صحــــتك

كيف تساعد طفلك عندما ينتقل من مدرسة إلى أخرى؟

مثل ما تكون معظم التحولات صعبة على الكبار، سيكون الانتقال إلى مدرسة جديدة صعبًا على الأطفال، فهم ينتقلون إلى مجتمع جديد وأشخاص جدد. وتغيير المدارس وتكوين صداقات جديدة أمر مرهق لهم، ويمكن أن يسبب القلق وأعراض الاكتئاب إذا لم يُدعم الأطفال طوال العملية.

وسنشارك معك في مقالنا هذا الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تسهيل الانتقال من مدرسة طفلك القديمة إلى مدرسته الجديدة. وستتعلم كيف يمكن أن يتأثر طفلك والمدة التي سيستغرقها الانتقال، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية جعل العملية سلسة.

كيف يؤثر تغيير المدارس على الطفل؟

عادة ما يكون أداء معظم الأطفال الذين يُدعمون جيدًا عند الانتقال إلى مدرسة جديدة. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتنقلون كثيرًا أو الانطوائيين بشكل خاص، فقد يكون الطفل أكثر عرضة للتحديات. وفي الواقع، وجدت الأبحاث أن الأطفال الذين يتنقلون بشكل متكرر معرضون بشكل متزايد لخطر التحصيل الدراسي الضعيف، ومشاكل السلوك، وحتى التهرب من المدرسة. كما أنهم معرضون لخطر المشاكل الاجتماعية والصعوبات النفسية بما في ذلك قلة الكفاءة الاجتماعية وتدني احترام الذات.
ومثل ما قد يكون التغيير صعبًا على البالغين، يعاني الأطفال من مشاعر متشابهة: القلق، والخوف، والتوتر. لهذا، من المهم المحافظة على التواصل المفتوح والتحدث عن المشاعر والتحقق منها ومحاولة تشجيع صداقات جديدة.

ونظرًا لأنه من الصعب على الأطفال الحفاظ على روتين، فإن الانتقال يمكن أن يجعلهم يشعرون بالارتباك والانفصال، والأشياء التي جعلتهم يشعرون بالأمان، مثل غرفة نوم مألوفة ومساحة لعب، بالإضافة إلى مبنى مدرسي مألوف وأصدقاء، لم تعد جزءًا من محيطهم. وسيستغرق التعود على هذه التغييرات والتكيف مع منزلهم ومجتمعهم ومدرستهم الجديدة وقتًا. لأنه يقع على عاتق الطفل أن يبدأ من جديد بمعنى العثور على أصدقاء جدد وتحديد المعلمين والموظفين الذين يرى أنهم ودودون أو آمنون. ويمكن أن يكون المجهول مثيرًا للقلق - قد يصاب بعض الأطفال بأعراض جسدية مثل الغثيان أو الأرق.

كما ان تغيير المدارس يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تعطيل تجربة التعلم الخاصة بهم. لا يواجهون فقط مناهج مختلفة وتوقعات مختلفة في المدارس الجديدة، ولكن يمكن للمدارس أيضًا أن تختلف في مناخها وبيئاتها التعليمية. ومن المحتمل أن يؤدي تغيير المدارس إلى إحداث ثغرات في الخلفية الأكاديمية لطفلك. بالإضافة إلى ذلك، إذا قمت بالتغيير من مدرسة عامة حكومية إلى مدرسة خاصة، أو العكس، يمكن أن يكون هناك منهج مختلف تمامًا معتمد، ما قد يخلق فجوات أكبر في رحلة التعلم الخاصة بهم. كن مدركًا ومستعدًا للمساعدة في دعم فجوات التعلم هذه.

 

كم من الوقت سيستغرق التعديل؟

بينما يختلف كل طفل عن الآخر، قد يشعر بعض الأطفال بالراحة في مدرسة جديدة في غضون أسابيع قليلة، في حين قد يستغرق البعض الآخر عدة أشهر للتكيف. ,ستعتمد فترة التكيف إلى حد كبير على شخصية طفلك ومزاجه بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه.

