تُظهر الأبحاث أن الخسائر القاسية في ملعب كرة القدم لفريقك المفضل غالبًا ما تؤدي إلى خيارات سيئة في تناول الطعام، وكذلك الإفراط في تناول الطعام في اليوم التالي. نتعرف في هذه المقالة على أسباب زيادة الأكل عند خسارة فريقنا وكيف يمكننا التعامل مع ذلك.
مراجعة للإحصائيات السابقة
أمضى باحثون موسمَين من دوري كرة القدم الأمريكية في تحليل عادات الأكل لدى المشجعين في اليوم التالي للمباريات، وتظهر النتائج التي توصلوا إليها أن:
- تناول الأشخاص في المدن التي خسر فيها الفريق يوم الأحد طعامًا يحتوي على دهون مشبعة أكثر بنسبة 16% تقريبًا، وبنحو 10% من السعرات الحرارية الإضافية مقارنة باستهلاكهم المعتاد، وارتفعت النسبة المئوية إذا كانت نتيجة المباراة متقاربة أو إذا كانت الخسارة قاسية أيضًا.
- أدى الفوز الكبير يوم الأحد إلى تناول الأشخاص طعامًا يحتوي على دهون مشبعة أقل بنسبة 9% تقريبًا، وتناول سعرات حرارية أقل بنسبة 5% من نظامهم الغذائي المعتاد.
توضح هذه الخيارات الغذائية بعد الفوز أو الخسارة التأثير الهائل الذي تحمله الرياضة على حياتنا وعواطفنا، وقد وجدت دراسات أخرى روابط بين المباريات الكبيرة والنوبات القلبية.
لماذا تَحدث زيادة الأكل عند خسارة فريقنا ؟
رؤية فريقك يخسر هو أمر محزن، ولهذا، فإن خسارة الفريق المفضل يدفع العديد من المشجعين إلى تناول طعام غير صحي لتخفيف الألم والقلق، مثل المخبوزات والوجبات السريعة الغنية بالدهون، وبالرغم من أن ذلك لا يغير نتيجة المباراة، فإنه يساعدك على الشعور بالتحسن، أو ربما يكون بمثابة إلهاء للحظة وجيزة، وهذا يعني أن زيادة الأكل عند خسارة فريقنا هي من أشكال تناول الطعام العاطفي، وهي آلية شائعة للتعامل مع المشاعر، وهناك سبب بيولوجي يبررها.
عندما تشعر بالتوتر أو الانزعاج، يزيد جسمك من إنتاج هرمون يسمى الكورتيزول، وهذه الزيادة في هرمون الكورتيزول تجعلك تشتهي الأطعمة السكرية والدهنية التي تمنحك تأثيرًا مهدئًا. من ناحية أخرى، يبدو أن فوز فريقك يعزز الخيارات الجيدة وضبط النفس حين تشعر بالرضا عن اللعبة وبالارتباط بمن هم حولك، وهذا يقلل الرغبة باللجوء إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرك.
نصائح لتجنب زيادة الأكل عند خسارة فريقنا
هل هناك طرق لتجنب زيادة الأكل عند خسارة فريقنا خسارة قاسية؟ نعم، وقد يشمل ذلك:
- حضّر وجبة صحية: حضّر وجبة غنية بالفواكه والخضراوات والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، فمن الأسهل تجنب الخيارات غير الصحية إذا كانت لديك مجموعة من الخيارات الصحية الجاهزة للأكل.
- تحرك: تعتبر ممارسة الرياضة طريقة مثبتة للتغلب على التوتر والإحباط، كما أن النشاط البدني يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية.
- ابقَ مشغولاً: قد يؤدي الخمول وقلة الانشغال إلى تزايد الرغبة في تناول وجبات خفيفة، لذا ضع خططًا لفعل شيء تستمتع به في اليوم التالي لمباراة فريقك لإعادة تركيز طاقتك وإبعاد ذهنك عن النتيجة النهائية، أو جرّب أحد أساليب الاسترخاء للتخلص من التوتر مثل اليوغا.
