هل تخشى فكرة الذهاب إلى العمل غداً؟ سواء كان ذلك بسبب مدير حاد المزاج، أو عبء العمل الكبير، أو زملاء سلبيين في العمل، فإن بيئة العمل السلبية قد تؤثر بشكل كبير على صحتك النفسية، وقد يؤدي ذلك إلى مستويات عالية من التوتر والأرق والاكتئاب. تعلّم كيفية التعرف على علامات هذه البيئة، ونصائح تساعدك على التعامل مع بيئة العمل السلبية وكيفية معرفة متى يحين وقت المغادرة.
بيئة العمل السلبية.. ما هي؟
بيئة العمل السلبية هي بيئة العمل التي تشعر فيها بعدم الأمان النفسي، وغالباً ما يكون هناك شعور عام بالسلبية والمنافسة والعدوانية غير الصحية، وقد عرّف مؤلفو دراسة حديثة بيئة العمل السلبية بما يلي:
- السلوك النرجسي.
- القيادة الهجومية أو العدوانية.
- المضايقات.
- التنمر.
- النبذ.
- السلوك التهديدي من المديرين وزملاء العمل.
علامات بيئة العمل السلبية
تشمل بعض العلامات التي قد تَخلق أو تُساهم في خلق بيئة عمل سلبية ما يلي:
- المدير المخرِّب الذي يوقعك في الفشل.
- الإدارة التفصيلية التي تتدخل في أدق تفاصيل العمل.
- الإفراط في النميمة.
- تكوين الجماعات والدوائر الخاصة في العمل.
- المضايقة أو التمييز.
- التحيز غير المباشر أو الخفي.
- التنمر.
- ظروف العمل غير الآمنة.
- انتشار الغيرة من نجاح الآخرين أو زملاء العمل الذين يحاولون جعلك تبدو سيئًا أو يأخذون الفضل من عملك.
- عدم الاحترام.
- عدم وجود فرص للنمو.
- أعباء العمل غير الواقعية.
- انخفاض الأجور.
- جدول زمني غير واقعي لإنجاز الأعمال.
- زملاء العمل يفلتون من العقاب بسلوك غير لائق.
- النقد غير البناء.
- تهديد المدير بفصل الموظفين باستمرار.
- جو عام من السلبية المزمنة.
كيف يمكن أن تؤثر بيئة العمل السلبية على الصحة النفسية؟
يقضي معظمنا جزءًا كبيرًا من يومه في العمل، فإذا كانت 8 ساعات من يومك مليئة بالسلبية، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على صحتك النفسية. تُظهر الأبحاث أن بيئة العمل السلبية، بما في ذلك المضايقات والتنمر والنبذ، هي مصدر كبير للإجهاد النفسي لدى الموظفين، وقد تؤدي إلى مستويات عالية من التوتر والإرهاق.
كما أن هذه السلبية قد تعزز السلوكيات التي تؤدي إلى نتائج عكسية في العمل وتدمر كفاءة المؤسسة، وتسبب فك ارتباط الموظفين، وتقلل من الإنتاجية، وتخنق الإبداع والابتكار، وتؤدي إلى ارتفاع معدل تبديل الموظفين.
وفقًا لتقرير صدر حديثًا عن مجلة (Sloan Management Review) الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن ثقافة مكان العمل السلبية تُساهم في ترك الموظف لوظيفته باحتمال أعلى بعشرة أضعاف من انخفاض الراتب، ويوضح التقرير أن بيئة العمل السلبية كانت السبب الأول في ترك الموظفين لوظائفهم خلال فترة ما بعد كوفيد-19 وليس بسبب نقص التعويضات.
نصائح تساعدك على التعامل مع بيئة العمل السلبية
فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع بيئة العمل السلبية:
- ليس خطأك: تذكر أن السلبية في عملك ليست خطأك، فعلى الرغم من أن التحلي بسلوك إيجابي وعقلية تعاونية قد يساعدك في بعض المواقف، تذكر أنه ربما لن تستطيع تحسين ثقافة السلبية في عملك.
- خذ استراحة الغداء في مكان آخر: احرص على أخذ استراحة الغداء في مكان آخر بعيدًا عن بيئة العمل، واجلس في الطبيعة إن أمكن ذلك.
- ضع حدوداً: لا تُجبر نفسك على تخطي استراحة الغداء أو العمل بعد ساعات العمل بدون أجر. اشرح لرئيسك في العمل أنك بحاجة إلى فترات الراحة لإعادة شحن طاقتك والقيام بعملك بشكل جيد.
- لا تتورط في الدراما: حاول الابتعاد عن أي دراما أو نميمة، فلن ينتج عنها أي شيء إيجابي.
