صحــــتك

كيف تعتني بنفسك خلال الاكتئاب مع زيادة الوزن

كيف تعتني بنفسك خلال الاكتئاب مع زيادة الوزن
الاكتئاب وزيادة الوزن

الاكتئاب أكثر من مجرد شعور دائم بالحزن، فهو حالة تؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا وأكلنا وحركتنا ونومنا وتواصلنا مع الآخرين، ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه التغييرات إلى تغيرات في الوزن، خاصة زيادة الوزن. عندما يحدث ذلك، قد يبدو الأمر مربِكاً أو محبِطاً أو حتى مخزِياً، ولكن من المهم معرفة أن حدوث الاكتئاب مع زيادة الوزن ليس فشلاً شخصياً، وإنما استجابة إنسانية عميقة للألم.

الاكتئاب مع زيادة الوزن أمر معقد، فقد يؤثّر الاكتئاب على الشهية ومستويات الطاقة ودورات النوم، وحتى على كيفية معالجة الجسم للطعام، وفي الوقت نفسه، قد يؤدي التعايش مع السمنة أيضًا إلى زيادة الشعور بتدني احترام الذات وإلى العزلة واليأس، مما قد يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب، وهذا يخلق دورة مغلقة قد يكون من الصعب كسرها.

في هذه المقالة، سوف نستكشف ستة أسباب شائعة تجعل الاكتئاب يؤدي غالباً إلى تغيرات في الوزن. ستجد أيضًا نصائح واقعية ورحيمة لمساعدتك في التغلب على هذه التحديات، إلى جانب إجابات على الأسئلة المتداولة وإرشادات للمضي قدمًا.

الاكتئاب مع زيادة الوزن .. الأكل من أجل الراحة

عندما تشعر بثقل المشاعر، ربما يوفّر الطعام لك الراحة، ولهذا يلجأ بعض الناس إلى الطعام للتخفيف من المشاعر، وخاصة الأطعمة الغنية بالسكر أو الملح أو الدهون. يمكن لهذه الأطعمة تهدئة الجهاز العصبي مؤقتًا أو صرف الانتباه عن الألم، ويُعرف هذا باسم الأكل العاطفي، وهو آلية طبيعية للتكيف. ولكن مع مرور الوقت، قد يسبب الأكل العاطفي حدوث اضطرابات في إشارات الجوع ويؤدي إلى زيادة غير مقصودة في الوزن، ولكن لا عيب في هذا النمط، فهي طريقة يحاول بها جسمك الشعور بالأمان.

نصائح داعمة:

  • لاحظ الأنماط دون إصدار الأحكام: يمكن أن يساعدك تدوين متى ولماذا تلجأ إلى الطعام في التعرف على محفزاته العاطفية.
  • ابحث عن بدائل لطيفة: يمكن أن يوفّر لك الاستماع إلى الموسيقى أو لفّ نفسك ببطانية أو الانخراط في التعبير الإبداعي الراحة بعيداً عن الطعام.
  • تمهل في تناول الوجبات: يمكن أن يساعدك تناول الطعام بوعي أكبر على إعادة التواصل مع إشارات جسمك الطبيعية.
  • قدّم لنفسك التعاطف: أنت تبذل قصارى جهدك، وكل خطوة تخطوها نحو الوعي الذاتي مهمة.

الشعور بالإرهاق الشديد الذي يمنعك من الحركة

غالبًا ما يجلب الاكتئاب إرهاقًا شديدًا، فعندما يكون مجرد النهوض من السرير أمراً صعباً، قد تشعر بأن الحركة أو ممارسة الرياضة أمر مستحيل، وهذا يسهم في تطور الاكتئاب مع زيادة الوزن، ولكن انخفاض النشاط البدني لا يؤثّر فقط على توازن طاقتك ولكن أيضًا على اتصالك العقلي بجسمك.

نصائح داعمة:

  • ابدأ بنشاط صغير: قف وتمدد لدقيقة أو امش قليلاً في أرجاء المنزل.
  • أعد تعريف الحركة: فكّر في الحركة على أنها إعادة التواصل مع ذاتك وليس بأنها عقاب أو لحرق السعرات الحرارية فقط.
  • احتفل بالجهد المبذول: حتى دقيقتين من النشاط يعتبر إنجازاً.
  • استرح دون شعور بالذنب: تُعد الراحة ضرورية، فهي ليست ضعفاً، بل هي جزء من التعافي.

النوم أكثر أو أقل من المعتاد

يتطور الاكتئاب مع زيادة الوزن لأسباب عدة، منها أن الاكتئاب يسبب اضطرابات في النوم، حين ينام بعض الناس أكثر من المعتاد، بينما يستلقي آخرون مستيقظين لساعات كل ليلة. قد يؤدي النوم غير المنتظم إلى اضطراب هرمونات الجوع، مما يجعلك تشعر بالجوع أو تشتهي تناول المزيد من الطعام، وخاصة الكربوهيدرات.

نصائح داعمة:

  • ضع برنامجاً: احرص على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الأوقات نفسها كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  • اخلق بيئة هادئة قبل النوم: يمكن للإضاءة الخافتة أو الأصوات الهادئة أو طقوس النوم القصيرة أن تهيئ جسمك للراحة.
  • اطلب الدعم: قد يساعدك المعالجون أو الأخصائيون الطبيون في مواجهة تحديات النوم المستمرة.
  • تدرّب على الصبر: يستغرق تغيير أنماط النوم وقتًا، وقد يكون التقدم تدريجيًا.

