نصائح للاستعداد لعيد الفطر
خلال شهر رمضان نتناول الطعام مرات أقل، مما يؤدي إلى تباطؤ معدل الأيض، ومع العودة إلى عاداتنا الغذائية المعتادة بعد رمضان ومع دخول عيد الفطر الذي يتضمن تشكيلة مغرية من الحلويات والشوكولاتة الغنية بالسعرات الحرارية، فقد يؤدي عدم اتباع نظام غذائي صحي خلال العيد إلى زيادة الوزن بسرعة، والشعور بعدم الراحة في المعدة، وارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم، لذا يجب اعتبار العيد فترة انتقالية للعودة إلى نظامك الغذائي المعتاد قبل رمضان. وبناء عليه؛ نقدم لك نصائح للاستعداد لعيد الفطر ومنها نصائح تغذوية وأخرى تختص بقضاء أيام العيد دون مشاكل أو حوادث:
-
التزم بالتغذية الصحيحة
اعتمد -قدر استطاعتك- على الوجبات الصغيرة المتعددة، بدل الولائم الضخمة، ففي هذه المرحلة الانتقالية يكون جهازك الهضمي أقل تحملاً لكميات الطعام الكبيرة التي تؤكل دفعة واحدة، ولعل أهم وجبة من هذه الوجبات هي الفطور الصباحي، لأنه يعينك على عدم الإفراط في الطعام بقية اليوم.
ونحن نعلم أن هذا المطلب عسير مع وجود الحفلات والدعوات التي تكثر في الأعياد، لكنه مطلب ضروري إذا أردت أن تقي نفسك عواقب التخمة، ومن فرط الحموضة (الارتجاع المعدي - المريئي)، إلى نفخة وأوجاع البطن، واضطرابات البراز، وقد وجد بعض الأطباء أن فرط الطعام يؤدي كذلك إلى اضطرابات هامة في الغدد الصماء.
ومن الحيل التي يمكنك اتباعها إذا دعيت إلى وليمة زاخرة بكل أصناف المأكل، ألا تقف إلى جانب طاولة الوليمة وتتناول من كل ما استهواك منظره، بل تجول بنظرك إلى ما هو معروض من طعام، ثم انتخب عدداً قليلاً من الأطعمة، واجلس إلى طاولة صغيرة لتستمتع بتناولها ببطء مع بعض الأصحاب.
وعندما تختار الطعام احرص على اختيار المشوي منه بدل المقلي، وأكثِر من تناول الخضار والفواكه والمكسرات، وذلك لسهولة هضمها، ولشغلها حيزاً مهماً من المعدة يدرأ عنك الإحساس بالجوع، وأكثِر من شرب الماء بما لا يقل عن ثمانية أكواب يومياً، فهذا، إضافة إلى فائدته في الوقاية من الجفاف، من شأنه أن يجنبك الإفراط في تناول المأكولات المغرية والمتوفرة في كل مكان أيام العيد، وخفّف من تناول الملح وعوّض عنه بعصير الليمون وبالبهارات التي ثبت غناها بمضادات الأكسدة.
-
مارس الرياضة
بعد أن قدمنا نصائح للاستعداد لعيد الفطر تتعلق بالطعام والعودة إلى النظام الغذائي المعتاد قبل رمضان، نقدم لك نصائح خاصة بالنشاط البدني، إذ عليك العودة إلى برنامجك الحركي والرياضي بالتدريج، فبعد شهر من تخفيف نوع ومدة التمارين الرياضية الذي اقتضاه الصيام، من غير المناسب لعضلاتنا وجهازنا المناعي أن نطبق برنامجاً قاسياً من التمارين.
ويفضل أن نبدأ بالرياضات المنشطة للقلب cardio، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة، ثم نضيف إليها ألعاب القوى في مرحلة لاحقة، مثل حمل الأثقال وتشغيل أجهزة المقاومة في صالات الرياضة، كما يفضل أن نبدأ بالمشي وبحمل أثقال خفيفة قبل انتقالنا للركض وحمل الأثقال الكبيرة.
-
قلل من خطر الحوادث
احفظ المواد الكيميائية والبخاخات بعيداً عن متناول طفلك، وراقب الأدوات التي يستخدمها طفلك، وتجنب ألعاباً معينة للأطفال كالمسدسات المزودة بخرز، والتي يمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة في العين، بالإضافة إلى خطر استنشاق الخرز، وتجنب الألعاب القذفية مثل ألعاب رماية الأقواس والأسهم وألعاب إطلاق الصواريخ.
