد يضعون شيئًا يريدونه بسرعة في جيوبهم دون التفكير في العواقب. علم طفلك التحكم في الانفعالات وتحمل المسؤولية لمنع السرقة.

وبعد حوالي 18 شهرًا، يبدأ الأطفال في تجربة الأذى ويكونون أكثر ميلًا لمتابعة فضولهم. على سبيل المثال، إذا قلت له إنه يجب أن لا يرمي الملعقة أو أن يلمس شيئا ما، سيفعله على أي حال. وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فقد يفعلون أو يأخذون شيئًا ما في حالة اندفاع دون تفكير ولا يدركون تداعياتها.

ثالثا: ضغط الأقران

يصبح ضغط الأقران أكثر انتشارًا (وقويًا) من سن 6 أو 7 سنوات، فقد يسرق الأطفال لأنهم يعتقدون أن الأمر يبدو رائعًا وأنهم أصبحوا أكثر شجاعة وأن الجميع يفعل ذلك، أو قد يشعرهم ذلك بالإثارة، دون التفكير حقًا في العواقب. مثلا، يمكن أن يتعرض الطفل للضغط من قبل أقرانه لأخذ البضائع من متجر أو سرقة الأموال من حقيبة غير مراقبة. وفي أوقات أخرى، يسرق الأطفال الكبار لأنهم يريدون الحصول على أشياء جميلة لا يُسمح لهم بالحصول عليها أو لا يمكنهم تحملها بأي طريقة أخرى. أو يسرقون كطريقة للتمرد على السلطة. 

رابعا: اضطرابات في الصحة النفسية

يمكن أن تساهم الاضطرابات السلوكية الكامنة أو مشاكل الصحة العقلية أيضًا في مشاكل السلوك مثل السرقة. والطفل الذي يعاني من مشاكل عاطفية أو عائلية، مثل التعامل مع وفاة أو طلاق والديهم، قد يبدأ بالسرقة. وقد يستخدم الطفل الذي يتعامل مع الاكتئاب أو حالة صحية عقلية أخرى السرقة كطريقة للتأقلم. كما إن الأطفال الذين يشعرون بالوحدة قد يسرقون لجلب الانتباه. ومن المهم تقييم ما يجبر طفلك على السرقة والتعامل مع أي مشكلة تطرأ عليه.

استراتيجيات لتهذيب الطفل بدلا من الضرب

استراتيجيات الانضباط للحد من السرقة

من المهم معالجة أي حوادث سرقة على الفور. إذا تُركت دون رادع، فقد تزيد هذه السلوكيات أو تصبح مشكلة أكثر إلحاحًا تشير إلى وجود مشكلة تتعلق بالصحة العقلية. ولا يعني وقوع حادثة منعزلة أن مصير طفلك هو حياة الجريمة. بل يعني ببساطة أنه من المهم أن يتفاعل الآباء بشكل مناسب وأن يستخدموا الموقف كلحظة تعليمية... إذا سرق طفلك شيئًا ما، فتدخل على الفور. تحدث معه عما حدث. استخدم استراتيجيات الانضباط التي توضح لطفلك أن السرقة أمر خاطئ وانتهاك للثقة. ويمكن أن تجعل الاستجابة الصحية طفلك يفكر مرتين إذا ما تم إغراؤه بالسرقة مرة أخرى، وتمنعه من أن تصبح السرقة عادة لديه.

 

وسواء أحضر طفلك إلى المنزل عنصرًا مشبوهًا من المدرسة يدعي أنه هدية، أو إذا ضبطته يأخذ شيئًا من متجر، فإن الطريقة التي تعالج بها المشكلة ستؤثر على احتمال قيامه بالسرقة مرة أخرى. لهذا، خذ لحظة للتعامل مع عواطفك بهدوء قبل الرد، وبمجرد التفكير بوضوح، انتقل إلى معالجة المشكلة مع طفلك.

وفي ما يلي بعض استراتيجيات الانضباط المحددة التي يمكنك استخدامها لتثبيط السرقة:

1. أكد على الصدق

إجراء محادثات متكررة حول الصدق يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في منع الكذب والسرقة. أخبره بأنه إذا كذب عليك فهذا سيقوض ثقتك به وقد يتطلب منك تقليص حرياته. قدّم لطفلك عواقب أقل خطورة عندما يخبرك الحقيقة وامنحه الكثير من الثناء على صدقه. بالإضافة إلى ذلك، اعتمادًا على المخالفة وعمر الطفل، قد تكون السرقة أيضًا انتهاكًا للثقة يجب إصلاحه. ويجب أن يكون هناك طريق لاستعادة تلك الثقة، فاطلب من طفلك طريقة لإصلاح الأمر واستعادة الثقة بينكما. 