التأثيرات الجانبية للأدوية

قد تساهم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في زيادة الوزن، فقد تزيد هذه الأدوية من الشهية أو تؤثّر على عملية الأيض أو تسبب احتباس السوائل، وقد تلاحظ تغير وزنك حتى لو لم تتغير عاداتك.

نصائح داعمة:

  • تواصل بصراحة: أخبر طبيبك بشعورك بالتغييرات التي تشعر بها، فقد تكون التعديلات أو البدائل متاحة.
  • ركّز على التغذية: تناوُل الطعام بطريقة متوازنة ومستدامة يدعم شفاء جسمك، بغض النظر عن وزنك.
  • احترم جسمك: يتحكم جسمك في الكثير من الأمور، لذا تعامل مع ذاتك بلطف.
  • حوّل التركيز: لا تركّز على قياس وزنك، إذ لا يتم تحديد قيمتك من خلال رقم على الميزان.

فقدان توازن الحياة اليومية

عندما يعطل الاكتئاب قدرتك على التخطيط، قد تصبح المهام اليومية مثل الطهي والتسوق من البقالة وتناول الطعام بانتظام صعبة، ما قد يعزز تطور الاكتئاب مع زيادة الوزن. وقد يؤدي ذلك إلى تخطي وجبات الطعام، أو تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، أو أنماط الأكل غير المنتظمة التي تؤثّر على الوزن.

نصائح داعمة:

  • إضافة برنامج واحد صغير: يمكن أن يساعدك برنامج بسيط مثل تناول كوب من الشاي في الصباح أو المشي لمسافة قصيرة بعد الظهر.
  • حافظ على بساطة الوجبات: قم بتخزين أصناف سهلة التحضير مثل الخضراوات المجمدة أو الحساء المعلب أو الحبوب المطبوخة مسبقاً.
  • استخدم التذكير: يمكن للملاحظات المرئية أو الإنذارات أن تجلب التنظيم دون ضغط.
  • كُن مرِناً: ربما لا يسير كل يوم بسلاسة كما نريد، ولا بأس بذلك.

الشعور بالوحدة أو الانفصال

غالبًا ما يخلق الاكتئاب شعورًا بالوحدة العميقة، وقد يؤدي الانفصال عن الآخرين إلى زيادة الأكل العاطفي وتعطيل الحافز وتقليل الرغبة في الاهتمام بالنفس، وقد تكون النتيجة دورة مغلقة تؤدي فيها العزلة إلى زيادة الوزن والتوتر النفسي.

نصائح داعمة:

  • تواصل مع الآخرين: حتى برسالة نصية أو حتى الإشارة باليد لأحد الجيران أو المشاركة في مجموعة عبر الإنترنت، فهذا قد يخفف من الشعور بالوحدة.
  • ابحث عن علاقات قليلة الضغط: يمكن للعلاج الجماعي، أو مجموعات الهوايات، أو المنتديات عبر الإنترنت أن توفر لكِ مجتمعًا دون ضغط اجتماعي.
  • تذكّر قيمتك المتأصلة: تذكّر أنك ذو قيمة وتستحق الحب والدعم، كما أنت.
  • تحدّث مع متخصص: يمكن أن يساعدك المعالج النفسي في بناء الأمان العاطفي ودعم تعافيك.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن يرتبط الاكتئاب مع زيادة الوزن حتى لو لم أتناول المزيد من الطعام؟

نعم، إذ يؤثّر الاكتئاب على ما هو أكثر من الشهية، فهو يؤثّر على النوم وعلى توازن الهرمونات ومستويات الطاقة والتمثيل الغذائي. حتى لو ظل نظامك الغذائي كما هو، يمكن لهذه التغييرات أن تغيّر طريقة معالجة جسمك للطعام وتخزين الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن تدريجيًا.

كيف يمكنني كسر حلقة الاكتئاب مع زيادة الوزن إذا كانا يرتبطان؟

ابدأ باللطف في التعامل مع ذاتك بالتركيز على تغييرات صغيرة يمكن التحكم فيها مثل الحركة الخفيفة أو الوجبات البسيطة أو تحسين النوم. قد يساعد العلاج في معالجة الجذور العاطفية لكل من الاكتئاب وأنماط الأكل، وتذكّر أنك لست بحاجة لإصلاح كل شيء دفعة واحدة، فالشفاء عملية مستمرة.

نصيحة من موقع صحتك

حدوث الاكتئاب مع زيادة الوزن ليس فشلاً، بل هو علامة على أن جسمك وعقلك يحاولان التعامل مع الألم والتوتر بأفضل طريقة ممكنة، وبدلاً من إصدار الأحكام، فإن أكثر ما تحتاج إليه هو التعاطف. للتعامل مع ذلك، اختر ممارَسة واحدة أو اثنتين من الممارسات الخفيفة التي تشعر أنها قابلة للتنفيذ، مثل تناول وجبة واحدة متوازنة في اليوم، أو الخروج لاستنشاق الهواء النقي، أو التحدث مع شخص تثق به. هذه الأفعال الصغيرة ليست صغيرة على الإطلاق، بل هي علامات على المرونة، وتذكّر:

  • لست وحدك
  • يمكنك طلب المساعدة
  • أنت جدير بالرعاية

إذا كنت تشعر بأن الأمور مربِكة، فإن التواصل مع أخصائي الصحة النفسية، إذ يمكنه أن يوفر لك الأدوات والدعم والتفاهم المصمّم خصيصًا لتجربتك الفريدة، وتذكّر أن الشفاء ممكن، وأنت تستحق ذلك.

آخر تعديل بتاريخ
10 يونيو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.