حظرت منصة تيكتوك نتائج البحث عن ترند النحافة المفرطة (#SkinnyTok) بعد أن أشار المنظّمون الأوروبيون إلى مخاوف بشأن اتباع نظام غذائي متطرف، والأكل المضطرب المرتبط بترندات فقدان الوزن. في حين أن الترندات التي تحتفي بالنحافة وعادات الأكل المقيدة قد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، فإن محتوى #SkinnyTok على تيكتوك تحديدًا دفع المفوضية الأوروبية إلى إجراء تحقيق بشأنه في أبريل.
لَم تحدد منصة تيكتوك المملوكة لشركة التكنولوجيا الصينية (ByteDance) متى حظرت هاشتاج ترند النحافة المفرطة، وكانت هذه الخطوة الأخيرة جزءًا من محاولة لتبديد الانتقادات الواسعة النطاق بشأن المحتوى السلبي لصورة الجسد الذي يتم الترويج له على هذه المنصة. تُعد الخوارزميات التي تقف وراء عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيكتوك وإنستغرام غير منظَّمة، وقد واجهوا تدقيقًا واسع النطاق بسبب نشر عادات مشاهدة المحتوى لدى المستخدِمين، لا سيما بين الأفراد الأصغر سنًا والأكثر عرضة للخطر.
ما ترند النحافة المفرطة ؟
كان ترند النحافة المفرطة، أو ما يُطلق عليه اسم (SkinnyTok) جزءاً مثيرًا للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد روّج أنصاره للنحافة الشديدة تحت ستار النصائح المتعلقة بالصحة ونمط الحياة، وتصدرت هذه الحركة المؤثِّرة ليف شميت، التي اشتهرت على الإنترنت من خلال مشاركة ما أشارت إليه باسم ”حيل الفتيات النحيفات“.
أثار المحتوى الذي تقدّمه هذه المؤثّرة، والذي تضمّن مقاطع فيديو عن نظامها الغذائي الفقير بالسعرات السعرات الحرارية، قلقًا واسع النطاق بشأن إمكانية جعل الأكل المضطرب يبدو طبيعياً، وبعد أن تم حظرها من تيكتوك في عام 2024 لانتهاكها تعليمات المنصة، عادت شميدت إلى الظهور باسم مستخدِم جديد.
استمر محتوى ترند النحافة المفرطة حتى يونيو 2025 في اكتساب المزيد من المتابعين، حين بلغ عدد مقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها باستخدام هاشتاج (#SkinnyTok) أكثر من 74000 مقطع فيديو، وقد صَوّر العديد منها النقصَ الشديد في السعرات الحرارية وفحوصات الجسم المنتظمة، وقد وثّق المستخدِمون أجسامهم التي تتقلص شيئاً فشيئاً.
ترند النحافة المفرطة طريقة خطيرة لإنقاص الوزن
يرى عديد من الخبراء أن ترند النحافة المفرطة خطير، بل ويصفه البعض بأنه متطرف فيما يتعلق بفقدان الوزن والصحة، فتمجيد النحافة كعلامة للأخلاق أو الصحة أو الانضباط يضر بالصحة البدنية والعاطفية والنفسية، وإن اتباع حمية شديدة هو عامل خطر رئيسي للإصابة باضطرابات تناول الطعام، وكلما بدأ الشخص بممارسة ذلك في سن أصغر، زاد احتمال الإصابة باضطرابات تناول الطعام، ولأن هذه الفيديوهات غالبًا ما تظهِر المراهقين والشباب، فهي مثيرة للقلق بشكل خاص، وفقاً للخبراء.
يرى الخبراء أيضاً أن الحديث بسلبية عن المغذيات الأساسية، وخاصة الكربوهيدرات والدهون، هي مشكلة أخرى في ترند النحافة المفرطة لأن الجسم يحتاج لهذه العناصر الغذائية، ولهذا فإنهم يعتقدون أن هذا الترند يعزز ثقافة الحمية الضارة، ويحتفي بالنحافة الشديدة، وبمقاييس الجسم غير الواقعية.
مخاطر التقييد الشديد للسعرات الحرارية
شارك بعض المؤثرين الذين روّجوا لترند النحافة المفرطة حميات فقيرة في السعرات الحرارية، ومن المعلوم لدى الخبراء أن التقييد الشديد للسعرات الحرارية له عواقب نفسية وجسدية سيئة، فعند تناول 800 سعرة حرارية يوميًا، من المستحيل تقريبًا تلبية احتياجات جسمك من العناصر الغذائية، وهنا يصبح نقص الحديد والفيتامين B12 والكالسيوم شائعاً، مما قد يؤدي إلى الإرهاق وتدني المزاج وقلة النوم وفقدان الكتلة العضلية. ومع مرور الوقت، قد يسبب نقص التغذية حدوث خلل وظيفي مناعي وانقطاع الطمث الناجم عن مشكلة في جزء من الدماغ يُعرف باسم تحت المهاد (الذي يسبب العقم) وفقدان كتلة العظام.