2. علمه احترام الممتلكات

اشرح لطفلك لماذا السرقة أمر خاطئ، كما أنه من المفيد مناقشة التداعيات القانونية للسرقة، خاصة عندما يكبر الأطفال حتى يفهموا تمامًا أنهم قد يواجهون مشاكل خطيرة إذا قاموا بالسرقة. ويمكنك مساعدة طفلك الصغير على فهم الملكية بجعله مسؤولاً عن ممتلكاته. على سبيل المثال، تحدث عن أهمية التعامل مع الألعاب بلطف، وضع قواعد حول الاحترام تضمن أن يسأل الجميع قبل استعارة الأشياء ويقرع قبل دخول غرفة شخص آخر. أيضا، مناقشة أهمية العناية الجيدة بالأشياء المستعارة وإعادتها إلى صاحبها. وإن أحد المهام التي تقع على عاتق الوالدين هي أن يظهروا لأطفالهم أين تكمن الحدود وما هي العواقب لتجاوزها.

3. إعادة البضائع المسروقة

إذا أمسكت طفلك ومعه أشياء مسروقة، فأصرر على إعادة البضائع المسروقة على الفور والاعتذار للضحية. لا تدعه يستفيد من السرقة. أيضا، يمكنك مساعدة طفلك في كتابة خطاب اعتذار أو مرافقته إلى المتجر لإعادة العناصر المسروقة أو دفع ثمنها. 

4. قدم العواقب

تأكد من تطبيق العواقب، واربط العواقب بما سرقوه. على سبيل المثال، قد يستفيد الطفل الذي يأخذ باستمرار الألعاب المفضلة لأشقائه دون إذن من الاضطرار إلى إقراض ألعابه لأخيه. يقول الدكتور جونز إن امتلاك ما فعلوه والاعتذار وجهًا لوجه يوفر أيضًا نتيجة قوية. يمكن أن يكون سحب الامتيازات أيضًا نتيجة منطقية. تأطير النتيجة، مثل ضياع وقت الشاشة، كنتيجة للاختيار الذي اتخذه الطفل، حتى يربط أفعاله بهذه النتيجة السلبية، كما يقول الدكتور لافين. قد يضطر الطفل الأكبر سنًا إلى القيام بأعمال إضافية لكسب المال ليدفع لشخص ما مقابل البضائع المسروقة.

5. ضع حلولاً للمشكلة

اعملوا معًا لحل المشكلات التي من شأنها تقليل احتمال وقوع المزيد من حوادث السرقة. والمفتاح هو تطوير مهارات حل المشكلات لدى طفلك وإشراكه في إيجاد حلول لتحدياته الخاصة. ويمكن أن يكون التذكير بالقواعد والتوقعات والتحقق من العناصر التي يريدونها ولكن لا يمكنهم الحصول عليها مفيدًا. وقد تحتاج إلى التخلص من الإغراءات لفترة من الوقت. على سبيل المثال، إذا كانت سرقة المتاجر تمثل مشكلة، فلا تسمح لطفلك الكبير بأن يكون غير خاضع للإشراف مع أصدقائه في المتاجر. واعمل على تحسين مهارات ضبط النفس قبل أن يذهب للتسوق بمفرده أو مع الأصدقاء. وإذا كان الطفل يحضر أشياء إلى المنزل، فقد يضطر إلى الانتظار حتى يستعيد ثقتك قبل الذهاب إلى منزل صديق مرة أخرى.

متى تطلب المساعدة المهنية؟

يمكن أن تكون للسرقة العديد من العواقب القانونية والاجتماعية والعاطفية للطفل، بما في ذلك الطرد من الحضانة أو المدرسة، فإذا كانت استراتيجيات الانضباط الخاصة بك لا تعمل على الحد من السرقة، فمن المهم أن تأخذ خطوة إلى الأمام، وتطلب المساعدة المتخصصة. ويمكن للمستشار المتخصص تحديد الأسباب الكامنة وراء السرقة. وفي بعض الأحيان، تكون مخاوف الصحة العقلية أو المشكلات السلوكية أو المشكلات الاجتماعية أو اضطرابات السلوك هي أصل المشكلة.

 

* المصدر:

What to Do If Your Child Steals

 

 

آخر تعديل بتاريخ
20 أكتوبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.