ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بقصة لينا، الفتاة الأردنية التي خرجَت عن صمتها لتخبر العالم بقصتها التي عانت فيها من التعنيف اللفظي والجسدي من طليقة أبيها في طفولتها، لتنعكس سلباً على حالتها النفسية. هذه الرسالة سلطت الضوء على أهمية التوعية حول العنف ضد الأطفال وهم في بيوت ذويهم بكل صمت.
الأطفال هم بناة المستقبل، وصحتهم النفسية هي الأساس الذي يرتكز عليه بناء شخصيتهم ومستقبلهم، لكن يعد العنف ضدهم أكبر عائق لبناء جيل سليم نفسياً وصحياً.
تنص المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل في اليونيسف على ما يلي: " تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، ومن إساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني (الأوصياء القانونيين) عليه، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته".
ما هو العنف ضد الأطفال ؟
يشمل العنف ضد الأطفال جميع أنواع إساءة معاملة الطفل وإهماله من قبل أحد الوالدين أو مقدِّم الرعاية أو أي شخص آخر يقوم بدور الوصاية (مثل القائد الديني أو المدرب أو المعلم) الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر أو احتمال إلحاق الضرر أو التهديد بإلحاق الضرر بالطفل. هناك أربعة أنواع شائعة من العنف ضد الأطفال هي:
- العنف الجسدي: وهو الاستخدام المتعمّد للقوة الجسدية بشكل يمكن أن يؤدي إلى إصابة جسدية، ومن الأمثلة على ذلك الضرب أو الركل أو الهز أو غير ذلك من مظاهر العنف ضد الطفل.
- الاعتداء الجنسي: ويشمل هذا أي أفعال جنسية مكتملة أو محاولة القيام بأفعال جنسية أو اتصال جنسي مع الطفل.
- الإيذاء العاطفي: وهي السلوكيات التي تضر بقيمة الطفل الذاتية أو سلامته العاطفية أو نظرته لذاته، وتشمل الأمثلة على ذلك التنابز بالألقاب والتعيير والرفض وحَجب الحبّ.
- الإهمال: وهو الفشل في تلبية الاحتياجات الجسدية والعاطفية الأساسية للطفل، وتشمل هذه الاحتياجات المسكن والطعام والملبس والتعليم والحصول على الرعاية الطبية والتحقق من صحة المشاعر والاستجابة لها بشكل مناسب.
التأثيرات النفسية للعنف ضد الأطفال
قد يعاني الأطفال الذين يتعرضون للإساءة أو الإهمال من إصابات جسدية فورية مثل الجروح أو الكدمات أو كسور العظام، وقد يعانون أيضًا من مشاكل عاطفية ونفسية، مثل القلق أو التوتر التالي للصدمة. لا تنتهي نتائج التأثيرات عندما تتوقف الإساءة أو الإهمال، لأنه عندما يكبر الأطفال الذين تعرضوا للإساءة أو الإهمال، تزداد احتمالات أن يقوموا بـ:
- إساءة معاملة أسرهم
- استخدام العنف لحل مشاكلهم
- مشاكل في التعلم
- صعوبات عاطفية
- محاولة الانتحار
- تعاطي الكحوليات أو المخدرات الأخرى
الإساءة والإهمال صعب على الأسرة بأكملها. تحتاج بعض الأسر إلى المساعَدة في التعامل مع المشاكل العملية - على سبيل المثال، الحصول على المساعدة لشراء البقالة أو تعلّم كيفية تأديب الطفل دون اللجوء إلى العنف، ولكن في حالات أخرى، قد تقوم وكالات ومؤسسات حماية الطفل بنقل الأطفال الذين تعرضوا للإساءة أو الإهمال بعيداً عن والديهم إلى منزل آمن مؤقت، وإذا كانت الإساءة أو الإهمال شديدة، أو إذا استمرت، يمكن نقل الأطفال بعيدًا عن والديهم بشكل دائم إلى وضع آمن.
لا تقتصر تأثيرات العنف ضد الأطفال على الصحة النفسية فحسب، إذ يؤدي التعرض لسوء المعاملة والعنف أثناء الطفولة إلى زيادة الإصابة بالعديد من المشاكل البدنية في مراحل عمرية لاحقة مثل:
- سوء التغذية
- ارتفاع ضغط الدم
- التهاب المفاصل
- السرطان
- مشاكل الأمعاء
- داء السكري
- أمراض القلب
- مشاكل الرئة
علامات تشير إلى أن الطفل يعاني من التعنيف
للإساءة والإهمال تأثيرات وعلامات ضارة على الأطفال، وفي كثير من الأحيان، يعيش الأطفال الذين يتعرضون للإساءة أو الإهمال مع الخوف أو الألم. غالباً ما يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف مما يلي:
- التعرض لإصابات الجسدية متكررة
- مشاكل في التعلم
- الخوف أو الخجل بشكل مفرط
- تكرار الإصابة بأحلام سيئة
- مشاكل سلوكية
- الإصابة بالاكتئاب
- الخوف المفرط من بالغين محددين أو من أماكن معينة
ماذا تفعل إذا عانيت من العنف في طفولتك؟
إذا كنتِ قد تعرضتِ للإساءة في طفولتك، فأنت تستحق الحصول على الدعم والمساندة وتستحق أن يصدقك من حولك، وسواء كنت تتحدث عن الإساءة لأول مرة أو حصلتِ على المساعدة في الماضي ولكنك بحاجة إلى المزيد من الدعم، فهناك أشخاص يمكنهم المساعدة، ويمكنك:
- الحديث مع أحد الأصدقاء أو المقربين ممن تثق بهم من عائلتك.
