صحــــتك

رهاب الموز أوالخوف من ثمار الموز.. ما حقيقته؟

رهاب الموز هي حالة نادرة جدًا، لكن الخوف من ثمار الموز هي حالة موجودة بالفعل. وقد وردت حالة شهيرة جدًا حول هذا الرهاب في صحيفة الديلي ميل. بحسب تقرير إخباري، كانت إحدى السيدات تخاف الموز طوال حياتها، لدرجة أنها لم تكن تتحمل البقاء في نفس الغرفة التي يوجد فيها موز دون أن تشعر بالغثيان في كل مرة. ولحسن الحظ، تنتهي قصتها بالتغلب على خوفها من الموز تمامًا.

بغض النظر عن طبيعة الخوف التي تبدو غريبة، فمن المهم أن نفهم الضيق الحقيقي الذي يعاني منه أي شخص حولك يعاني من رهاب الموز. في هذه المقالة، سنستكشف حالة رهاب الموز وعلاماته وأعراضه والأسباب المحتملة لتطوره وكيفية إدارته. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن هذا الخوف الفريد.

علامات رهاب الموز

تم تصنيف رهاب الموز على أنه رهاب محدد. وفقاً للتصنيف الدولي للأمراض، فإن الرهاب المحدد هو خوف شديد وغير عقلاني من شيء أو نشاط أو موقف، وهو نوع من اضطرابات القلق يتميز بالشعور بالخوف والقلق عند مواجهة ما يخافه الشخص.

الرهاب ليس مثل الخوف، فالخوف هو عاطفة طبيعية وروتينية تنشأ عندما نواجه موقفًا يهددنا، لمساعدتنا على مواجهته أو الهروب منه. أما الرهاب، على العكس من ذلك، هو خوف مفرط وغير عقلاني موجه نحو حافز معين، مثل شيء أو موقف. هذا الحافز الذي يسبب الخوف والضيق يسمى حافز رُهابي.

في حالة رهاب الموز، لا يُنظر إلى الموز، وهو المحفز الرهابي، على أنه خطير أو مهدد من قبل أي شخص باستثناء الأشخاص الذين يعانون من الرهاب، وقد يعاني الشخص المصاب برهاب معين مثل رهاب الموز من:

  • خوف شديد وغير واقعي ومستمر من المحفز أو الشيء أو الموقف الرهابي.
  • محاول مستمرة لتجنب المنبهات الرهابية أو مواجهتها بضيق.
  • اعتراف بأن الخوف مفرط وغير معقول، حتى لو كانوا يعانون منه.
  • مواجهة صعوبات في أداء مهامهم اليومية نتيجة لرهابهم.

المحفزات الشائعة

يمكن أن تنجم استجابة الخوف لدى الشخص المصاب برهاب الموز عن:

  • مظهر الموز، بما في ذلك جوانب مثل لون الموز الناضج أو الناضج أكثر من اللازم، ولون قشر الموز أو البقع الموجودة عليه.
  • الصوت الناجم عن مضغ الموز وأكله.
  • رائحة الموز، وفقًا لتجربة الشخص الذي يعاني من رهاب الموز، تميل إلى أن تكون أقوى من الروائح الأخرى بسبب نفور الفرد منها.
  • ملمس الموز وطعم الموز، وخاصة اللحم الطري للموز الناضج، وكذلك القطع الصغيرة المهروسة أو المقطعة في الأطعمة الأخرى، محفزًا أيضًا.
  • الكلام عن الموز، إذْ كما هو الحال مع العديد من أنواع الرهاب الأخرى، فإنه يمكن أن يسبب الانزعاج والضيق للأفراد الذين يخافون منه أيضًا.

أسباب الخوف من الموز

من المعروف أن عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص يعانون من الخوف من الموز في جميع أنحاء العالم.

تبدأ أغلب الحالات في مرحلة الطفولة، عندما يضطر الشخص إلى تناول الموز من قبل والديه إلى حد يؤدي إلى اضطراب في المعدة أو القيء. غالبًا ما يكون للموز قوام لزج، ولا يحب جميع الناس نكهته أو رائحته.

يزعم كثيرون أن ملمس الموز الناضج يشبه تناول "الرخويات"، مثل البزاق أو المحار. وقد تتذكر امرأة تعاني من رهاب الموز أنها أصيبت به بعد أن خدعها شقيقها في طفولتها. فقد وضع موزة في سريرها، وتتذكر عادة الشعور البارد اللزج الذي شعرت به بعد أن سحقتها دون علم، وتصف ذلك الشعور بأنه "يشبه لمس ثعبان لزج". 

