صحــــتك

الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور إلى برنامج جيبلي

الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور
الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور

في حين أن فلاتر وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما يتم انتقادها لإضرارها بالصحة النفسية من خلال تكريس صورة غير واقعية للجسم، فإن أحدث صيحة والمعروفة باسم "جيبلي" تخضع للتدقيق أيضًا بسبب طمسها للخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال. فما رأي خبراء الصحة النفسية في هذا الأمر؟ وما الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور هذا؟ لنتعرف على ذلك.

ما هو ترند تعديل الصور "جيبلي"؟

هناك العديد من الصيحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تثير اهتمام المستخدِمين على مستوى العالم وبشكل جماعي، ومن بينها صيحة "جيبلي" الأخيرة. يظهر تأثير جيبلي المستوحى من شكل الرسوم المتحركة الياباني "أستوديو جيبلي"، لأنه يتيح للمستخدِمين تحويل صورهم إلى أعمال فنية تشبه الرسوم المتحركة بنوع معين من الإحساس والجمالية.

يتم تنفيذ هذا التحويل للصور من خلال توجيه بسيط للذكاء الاصطناعي يتمثل بالطلب منه أن يحول الصورة إلى "جيبلي"، وقد يطلب بعض المستخدِمين أيضاً من الذكاء الاصطناعي إضافة عناصر معينة إلى صورهم، مثل الإكسسوارات ذات الصلة التي تليق بثقافة محلية، أو إنسان كامل، أو أشجار، أو زهور، أو غيوم، إلخ. وبينما يقوم البعض بخفض أوزانهم في النسخة المعدّلة من صورهم المحوَّلة إلى "جيبلي"، يطلب البعض الآخر من الذكاء الاصطناعي أن يجعل ابتسامتهم أكثر إشراقاً وعيونهم أكبر وشعورهم أطول.

يقوم المستخدمون بعدها بتحميل صور جيبلي ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الملايين كل يوم، وهو جنون دفع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI التي أطلقت منصة تشات جي بي تي، إلى حثّ الناس مؤخراً على الحد من استخدامهم للموقع لتحويل الصور.

مخاوف خبراء الصحة النفسية

أثارت هذه الصيحة أيضًا تساؤلات حول الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور إلى "جيبلي"، وذلك بسبب توليد صور غير واقعية على أقل تقدير، على الرغم من أنها قريبة من الصورة الأصلية، ويشعر خبراء الصحة النفسية بالقلق من هذا الترند، ويحثّون الناس على وضع حدّ لهذا عندما يتعلق الأمر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة بأنها ترسّخ معايير الجمال السخيفة على شكل فلاتر الجمال. يشعر المتخصصون بالقلق من أن هذا الاندفاع الأخير يمكن أن يطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال، مما يسبب الارتباك بشأن هوية المرء، خاصة بين الشباب سريعي التأثر، الذين لا يزالون في طور تطوير إحساسهم بالذات.

الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور وغيره من الفلاتر

يرى الخبراء أنه على الرغم من أن الفلاتر على غرار "جيبلي" قد تبدو غير ضارة وممتعة، فإنها ما تزال "نسخة مثالية" من مظهر الشخص، ومع مرور الوقت، قد يؤدي التعرض المتكرر لمثل هذه الفلاتر إلى تشويه الطريقة التي يرى بها الشخص نفسه، خاصةً إذا بدأ في تفضيل النسخة المعدَّلة على مظهره الحقيقي.

هذه واحدة من الطرق العديدة التي يمكن أن تغذي بها برامج تعديل الصور عدم الرضا عن الجسد، وربما تؤدي إلى تحفيز أو تفاقم اضطرابات الهوية الجسدية لدى الأفراد المعرّضين لهذا الخطر. يمكن التعرض المستمر لنسخ شبيهة بالرسوم المتحركة من الذات كي يخلق معايير جمال غير واقعية، مما يؤدي إلى عدم الرضا عن المظهر الواقعي للشخص، وقد يجبرهم ذلك على اختيار المظهر المحسّن رقميًا الذي لا يمكن تحقيقه.

