يُعد كل من الفصام واضطراب الشخصية الفصامية حالتان تندرجان فيما يُعرف بطيف الفصام، وتؤثّر الحالتان على سلوك الشخص وتفكيره. يُعد اضطراب الشخصية الفصامية اضطرابا في الشخصية، أما الفصام فهو مرض نفسي خطير، وعلى الرغم من التشابه بين الحالتين، فإنهما حالتان مختلفتان. نناقش في هذه المقالة الفرق بين الفصام واضطراب الشخصية الفصامية.
كيف يختلف الفصام واضطراب الشخصية الفصامية ؟
هناك اختلافات في الأعراض التي تظهَر على المصابين بالفصام وعلى المصابين باضطراب الشخصية الفصامية من ناحية كيفية تصنيف الأطباء لهما وتشخيصهما، فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من أعراض ذهانية مميزة تشمل الهلوسات والأوهام التي تجعلهم يفقدون إحساسهم بالواقع، بينما لا يعاني المصابون باضطراب الشخصية الفصامية من هذه الأعراض، ولا يفقدون إحساسهم بالواقع ولا ينفصلون عنه، ولا يعيشون في عالمهم الخاص. لذلك، يصنّف الأطباء الفصام على أنه اضطراب ذهاني، بينما يصنّفون اضطراب الشخصية الفصامية على أنه اضطراب في الشخصية ينطوي على أنماط فكرية وسلوكية تؤثّر على حياة الشخص اليومية.
الفصام
يُعرف الفصام بأنه مرض نفسي يؤثّر على تفكير الشخص ومشاعره وسلوكه، وقد يعاني الشخص المصاب بالفصام من تغيرات تدريجية في تفكيره ومزاجه وتصرفاته في المواقف الاجتماعية. تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكنها قد تشمل الأعراض الذهانية التي تؤثر على كيفية اختبار الشخص للواقع، مثل:
- الهلوسة، بما في ذلك سماع الأصوات.
- الأوهام أو المعتقدات القوية غير الحقيقية.
- الصعوبة في التفكير.
- الصعوبة في الحركة أو تكرار الحركات.
الأعراض السلبية، مثل:
- فقدان الدافع.
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
- الانسحاب من الحياة الاجتماعية.
- صعوبة في إظهار المشاعر.
الأعراض المعرفية التي تؤثّر على انتباه الشخص وتركيزه وذاكرته، مما يجعل من الصعب عليه:
- متابعة المحادثة.
- تعلّم أشياء جديدة.
- تذكّر المواعيد.
وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي، يصيب الفصام أقل من 1% من سكان الولايات المتحدة. قد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الفصام أكثر عرضة لخطر الإصابة به، وقد تزيد أيضًا بعض التجارب الحياتية والعوامل البيئية من عوامل خطر حدوث هذا المرض لدى الشخص.
اضطراب الشخصية الفصامية
اضطراب الشخصية الفصامية هو اضطراب في الشخصية يؤثّر على سلوك الشخص، ويُظهِر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب سلوكيات قد يصفها الآخرون بأنها غير عادية أو غريبة، مثل:
- عدم الراحة مع العلاقات الوثيقة، وصعوبة تكوين علاقات وثيقة.
- معتقدات غير عادية أو سحرية، مثل الإيمان بالخرافات أو التخاطر.
- القلق الاجتماعي المفرط.
- سلوك غريب أو غير عادي.
- أنماط تفكير غير عادية.
- الشكوك.
- تصورات مشوَّهة ليست هلوسة.
- كلام غير عادي.
- طرق غير عادية للتعبير عن أنفسهم.
علاج الفصام واضطراب الشخصية الفصامية
لا يوجد علاج يشفي من أي من الحالتين تماماً، ولكن هناك علاجات تساعد في السيطرة عليهما بشكل كبير.
علاج الفصام
تقلل بعض العلاجات من الأعراض بشكل فعال، إذ تساعد هذه العلاجات المصابين بالفصام في السيطرة على الحالة المرضية وتحسين الأداء اليومي وتحقيق أهداف الحياة. وهي تشمل:
- الأدوية المضادة للذهان.
- العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الداعم، والتدريب على المهارات السلوكية.
- برامج الدعم والرعاية.
