في مرحلة ما من حياتك، ربما تعرضت للأذى العاطفي أو الجسدي من قبل شخص ما، وتجد الآن أنك لا تستطيع التوقف عن إعادة التفكير به مرارًا وتكرارًا في ذهنك. هل هذا أنت؟ هل هذا هو أول شيء تفكر فيه عندما تستيقظ في الصباح؟ أو ربما تستيقظ في الساعات الأولى من الليل وتبدأ في التفكير فيه؟ هل تتسلل الذكريات المؤلمة إلى عقلك وتسبب عائقاً أمام سعادتك وسلامك النفسي؟ هل تحاول السيطرة عليها ولا تعرف كيف تقوم بذلك؟ إذاً أنت بحاجة للمساعدة قليلاً، وسوف تتخطى هذه المرحلة بنجاح. ولذا نقدم لك في هذا المقال العديد من الخيارات التي تساعدك في التغلب على الذكريات المؤلمة. تابع معنا.
هل يمكنك التغلب على الذكريات المؤلمة عمداً وبإصرار؟
أظهرت دراسات تصوير الدماغ أن أنظمة الدماغ تلعب دورًا في النسيان المتعمد أو اللاواعي، وأظهرت الدراسات أنه قد يكون من الممكن للأشخاص حجب الذكريات عن وعيهم عمدًا. وبينما هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، قد يتمكن علماء الأعصاب وعلماء النفس من استخدام هذه المعلومات لمساعدة الناس على نسيان الذكريات غير المرغوب فيها أو وضعها في سياقها الصحيح.
كيف يمكنك التغلب على الذكريات المؤلمة بنجاح؟
في كثير من الأحيان يستطيع الإنسان التغلب على الذكريات المؤلمة وفي أحيان أخرى قد يعجز المرء عن نسيان تراكمات الماضي الأليمة، ولكنه يستطيع بشكل أو بآخر أن يثبط من تأثيرها على حياته اليومية. هناك العديد من الخطوات التي تساعد في التخلص من الذكريات الأليمة التي تشمل ما يلي:
-
تقبل الأحداث المؤلمة
في بعض الأحيان، يكفي مجرد إدراك الصلة بين السلوك الحالي وذكريات معينة، والاعتراف بأن هذا الموقف أصبح في الماضي لمساعدتك على المضي قدمًا. تُستخدم تقنية تسمى تقنية الرجوع إلى الوراء، وتعمل هذه التقنية على إزالة المحتوى العاطفي من الذاكرة وإعادتها إلى كونها ذكرى طبيعية في بيئة هادئة وآمنة.
-
إضعاف الذكريات والتخلص من رهابها
تشير دراسة أجريت عام 2016 إلى أن تعطيل الذاكرة يمكن أن يقلل من قوتها. في الدراسة، عرّض الباحثون الأفراد الذين يخافون من العناكب لصور العناكب، مع جلسات لاحقة تنطوي على تعرّض أطول. بحلول الجلسة الأخيرة، كان لدى الأشخاص ميل أقل لتجنب العناكب. لذا بدلاً من محاولة تجنب أي مشاعر غير مرغوب فيها مرتبطة بالذكريات، دع نفسك تشعر بها. يمكنك أيضًا محاولة العمل مع معالِج لتعلّم طرق صحية في التعامل مع المشاعر الصعبة.
-
تحديد محفزات الذكريات المؤلمة
ربما كلما رأيت نوع السيارة التي كان يقودها شريكك السابق، يستعيد عقلك ذكرى الانفصال. أو ربما تكون رائحة حساء الدجاج هي التي تذكرك بوالدتك، فتغمرك ذكريات جنازتها. انتبه إلى المحفزات التي تجعل ذاكرتك تعود إليك، وحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان. أشغِل نفسك بأي نشاط بدني أو فكري إيجابي يشعرك بالفرحة، وحارب أحزانك السيئة المريرة بكل ما هو حيوي ويجعلك تتمسك بالحياة.
-
استبدال الذكريات المؤلمة بذكريات جديدة
على سبيل المثال، عندما ترى نوع السيارة التي كان يقودها شريكك السابق، حاول أن تفكر بوقت قمت فيه بالقيادة إلى الشاطئ بهذه السيارة بدلاً من التركيز على ذكريات الانفصال. في النهاية، سوف تدرب دماغك على استبدال الذكرى غير المرغوب فيها بذكريات جديدة. أو ربما عند تناولك حساء الدجاج الذي يربط ذاكرتك بوالدتك المتوفية فكر بأن هذا الحساء يشعرك بالدفء خاصة في الشتاء، أي حاول تشتيت ذهنك عن الذكرى المرتبطة بالحدث ثم فكر بالحدث نفسه بطريقة إيجابية مفرحة.
