قد يشعر معظمنا بالقلق على الحالة الصحية في بعض الأحيان، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص فإن مخاوف الإصابة بالمرض تكون قوية جداً، حتى على الرغم من كونهم بصحة جيدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبة ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
إن الشخص الذي يعيش في خوف من الإصابة بمرض خطير، على الرغم من أن الفحوصات الطبية لم تكشف عن أي مشكلة، قد يكون مصاباً باضطراب الأعراض الجسدية، المعروف أيضاً باسم اضطراب القلق من المرض أو توهم المرض، والذي يتمثل بالوسواس تجاه الأمراض.
ماذا يعني وسواس المرض (توهم المرض)؟
اضطراب الأعراض الجسدية هو الخوف الدائم أو الاعتقاد بأن المرء يعاني من مرض طبي خطير غير مشخص، وتؤثر هذه الحالة على ما يصل إلى 5% من المرضى. وباختصار، الاضطراب هو حالة صحية عقلية، حيث يقلق الشخص بشكل مفرط تجاه حالته الصحية لدرجة تؤدي إلى جعل القلق نفسه سبباً للإنهاك، فالقلق على الصحة يتحول بحد ذاته إلى مرض.
أعراض وسواس المرض:
- الخوف من الوظائف الطبيعية للجسم: بالنسبة لشخص يعاني من وسواس المرض يمكن أن تبدو الوظائف الجسدية الطبيعية، مثل دقات القلب والتعرق وحركات الأمعاء، وكأنها أعراض لمرض أو لحالة خطيرة.
- الخوف من الأعراض الطفيفة: فيمكن لسيلان الأنف، أو للانتفاخ البسيط في العقد الليمفاوية، أو القرحة الصغيرة، أن يشعر المصاب بأنها مشكلات خطيرة جداً.
- التحقق والفحص: قد يقوم المصاب بهذا الاضطراب بفحص الجسم بانتظام بحثاً عن علامات لأي مرض أو حالة صحية.
- التركيز على الخوف من مرض معين: فقد يركز في خوفه على عضو معين في الجسم مثل الرئتين، أو قد يركز على الخوف من مرض معين مثل السرطان، وقد ينتقل هذا الخوف من عضو لآخر أو من مرض لآخر بين الحين والآخر.
- التحدث باستمرار عن المرض: قد يتسبب اضطراب الأعراض الجسدية في التحدث بشكل مفرط عن الصحة بشكل عام وباستمرار.
- زيارة الطبيب: قد يقوم بزيارات متكررة للطبيب.
- الهوس بالاطلاع على الأمراض: قد يقضي المصاب بهذه الحالة الكثير من الوقت في البحث على الإنترنت عن أعراض الأمراض المحتملة.
- عدم الشعور بالراحة عند الحصول على نتائج الفحوصات: فإذا جاءت الاختبارات سليمة قد لا يجد الشخص راحة في ذلك، بل وقد يزيد الأمر من سوء حالته، حيث قد تتزايد المخاوف لديه بألا أحد يصدقه، بالإضافة إلى الخوف من أن المشكلة قد لا يتم تشخيصها وعلاجها بنجاح.
- تجنب الطبيب: قد يتجنب بعض الأفراد المصابين بهذا الاضطراب العناية الطبية خوفاً من اكتشاف إصابتهم بمرض خطير.
- الانعزال: قد يتجنب المصاب بهذه الحالة الأشخاص والأماكن والأنشطة التي يعتقد أنها قد تشكل خطراً على صحته.
ومن الجدير بالذكر، يمكن أن يكون الخوف الشديد من المرض الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر علامة على الإصابة باضطراب الأعراض الجسدية أو سواس المرض.
ما مسببات الإصابة بوهم المرض؟
لا يعد السبب الرئيسي لهذه الحالة معروفاً بعد، لكن يمكن أن تعزز بعض العوامل من الإصابة بها، مثل:
- الاعتقاد: سوء فهم للأحاسيس الجسدية المرتبط بسوء فهم كيفية عمل الجسم.
- العائلة: الأشخاص الذين لديهم قريب مصاب بالمرض هم أكثر عرضة للإصابة به.
- التاريخ الشخصي: قد يكون الأشخاص الذين عانوا من تجارب صحية سيئة في الماضي أكثر عرضة للإصابة بالخوف والقلق والوسواس من فكرة عودة المرض مرة أخرى.
- روابط بحالات صحية أخرى: تم ربط الاضطرابات النفسية الأخرى باضطراب الأعراض الجسدية، حيث إن نسبة عالية من المرضى الذين يعانون من وسواس المرض يعانون أيضاً من الاكتئاب الشديد أو اضطراب الهلع أو الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام.
هل هناك علاج؟
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي واستخدام مثبطات إعادة السيروتونين الاختيارية، مثل فلوكستين وباروكستين، في علاج وسواس المرض. حيث يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي المريض على تبرير مخاوفه، ويمكن أن تقلل مثبطات إعادة السيروتونين الاختيارية من مستوى القلق من خلال الأدوية.
يقترح المركز الطبي بجامعة ميريلاند عدداً من العلاجات البديلة التي قد تخفف الأعراض، مع التحذير من أن هذه العلاجات لم تدعمها الأبحاث بعد، ويشمل ذلك تجنب المنشطات مثل القهوة والكحول والتبغ، وممارسة التأمل، وتناول الطعام الصحي.
المصدر:
