ما فتئت الدراسات تدلنا إلى طرق جديدة لمعالجة العوامل التي تؤدي لضعف الذاكرة، وهذه الطرق لا تعمل على تركيز انتباهنا في الوقت الراهن وحسب، وإنما تعمل على تنشيط الذاكرة على المدى البعيد كذلك. فيما يلي بعض النصائح الذهنية التي من شأنها أن تساعدنا في تنشيط ذاكرتنا.
تنشيط الذاكرة .. اربط المعلومة الجديدة بفكرة تعرفها
إذا تعرفت على شخص اسمه منير مثلاً، حاول أن تتذكر أن اسمه مقتبس من نور الشمس أو القمر، وإذا كان رقم تسجيلك في الشركة 324، يمكنك ربط هذا الرقم بأن عمرك لما تزوجت كان 32 سنة، وأن لديك 4 أولاد، وهكذا.
اخترع طرقاً خاصة للتذكر
يعهد بعض الناس لربط خيط حول أحد أصابعهم، أو وضع الساعة على المعصم الآخر (الأيمن)، ليتذكروا القيام بأمر يخشون نسيانه.
كرّر شفهياً ما تخشى أن تنساه
مثلا: "ها أنا أقفل الباب" بعد ترك البيت، أو "لقد وضعت نظاراتي في الخزانة"، فهذا -باعتقاد الخبراء- يخفف من احتمال نسيان أمر يهمك. كذلك لا بأس أن تكرّر اسم شخص قدِم إليك قبل لحظة، مثلاً: "أنا سعيد بالتعرف عليك يا مروان".
قسِّم المعلومة إن استطعت
من النصائح التي تساعد على تنشيط الذاكرة تجزئة المعلومات، فإذا طُلب منك أن تحفظ رقماً مؤلَّفاً من خمسة أعداد (76093 مثلا)، يمكنك تجزئة هذه المعلومة في ذهنك إلى: 76 و09 و3، لأن الذهن مدرَّب على حفظ معلومات وجيزة (ولو كثرت) أكثر من المعلومات الطويلة.
لا تجبر نفسك على التذكر
فإذا نسيت اسم أحد المعارف أو عنوان كتاب قرأته، قد يؤدي إصرارك على التذكّر لعكس المطلوب، لأن إصرارك قد يرتبط بالحنق والتوتر الناشئين من نسيانك الاسم. بدلاً من ذلك، فكّر بأمر آخر يبعث في نفسك الراحة والانشراح، وسيعود الاسم لذاكرتك تلقائياً على الأغلب.
عَوّد نفسك على دقة الملاحظة
المهارة التي يتمتع بها بعض الناس في ملاحظة التفاصيل -وأكثرهم من السيدات- لم تأت إلا بعد سنوات من تدريب النفس على الانتباه لدقائق الأمور. اسأل نفسك: ماذا كان لون الثوب الذي كانت ترتديه زوجتي هذا الصباح؟ أو متى كانت آخر مرة زرت فيها جاري؟ كل ذلك وأنت عالم أنك لن تحتاج لهذه المعلومة أو تلك.
لا تقم بأكثر من عمل واحد في وقت واحد يتطلب منك التركيز
كثيرا ما ننسى أمراً لأننا كنا نركّز على أمر آخر عندما تلقينا المعلومة، ومع أنه من الصعوبة بمكان أن ننتبه إلى أين وضعنا مفاتيح البيت عندما كنّا نجيب سؤالا طرحه علينا شخص، فمن الأجدر لحفظ ذاكرتنا أن نستميح الشخص العذر ونطلب تأجيل الجواب حتى نعرف ونتأكد من مكان وضع المفاتيح.
الأحجيات وتطوير المهارات
حلّ أحجيات ذهنية أو تعلّم مهارة جديدة (لغة أجنبية أو عزف على آلة موسيقية مثلاً)، من شأنه أن يولّد اتصالات وحتى خلايا عصبية جديدة في الدماغ تسهم في تنشيط الذاكرة كما اكتُشِف حديثاً في جامعة براون، ما يقي الإنسان من ضعف الذاكرة (أو الخرَف) مع تقدّم العمر، تماما كما تؤدي التمارين العضلية لتنمية العضلات وتحسين أدائها. ثبت أن الفائدة من هذه الخطوة تتناسب طرداً مع صعوبة الأحجية أو المهارة، وتطلّبها لسرعة الأداء. في دراسة سويدية أيضاً أثبت الباحثون أن تعلّم لغة جديدة ساعد المتطوعين على تحسين أدائهم في تذكّر الأسماء والأحداث.
