صحــــتك

لماذا تعد الروابط العائلية حجر الأساس لتطور شخصية الطفل ونموه؟

أهمية الروابط العائلية لتعزيز نمو الطفل
الروابط العائلية لتعزيز نمو الطفل

تحاول دائمًا، تتحمل، تصبر، وتسعى كونك فردًا أساسيًا في الأسرة.. ربما أنت الأم أو ربما الأب، ولكلَّ منكما مسؤولية يتحملها لتأسيس الروابط العائلية التي تجعلكم كقلب واحد. ربما يغفل الكثيرون عن أنَّ سر نجاح العلاقة بين الزوج والزوجة يتخطى حدود قلبين ليتناثر إلى قلوب صغيرة تبحث عن الدفء والأمان لتنمو وتتطور وتتوازن. من هنا نبحث في هذا المقال عن أهمية الراوبط الأسرية ودورها في نمو دماغ الطفل وتطور سلوكه.

ماهي الروابط العائلية وكيف تظهر؟

الروابط العائلية هي عبارة عن العلاقات والتفاعلات التي تجمع بين أفراد الأسرة من الناحية العاطفية والاجتماعية. تظهر قوة الروابط العائلية في عدة عوامل وهي:

  • الأمن العاطفي حيث يشعر الطفل أنه في أكثر الأماكن أمنًا في مجتمعه، محبوب ومرغوب به دائمًا. يشعر الطفل وسط عائلته بأنه محميّ من أي خطر قد يتعرض له وأنه في أيدٍ وأحضان آمنة.
  • التواصل الأسري الذي يجعل كل فرد من أفراد الأسرة في اتصال دائم مع الآخر، يعلم ما يدور في حياة أهله وإخوته أو أخواته، يساندهم يدعمهم ويستمع إليهم عند الحاجة.
  • الأنشطة المشتركة، وهي من أهم ما يمكن للعائلة القيام به للشعور بالوحدة والترابط، كالجلوس على مائدة الطعام يوميًا أو الخروج في نزهة.
  • النظام والروتين الصحي، وبهذا يعتاد الأطفال على القواعد المنزلية التي وضعها الأهل فلا يتخطونها أبدًا .

كيف تؤثر الروابط العائلية على نمو الطفل وتطور دماغه؟

يتحدث كثير من الأطباء في الآونة الأخيرة عن دور الأهل، وبالأخص العلاقات العائلية العاطفية وتأثيرها على نمو دماغ الطفل. فقد أشارت الدراسات والأبحاث أن تثبيت الشعور بالأمان والحب خاصة في السنوات الثلاث الأولى تساعد وبشكل كبير على ضبط مستوى التوتر لدى الطفل، وهو الأمر الأكثر أهمية في تطور ونمو دماغ الطفل. فكلما كانت العلاقات العاطفية متينة بين الأهل وأطفالهم كلما قلَّ إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول مما يدعم النمو الصحي العصبي لدى الأطفال.

ما مدى تأثير الروابط العائلية على أفراد المجتمع؟

قد يظن البعض أن الروابط الأسرية لا تتعلق إلا بأفراد الأسرة نفسها، ولكن الواقع مختلف تمامًا. فبعد مرور 3 سنوات من حياة الطفل سوف يخرج للحياة، وتكون المدرسة أولى محطاته، وهنا يكون الانعكاس الأول لما كسبه داخل المنزل، حيث تتمكن المعلمة من فهم طبيعة حياة الطفل في المنزل، وما إذا كان هناك أي مشاكل أسرية. وقد تتمكن من معرفة طريقة التربية السائدة في المنزل دون الحاجة لأي معلومة من الأهل. وهنا نفرق بين الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مترابطة، حيث يكون لديهم مهارات أكبر في ضبط المشاعر والتعبير عنها بطريقة مناسبة والأطفال الذين نشأووا وسط نزاعات وصراعات عائلية، فإن لم يتأثر نطقهم ومستوى تركيزهم تجدهم يعيشون وسط قلق واكتئاب عميقين.

ماهي العوامل التي تضعف الروابط العائلية وتعيق تقدمها؟

من أهم ما ينبغي على الأهل مراعاته عند تطوير الروابط العائلية مع أولادهم هي الابتعاد التام عن كل ما يعيق تقدم وتطور الروابط والأسس الصحية السليمة فيما بين الأفراد وهي على الشكل التالي:

  • الصراعات الزوجية المزمنة: فإن التوتر بين الزوجين يؤثر على علاقتهم بطفلهم وتفاعلهم معهم كما يجعل الأهل أقل صبرًا وتحملًا لأطفالهم وما يمرون به أثناء نموهم وتطورهم.
  • الضغوط الاقتصادية:رغم أن هذا العامل يعتمد على ظروف مكان الإقامة إلا أن كيفية التعامل معه تؤثر على الأطفال، فإذا كان الأهل يعانون من قلق مزمن بسبب وضعهم المادي فإن الاستجابة العاطفية التي يبحث عنها الأطفال تضعف كثيرًا.
  • المشكلات النفسية التي يعاني منها الأهل: فإذا كان أحد الأبوين مكتئبًا أو لديه مشكلة نفسية فإن هذا سينعكس بشكل أو بآخر على الأطفال، وربما يكبرون ويعانون من نفس مشكلات أهلهم.

بعض النصائح والإرشادات المهمة لدعم نمو الطفل

هناك بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها للحصول على الهدف المنشود من تأسيس الروابط العائلية الآمنة للطفال وتشمل:

  • عدد الساعات التي تمضيها مع طفلك ليست الأساس، بل جَودة التفاعل مع طفلك في الوقت المتاح له هو الأهم.
  • اختلاف حاجات الطفل من الحنان والعاطفة والاهتمام.. كل طفل عنده حاجات عاطفية تختلف عن غيره، لذا علينا كأهل مراعاة تلبية هذه الاحتياجات لكل طفل على حدى. 
  • التطوير الذاتي للأهل، فكلما تعلم الأهل كيفية التعامل مع أطفالهم كلما زادت مهاراتهم وقدرتهم على التواصل مع أطفالهم.
أنماط التعلق والروابط الأسرية الآمنة

نصيحة من موقع صحتك 

يخرج الطفل بعد عمر الثلاث سنوات إلى المجتمع حاملًا معه منزله الذي تترعرع فيه بعادات وتقاليد وقواعد بشخصيته الفريدة التي بنيت بالروابط العائلية العاطفية، ليبني شخصية أكبر في المجتمع. فكلما كان الأهل مدركين أهمية هذه السنوات الثلاث، معولين على متانة الروابط والدعم النفسي الذي قدموه، كلما كان أطفالهم أكثر اتزانًا وتوازنًا في المجتمع.. لذا، كونوا على وعي عاطفي وحسيٍّ تجاه احتياجات أطفالكم العاطفية والمعنوية، وادعموهم قدر الإمكان فإن ما تقدموه أنتم له أولاً ربما لا يفارقهم مدى الحياة.

 

آخر تعديل بتاريخ
10 أكتوبر 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.