الهلاوس هي الإحساس بشيء غير موجود، أو بمعنى أدق هي إدراك خاطئ للأشياء أو الأحداث التي تتضمن حواسك: البصر والصوت والشم واللمس والتذوق. وعلى الرغم من أنها تبدو حقيقية للمصاب بها، لكنها ليست كذلك. وتعتبر الهلوسة عادةً أحد أعراض اضطراب الذهان، ولكنها قد تنتج أيضًا عن تعاطي المخدرات، والحالات العصبية، وبعض المواقف المؤقتة.
ما هي أنواع الهلاوس ؟
هناك عدة أنواع مختلفة من الهلاوس بما في ذلك:
- الهلوسة السمعية (الصوتية): وهي النوع الأكثر شيوعًا من الهلاوس، وتتضمن سماع أصوات غير حقيقية، مثل الموسيقى أو خطوات الأقدام أو طرق الأبواب. يسمع بعض الأشخاص أصواتًا عندما لا يتحدث أحد، وقد تكون الأصوات إيجابية أو سلبية أو محايدة. قد تأمرك بفعل شيء قد يسبب الأذى لنفسك أو للآخرين.
- الهلوسة البصرية: تتضمن هذه الهلوسة رؤية أشياء غير حقيقية، مثل الأشياء، أو الأشكال، أو الأشخاص، أو الحيوانات، أو الأضواء.
- الهلوسة اللمسية: هذه الهلوسة تجعلك تشعر باللمس في جسدك أو بحركة في جسدك غير حقيقية، وقد تتضمن هذه الأعراض الشعور وكأن الحشرات تزحف على بشرتك أو أن أعضاءك الداخلية تتحرك.
- الهلوسة الشمية: تتضمن هذه الهلوسة تجربة روائح غير موجودة أو لا يستطيع أي شخص آخر شمها.
- الهلوسة الذوقية: تسبب هذه الهلوسة مذاقات غريبة أو غير سارة في كثير من الأحيان. الهلوسة الذوقية (غالبًا ذات الطعم المعدني) هي أحد الأعراض الشائعة نسبيًا لدى الأشخاص المصابين بالصرع.
- هلوسة الحضور: هذه الهلاوس تجعلك تشعر بأن هناك شخصًا ما في الغرفة معك أو يقف خلفك.
- الهلوسة الحسية العميقة: هذه الهلوسة تجعلك تعتقد أن جسمك يتحرك، مثل الطيران أو الطفو، بينما هو ليس كذلك.
- هناك أيضًا أنواع من الهلاوس المرتبطة بالنوم، وهي عادة ما تكون قصيرة الأمد، وحوالي 86% منها بصرية. يرى الأشخاص عادةً أنماطًا وأشكالًا متحركة أو صورًا حية لوجوه أو حيوانات أو مشاهد، ولا تشكل هذه الهلوسات عادةً سببًا للقلق.
ما هو الفرق بين الهلاوس والوهم؟
الهلوسة هي تجربة حسية، تتضمن رؤية أو سماع أو تذوق أو شم أو الشعور بشيء غير موجود، أما الأوهام فهي اعتقادات راسخة في أمر غير صحيح. على سبيل المثال، قد تتضمن اعتقاد شخص ما بأنه يتمتع بقوى خاصة أو أنه يتعرض للتسمم على الرغم من وجود أدلة قوية على أن هذه المعتقدات غير صحيحة.
ما الفرق بين الهلاوس والخدعة؟
الخدعة هي تفسير خاطئ للمدخلات الحسية. على سبيل المثال، قد تخطئ في الاعتقاد بأن الحقيبة السوداء التي تجلس على حافة النافذة هي قطة سوداء، وبعد مزيد من الفحص، تدرك أنها حقيبة وليست قطة، وهذه خدعة.
كيف أعرف أنني أعاني من الهلاوس ؟
من الممكن أن نعاني من الهلاوس مع إدراكنا أنها ليست حقيقية. على سبيل المثال، قد يسمع بعض الأشخاص الذين يحزنون على وفاة أحد أحبائهم صوت أحبائهم المتوفين مؤقتًا أو يرونهم، لكنهم يعرفون أن ما يسمعونه أو يرونه مستحيل.