كُن نشيطاً بدنياً كل يوم
قد يعتمد تنشيط الذاكرة على النشاط البدني الذي يزيد من تدفق الدم إلى الجسم كله، بما في ذلك الدماغ، وقد يساعد ذلك في الحفاظ على قوة ذاكرتك. يوصي الخبراء لمعظم البالغين الأصحاء بممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع، أو 75 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني الشديد، مثل الركض. من الأفضل أن يتم توزيع هذا النشاط على مدار الأسبوع. إذا لم يكن لديك وقت لممارسة تمرين كامل، فجرّب المشي لمدة 10 دقائق على مدار اليوم.
قضاء الوقت مع الآخرين
يساعد التفاعل الاجتماعي على درء الاكتئاب والتوتر، وكل منهما قد يساهم في فقدان الذاكرة، لذا ابحث عن فرص للالتقاء بالأحباء والأصدقاء والأشخاص الآخرين، خاصةً إذا كنت تعيش بمفردك.
نَم جيداً
يرتبط عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بفقدان الذاكرة، وكذلك النوم المضطرب في كثير من الأحيان. حتى تتمكن من تنشيط الذاكرة، اجعل الحصول على قسط كافٍ من النوم الصحي أولوية. يجب أن ينام البالغون من 7 إلى 9 ساعات في الليلة بشكل منتظم. إذا كان الشخير يعطل النوم، فحدد موعدًا لمراجعة فريق الرعاية الصحية، فقد يكون الشخير علامة على وجود اضطراب في النوم، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.
سيطِر على التوتر
يُعد التوتر أحد ألد أعداء الدماغ، فمع مرور الوقت، يؤدي التوتر المزمن إلى تدمير خلايا الدماغ وإتلاف الحُصين، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين الذكريات الجديدة واسترجاع الذكريات القديمة، وقد ربطت الدراسات أيضاً بين التوتر وفقدان الذاكرة. لهذا من الضروري محاربة التوتر باللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق وإيجاد توازن بين العمل وحياتك الشخصية.
استمتع بالضحك
سمعنا من قبل أن الضحك هو أفضل دواء، وينطبق ذلك على الدماغ والذاكرة، وكذلك الجسم. فعلى عكس الاستجابات العاطفية التي تقتصر على مناطق محددة من الدماغ، فإن الضحك يشارك مناطق متعددة في الدماغ بأكمله. يُسهم الضحك في تنشيط الذاكرة لأنه يساعد على التفكير على نطاق أوسع والارتباط بحرية أكبر.
متى تَطلب المساعدة في حال ضعف الذاكرة
إذا كنت قلقًا بشأن ضعف الذاكرة، فحدد موعدًا مع فريق الرعاية الصحية. إذا كان فقدان الذاكرة يؤثّر على قدرتك على القيام بأنشطتك اليومية، أو إذا لاحَظت أن ذاكرتك تزداد سوءًا، أو إذا كان أحد أفراد العائلة أو صديقك قلقًا بشأن فقدان ذاكرتك، فمن المهم بشكل خاص الحصول على المساعدة.
الأسئلة الشائعة
لماذا أنسى الأشياء بسهولة، وكيف يمكنني تنشيط الذاكرة؟
غالبًا ما يرتبط النسيان بقلة التركيز أو التوتر أو قلة النوم، ولتعزيز الذاكرة، حاول ربط المعلومات الجديدة بالأفكار المألوفة، وتقسيم التفاصيل إلى أجزاء صغيرة، وتكرار الحقائق المهمة بصوت عالٍ. كما أن الحفاظ على النشاط البدني والتواصل الاجتماعي والتحكم في التوتر يساعد أيضًا في الحفاظ على الذاكرة.
هل يمكن للعادات اليومية أن تقوي الذاكرة حقاً؟
نعم، يمكن للعادات البسيطة مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، وتعلّم مهارات جديدة (مثل اللغة)، وحلّ الألغاز أن تعزّز الذاكرة بمرور الوقت. كما أن تجنّب تعدد المهام وممارسة اليقظة الذهنية يحسّن التركيز، مما يسهّل الاحتفاظ بالمعلومات.
نصيحة من موقع صحتك
للحفاظ على قوة الذاكرة، ركّز على عادات نمط الحياة الصحية. حافِظ على نشاطك الذهني من خلال تحدي عقلك بالألغاز أو المهارات الجديدة، ومارس الرياضة بانتظام لأنها تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، بينما يساعد النوم الجيد على تعزيز الذاكرة. قلّل من التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء، ولا تستهين بقوة الضحك والعلاقات الاجتماعية. إذا كان النسيان يؤثّر في سير حياتك بشكل طبيعي، استشر أخصائي الرعاية الصحية، إذ يمكن للجهود الصغيرة والمتسقة أن تُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على الذاكرة.