حماية عقول الشباب من هذه الصيحات

يجب أن يكون آباء المراهقين أكثر حذراً ووعياً لاستخدام أبنائهم المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي واتّباعهم لهذه الصيحات. وفقاً للخبراء، فمن الممكن حماية عقول الشباب مع السماح لهم بالمشاركة في مثل هذه الصيحات، ولكن أولاً علينا أن نعلّمهم أن برامج تعديل الصور هي أدوات وليست معايير، وأن نشجعهم على الاستمتاع بالإبداع دون ربط قيمتهم الذاتية بمظهرهم في صورة تم تعديلها. ضع حدودًا صحية للوقت الذي يقضونه على الشاشة، وعرّفهم على صور أجسادهم المتنوعة، وعبّر عن الثناء على الصفات التي تتجاوز المظهر، مثل اللطف والذكاء والمرونة.

متى يصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مصدر قلق؟

يَنصح الخبراء بوضع حدّ لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي عندما تبدأ في التأثير على احترام الذات، أو التسبب في المقارنات المستمرة، أو تخلق عدم الرضا عن المظهر الواقعي، أو تسبب القلق والتوتر، فإذا كان الشخص يشعر بالقلق أو يتجنب التفاعلات في الحياة الواقعية بسبب مظهره على الإنترنت، فقد يشير ذلك إلى هوَس أو مشكلة صحية نفسية ناشئة تحتاج إلى الاهتمام في الوقت المناسب.

الفلاتر ليست العدو

لا يرى الخبراء أن كل الفلاتر ضارة، بل على المرء ببساطة أن يَعرف كيف يَستخدمها، فبعضها ممتع ومبدع وحتى مبهج، ولكن تبدأ المشكلة عندما نبدأ بالاعتماد عليها للشعور بالثقة، فإذا كان الشخص لا يشعر بالرضا عن مظهره إلا عندما يكون مظهره معدَّلا بفلاتر، فهذه علامة على أنه يجب التوقف والتفكير. لا بأس من الاستمتاع بهذه الصيحات، ولكن، بعد أن تَنشر أو تَستخدم فلترًا، اسأل نفسك: "هل جعلَني هذا الأمر أشعر بأنني أخفّ وزنًا أم أثقل؟ إذا بدأ الأمر يبدو وكأنه وسيلة للاختباء بدلاً من التعبير، فقد يكون الوقت قد حان للتراجع.

الأسئلة الشائعة

ما الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور "جيبلي"؟

يُحذر خبراء الصحة النفسية من أن صور جيبلي قد تخلق معايير جمال غير واقعية وتشوّه الصورة الذاتية، وقد يؤدي التعرّض المستمر لهذا إلى تفضيل الأشخاص، وخاصة المراهقين، لمظهرهم غير الواقعي، مما يزيد من عدم الرضا عن الجسم، أو يؤدي إلى اضطراب الشعور بتشوّه الجسم.

كيف يمكن للأشخاص الاستمتاع بأمان مع تعديل الصور؟

بالرغم من الأبعاد النفسية في ترند تعديل الصور إلى "جيبلي"، فإنه يمكن استخدام هذه البرامج بأمان. يوصي الخبراء باستخدام مثل هذه الفلاتر من أجل المتعة وليس بهدف تقدير الذات، ويجب الانتباه إلى أنها تخلق الخيال وليس الواقع، ويجب على الوالدَين توجيه المراهقين بمحادثات صادقة، وتعزيز قبول الذات، ووضع حدود صحية لحماية الصحة النفسية.

نصيحة من موقع صحتك

يجب على كل منا أن يكون على اتصال بالواقع ويتجنّب وضع أي معايير غير واقعية للجمال، ففي حين أن هذ البرامج ممتعة، فإنها قد تشوه النظرة إلى الذات، وتجعل المرء ينتقد نفسه دون قصد. ومن المهم تقدير المظهر الطبيعي للمرء، واستخدام هذه الصيحات للتسلية فقط، وليس كمقياس لتقدير الذات أو الهوية الشخصية. كن لطيفاً مع ذاتك وقدّر جمالك الداخلي، فالجمال الخارجي سيتلاشى مع مرور الوقت.

آخر تعديل بتاريخ
17 أبريل 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.