يستطيع معظم الأشخاص أيضًا معرفة أن الهلوسة التي تحدث لهم أثناء النوم أو الاستيقاظ ليست حقيقية. ومع ذلك، لا يدرك بعض الأشخاص أنهم يعانون من الهلاوس ، وهذا أكثر شيوعًا في الحالات المزمنة مثل الفصام والخرف.
ما الأسباب المتعددة وراء الهلاوس ؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة للهلوسة، بما في ذلك:
-
الأسباب المؤقتة للهلوسة
قد تتسبب الحالات أو المواقف التالية في حدوث الهلاوس بشكل مؤقت:
- النوم أو الاستيقاظ.
- تأثير الكحول أو بعض المخدرات، مثل الماريغوانا، أو الكوكائين، أو الأمفيتامينات، أو الهيروين، أو الكيتامين.
- ارتفاع درجة الحرارة، وخاصة عند الأطفال وكبار السن.
- الجفاف الشديد.
- الحرمان من النوم.
- الصداع النصفي.
- الصدمة.
- ألم شديد.
- الحزن.
- الالتهابات مثل التهابات المسالك البولية، وخاصة لدى كبار السن.
- التعافي من التخدير بعد الجراحة أو الإجراء الجراحي.
إن الشعور بالهلوسة بهذه الطريقة لا يشكل عادة سببًا للقلق. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من مشكلة طبية حادة تسبب هذه الهلوسة، مثل العدوى أو الحمى، فمن المهم طلب العلاج الطبي لهذه المشكلة.
-
الحالات الصحية العقلية التي قد تسبب الهلوسة
الفصام هو الحالة الصحية العقلية الرئيسية التي تسبب الهلوسة، ويشير الفصام إلى حالة واحدة ومجموعة من الحالات التي تندرج تحت فئة الاضطرابات المرتبطة بالذهان، وهي الحالات التي يعاني فيها الشخص من شكل من أشكال "الانفصال" عن الواقع (الذهان)، والذي قد يشمل الهلوسات. وتشمل الحالات التي تندرج تحت طيف الفصام والتي قد تسبب الهلوسات ما يلي:
- اضطراب الشخصية الفصامية (الذي يندرج أيضًا ضمن فئة اضطرابات الشخصية).
- اضطراب الوهم.
- اضطراب ذهاني قصير.
- اضطراب الفصام.
- اضطراب الفصام العاطفي.
يعد سماع الأصوات هو النوع الأكثر شيوعًا من الهلوسة لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات الصحية العقلية، وتشمل الحالات الصحية العقلية الأخرى التي قد تسبب الهلوسة ما يلي:
- الاضطراب الثنائي القطب: يمكن للأشخاص المصابين بالاضطراب الثنائي القطب أن يعانوا من الهلوسة أثناء نوبات الاكتئاب الشديدة أو الهوس الشديد.
- الاكتئاب الشديد مع السمات الذهانية (الاكتئاب الذهاني): الاضطراب الاكتئابي الشديد MDD) ) مع السمات الذهانية هو نوع مميز من مرض الاكتئاب، إذ يكون اضطراب المزاج مصحوبًا إما بالأوهام أو الهلوسة أو كليهما.
-
الحالات العصبية التي قد تسبب الهلوسة
الحالات العصبية التي قد تسبب الهلوسة تشمل:
- مرض باركنسون.
- مرض ألزهايمر.
- الخرف المصحوب بأجسام لوي.
- الصرع.
- النوم القهري.
-
الأدوية التي يمكن أن تسبب الهلوسة
يمكن للعديد من الأدوية الموصوفة طبيًا أن تسبب الهلوسة أو تزيد من حدتها كأثر جانبي، وقد يكون كبار السن أكثر عرضة للخطر بسبب زيادة الحساسية للأدوية. قد تكون الهلوسة الناتجة عن الأدوية مرتبطة بالجرعة، وعادة ما تتوقف عند التوقف عن تناول الدواء.