هل زيادة الأكل عند خسارة فريقنا هو كل ما قد يحدث؟
قد يَحدث لدى بعضنا ما هو أكثر من زيادة الأكل، فقد يعاني البعض مما يُعرف باكتئاب المشجعين الرياضيين، وهي حالة عادة تكون قصيرة الأجل وتنجم عن تجربة سيئة مرتبطة بفريقهم، مثل مباراة أو الموسم ككل، ولكن لا يُعتبر اكتئاب المشجعين الرياضيين خطيراً طالما أنه قصير الأمد.
على الرغم من أن المشاعر الناجمة عن خسارة فريقك مرهِقة؛ فهي لا تعني بالضرورة أن الشخص يعاني من اضطراب في الصحة النفسية كما هو الحال في مرض الاكتئاب المعروف. من الأعراض الشائعة التي قد تنجم عن اكتئاب المشجعين الرياضيين، وهي ذاتها أعراض الاكتئاب ولكنها أقصر في المدة، ما يلي:
- الشعور باليأس، أو انعدام القيمة، أو الحزن.
- الغضب والإحباط.
- فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة.
- كثرة النوم أو الأرق.
- تغير في الشهية، مثل زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- نقص الطاقة والصعوبة في إنجاز المهام الصغيرة.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- مشاكل جسدية مثل الصداع وآلام الظهر ومشاكل الجهاز الهضمي التي ليس لها تفسير أو سبب واضح.
لا يعتبر اكتئاب المشجعين الرياضيين حالة يمكن تشخيصها، إلا أنه يمكن أن يشعر به كل مشجع رياضي متحيز لفريقه.
الأسئلة الشائعة
هل فوز فريقي أو خسارته يؤثّر حقًا على عاداتي الغذائية؟
نعم، فقد تُظهر الدراسات أن النتائج الرياضية قد تؤثّر بشكل كبير على ما تأكله ومقدار ما تأكله، فبعد خسارة قاسية، يميل المشجعون إلى استهلاك حوالي 16% أكثر من الدهون المشبعة ونحو 10% أكثر من السعرات الحرارية في اليوم التالي. وعلى الجانب الآخر، قد يؤدي الفوز الكبير إلى تناول طعام صحي أكثر، حين يستهلك المشجعون حوالي 9% أقل من الدهون المشبعة و5% أقل من السعرات الحرارية في اليوم التالي للفوز. تعكس هذه التحولات مدى قوة ارتباط عواطفنا بفرقنا المفضلة، وغالبًا ما توجه خياراتنا الغذائية دون أن ندرك ذلك.
لماذا تَحدث زيادة الأكل عند خسارة فريقنا في مباراة ما؟
يمكن للخسائر القاسية أن تحفز تناول الطعام العاطفي، فعندما تكون متوترًا أو مستاءً، يفرز جسمك هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية، ويصبح اللجوء إلى تناول رقائق البطاطس أو الوجبات السريعة وسيلة للشعور بتحسن مؤقت والتغلب على خيبة الأمل.
كيف يمكن تجنب زيادة الأكل عند خسارة فريقنا ؟
قم بإعداد وجبة صحية تحتوي على الفواكه والحبوب الكاملة، ومارس بعض التمارين الرياضية لتقليل التوتر والرغبة في تناول الطعام، وابقَ مشغولاً لإلهاء نفسك، فقد تساعدك هذه الخطوات على التحكم في انفعالاتك واتخاذ خيارات أفضل بغض النظر عن أداء فريقك.
نصيحة من موقع صحتك
لا تشعر بالإحباط إذا لم تتمكن من مقاومة الطعام غير الصحي في اليوم التالي لخسارة فريقك، ولكن اجعلها تجربة تتعلم منها، وسجّل ما لم ينجح وما نجح في مساعدتك على اتخاذ خيارات أكثر صحية، واستخدِم ذلك للاستفادة منه في المواقف المستقبلية لتطوير مجموعة من مهارات التعامل مع المشاعر الفعالة. وكي نتجنب زيادة الأكل عند خسارة فريقنا ، تذكّر أن تتوقع النتائج غير السارة للمباريات، وخطط مسبقاً لليوم التالي باتباع النصائح التي ذكرناها كي تكون مستعداً لأي أهداف يتلقاها فريقك في الملعب.