وعموما، يجب أن ترى تحسنًا عادة في غضون شهر بالنسبة لأطفال المدارس الابتدائية، وقد يستغرق الأمر من شهر إلى شهرين للمراهقين، حيث يمكن أن يكونوا أكثر وعيًا بأنفسهم أو يخشون الرفض. وإذا كان طفلك يكافح من أجل التكيف، فتحدث معه وشاهد ما قد يعوقه. اسأل عما يحلو له وما لا يعجبه في مدرسته الجديدة. بعد ذلك، انظر إذا كان بإمكانك مساعدته على التركيز على الطرق الإيجابية أو طرق العصف الذهني لمعالجة السلبية.

من المهم أيضًا الاعتراف بمشاعرهم وتصديقها، بما في ذلك مشاعرهم بفقدان مدرستهم القديمة وأصدقائهم القدامى. ساعدهم في التحقق من مخاوفهم مثل "لا أحد يحبني"، والاعتراف بمدى صعوبة تكوين صداقات جديدة. أيضا، تحدث إلى المعلمين لتحديد ما إذا كان يمكن تقديم أي دعم إضافي لمساعدة طفلك، وحافظ على الصداقات السابقة كلما أمكن ذلك، وبهذه الطريقة لا يشعر الطفل بالانفصال التام عن الأصدقاء.

نصائح لمساعدة طفلك على الانتقال

من المهم التحلي بالصبر والتفهم عند مساعدة طفلك على التكيف. فالتغيير صعب بغض النظر عن العمر، ويستغرق وقتًا. وقد يتأقلم بعض الأطفال بسرعة ويطورون صداقات، في حين يستغرق البعض الآخر وقتًا أطول، فادعم طفلك بأفضل ما يمكنك وابحث عن طرق لجعل الانتقال أسهل.

وفي ما يلي بعض النصائح لمساعدة طفلك على الانتقال إلى مدرسة جديدة:

1. اشرح للطفل سبب الانتقال

من المهم أن تشرح لأطفالك سبب الانتقال، سواء كنت تنتقل لأنك غيرت وظيفتك، أو انفصلت، أو تريد أن تكون في منطقة تعليمية مختلفة، يحتاج أطفالك إلى معرفة السبب الحقيقي، فكن صادقًا، حتى لو لم يفهموا الأسباب تمامًا، فمن المهم أن نقدم لهم تفسيرًا مناسبًا للعمر.

حاول أيضًا أن تكون إيجابيًا قدر الإمكان بشأن هذه الخطوة. يتمتع الأطفال بقدرة خارقة على التعرف على تصورات البالغين في حياتهم ، لذا ركز على الإيجابيات مع الاعتراف بمدى صعوبة الانتقال. وإذا أحدثت هذه الخطوة تغييرًا في حياتك أيضًا، فكن صريحًا وشارك كيف تتعامل مع التغييرات أيضًا، حيث يحب الأطفال أن يعرفوا أن البالغين غالبًا ما يواجهون نفس المخاوف التي يعانون منها.

2. امنح طفلك فرصة الوداع

من الصعب قول وداعًا، لكن من الصعب أن تغادر من دون أن تقول وداعًا أيضا لكل الأشياء التي تعرفها وتحبها. خطط لوقت يستطيع فيه طفلك أن يقول وداعًا لمدرسته وأصدقائه ومعلميه. فقط لأنهم سيكونون في مدرسة جديدة لا يعني أن المدرسة القديمة ستكون أقل أهمية. وقد يكون من المفيد أيضًا منحه مساحة للتحدث عن مشاعره بشأن المغادرة وأي مخاوف لديه بشأن المضي قدمًا. وإذا أمكن، ضع خططًا للبقاء على اتصال مع زملائه في الفصل. على سبيل المثال، رتب موعدًا للم الشمل، أو إذا كنت بعيدًا، فخطط لإجراء مكالمة فيديو للحاق بالركب. لأن معرفة الطفل أنه سيرى أصدقاءه مرة أخرى بطريقة ما يمكن أن تساعده على الشعور بمزيد من الاستقرار أثناء تقدمه. في حين أنه لن يخفف من مخاوفه، فإن السماح له بالحفاظ على الاتصال يمكن أن يساعد كثيرا.