-
حالات أخرى قد تسبب الهلوسة
متلازمة تشارلز بونيه تجعل الشخص الذي بدأ بصره يتدهور يرى الهلوسة، وهذه الحالة تسبب الهلوسة البصرية فقط. يمكن للأمراض المميتة، بما في ذلك فشل الكبد، وفشل الكلى، وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز في مرحلته الثالثة، وسرطان الدماغ، أن تسبب الهلوسة.
كيف يتم علاج الهلاوس ؟
يعتمد علاج الهلوسة على السبب، فالهلوسة الناتجة عن ظروف مؤقتة، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الجفاف الشديد أو العدوى، سوف تختفي بمجرد علاج الحالة الأساسية. وقد تساعد بعض الأدوية والعلاجات في علاج الهلوسة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة تسببها، بما في ذلك:
- قد تساعد الأدوية المضادة للذهان النموذجية (الجيل الأول) وغير النموذجية (الجيل الثاني) في تقليل وتيرة وحدة الهلوسة لدى الأشخاص المصابين باضطرابات طيف الفصام، والاضطراب الثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب الشديد مع السمات الذهانية.
- قد يؤدي التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمةrTMS) ) إلى تقليل الهلوسة السمعية التي لا تستجيب للأدوية المضادة للذهان.
- قد تعمل مثبطات الأسيتيل كولينستريز على تقليل الذهان (الهلوسة و/أو الأوهام) لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر ومرض باركنسون والخرف المصحوب بأجسام لوي. مثبطات الأسيتيل كولينستريز هي مجموعة من الأدوية التي تمنع التحلل الطبيعي للأستيل كولين، وهو ناقل عصبي يعمل في كل من الجهاز العصبي المحيطي والجهاز العصبي المركزي.
هل يمكن الوقاية من الهلاوس ؟
على الرغم من أنه لا يمكن منع الإصابة بجميع الهلوسات، فإن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها في المنزل والتي قد تساعد في تقليل تكرار حدوثها لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية قد تسبب الهلوسة، بما في ذلك:
- الحصول على إضاءة جيدة والمشاركة في أنشطة تحفيزية في المساء.
- التحقق من الأصوات التي قد يتم تفسيرها بشكل خاطئ، مثل الضوضاء الصادرة عن التلفزيون أو الأجهزة.
- البحث عن الإضاءة التي تلقي ظلالاً أو انعكاسات أو تشوهات وتصحيحها.
- تغطية المرايا بقطعة قماش أو إزالتها إذا كان الشخص يعتقد أنه ينظر إلى شخص غريب.
إذا كنت تتناول دواءً للمساعدة في علاج الهلوسة، فمن المهم الاستمرار في تناول الدواء ما لم يخبرك مقدم الرعاية الصحية بخلاف ذلك. قد يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول الدواء إلى حدوث هلوسات أكثر شدة.
كيف يمكنني مساعدة شخص يعاني من الهلاوس؟
إذا كنت مع شخص يعاني من الهلوسة، فهناك بعض الخطوات التي يجب عليك اتخاذها:
- قم بتقييم الموقف وتحديد ما إذا كانت الهلوسة تشكل مشكلة للشخص أو لك. إذا كانت الهلوسة تزعجه أو تدفعه إلى القيام بشيء خطير، فتعامل بهدوء وسرعة مع الأمر بكلمات مطمئنة ولمسة مريحة، وحاول الاتصال بالجهات الطبية.
- لا تجادل الشخص بشأن ما يمر به، وإذا لم يكن سلوكه استجابة لهلوساته خطيرًا، فقد لا تحتاج إلى التدخل.
- تجنب محاولة إقناع الشخص الذي يعاني من الهلوسة. يمكنك أن تقول له إنك لا ترى ما يراه، لكن بعض الأشخاص يجدون أنه من الأفضل أن يعترفوا بما يراه الشخص لتقليل التوتر. على سبيل المثال، إذا رأى الشخص كلبًا في الغرفة، فقد يكون من المفيد أن يقول: "سأُخرج الكلب"، بدلاً من الجدال بأنه لا يوجد كلب.