لا تسمح لأطفالك باستخدام مؤشرات الليزر، وخذ حذرك عند الطهي أو استخدام الأجسام الساخنة، خاصة أثناء الرحلات، ولا تنس استخدام مقاعد السيارة المخصصة للأطفال عند القيام بنزهة العيد، وتأكد أن طفلك مثبت بإحكام في مقعد السيارة، وأن حزام الأمان أو حزام الكتف مثبت أيضا بإحكام.
-
قلل من التوتر واستمتع بالعيد
يبلغ التوتر الأسري ذروته عادة أثناء موسم العطلات، لكن عليك أن تعتبر العيد وقتًا لتنحية الخلافات جانبًا، وحاول قبول الأحباء كما هم، حتى لو لم يرتقوا إلى مستوى جميع توقعاتك، وكن متفهمًا إذا انزعج أو تضايق الآخرون عندما تسير الأمور على غير المتوقع، فهناك احتمال أن يشعروا هم أيضًا بآثار الضغط النفسي في العطلات.
-
نظّم وقتك بما يريحك
تعد أيام الأعياد وعطلاتها فرصة لكل شخص لتجديد حيويته ولياقته النفسية والاجتماعية، ومن الضروري ألا تدع أي شيء ينغّص عليك عيدك، وأن تحسن اختياراتك في الأمور كلها من ناحية الأماكن التي تود قضاء وقتك فيها، والنقود الواجب صرفها، وحتى وقت نومك، فلا تجعل العيد فرصة للنوم فقط.
اختر التزاماتك بحكمة، ولا تخجل من قول لا، واستمتع بالعيد، وسوف يتفهم الأصدقاء والأسرة إذا كنت لا تستطيع المشاركة في جميع الأنشطة، وإذا كان عليك أن تعمل في العيد، ولم يكن ممكنا قول "لا" عندما يطلب منك رئيسك العمل. حاول ألا تحمّل نفسك فوق طاقتها، واطلب تحقيق العدالة في العمل بينك وبين زملائك، ورتب جدولك في العيد بحيث يكون هناك وقت للراحة والاستجمام، ووقت للأنشطة الاجتماعية والخروج والاستمتاع.
-
نظّم ميزانيتك
قبل بداية موسم الأعياد، قرر ما يمكنك تحمّل إنفاقه من أموال، فقد تتسبب إضافة استعدادات مكثفة، مثل التسوق والسفر والترفيه، إلى متطلبات يومك العادية في استنفاد متعة العطلة، بالإضافة إلى استنفاد نقودك. وفي البداية، حاول التركيز على العادات التي تستمتع بها بشكل أكثر في العيد، وتجاهل غيرها من الأمور، وحاول عمل قائمة بالأمور الواجب شراؤها، ورتّبها من الأولى إلى الأقل أولوية بالنسبة لك، وحدد الأشياء المضطر فعلاً إلى اقتنائها خلال العيد.
وتكلم مع أفراد الأسرة فيما يخص وضعك المادي، وما يمكن عمله خلال العيد وما لا يمكن، كي لا تفاجئ البعض، خاصة الأطفال، وحدد بشكل دقيق الموازنة المتاحة للإنفاق في العيد بحيث لا تخل هذه الموازنة بالمتطلبات الأخرى المهمة، وبحيث لا تؤدي إلى عجز في ميزانية الشهر التالي، مما يضطرك إلى الاقتراض، أو التضييق الشديد على عائلتك.
نصيحة من موقع صحتك
العيد فرصة للاستمتاع بتناول الأطعمة والمشروبات اللذيذة، كما أنه فرصة للاستجمام والسفر ولقاء العائلة والأصدقاء، لكن فترة الأعياد قد لا تكون خالية من المشكلات مثل عسر الهضم والإمساك وارتفاع السكر، خاصة لدى مرضى السكر، بالإضافة إلى الحوادث التي قد تحدث مع الأطفال، ومشاكل الميزانية، والتوتر خلال الاستعداد لاستقبال العيد، لذا ننصحك باتباع ما ورد في هذا المقال من نصائح للاستعداد لعيد الفطر والاستمتاع بأيام العيد بشكل صحي، وبأقل قدر من المشكلات والمنغصات.