صحــــتك

ما هي متلازمة الأم المستنفدة وكيف تتعاملين معها؟

ما هي متلازمة الأم المستنفدة ؟ وكيف تتعاملين معها؟
متلازمة الأم المستنفدة المرهقَة

قد تكون المرأة هي الأكثر قدرة على القيام بمهام متعددة، ولكن هذه القوة الكبيرة تعني أيضًا أنها قد تكون الأكثر عرضة للإرهاق، والأمهات اللاتي لا يعتنينَ بأنفسهنّ فقط بل وبالعائلة أيضًا، معرّضات للخطر بشكل خاص، ومن هنا تنبثق متلازمة الأم المستنفدة التي تبلغ فيها الأم مرحلة من الإرهاق والتعب النفسي والبدني لا تستطيع فيها الاستمرار بالقيام بمهمّاتها. نتعرف فيما يلي على متلازمة الأم المستنفدة وكيف يمكننا التعامل معها.

متلازمة الأم المستنفدة

لا تُعد متلازمة الأم المستنفدة تشخيصًا طبيًا معترفًا به، ولكنه مصطلح أصبح شائعًا على وسائل التواصل الاجتماعي لوصف الإرهاق الذي قد تسببه الأمومة، وذلك لأن النساء يعانينَ من مستويات أعلى من التوتر والقلق مقارنة بالرجال عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات اليومية.

من المرجح أن يبني الرجال قراراتهم على الحقائق ويتركون العواطف جانباً، بينما عادةً ما تتخذ النساء القرارات بناءً على الحقائق والعاطفة على حد سواء، وتتضاعف الخسائر العاطفية بمحاولة تحقيق التوازن بين النجاح في العمل، وغالبًا ما تكون هي الراعية الأساسية لأي أطفال في المنزل، وإدارة المهام الأخرى المتعلقة بالأسرة والبقاء على رأس الأعمال المنزلية، ولذلك فإن إرهاق الأمهات أمر حقيقي، ويستحق أن يسمى متلازمة الأم المستنفدة.

تحتفظ العديد من الأمهات بقائمة المهام في ذهنها، وإدارة كل هذه المهام قد تكون مرهقة، وقد ينشأ عنها شعور بالذنب عند الفشل بالقيام بها على أكمل وجه، ولهذا فإن الإرهاق قد يكون نفسياً أيضاً وليس فقط بدنياً، ولهذا أيضاً تصاب النساء به أكثر من الرجال.

أعراض متلازمة الأم المستنفدة

تؤدي محاولة القيام بكل شيء طوال الوقت إلى اختلال التوازن الذي يؤدي إلى اختلال كل شيء، بما فيه عواطف الأم، وإذا استمر ذلك لفترة طويلة، فإنه يؤدي إلى الإرهاق. ينطبق مفهوم التعب والإرهاق النفسي في الأصل على الإجهاد الوظيفي مع ثلاثة أعراض مميزة، وهي:

  • نقص الطاقة أو الإرهاق.
  •  الشعور بالسلبية.
  •  ضعف الأداء.

ولكن قد يكون من الصعب بعض الشيء معرفة كيفية تطبيق أعراض الإرهاق المرتبطة بالعمل على حياتك الخاصة وإمكانية تعرضك لمتلازمة الأم المستنفدة. فيما يلي نظرة إلى كيفية تأثير هذه الأعراض في الأم.

أعراض نقص الطاقة أو الإرهاق

يسبب نقص الطاقة أو الإرهاق أعراضًا مثل:

  • الإرهاق الجسدي.
  • الإرهاق الذهني.
  • انخفاض مستويات الطاقة.
  • مشاكل في النوم.
  • الشعور بنفاد الطاقة، وكأن إضافة أي شيء آخر إلى قائمة مهامكِ قد يحطمكِ.

أعراض المشاعر السلبية

قد تشمل أعراض المشاعر السلبية:

  • التقلبات العاطفية، مثل الشعور بالحزن والقلق وسرعة الانفعال.
  • الشعور بالغضب سواء عبّرت عن ذلك للآخرين أم لا.
  • الشعور بالاستياء تجاه أطفالك أو شريكك أو غير ذلك.
  • الشعور بالضغط والخجل من "ذنب الأم".

أعراض ضعف الأداء

قد يشتمل ضعف الأداء على:

  • الانقطاع عن شبكة علاقاتك الاجتماعية أو نظام الدعم.
  • فقدان الاهتمام بالأشياء التي تحبينها.
  • القلق الشديد أو الشعور بالنقص كأم.
  • الانسحاب أو الانفصال عن الآخرين.
  • الشعور بالفشل في بعض الجوانب.