يمكن تفسير أسباب الرهاب المحدد من خلال مناهج ومدارس فكرية مختلفة في علم النفس. في أغلب الأحيان، يُعزى سبب الرهاب إلى التعلم، ويمكن أن يحدث التعلم بثلاث طرق، وخاصة في سياق الرهاب:

  • التكييف الكلاسيكي: يشير إلى الارتباط المتكرر بين المنبه (مثل الموز) وموقف مخيف أو مرهق. قد يكون لدى الأشخاص المصابين برهاب الموز تجارب سلبية أو مؤلمة تتعلق بالموز في طفولتهم، مثل إطعامهم الموز بالقوة في مرحلة الطفولة أو الإصابات المرتبطة بالموز، والاختناق بالفاكهة، والانزلاق على القشر، وما إلى ذلك. وقد يكون سخر منهم الأطفال الآخرون نتيجةً لذلك.
  • التعلّم بالملاحظة، وتشير إلى عملية التعلم التي يتعلم من خلالها الشخص السلوكيات من خلال ملاحظة تجارب الآخرين. على سبيل المثال، إذا رأيت أحد أشقائك أو أصدقائك يعاني من حساسية شديدة، أو يختنق، أو يمرض بعد تناول الموز، فقد تصاب بالرهاب منه.

أعراض رهاب الموز

أعراض رهاب الموز، مثل معظم أنواع الرهاب، يمكن أن تكون فسيولوجية وعاطفية وسلوكية.

  1. الأعراض الفسيولوجية

وهي الأعراض المرتبطة بالتغيرات في الجسم، مثل:

  • زيادة معدل ضربات القلب، صعوبة في التنفس، ضيق في الصدر.
  • التعرق، والهبات الساخنة أو الباردة، والشحوب (تدفق الدم من الجسم).
  • دوخة، شعور بالإغماء، غثيان، آلام في المعدة، قيء.
  • نوبات هلع، في الحالات القصوى.
  1. الأعراض النفسية العاطفية

هذه هي الأعراض المرتبطة بالعواطف أو الأفكار التي تشعر بها، مثل:

  • الخوف والقلق الشديد والمستمر وغير المعقول.
  • مشاعر الاشمئزاز وعدم الراحة والضيق.
  • مشاعر الغضب أو الإحباط أو الانزعاج.
  • أفكار متسارعة أو مشاعر التهديد أو الخطر.
  1. الأعراض السلوكية

هذه هي الأعراض المرتبطة بالسلوكيات الخارجية استجابة للمثيرات، مثل:

  • تجنب المحفزات بشكل مفرط، مثل عدم تناول الموز أو الأطعمة التي تحتوي على الموز أو نكهته.
  • تجنب المواقف التي يتناول فيها أشخاص آخرون الموز أو يستهلكونه.

التشخيص والعلاج

نظرًا لندرة اضطراب رهاب الموز نسبيًا، فإن العلاج غير مفهوم بالضبط. ومع ذلك، يتم التعامل مع رهاب الموز بنفس الطريقة لعلاج أنواع الرهاب الأخرى. والتقنيات الأكثر استخدامًا في علاج أنواع معينة من الرهاب هي:

أولا: العلاج بالتعرض

يتم علاج الرهاب المحدد عادة باستخدام العلاج بالتعرض. المبدأ وراء هذا النوع من العلاج هو تعريض المريض لمحفزاته الرهابية ببطء إلى جانب الاسترخاء الموجه مما يمكن أن يقلل من الضيق والخوف. 

إذاً المفتاح في هذه التقنية هو تصور الشيء الذي يخيفك مع الحفاظ على هدوئك أثناء هذه العملية. على سبيل المثال، قد يساعدك إغلاق عينيك وتصور موزة بعيدة عنك أثناء ممارسة التنفس العميق على الاسترخاء. بطبيعة الحال، لن يؤدي هذا إلى علاج الرهاب بين عشية وضحاها، ولكنه قد يكون نقطة بداية جيدة.

ثانيا: إزالة التحسس المنهجي

وفقًا لهذا المبدأ، لا يمكن للإنسان أن يكون في حالة من الخوف والاسترخاء في نفس الوقت، دون أن تتغلب حالة أو عاطفة على الأخرى. يحدث إزالة التحسس المنهجي في ثلاث مراحل:

  1.  الاسترخاء: إذ يتم تعليم المريض تقنيات الاسترخاء التي يمكنه استخدامها لتهدئة خوفه وقلقه.
  2. بناء التسلسل الهرمي للخوف: سيقوم المعالج والعميل ببناء تسلسل هرمي للخوف معًا بالنسبة للكائن الرهابي، من الأقل إلى الأكثر إزعاجًا. في حالة رهاب الموز، يمكن أن يتراوح هذا من مجرد التفكير في أكل الموز إلى أكل الموز بالفعل.
  3. إزالة التحسس المناسب: يعرّض المصاب للمثيرات وفقًا لتسلسل مخاوفه أثناء مساعدته على ممارسة تقنيات العلاقة.

ثالثًا: العلاج السلوكي المعرفي

يستخدم العلاج السلوكي المعرفي مع أشكال علاجية أخرى، مثل العلاج بالتعرض، لمعالجة الأفكار غير العقلانية وغير المعقولة التي توجه استجابات الخوف لمحفزات محددة، ويتضمن ذلك التعرف على أنماط التفكير غير العقلانية واستبدالها بأنماط أكثر صحة وعقلانية.

رابعًا: الأدوية

في الحالات الشديدة التي يكون التحكم في القلق الناجم عن الرهاب شديدًا أو لا يطاق، يمكن للطبيب النفسي المرخص أن يصف الدواء.

 

آخر تعديل بتاريخ
06 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.