أما من ناحية الصحة النفسية، فإن اتباع حمية شديدة قد يساهم في حدوث تقلبات مزاجية مبالغ فيها أو محدودة، وظهور أفكار مهووسة بشأن الطعام وشكل الجسم، وقد صوّرت العديد من مقاطع فيديو ترند النحافة المفرطة أن فقدان الوزن والنحافة الشديدة هي علامة على الصحة، وهذا خطير ومضلل، فالوزن ليس مؤشراً موثوقاً للحالة الصحية، وذلك لأن الصحة متعددة الأوجه، ولا يمكن تحديدها بالمظهر وحده.
فقدان الوزن الصحي
ليس كل فقدان للوزن سيئًا، ولكن هناك طرق صحية ومستدامة للوصول إلى وزن صحي، ومع وجود الكثير من النصائح المتضاربة على الإنترنت، قد يكون من الصعب معرفة ما هو مفيد وما هو متطرف، فالخط الفاصل بين فقدان الوزن بشكل صحي والأكل المضطرب قد لا يكون واضحاً، خاصة على الإنترنت، إذ غالبًا ما يتم تأطير السلوكيات المتطرفة على أنها صحية.
غالبًا ما يظهَر الأكل المضطرب في صورة قواعد غذائية صارمة وشعور بالذنب تجاه الطعام والسيطرة الوسواسية، ولهذا فإن الشعور بالقلق من الانحراف عن الخطة الغذائية، أو التفكير المستمر في الطعام وشكل الجسم قد يدل على اضطراب حتى لو بدا ذلك طبيعيًا على الإنترنت.
سُبل تحقيق وزن صحي
ما تزال الثقافة السائدة تخلط بين النحافة والصحة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يكون جزء من هذه المشكلة مرتبطاً بالمفاهيم الخاطئة حول الوزن الصحي للجسم، وكثيراً ما ترتبط الصحة بالنحافة. هناك العديد من الطرق المستدامة والقائمة على الأدلة العلمية للوصول إلى الوزن الصحي، وأبرزها وأكثرها استدامة هو التركيز على السلوك وليس على الوزن، يشمل ذلك تناول وجبات منتظمة ومتوازنة تحتوي على ما يكفي من الطاقة والألياف والبروتينات والدهون لدعم الشعور بالشبع والرضا، ويعني أيضًا احترام إشارات الجوع، وممارسة النشاط البدني الممتع، ومعالجة مشكلات النوم والتوتر والصحة النفسية إن تطلب الأمر ذلك.
الأسئلة الشائعة
لماذا تم حظر ترند النحافة المفرطة على تيكتوك؟
تم حظر ترند النحافة المفرطة بعد مخاوف من المفوضية الأوروبية من أنه يروّج للأكل غير الصحي ويمجّد فقدان الوزن الزائد، وقد استجابت شركة تيكتوك بإزالة نتائج البحث وتقييد المحتوى المرتبط بسلوكيات الحمية الغذائية غير الصحية، خاصةً للمستخدِمين المراهقين.
هل كل محتوى إنقاص الوزن ضار؟
ليس بالضرورة، فقد يكون فقدان الوزن صحيًا إذا تم تناول الطعام بطريقة مستدامة ومرنة ومتوازنة، وغالبًا ما يتضمن المحتوى الضار قواعد صارمة للحمية الغذائية، وتتبع الطعام بشكل مهووس، ويروّج لنموذج واحد يناسب الجميع ويتجاهل الاحتياجات الفردية والصحة النفسية.
نصيحة من موقع صحتك
كن حذرًا من أي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يروج لتقييد السعرات الحرارية بشكل مبالغ فيه، أو يذمّ مجموعات غذائية معينة، أو يساوي بين النحافة والصحة أو القيمة الاجتماعية، وتشمل العلامات المشيرة إلى وجود مشكلة في المحتوى الذي يدعو لتقييد السعرات الحرارية بشدة، أو النصائح التي تصاغ في إطار ”حيل“ لفقدان الوزن بسرعة، إذا كان المحتوى يجعلك تشعر بالقلق أو الذنب أو الهوس بشأن الطعام أو بشأن جسمك، فمن المحتمل أن يكون ضارًا. ابحث عن منشئي المحتوى الذين يركّزون على التغذية وتنوع الجسم والصحة النفسية، وفكّر في استشارة أخصائي تغذية أو أخصائي صحة نفسية للحصول على الإرشادات السليمة.