- الحديث مع طبيبك الخاص، وقد يوصي بالحديث مع طبيب نفسي.
- الحديث مع طبيب نفسي أو مختص يساعدك على التعامل مع المشاعر السلبية الباقية من الأحداث التي تعرضت لها، وهذا أفضل خيار للحصول على الدعم الذي تستحق لتتمكن من التعايش مع ما حصل والمضي قدماً في حياتك.
ما هو أفضل إجراء لوقف العنف ضد الأطفال؟
عندما تقوم بالإبلاغ عن الاشتباه في إساءة معاملة الطفل أو إهماله، فقد تنقذ حياة ذلك الطفل، والهدف من وقف العنف ضد الأطفال هو الحفاظ على سلامة الأطفال، وجزء من الحفاظ على سلامة الأطفال هو تقديم المساعَدة للبالغين الذين قاموا بإيذائهم. لدى البالغين الذين أساؤوا معاملة طفل أو أهملوه العديد من الأماكن التي يمكن اللجوء إليها للحصول على هذه المساعدة.
- يمكن لطبيب الطفل أن يشرح احتياجات الأطفال في كل مرحلة عمرية، ويمكنه أن يوصي بأماكن مخصصة لمعرفة المزيد عن التربية ورعاية الأطفال.
- غالبًا ما يكون لدى إدارات الصحة المحلية وإدارات الخدمة الاجتماعية المحلية دروس في تربية الأطفال، ويمكن للعاملين في الخدمة الاجتماعية أيضًا مساعدة الآباء في الحصول على المساعدة لتخفيف أوضاعهم المالية.
- غالبًا ما يكون لدى المستشفيات والمراكز المجتمعية دروس حول الحد من التوتر والتربية والتأديب والتغذية.
- يمكن لعلماء النفس والمستشارين والأخصائيين الاجتماعيين مساعدة الوالدين ومقدمي الرعاية في التعامل مع مشاكل مثل تعاطي المخدرات والغضب والتجارب السابقة لسوء المعاملة.
- قد تقدّم الجمعيات الدينية والخيرية والمشورة وأنواع أخرى من الدعم لأي شخص في المجتمع.
إذا رأيت أن أحد الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء يعاني من ضغوطات كثيرة وقد يؤذي الأطفال الذين يرعاهم، فاقترح عليه الحصول على المساعدة من إحدى هذه الخدمات، وحاول إيقاف المشكلة قبل أن تبدأ.
الجهات المختصة في الحماية من العنف ضد الأطفال في الأردن
لمساعدة طفل تعرف أنه يعاني من العنف أو الإساءة، يمكنك في الأردن التواصل مع إدارة حماية الأسرة والأحداث، أو التواصل مع مؤسسة نهر الأردن عبر الرقم 110.
الأسئلة الشائعة
ما هي الإساءة أو العنف ضد الأطفال ؟
تشمل إساءة معاملة الأطفال الإيذاء البدني والعاطفي والجنسي أو الإهمال من قِبل الوالدين أو مقدِّمي الرعاية أو غيرهم من المسؤولين عن الطفل، وتشمل الأشكال الشائعة الإيذاء الجسدي والإيذاء الجنسي والإيذاء العاطفي والإهمال.
ما هي علامات تعرض الطفل للإساءة؟
تشمل هذه العلامات: الإصابات الجسدية المتكررة والخوف الشديد أو الخجل الشديد والكوابيس والاكتئاب والمشاكل السلوكية وضعف الأداء المدرسي والخوف من بعض البالغين أو الأماكن.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تشك في تعرض الطفل لسوء المعاملة، فأبلغ عن ذلك على الفور للجهات المختصة في بلدك، فقد ينقذ ذلك حياة الطفل. شجّع الآباء أو مقدِّمي الرعاية الذين يتعرضون للكثير من الضغط على طلب المساعدة من خلال الأطباء أو الخدمات الاجتماعية أو المراكز المجتمعية أو الاستشارات، فقد يمنع الدعم المبكر الأذى ويساعد العائلات على التعافي.