علاج اضطراب الشخصية الفصامية
قد يَستخدم المعالجون في النفسية كلاً من العلاج النفسي والأدوية المضادة للذهان لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية، ولكن لا يوجد حالياً علاج محدد لهذا الاضطراب، ولهذا فإن الهدف هو التحكم في أعراض الشخص وتحسين نوعية حياته.
يواصل العلماء تقييم علاجات اضطراب الشخصية الفصامية ودراستها، إذ نُشر مقال في عام 2018 استعرض فيه الباحثون طرق تشخيص وعلاج هذا المرض، ووجدوا أن أكثر العلاجات فعالية لهذا الاضطراب هو دواء ريسبيريدون يليه دواء أولانزابين.
تشخيص الفصام واضطراب الشخصية الفصامية
يعتمد تشخيص المرضين على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.
تشخيص الفصام
يُستخدم هذا الدليل لتشخيص مرض الفصام، ووفقاً للدليل يجب أن يعاني المريض من عرَضَين أو أكثر خلال جزء كبير من شهرٍ واحد، ويجب أن تظهَر عليهم علامات الاضطراب لمدة 6 أشهر على الأقل، بما في ذلك شهر واحد على الأقل من الأعراض التي تشمل:
- الأوهام.
- الهلوسة.
- الكلام غير المنظم.
- السلوك غير المنظم بشكل صارخ.
- الأعراض السلبية.
يجب أن يعاني الأشخاص أيضًا من خلل اجتماعي أو مهني، ويعني هذا عدم القدرة على التصرف بشكل طبيعي في المواقف الاجتماعية أو في العمل.
تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية
تشمل معايير التشخيص بالنسبة لاضطراب الشخصية الفصامية وفقاً لهذا الدليل نفسه ما يلي:
- التفكير السحري، أو المعتقدات غير العادية والشاذة.
- أنماط تفكير وكلام غير عادية أو غريبة.
- قلة الأصدقاء المقربين.
- التفكير بجنون الارتياب أو الشك والارتياب.
- القلق الاجتماعي المستمر والمفرط الذي قد يترافق مع جنون الارتياب.
- أوهام جسدية، أو تصورات غير عادية.
- الاعتقاد الخاطئ بأن الأحداث العشوائية ترتبط مباشرة بشخص ما.
- ردود فعل غير ملائمة.
- السلوك أو المظهر الذي قد يراه الآخرون غريبًا.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق الرئيسي بين الفصام واضطراب الشخصية الفصامية ؟
يتمثل الفرق الرئيسي بين الفصام واضطراب الشخصية الفصامية هو أن الأشخاص المصابين بالفصام غالبًا ما لا يدركون أن لديهم مشكلة نفسية وتكون لديهم أعراض ذهانية، مثل تغيرات في طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم وتجربتهم للعالم. أما الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية فلا يعانون من ذلك.
ما الفرق بين الفصام والاضطراب الفصامي؟
الاضطراب الفصامي هو حالة يُظهِر فيها الشخص اهتمامًا أو قدرة ضئيلة جدًا في تكوين العلاقات مع الآخرين، بينما لا يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب الفصامي من الهلوسات أو الانفصال عن الواقع.
هل اضطراب الشخصية الفصامية شكل من أشكال الفصام؟
يُعد اضطراب الشخصية الفصامية أحد الاضطرابات التي تندرج تحت طيف الفصام، إذ يشترك في بعض الأعراض مع الحالات الموجودة في هذا الطيف، لكنه حالة مختلفة عن الفصام. قد تتطور الشخصية الفصامية إلى حالة مرض الفصام أو تكون أعراضها مؤشراً لبدايات هذا المرض، خاصة إذا وجدت حالات مرض الفصام في العائلة.
نصيحة من موقع صحتك
قد يسبب الفصام واضطراب الشخصية الفصامية بعض الأعراض المتشابهة، لكنهما حالتان مختلفتان. يصنّفهما المختصون في الصحة العقلية بشكل مختلف، ولديهم معايير مختلفة للتشخيص، وإن معرفة هذه الاختلافات ضرورية لأن طرق التشخيص والعلاج تختلف، وكذلك كيفية التعامل مع المريض والتعايش معه.
