صحــــتك

اضطرابات التحكم بالدوافع .. ماهي؟ وكيف التعامل معها؟

اضطرابات التحكم بالدوافع .. ماهي؟
اضطرابات التحكم بالدوافع .. ماهي؟

اضطرابات التحكم بالدوافع هي مجموعة من الحالات السلوكية التي تعيق قدرة الفرد على التحكم في اندفاعاته وأفعاله، وغالبًا ما تؤدي هذه الحالات إلى سلوكيات تسبب ضررًا للذات أو للآخرين، بما في ذلك التصرفات المدمِّرة، والعدوانية، والانتهاك للقوانين. قد يواجِه الأشخاص المصابون بهذه الاضطرابات صعوبة في الحفاظ على العلاقات، والالتزام بالمعايير الاجتماعية، أو الامتثال للمتطلبات القانونية.

تَظهَر أعراض اضطرابات التحكم بالدوافع عادة في مرحلة الطفولة، وقد تستمر خلال المراهقة والبلوغ. يقلل التشخيص المبكر والتدخل المناسب من التأثير طويل الأمد لهذه السلوكيات.

أنواع اضطرابات التحكم بالدوافع

يحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) عدة أنواع من اضطرابات التحكم بالدوافع، كل منها له نمط سلوكي مميز:

  • اضطراب التحدي المعارِض (ODD): يتميز بالسلوك المعارِض والمناهِض والمتكرر تجاه السلطة.
  • اضطراب السلوك العدواني: يشمل العدوان تجاه الآخرين، وانتهاك القواعد، وعدم احترام المعايير الاجتماعية.
  • الاضطراب الانفجاري المتقطع: يتصف بنوبات مفاجئة ومتكررة من الغضب والعدوان الاندفاعي.
  • هوس السرقة: الرغبة القهرية في سرقة الأشياء رغم معرفة الشخص بالعواقب الأخلاقية والقانونية وعدم الحاجة لما يسرق.
  • هوس الإحراق: الرغبة القهرية في إشعال الحرائق، مدفوعة بالتوتر الداخلي والشعور بالارتياح بعد الفعل.

يختلف معدل انتشار كل نوع من اضطرابات التحكم بالدوافع، فعلى سبيل المثال، يؤثر اضطراب التحدي المعارِض على حوالي 3.3٪ من الأطفال والمراهقين، بينما يؤثر اضطراب السلوك العدواني على حوالي 4٪، ويظهر الاضطراب الانفجاري المتقطع بنسبة 2.7٪ تقريبًا، وهوس السرقة يُعد نادراً جدًا بنسبة 0.6٪، أما هوس الإحراق فهو الأقل شيوعًا، ويظهَر فقط في نسبة ضئيلة من الأشخاص المدانين بالحرائق.

أعراض اضطرابات التحكم بالدوافع

تتشارك اضطرابات التحكم بالدوافع في سمة أساسية هي صعوبة التحكم في الاندفاعات التي تؤدي إلى سلوكيات ضارة للذات أو للآخرين. رغم أن لكل اضطراب أعراضه الخاصة، إلا أن جميعها تتضمن شعورًا متزايدًا بالتوتر قبل التصرف وإحساسًا بالارتياح بعده.

غالبًا ما يدرك الأشخاص المصابون باضطرابات التحكم بالدوافع أن سلوكهم غير مناسب، لكنهم يشعرون بعدم القدرة على السيطرة عليه. ويتم التعبير عن المشاعر الخارجية، كالغضب أو العدوان بتوجيهه نحو الآخرين، مما يسبب صراعات مع الأصدقاء أو العائلة أو القانون. يختلف هذا عن الحالات النفسية الداخلية مثل القلق أو الاكتئاب، حيث يتم توجيه الضيق داخليًا.

بينما يُعد التمرد العرضي أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال، تُعرف اضطرابات التحكم بالدوافع بالسلوكيات المستمرة والشديدة التي تعطل الحياة اليومية وتؤثر سلبًا على العلاقات وتزيد من المخاطر القانونية والاجتماعية.

أسباب اضطرابات التحكم بالدوافع

تظل الأسباب الدقيقة لاضطرابات التحكم بالدوافع قيد الدراسة، لكن يُعتقد أن عدة عوامل تسهم في تطورها، منها:

  • العوامل الوراثية: غالباً ما يكون الأطفال المصابون باضطراب التحدي المعارض أو اضطراب السلوك لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات المزاج أو الفصام أو فرط النشاط وقلة الانتباه أو اضطرابات تعاطي المخدرات، مما يشير إلى وجود عامل وراثي.
  • البيئة: قد تساهم عوامل مثل الوضع الاقتصادي المتدني، والتعرض للعنف المجتمعي، والإهمال في الطفولة، والتعرض للإساءة، أو الأصدقاء المنحرفين في زيادة احتمالية الإصابة باضطرابات التحكم بالدوافع.
  • العوامل البيولوجية: أظهَرت بعض الدراسات تغيرات غير طبيعية في نشاط الدماغ أو الهرمونات مثل الكورتيزول لدى الأشخاص المصابين بهذه الاضطرابات.

يساعد فهم هذه العوامل المتخصصين على وضع تدخلات مستهدَفة وإجراءات وقائية للأشخاص المعرضين للخطر.