كيف يمكن التعامل مع متلازمة الأم المستنفدة ؟

تُعد الخطوة الأولى لمكافحة متلازمة الأم المستنفدة هي الوعي وإدراك هذه المشكلة، فإذا أدركَت الأم أنها مصابة بالإرهاق أو أنها تتجه إليه، فعليها أن تعلم أنها بحاجة للتعامل معه. يمكن التعامل مع متلازمة الأم المستنفدة من خلال ما يلي:

تعلّمي التعايش مع الفوضى

تعطينا وسائل التواصل الاجتماعي فكرة أن منزلنا يجب أن يبدو مثالياً دون أدنى فوضى، ولكن الحقيقة هي أننا يجب أن نتقبل فكرة تأجيل غسل الأطباق أو كنس المنزل ليوم واحد في بعض الأحيان. توقفي واسألي نفسك إذا كنت تحرمينَ نفسك من النوم بسبب الأعمال المنزلية: هل يجب فعلًا القيام بذلك الآن؟ أم هل يجب أن أعطي نفسي الأولوية في هذه اللحظة؟

توقّفي عن المقارنة

لا يعني أن قدرة مَن حولك على القيام بأمور أنت تعجزينَ عنها أنك فشلتِ، ولهذا تخلصي من فكرة أنه يجب عليك القيام بكل شيء على أكمل وجه مثلما يقوم به الآخرون من حولك. ينشأ الشعور بالذنب عندما نَحكم على حياتنا بناءً على ما يفعله الآخرون، أو على الأقل التظاهر بذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الواقع هو أن علينا القيام بما هو مناسب لنا ولعائلتنا فقط، وليس ما يُظهره الآخرون.

قولي لا

عندما تقولين نعم لطلبات الآخرين من حولك فأنت تقولين لا لنفسك، ولهذا لا بد من إعادة تقييم مسؤولياتك وأن تتقلبي التخلي عن بعض الأمور. إذا كنت منشغلة بشكل كبير في العمل مثلاً، دَعي بعض الأمور الأخرى التي تَستنزف وقتك وجهدك، مثل عدم المشاركة في نشاط معين، أو رفض طلب التطوع في فعالية ما تنظمها مدرسة طفلك. أعيدي تقييم قائمة مهامك في المنزل أيضاً، وفكّري في الاستعانة بآخرين للقيام ببعض المهام المنزلية مثل شريكك أو أطفالك إن كان ذلك ممكناً.

تنفسي وتحركي

قد يؤدي الضغط المستمر الناتج عن القيام بكل شيء إلى زيادة هرمون التوتر الكورتيزول الذي قد يعيث فسادًا في الجسم، وهذا يمكن أن يسبب ضعفاً في الذاكرة وتقلبات المزاج وزيادة الوزن. يمكن مواجهة كل هذه التأثيرات السلبية من خلال:

  • التنفس العميق: خذي أنفاسًا بطيئة وعميقة على مدار اليوم. يمكن لتقنيات التنفس أن تساعدك في نقل جسمك إلى حالة أكثر استرخاءً وخالية من التوتر أيضاً.
  • ممارسة الرياضة: سواءً خصصت وقتًا للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو مجرد المشي، فإن الحركة يمكن أن تساعدك على التخلص من التوتر بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى.
  • التأمل: إذا لم يسبق لك التأمل من قبل، فقد يبدو الأمر شاقًا أو مستهلكًا للوقت، ولكن هناك العديد من أنواع التأمل التي من المؤكد أن أحدها سيجد صدى لديك، ويمكنك حتى القيام به وأنت نائمة.

خذي وقتًا لنفسك

إذا لم تخصصي وقتًا للاعتناء بنفسك، فإن الإرهاق سيستمر وسيزداد سوءًا، وسيتطور إلى متلازمة الأم المستنفدة. وبصفتك أحد الوالدين فأنت مسؤولة عن الكثير من المواعيد والأنشطة للآخرين، مما يجعل من السهل جداً أن تجعلي نفسك في آخر سلم الأولويات، ولكن من الضروري جداً أن تخصصي وقتاً لنفسك تقومينَ به بما تحبين من الأنشطة والهوايات بعيدا عن المسؤوليات وضغوط الحياة.

الأسئلة الشائعة

ما إرهاق الأمهات وكيف يمكنني التعرف عليه؟

يشير مصطلح إرهاق الأمهات إلى الإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي الذي تواجهه العديد من الأمهات نتيجة محاولتهنَ القيام بكل شيء، وتشمل العلامات الشائعة الشعور بالاستنزاف، والإرهاق العاطفي، وسرعة الانفعال.

كيف يمكنني التعامل مع الإرهاق الذي يصيب الأمهات؟

ابدئي بالتعرف على العلامات واسمحي لنفسك بالتمهل، وأعطي الأولوية للرعاية الذاتية، واستعدي لأن تقولي لا عند الحاجة، وتوقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين، واطلبي الدعم سواء من العائلة أو الأصدقاء أو أخصائي الصحة النفسية إن لزم الأمر.

نصيحة من موقع صحتك

غالبًا ما يعني وضع حد لمتلازمة الأم المستنفدة طلب المساعَدة، وقد يشمل ذلك إشراك العائلة، خاصةً إذا لم يتعرفوا على علامات الإرهاق الذي تشعرينَ به. اجعلي أطفالك وشريكك يشاركونك في الأعمال المنزلية، ووزّعي العمل بين أفراد الأسرة. من المهم أيضًا تطوير علاقات هادفة مع العائلة أو الأصدقاء والحفاظ عليها، وليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، لذا خصصي وقتاً للتفاعلات الجيدة وجهاً لوجه أيضاً.

إذا لم تتمكّني من معرفة أين البداية، أو إذا لم تستطيعي التغلب على الإرهاق بمفردك، فكّري في مقابلة أحد المتخصصين، إذ يمكن أن يساعدك الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي في ذلك، وقد يساعدك أيضاً في التعرف بسهولة أكبر على علامات الإجهاد والإرهاق لدى النساء، وإرشادك إلى كيفية التعافي منه.

آخر تعديل بتاريخ
24 أبريل 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.