صحــــتك

ما الذي يجب معرفته عن الذكورة السامة ؟

إعداد وتحرير
الذكورة السامة

قد يؤدي الاستخدام المتكرر لعبارة الذكورة السامة إلى إساءة البعض لتفسير ماهية الذكورة السامة حقاً، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من سوء الفهم والانزعاج، ولهذا فإن المفاهيم الكامنة وراء الرجولة "التقليدية" معقدة، إذ قد يجد البعض صعوبة في تحدي التفكير القديم وتجاوز هذه الجوانب السلبية للقيم الذكورية التقليدية، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للبدء بالتفكير بالأمور بشكل مختلف. ولنتمكن من الحديث أولاً عن الذكورة السامة، وأسبابها وكيف تؤثر على سلوك الشخص، لا بد أولاً من تعريف الذكورة السامة بشكل واضح.

ما هي الذكورة السامة ؟

تطور تعريف الذكورة السامة بمرور الوقت، ولكن تَستخدم دراسة في مجلة مدرسة علم النفس التعريف التالي لشرح الذكورة السامة: "مجموعة من السمات الذكورية الرجعية اجتماعيًا التي تعمل على تعزيز الهيمنة، والحط من قيمة المرأة، والعنف الوحشي". غالبًا ما يَستخدم الناس مصطلح الذكورة السامة في المجتمع الحديث لوصف السمات الذكورية المبالغ فيها، والتي تقبلها أو تمجدها العديد من الثقافات على نطاق واسع. يولي هذا المفهوم الضار للرجولة أهمية كبيرة لـلرجولة القائمة على:

  • القوة.
  • انعدام العاطفة.
  • الاكتفاء الذاتي.
  • الهيمنة.
  • الفحولة الجنسية.

وفقًا للقيم الذكورية السامة التقليدية، فإن الذكَر الذي لا يتحلى بما يكفي من هذه السمات قد لا يكون رجلًا حقيقيًا، وقد يؤدي الإفراط في التأكيد على هذه السمات إلى اختلالات ضارة في شخص ما يحاول أن يرقى إلى مستوى هذه التوقعات. تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

  • العدوانية.
  • العنف أو السيطرة الجنسية.
  • عدم إظهار المشاعر أو كبت المشاعر.
  • الرغبة المفرطة في التنافس.
  • الحاجة إلى الهيمنة أو السيطرة على الآخرين.
  • الميل نحو العنف أو تمجيد العنف.
  • العزلة.
  • الشعور بالاستحقاق.
  • التحيز الجنسي.

من الأمثلة على ذلك إخبار شخص يُظهر مشاعره بأن "يظل رجلاً"، والقصد هنا إخفاء تلك المشاعر، يوضح هذا المثال كيف ينظر بعض الناس إلى المشاعر أو الضعف على أنه أمر غير رجولي، ومن الأمثلة الشائعة الأخرى مقولة إن "الصبيان سيظلون صبيانًا"، ويشجع هذا التعبير السلوك المتهور أو العدواني أو غير ذلك من السلوكيات الضارة لدى الذكور الصغار، بدلاً من تعليمهم المسؤولية وتحمل أخطائهم.

تسلط تعابير من هذا النوع الضوء على نظرة الثقافات والمجتمعات التقليدية للذكور، ومع ذلك، يمكن لهذه الآراء أن تسبب الأذى وتجميل فكرة الرجولة السامة، مما يؤدي إلى موقف أكثر سُمية تجاه هذه السلوكيات.

ما هي أسباب الذكورة السامة ؟

ينظر كثيرون الآن إلى الذكورة وأدوار الجنسَين التي تخلقها على أنها مزيج من السلوكيات نابعة عن عوامل عدة، بما في ذلك:

  • العمر.
  • العِرق.
  • الطبقة الاجتماعية.
  • الثقافة.
  • الجنس.
  • الدين.

وعلى هذا النحو، فإن ما يحدد الرجولة يمكن أن يأخذ أشكالاً مختلفة، فما يعتبره مجتمع ما أو حتى ثقافة فرعية ما ذكورة، قد يرفضه مجتمع آخر، وبالتالي، تصبح الرجولة فكرة متغيرة بدلاً من مجموعة قواعد صارمة وضيقة.

ما هي أصول القيم الذكورية التقليدية؟

ظهرت الجذور لما يعتبره كثير من الناس رجولة قبل آلاف السنين، عندما كانت القوة والهيمنة هي خصائص مهمة تضمن حياة أفضل لمن هم قادرون بسببها على الصيد والقتال مثلاً، وظل هذا النمط هو السائد دون تغيير حتى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما أصبحت هذه السلوكيات الذكورية التقليدية المبالغ فيها غير متوافقة مع آراء المجتمع المعاصر.

ومع ذلك، ولأن المجتمع المعاصر أدى إلى مثل هذا التحول في الموقف تجاه هذه السلوكيات الذكورية السامة، ولأنه لم يعد يحتفي بهذه الآراء القديمة للرجولة، ما تزال بعض المجموعات والثقافات الفرعية تقع ضحية لهذه "المعايير المتوقعة"، وهنا يمكن أن تصبح الذكورة سامة، وتتمثل بالحاجة لأن يتصرف بعض الرجال بطريقة معينة تمليها أيديولوجية ووجهات نظر تقليدية، وإذا اعتقَد الذكَر أنه لا يستوفي هذه السمات المبالغ فيها أو لا يتماشى مع هذه الآراء الضيقة، فقد يشعر بأنه مقصر، وقد يؤدي ذلك إلى حاجته إلى الانتقاد أو المبالغة في هذه السمات لإعادة ترسيخ رجولته، وهذا الاندفاع قد يؤدي إلى سلوك خطير، سواء بالنسبة للفرد أو لمن حوله.

