صحــــتك

اضطراب الحب الوسواسي.. حين يتحول الحب إلى هوس

اضطراب الحب الوسواسي
اضطراب الحب الوسواسي

اضطراب الحب الوسواسي ("Obsessive love disorder "OLD) هو حالة تصبح فيها مهووساً بشخص تعتقد أنك تحبه، وقد تشعر بالحاجة إلى حماية مَن تحب بشكل مفرط، أو حتى بالسيطرة عليه كما لو كان ملكاً لك. وعلى الرغم من عدم وجود تصنيف طبي أو نفسي منفصل لاضطراب الحب الوسواسي فغالباً ما يصاحِب أنواعاً أخرى من الأمراض النفسية، وعليك استشارة الطبيب إذا كنت تعتقد أنت أو أحد أحبائك قد يكون مصاباً بهذا الاضطراب، فقد يساعد العلاج في تخفيف الأعراض ومنع حدوث مضاعفات في هذه العلاقات.

ما أعراض اضطراب الحب الوسواسي ؟

تختلف أعراض اضطراب الحب الوسواسي باختلاف سببه، فعلى سبيل المثال؛ قد يعاني الشخص المصاب باضطراب الوهم من واقعٍ متغيّر أو من سلوك غير طبيعي، بينما قد يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من انخفاضٍ في تقدير الذات أو تنتابه أفكار انتحارية. وبشكل عام؛ قد تشمل أعراض اضطراب الحب الوسواسي ما يلي:

  • انجذاب شديد لشخص.
  • أفكار وسواسية حول الشخص المحبوب.
  • الشعور بالحاجة إلى حماية الشخص الذي تحبه.
  • أفكار وأفعال تملّكية للمحبوب.
  • غيرة شخصية مع تفاعلات شخصية أخرى.
  • تهديد الشخص الآخر إذا حاول المغادرة.
  • انشغال شديد بالعلاقة لا يتناسب مع مدة معرفة الشخصين ببعضهما البعض.
  • رفض الاستماع إلى مشاعر الشخص الآخر أو قبول أي حدود يحاول وضعها.
  • مطالبة الشخص الآخر بسلوكيات غير معقولة ومحدِّدة.
  • قد لا يتقبل الأشخاص المصابون باضطراب الحب الوسواسي الرفض بسهولة، وفي بعض الحالات قد تتفاقم الأعراض عند انتهاء العلاقة أو عند رفض الشخص الآخر، وهناك علامات أخرى لهذا الاضطراب مثل:
    • تكرار إرسال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية للشخص الذي يعجب به.
    • الحاجة الدائمة للطمأنينة.
    • صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ على التواصل مع أفراد الأسرة بسبب الهوس بشخص محدد.
    • مراقبة تصرفات الشخص الآخر.
    • التحكم في أماكن ذهابه وأنشطته.

أسباب اضطراب الحب الوسواسي 

لا يوجد سبب واحد لاضطراب الحب الوسواسي، بل قد يرتبط بأنواع أخرى من أمراض واضطرابات الصحة النفسية التي تشمل:

  • اضطرابات التعلق (Attachment disorders)

تشير هذه المجموعة من الاضطرابات إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التعلق العاطفي، مثل نقص التعاطف أو الهوَس بشخص آخر، وتشمل أنواع اضطرابات التعلق: اضطراب المشاركة الاجتماعية غير المثبطة (DSED)، واضطراب التعلق التفاعلي (RAD)، وكلاهما يتطوران خلال الطفولة نتيجة تجارب سلبية مع الوالدين.

  • اضطراب الشخصية الحدّي (Borderline personality disorder)

يتميز هذا الاضطراب النفسي باضطراب في صورة الذات مصحوباً بتقلبات مزاجية حادة، وقد يسبب هذا الاضطراب تحول الشخص من غضب شديد إلى سعادة عارمة في غضون دقائق أو ساعات، كما تَحدث نوبات قلق واكتئاب، وعند الحديث عن اضطراب الحب الوسواسي فقد تسبب اضطرابات الشخصية في تحوّل مشاعر الشخص المصاب من حب شديد إلى ازدراء شديد.

  • الغيرة الوهمية (Delusional jealousy)

تعتمد هذه الغيرة على الأوهام (أحداث أو حقائق يتصور الشخص أنها صحيحة)، ويتجلى هذا الاضطراب في الإصرار على أمور غير حقيقية، وفي حالة الحب الوسواسي قد تدفعك الغيرة الوهمية إلى الاعتقاد بأن الشخص المحبوب يبادلك المشاعر حتى لو أوضح لك أن هذا غير صحيح، ووفقاً لدراسة أجريت عام 2005 قد ترتبط الغيرة الوهمية بإدمان الكحول لدى الرجال.