التشخيص والتقييم

يتم تشخيص اضطرابات التحكم بالدوافع وفقًا لمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، إذ ينبغي أن تكون الأعراض موجودة لمدة ستة إلى اثني عشر شهرًا، وتقوم بإعاقة الحياة اليومية. عادةً ما يشمل التقييم رؤية طبيب نفسي أو أخصائي نفسي يقوم بإجراء المقابلات والأدوات السلوكية المنظمة. كما يمكن الاعتماد على تقارير الوالدين والمعلمين والأصدقاء لفهم سلوك الفرد بشكل كامل. التشخيص المبكر ضروري لتنفيذ التدخلات الفعالة ومنع المضاعفات.

ضبط وعلاج اضطرابات التحكم بالدوافع

لا توجد أدوية معتمدة مخصصة لعلاج اضطرابات التحكم بالدوافع، بل يتركز العلاج على العلاج السلوكي، ومشاركة الوالدين بالنسبة للأطفال، والتدخلات المنظمة.

استراتيجيات الوالدين

يمكن لأساليب التربية الداعمة أن تساعد في ضبط اضطرابات التحكم بالدوافع من خلال تعزيز السلوكيات الإيجابية وتقليل تعزيز السلوكيات الضارة. تشمل الاستراتيجيات:

  • تجنب تعزيز السلوكيات الضارة
  • تشجيع التعاطف والتصرفات الاجتماعية الإيجابية
  • تطبيق الانضباط غير العنيف بشكل متسق
  • وضع قواعد منزلية واضحة ومتوقعة

التدخلات العلاجية

هناك عدة طرق علاجية أثبتت فعاليتها في إدارة اضطرابات التحكم بالدوافع:

  • تدريب الوالدين على ضبط السلوك: يُعلَّم الوالدين أو فريق الرعاية تقنيات لتحسين سلوك الطفل وتعزيز السلوكيات الإيجابية بشكل مستمر.
  • العلاج متعدد الأنظمة: يَستخدم نقاط قوة الأسرة لتشجيع مهارات التكيف الإيجابية، والمساءلة، وحل المشكلات.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد الأفراد على التعرف على أنماط التفكير التي تؤدي إلى التصرفات الاندفاعية وتعديلها لتطوير سلوكيات أكثر صحة.

غالبًا ما تكون العلاجات أكثر فعالية عند دمجها، وعند إشراك الفرد وعائلته لتوفير دعم شامل.

التوقعات المستقبلية

يمكن أن تستمر اضطرابات التحكم بالدوافع لفترات طويلة وتؤثر بشكل كبير على مسار حياة الفرد. والأفراد المصابون بهذه الاضطرابات معرضون بشكل أكبر لتعاطي المخدرات، والاكتئاب، وصعوبات العمل، والعلاقات المتوترة.

ومع ذلك، يمكن للتدخل المبكر والعلاج المكثف أن يقلل من شدة وتكرار السلوكيات الاندفاعية. يتيح الدعم المستمر والتدخل العلاجي للأفراد تطوير استراتيجيات مواجهة، وتحسين الأداء الاجتماعي، والتمتع بحياة أكثر استقرارًا.

الوقاية والتدخل المبكر

على الرغم من أن اضطرابات التحكم بالدوافع قد لا تكون قابلة للوقاية بالكامل، فإن التعرف المبكر والتدخل يقللان من تأثيراته السلبية. يمكن للتشخيص المبكر والعلاج السلوكي الحد من المخاطر الثانوية مثل تعاطي المخدرات، والفشل الأكاديمي، والصراعات الاجتماعية.

مراقبة الأطفال والمراهقين الذين يُظهرون سلوكيات معارضة أو عدوانية متكررة، وتقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، أمر أساسي لتحسين النتائج على المدى الطويل.

الأسئلة الشائعة

هل اضطرابات التحكم بالدوافع هي نفسها مشاكل عدم السيطرة على الغضب؟

على الرغم من أن اضطرابات التحكم بالدوافع غالبًا ما تتضمن الغضب، إلا أنها حالة مختلفة. تتميز اضطرابات التحكم بالدوافع بالاندفاعات المتكررة وغير القابلة للتحكم التي تؤدي إلى سلوكيات ضارة، بينما مشاكل عدم السيطرة على الغضب قد تتضمن نوبات منفصلة من الانفعال.

هل يمكن أن يصاب البالغون باضطرابات التحكم بالدوافع، أم أنها تَظهر فقط عند الأطفال؟

على الرغم من أن معظم اضطرابات التحكم بالدوافع تَظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فقد يعاني بعض الأفراد من الأعراض في مرحلة البلوغ. يمكن أن يقلل التدخل المبكر في الطفولة من حدة الأعراض في البالغين، لكن العلاج والدعم يظلان فعّالَين في أي عمر.

نصيحة من موقع صحتك

يتطلب التعامل مع اضطرابات التحكم بالدوافع الصبر، والثبات، والإرشاد. ينبغي للأسرة التركيز على وضع توقعات واضحة، وتعزيز السلوكيات المناسبة، وتنفيذ تدخلات منظمة. التعاون مع المعالِجين النفسيين أو المتخصصين في الصحة النفسية أساسي لمعالجة الأسباب الكامنة وتطوير استراتيجيات التأقلم. التشخيص المبكر، والعلاج السلوكي، ودعم الوالدين هي عوامل مساهمة في مساعَدة الأفراد على العيش حياة مستقرة ومنتجة وتقليل تأثير سلوكياتهم على أنفسهم ومن حولهم.

آخر تعديل بتاريخ
28 أكتوبر 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.