صحــــتك

هل يؤثر فيروس كورونا على سلوك المريض والصحة النفسية؟

الصورة
مصطفى سعيد
تدقيق طبي

فيروس كورونا أو جائحة كوفيد من نقاط التحول الكبيرة التي عصفت بالعالم وغيّرت الكثير نتيجة التغيرات في أنماط الحياة، وكذلك نتيجة لظهور العديد من الأمراض المتعلقة بتلك الجائحة، وسادت حياة العزلة والوحدة التي كانت تعم الجميع نتيجة أخذ الاحتياطات اللازمة عند تفشي المرض.

 كما أثرت الجائحة على النمو الاقتصادي والاجتماعي مما أثر سلبًا بالتأكيد على سلوك الفرد، وحياته النفسية، وقد تدهورت حياة العديد منهم نتيجة استسلامهم لليأس والعزلة التي كانت مصاحِبة للمرض، ومنهم  من تدهورت حالته الصحية وتركت الأثر النفسي لديه، كما أن هناك من فقدوا أعزاء لديهم مما سبب حدوث أذى نفسي لا يزول. في هذا المقال سنتعرف على تأثير فيروس كورونا على سلوك المريض والصحة النفسية. 

ما هو فيروس كورونا وما طرق انتقاله؟ 

فيروس كورونا أو كوفيد هو أحد الأمراض الفيروسية من نوع كورونا الذي انتشر منذ عام 2019، وبدأ في الانتشار والتحول إلى جائحة في عام 2020، ومن أكثر الطرق انتشارًا للمرض هو الهواء، حيث ينتقل الفيروس في ذرات التنفس الصغيرة التي تنتقل من شخص لآخر مع السعال والعطاس، وبعض الأشخاص تكون الأعراض لديهم خفيفة، والبعض الآخر يضطر للذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ما هي عوامل الخطورة لانتشار فيروس كورونا؟ 

من عوامل الخطورة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا هي كون الشخص يعيش مع آخر مصاب بهذا المرض، أو في حالة التواجد في الأماكن الرديئة التهوية والتي فيها عدد كبير من تجمعات الأشخاص كأماكن العمل المزدحمة، ووسائل المواصلات، وخاصة في حالة تواجد شخص مصاب بينهم مع عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات، ومن هنا يجب الالتزام بإجراءات السلامة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة المغلقة، والحفاظ على غسل الأيدي باستمرار، مع تغطية الأنف والفم عند السعال، والحفاظ على ارتداء الكمامات الوقائية.

 كيف يؤثر فيروس كورونا على الصحة النفسية للفرد؟ 

هناك بعض الأعراض النفسية التي تظهر على الفرد نتيجة تعرضه لفيروس كورونا، منها: 

  • صعوبة النوم، والشعور بالقلق، والتوتر.
  • الاكتئاب والوحدة، وزيادة مشاكل العصبية.
  • استخدام المواد المخدرة والكحوليات.
  • مشاكل في التركيز على المهام اليومية، أو القيام بالأعمال الروتينية.
  • آلام في الجسم، ومشاكل في الشهية.
  • فقدان الاستمتاع بالكثير من الأشياء التي كانت مهمة لدى الفرد.

كيف يمكن تجنب سوء التعامل مع فيروس كورونا؟ 

قد يستخدم بعض الأشخاص الكثير من الطرق غير الصحيحة في التعامل مع الأعراض التي يصابون بها مع فيروس كورونا، وقد تشمل تلك الأساليب ما يلي: 

  • النوم لفترات طويلة، أو تقليل ساعات النوم عن الحد الطبيعي بكثير.
  • إساءة استخدام الأدوية، واستخدام الأدوية غير المشروعة.
  • الإفراط في تناول الطعام.
  • تجنب التعامل مع الأشخاص الآخرين.

وفي حالة رغبة الشخص في التعافي من الأعراض التي تؤرق عليه حياته عليه الاستعانة بمساعدة الآخرين، سواء من العائلة أو الأصدقاء، أو من لديه القدرة على تقديم الدعم، كما يجب الاستعانة بعمل الإجراءات اللازمة من الرعاية الذاتية التي تساعد على التوازن الصحي، وتقلل من التوتر، وتساعد على الشفاء.