3. ادعم تعلمه

يمكن أن يؤدي تغيير المدارس إلى خلق بعض الفجوات في تعلم طفلك. قبل الانتقال، تأكد من مناقشة ما يتوقع أن يعرفه طفلك وما الذي سيتعلمه. وإذا لزم الأمر، فكر في الاستعانة بمدرس أو مساعدة أكاديمية أخرى. ,يمكن أن تساعد مقابلة معلم الطفل الجديد في وقت مبكر في توفير بعض الطمأنينة له في أيامه وأسابيعه الأولى في المدرسة الجديدة.

ويمكن أن يساعدك أيضًا في عمل جولة في المدرسة الجديدة مع طفلك لمعرفة الأماكن في المدرسة، مثل مكان الكافتيريا أو مكان الحمامات، ومكان المكتب ومن يمكنه مساعدته إذا تعرض لخطب ما، فهذا يمكن أن يساعد في التخفيف من بعض مخاوفه قبل اليوم الأول. 

4. ضع أهدافاً صغيرة معاً

بمجرد الاستقرار في مدرسته الجديدة، حددا الأهداف معًا، ساعده في تبادل الأفكار حول الشكل الذي قد يبدو عليه السيناريو المثالي، ثم قم بتقسيم ذلك إلى أهداف صغيرة يمكن التحكم فيها وقابلة للتحقيق. على سبيل المثال، قد يرغب في تحديد هدف لقول مرحبًا لشخص جديد واحد على الأقل يوميًا أو دعوة شخص ما للعب أو الدراسة. وقد يرغب أيضًا في تجربة شيء جديد أو طرح المزيد من الأسئلة في الفصل. المفتاح هو عدم البقاء راكدين في بيئتهم الجديدة، ولكن بدلاً من ذلك دفع أنفسهم قليلاً كل يوم لمنح المدرسة الجديدة والأشخاص الجدد فرصة. وإن تحديد أهداف صغيرة مع الطفل يساعده على تجاوز الانزعاج وتكوين صداقات.

5. كن مندمجاً في المجتمع

ابحث عن الأحداث والفرص المجتمعية لمساعدة طفلك على تكوين صداقات وعلاقات جديدة. وقم بتسجيله في الفصول الدراسية أو الرياضية أو الأنشطة الأخرى التي يهتم بها والتي ستساعده على مقابلة أطفال لديهم اهتمامات مماثلة. بهذه الطريقة، لا يقتصر الأصدقاء على المدرسة فقط، وهذا يمكن أن يساعده على الشعور بمزيد من الارتباط بمجتمعه الجديد. 

أخيراً.. 

سواء أكان طفلك يبدأ مدرسة جديدة الآن أم سيبدأ قريبًا ، فليس من السابق لأوانه، أو لم يفت الأوان، أبدًا، مساعدته على الانتقال. التغيير صعب سواء أكنت بالغًا أم طفلًا ، لذا اعمل على مواجهة التحديات معًا. كن داعمًا وصبورًا ومتفهمًا ، وفي النهاية سيتأقلم كلاكما مع المجتمع الجديد والمدرسة.

إذا وجدت أن طفلك لا يتأقلم جيدًا أو يبدو أنه يواجه تحديات أكثر مما كنت تتوقع ، فاتصل للحصول على الدعم. تحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بطفلك أو مستشار المدرسة أو اختصاصي الصحة العقلية. يمكنهم مساعدتك في وضع خطة تساعد طفلك على إدارة توتره وقلقه أثناء التكيف مع بيئته الجديدة.

 

* المصدر:

How to Help Your Child Transition to a New School

 

آخر تعديل بتاريخ
18 أكتوبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.