  • هوَس الحب العاطفي (Erotomania)

يجمع هذا الاضطراب بين اضطراب الوَهم والهوَس بالحب حين يعتقد الشخص أن شخصاً مشهوراً أو ذا مكانة اجتماعية مرموقة يحبه، وقد يؤدي هذا إلى مضايقة الشخص الآخر، كالمجيء والجلوس في منزله أو مكان عمله. ووفقًا لمركز الطب النفسي الشامل، غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بهوَس الحب العاطفي انعزاليين ولديهم قلة من الأصدقاء، وقد يكونون عاطلين عن العمل.

  • اضطراب الوسواس القهري (OCD)

اضطراب الوسواس القهري هو مزيج من الأفكار الوسواسية والطقوس القهرية، وتكون هذه الأفكار شديدة بما يكفي للتأثير على حياتك اليومية، وربما يجعلك اضطراب الوسواس القهري بحاجة دائمة إلى الطمأنينة، مما قد يؤثّر على علاقاتك، ويقال إن بعض الأشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري في العلاقات حين تتركز الهواجس والسلوكيات القهرية حول هذه العلاقة، ومع ذلك؛ لا يعد هذا نوعاً فرعياً معترفاً به رسمياً من اضطراب الوسواس القهري.

  • الغيرة الوسواسية (Obsessional jealousy)

على عكس الغيرة الوهمية؛ فإن الغيرة الوسواسية هي انشغال غير وهمي بخيانة الشريك المتصوَّرة، وقد يؤدي هذا الانشغال إلى سلوكيات متكررة وقهرية استجابةً لمخاوف الخيانة. تشبه هذه السلوكيات اضطراب الوسواس القهري أكثر من الغيرة الوهمية، وقد يسبب هذا ضائقة شديدة، أو يضعف الأداء اليومي.

تشخيص اضطراب الحب الوسواسي 

يشخَّص وجود اضطراب الحب الوسواسي بعد تقييم شامل يقوم به طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية. في البداية؛ سيُجري معك مقابلة بطرح أسئلة حول أعراضك بالإضافة إلى علاقاتك، كما سيسأل عن عائلتك، وما إذا كنت تعاني من أي أمراض نفسية معروفة، وقد يلزم أيضًا الحصول على تشخيص طبي من طبيبك العام لاستبعاد الأسباب الأخرى.

ونظرًا لأن اضطراب الحب الوسواسي يتقاطع مع أشكال من اضطرابات الصحة النفسية، فإنه غير مُصنَّف في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) الصادر عن الجمعية الأمريكية، ولأسباب غير معروفة، يُصيب اضطراب الحب الوسواسي النساء أكثر من الرجال.

علاج اضطراب الحب الوسواسي 

تعتمد خطة العلاج الدقيقة لهذا الاضطراب على السبب الكامن وراءه، ومع ذلك؛ غالباً ما تتضمن الخطة مزيجاً من الأدوية والعلاج النفسي، ويمكن استخدام الأدوية لتعديل المواد الكيميائية في الدماغ، مما يخفف بدوره أعراض الاضطراب. وقد يوصي طبيبك بأحد الخيارات التالية:

  • أدوية مضادة للقلق مثل الفاليوم وزاناكس.
  • مضادات الاكتئاب، مثل بروزاك وباكسيل وزولوفت.
  • مضادات الذهان.
  • مثبتات المزاج.

الآثار الجانبية لأدوية اضطراب الحب الوسواسي

قد يستغرق الأمر أسابيع عدة حتى يبدأ الدواء بالعمل، وقد تحتاج أيضاً إلى تجربة أنواع مختلفة حتى تجد الدواء الأنسب لك. استشر طبيبك حول الآثار الجانبية المحتملة مثل:

  • تغيرات الشهية.
  • جفاف الفم.
  • الإرهاق.
  • الصداع.
  • الأرق.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • الغثيان.
  • زيادة الوزن.
  • تفاقم الأعراض.

العلاج النفسي مفيد أيضاً لعلاج جميع أشكال اضطراب الحب الوسواسي، وأحياناً يكون من المفيد إشراك العائلات في جلسات العلاج، خاصةً إذا كان اضطراب الوسواس القهري ناجمًا عن مشاكل في الطفولة. بناءً على شدة الاضطراب وعلى تفضيلاتك الشخصية، يمكنك الانخراط في علاج فردي أو جماعي. في بعض الأحيان؛ قد يوصي أخصائي الصحة النفسية بكلا النوعين. تشمل خيارات العلاج:

نصيحة من موقع صحتك

قد يكون الحب الوسواسي علامة على حالة نفسية، وبدون علاج قد يكون مدمراً للعلاقات والصداقات، كما قد يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية أخرى لأي شخص مصاب به، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي الحب الوسواسي إلى صعوبات قانونية أو عنف. يمكن علاج حالات الصحة النفسية والأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الحب الوسواسي، خاصةً مع الدعم الكافي. ومع ذلك، لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا شعَر الشخص الذي يعاني من الحب الوسواسي بالرغبة في طلب المساعدة والدعم، فإذا كنت تعاني من الحب الوسواسي، ننصحك الاتصال بأخصائي رعاية صحية أو بمجموعة دعم أو خط ساخن للمساعدة.

 

آخر تعديل بتاريخ
04 يوليو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.