- حافظ على تركيزك على أهدافك: ابذل قصارى جهدك للبقاء في حالة ذهنية إيجابية، فأنت لن تبقى هنا إلى الأبد، وأمامك أشياء أكبر وأفضل.
- قم بطقوس ما بعد العمل لرفع معنوياتك: افعل شيئًا ما بعد العمل للتخلص نفسيًا من السلبية. يمكنك مثلاً المشي في الطبيعة أو أخذ حمام ساخن أو الاتصال بصديق.
- ابقَ مع عدد قليل من زملاء العمل الجديرين بالثقة: من الجيد الاحتفاظ بعدد قليل من الحلفاء في العمل حتى تتمكنوا من دعم بعضكم البعض والثقة ببعضكم البعض.
- لا تتنازل عن قيمك: إذا كان شخص ما في العمل قاسياً معك، فابذل قصارى جهدك لعدم الرد بالمثل، فعادةً ما يؤدي ذلك إلى تصعيد الموقف.
- انخرط في أساليب منتظمة للتغلب على التوتر: مارس التأمل أو اليوغا أو التمارين الرياضية اليومية لمساعدتك في التعامل مع التوتر المزمن.
- خطط للخروج: إذا كنت تشعر أن بيئة العمل السلبية لن تتحسن قريبا، فابدأ البحث عن وظيفة جديدة.
هل يمكن تحسين بيئة العمل السلبية؟
تضر بيئة العمل السلبية بصحتك النفسية والبدنية، فإذا بقيت لفترة طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى:
- ارتفاع مستويات التوتر.
- القلق.
- تدني احترام الذات.
- الاكتئاب.
إذا كانت السلبية منبثقة من القيادة أو من عقلية الشركة، فليس هناك الكثير مما يمكنك فعله، ولكن إذا كانت المشكلة صادرة من شخص أو شخصين فقط، فيمكنك مناقشة المشكلة مع مدير موثوق به، أو التحدث مع شخص ما في قسم الموارد البشرية.
إذا لم يكن لديك أي خيار آخر سوى البقاء في الوقت الحالي، فحاول أن تضع نفسك في فقاعة إيجابية صغيرة، وابذل قصارى جهدك لتجنب أي دراما، وانغلق على نفسك بعيداً عن السلبية، وركِّز على أهدافك خارج العمل، وابدأ في وضع خطط للخروج من العمل.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أنني في بيئة عمل سامة؟
تشمل العلامات: النميمة المستمرة، والإدارة التفصيلية، وقلة الاحترام، والنقد المفرط، والشعور بعدم الأمان، أو عدم الحصول على الدعم الكافي. إذا كان الذهاب إلى العمل يسبب الرهبة أو التوتر أو القلق، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في عملك، أو فيما إذا كان يجب عليك اتخاذ خطوات تمكّنك من التعامل مع بيئة العمل السلبية .
ماذا يمكنني أن أفعل إذا لم أستطع ترك الوظيفة ذات البيئة السلبية على الفور؟
ركّز على الرعاية الذاتية، وتجنَّب زملاء العمل السلبيين، واصنع فقاعة إيجابية حول نفسك. استغل فترات الراحة بحكمة، وحافظ على قيمك، وابدأ بالتخطيط لخطوتك المهنية التالية بهدوء واستراتيجية.
كيف يمكنني حماية صحتي النفسية في بيئة العمل السلبية؟
ضع حدوداً، وخذ فترات راحة منتظمة، وتجنب الانخراط في الدراما، واعتمد على زملاء العمل الداعمين، ومارس عادات تخفيف التوتر مثل المشي أو كتابة اليوميات، وركّز على أهدافك خارج العمل.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كانت السلبية أو المضايقات أو الإدارة التفصيلية المتطرفة هي القاعدة في مكان عملك، فمن المحتمل أن تكون في بيئة عمل سلبية. قد يؤدي الشعور بعدم الأمان وعدم التقدير في عملك إلى مشاكل في الصحة النفسية، بما في ذلك الأرق والتوتر والاكتئاب وتدني احترام الذات، وإذا كنت ما تزال غير متأكد مما إذا كان يجب عليك البقاء حتى بعد اتخاذ خطوات تساعدك على التعامل مع بيئة العمل السلبية فقم بتدوين إيجابيات وسلبيات البقاء في مكان عملك، فإذا كانت السلبيات أكثر، ففكّر في البحث عن وظيفة جديدة تكون فيها صحتك النفسية أولوية. ابقَ مرفوع الرأس، فهناك أشياء أكبر وأفضل تنتظرك.