يستخدم بعض الناس مصطلح الذكورة السامة ليشمل جميع الصفات الذكورية، ولكن هذا بالطبع خاطئ، وقد يكون ببساطة وسيلة للتقليل من شأن جميع الذكور، وليس فقط هذه الصفات الذكورية السامة، ولهذا فإن الحقيقة أن الذكورة في حد ذاتها ليست سامة، وأن ما يقرر الناس أنه ذكوري هي سمات سليمة عندما تكون متوازنة، ويمكن للشخص أن يعيش بها ويعمل بشكل جيد داخل المجتمع.

ما هي المشاكل التي يمكن أن تسببها الذكورة السامة ؟

يعتقد البعض أن الرجولة السامة خطيرة لأنها تحد من نمو الشخص وتعريفه لما يعنيه أن يكون رجلاً، وقد يسبب ذلك حدوث صراع داخل الرجل وبيئته، وهذا المفهوم المعروف بصراع الأدوار بين الجنسين، يضع ضغطًا على الرجل الذي لا تتوافر فيه هذه السمات.

عندما ينظر الطفل أو الذكَر البالغ إلى العالم من خلال العدسة الضيقة التي توفرها هذه السمات الذكورية المبالغ فيها، قد يشعر أنه لن يحظى بالقبول إلا من خلال الالتزام بهذه السمات، ومن هنا تؤدي الرجولة السامة والسلوكيات التي يمكن أن تسببها إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، مثل:

  • التنمر.
  • مشاكل في الانضباط في المدرسة.
  • التحديات الأكاديمية.
  • السجن.
  • العنف المنزلي.
  • الاعتداء الجنسي.
  • السلوكيات الخطرة.
  • تعاطي المخدرات.
  • الانتحار.
  • الصدمات النفسية.
  • عدم وجود صداقات أو علاقات حقيقية.

تشير بعض النظريات إلى أن الذكورة السامة تلعب دورًا في الصحة البدنية، فقد تمنع الذكورة السامة بعض الرجال من طلب المساعدة في المشاكل الصحية المحتملة والمشاكل المحتملة الأخرى، وبالنسبة لبعض الذكور، قد يؤدي طلب المساعدة إلى الشعور بالنقص والضعف وتصورات بأنهم أقل رجولة.

كيف يمكن أن تؤثر الذكورة السامة على الصحة النفسية؟

يمكن للذكورة السامة أن تؤثر على الصحة النفسية للرجل الذي لا تتوافر فيه هذه الخصائص الذكورية المبالغ فيها، ولكنه يشعر بالضغط للقيام بمثل هذه التصرفات. تشير جمعية علم النفس الأمريكية إلى مخاطر محاولة التمسك بهذه السمات الذكورية المبالغ فيها، وغالبًا ما يعاني الرجال والفتيان الذين يضطرون إلى التمسك بهذه السمات من تأثيرات سلبية، فقد يواجهون مشاكل مثل:

  • الاكتئاب.
  • مشاكل تتعلق بصورة الجسم.
  • ضعف الأداء الاجتماعي.
  • تعاطي المخدرات.
  • التوتر.

علاوة على ذلك، بما أن الشعور بالعاطفة أو التحدث بصراحة عن المشاعر يتعارض مع هذه القيم الذكورية التقليدية، فهناك خطر إضافي يتمثل في أن الرجال الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية قد لا يسعون للحصول على رعاية متخصصة أو حتى التحدث عن معاناتهم مع الأصدقاء أو العائلة.

كيف يمكن تحقيق التغيير؟

من غير الممكن القضاء على الذكورة السامة أو حتى تغييرها بين عشية وضحاها، ومع ذلك، مع بدء المزيد من الأشخاص في تحديد نسختهم الخاصة من الرجولة وإدراج التجارب الإنسانية الأخرى ضمن هذا التعريف، ستستمر أدوار الجنسين في التغير على نطاق أوسع، وعلى المستوى الشخصي، فقد يكون من السهل على الفرد تثقيف نفسه بشأن مواقفه تجاه الذكورة وإفساح المجال للآخرين للمساعدة في تغيير تعريفاتهم. يُعد أيضاً التشكيك المتعمد في الصفات الذكورية المبالغ فيها والعمل ضدها وسيلة جيدة للمساعدة على إعادة تعريف الرجولة والعمل على تجاوز أنماط التفكير القديمة والتي قد تكون ضارة، مثل تلك التي أوجدتها الذكورة السامة.

أسئلة شائعة

كيف نتعامل مع الذكورة السامة ؟

يمكن ذلك من خلال تعلم كيفية التعرف على المشاعر والتعبير عنها والتعامل معها بطرق صحية، يمكن للرجال تنمية علاقات أعمق مع أنفسهم ومع الآخرين، ويمكن لممارسات مثل تدوين اليوميات أو العلاج النفسي أو مجرد التحدث بصراحة مع الأصدقاء أن تساعد في كسر الحواجز التي تقيمها الذكورة السامة حول الضعف.

ما الذي يعزز الذكورة السامة؟

من أبرز ما يعزز الذكورة السامة لدى الأطفال هي البيئة الأسرية المختلة التي يتعرض فيها للمعايير الاجتماعية التي تشجع على العنف والهيمنة الذكورية.

نصيحة من موقع صحتك

تشير الرجولة السامة إلى الجوانب الضارة للسمات الذكورية المبالغ فيها، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مثل التنمر والعنف والصراعات النفسية والعزلة الاجتماعية. يتطلب التغيير إعادة تعريف الرجولة وتبني السمات المتوازنة وتحدي السلوكيات الضارة، وهنا للتعليم والحوار المفتوح دور مهم لتعزيز وجهات نظر أكثر سلامة.

آخر تعديل بتاريخ
29 يناير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.