نصائح تساعد على الرعاية الذاتية لمرضى كورونا 

هناك بعض النصائح التي تساعد الفرد على اجتياز الآثار السلبية لكورونا على الصحة النفسية وسلوك الفرد، ومنها: 

  • الحصول على القدر الكافي من النوم عن طريق تحديد الوقت المحدد كل يوم للذهاب إلى النوم، مع الالتزام في ذلك، والحرص على جودة النوم، فليس المهم عدد ساعات النوم الكثيرة، ولكن المهم أن يكون النوم مريحًا وعميقًا، فذلك يحسن من الصحة العقلية وكذلك صحة القلب.
  • ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية يمكن أن تقلل من التوتر، وتحسن من الحالة المزاجية للفرد، كما تفيد ممارسة المشي في الهواء في الوقاية من الأمراض، والتخلص منها مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
  • تجنب الأطعمة غير الصحية، والتي تحتوي على نسب كبيرة من السكريات والدهون والأملاح، والالتزام بالأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية كالبروتينات والفيتامينات والمعادن.
  • تجنب استخدام الأدوية غير المشروعة، وسوء التعامل المفرط مع الأنواع المختلفة من الأدوية بزعم أنها تفيد في حالات الاكتئاب، وتحسين الحالات المزاجية، وعدم تناول أي أدوية بدون استشارة الطبيب المختص.
  • البقاء على الاتصال مع الآخرين من العائلة والأصدقاء، مما يحسن من الصحة العقلية للفرد، ويحسن من سلوك الفرد الخاطئ. 
  • مواجهة الأزمات بالتفاؤل والابتسامة، فالأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة لديهم جهاز مناعي قادر على المواجهة والتصدي للعديد من الأمراض.

كيف يؤثر سلوك الآخرين الخاطئ على الصحة النفسية لمريض كورونا؟ 

قد يؤثر سلوك الأشخاص الخاطئ ممن يحيطون بمريض كورونا على صحته النفسية، إذ يعتبرون الفرد المصاب وكأنه وصمة عار في حالة وصفه بالمرض، وقد يبتعد عنه الآخرون بطريقة تؤثر سلبياً على نفسيته، وتشعره بالوحدة، والانعزال التام، كما يمكن استبعاد هؤلاء الأشخاص من العمل أو التجمعات الأسرية نتيجة إصابته بالمرض، وهذا ما أشرنا إليه من تأثير كورونا على الصحة النفسية للفرد.

ويجب على الأشخاص الإيجابيين المحيطين بالفرد، وكذلك فريق الرعاية الصحية توعية الفرد أن كورونا ليست إلا مرضًا كغيره من الأمراض، له أعراضه وطرق علاجه، كما يجب الابتعاد عن الشائعات أو المصادر غير الموثوقة في الحصول على المعلومات بشأن المرض، مما قد يؤثر على سلوك الفرد بدون داعٍ.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية لمرض كورونا؟ 

أثرت جائحة كورونا على الصحة النفسية للشباب الذين هم أكثر عرضة لذلك، بما في ذلك الأفكار السلبية كالانتحار، وإيذاء الذات. والنساء أكثر تأثرًا بالمرض من الرجال، وخاصة في حالة الإصابة بظروف صحية سابقة كأمراض التنفس، أو أمراض القلب، وكذلك مَن لديهم تاريخ سابق من الأمراض النفسية عندما يصابون بالمرض فهم الأكثر عرضة لدخول المستشفى وتلقى العلاج. 

كيف يؤثر القلق من مرض كورونا على الصحة الجسدية والعقلية؟ 

تؤثر مشاعر القلق على صحة الفرد الجسدية، وقد تشمل بعض الأعراض ما يلي: 

  • زيادة التعرق.
  • زيادة ضربات القلب، وجفاف الفم.
  • التنفس السريع، والشعور بالدوار.
  • ضيق التنفس، والذي بدوره يعاني منه الفرد نتيجة الإصابة.
  • مشاكل في الذاكرة والتركيز، وقد يعاني منها بعض المصابين وليس حتمًا أن تؤثر على جميعهم.

هل تستمر المشاكل النفسية بعد فيروس كورونا على المدى الطويل؟ 

هناك بعض الأمراض النفسية التي تستمر على المدى الطويل بعد التعرض لجائحة كورونا، ومن أمثلة ذلك الوسواس القهري الذي قد تتفاقم أعراضه بسبب الضغوط النفسية من المرض كهوس التنظيف، أو وسواس التلوث، كما أن فقدان مصدر الدخل وتأثير فيروس كورونا على الجانب الاقتصادي للأفراد من العوامل التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأفراد. 

آخر تعديل بتاريخ
17 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.