ما هي أنواع العلاج التي تساعدك في التغلب على الذكريات المؤلمة ؟
في رحلة تحررك من الذكريات الأليمة ومع كل الجهود التي تبذلها وحدك؛ يمكنك الاستعانة بالعديد من أنواع العلاجات التي تعزز غايتك هذه، وتجعلك هادئاً وتملك الوعي والقدرة على التحكم الكافي للتخلص من هذه الذكريات، وتشمل ما يلي:
-
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي هو شكل من أشكال العلاج الذي يعمل على تغيير الأفكار السلبية التي تساهم في المشاكل النفسية، يمكنك الاستفادة من بعض الاستراتيجيات المستخدَمة في العلاج السلوكي المعرفي بنفسك للمساعدة في تغيير كيفية استجابتك لذكرياتك. يمكن أن يكون أحد أشكال العلاج السلوكي المعرفي -وهو العلاج بالتعرض- فعالاً بشكل خاص عندما تتعامل مع ذكرى بعينها، والفكرة وراء العلاج بالتعرض هي تعريض نفسك تدريجيًا وبشكل تدريجي للشيء الذي تخشاه. على سبيل المثال، إذا كانت لديك ذكرى تعرّضك لعضة كلب عندما كنت طفلاً، فقد تكون قد طورت خوفًا من الكلاب. ومن خلال تعريض نفسك للكلاب تدريجيًا بطريقة آمنة وخاضعة للرقابة، ستصبح الذكرى التي أثارت خوفك تدريجيًا أقل تأثيراً.
-
تقنيات الاسترخاء
قد يكون استخدام تقنيات الاسترخاء استراتيجية فعالة أخرى، ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل التأثير السلبي على الذكريات. قد تشمل هذه التقنيات التنفس العميق، والاسترخاء العضلي التدريجي، والتأمل، والتخيل الموجَّه. قد يساعدك أيضًا الجمع بين هذه الاستراتيجيات والتعرض التدريجي لمحفزاتك على تعلم طرق جديدة لتهدئة نفسك استجابة لتلك الذكريات.
-
تمارين اليقظة الذهنية
يمكنك أيضًا محاولة ممارسة اليقظة الذهنية عندما تعود إليك الذكريات، وتتضمن اليقظة الذهنية التركيز على اللحظة الحالية دون القلق بشأن الماضي أو المستقبل. بدلاً من السماح لنفسك بالانغماس في الذكريات، حاول توجيه انتباهك إلى شيء ما في اللحظة الحالية، مثل مشهد موجود أمامك أو رائحة حالية. إن ترسيخ نفسك في اللحظة الحالية يمكن أن يصرف تركيزك عن الذكرى، ويقلل من تأثيرها على عواطفك.
الأسئلة الشائعة
لماذا نتذكر الذكريات المؤلمة؟
في كثير من الأحيان تترسخ الذكريات المؤلمة لدى المرء بسبب الصدمة التي عاناها في ذلك الوقت، وتبقى معه حتى يعرف كيفية التعامل مع أي من المواقف المشابهة في المستقبل.
كيف أتخلص من ذكرياتي المؤلمة؟
يمكنك التغلب على الذكريات المؤلمة من خلال العديد من الخطوات الفعالة، وهي:
- التفكير في الأحداث الحالية والمستقبل بشكل إيجابي.
- تقبل الماضي المرير ومواجهته بشجاعة وثبات.
- إشغال النفس بكل ما هو مفيد ومثمر.
- التحدث مع الأهل والأقرباء للحصول على الطمأنينة والأمان.
- ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء بشكل يومي.
نصيحة من موقع صحتك
بالتأكيد أنت لست الوحيد الذي يعاني تراكمات الماضي، الحقيقة هي أن معظم الناس لا يحبون التحدث عن أعمق أفكارهم وأكثرها مرارة، لا يرغب معظمنا في قول ما نفكر فيه بصوت عالٍ. ولكن في الواقع، لدى معظمنا ذكريات تزعجنا بدرجة أقل أو أكبر، وعندما تبدأ هذه الذكريات في التأثير على حياتنا اليومية، فقد تسبب القلق أو الاكتئاب أو نوبات الهلع أو مشاكل الغضب. لذا إذا أردت التغلب على هذه الذكريات ابدأ بمعالجة نفسك بنفسك، واجِه الماضي وتقبل حدوثه، ثم امض قدماً. تمسك بكل ما يعطيك القوة، وأدخِل الفرح إلى حياتك، ولا بأس في طلب المساعدة من المختصين.