الإكزيما حالة جلدية شائعة تسبب ظهور بقع حمراء أو متغيرة اللون ومثيرة للحكة في الجلد، وفي حين أنها أكثر شيوعاً لدى الأطفال، فإنها قد تحدث في أي عمر. لا يوجد علاج يشفي من الإكزيما نهائياً، ولكن هناك الكثير من العلاجات والمستحضرات التي تسهم في التعامل مع الأعراض والتخفيف منها. نتحدث في هذه المقالة عن علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت.
كيف يمكن علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت
تُستخدم الأملاح في مجموعة متنوعة من العلاجات الطبيعية منذ قرون، وهي مستخدَمة ومنتشرة بسبب قدرتها على تخفيف آلام العضلات والمساعدة في علاج الأمراض الجلدية. يُستخدم عادة ملح الطعام العادي أو ملح إبسوم، وأملاح البحر الميت غنية في:
- المغنيسيوم.
- الكالسيوم.
- الكبريت.
- الزنك.
تُعد أملاح البحر الميت غنية بالمواد المفيدة، وذلك لأن هذه المنتجات تتم معالجتها بأقل قدر ممكن، وتصنع من مياه البحر المبخَّرة، وقد تعزز المعادن الموجودة في أملاح البحر الميت من فعالية هذه الأملاح في علاج أعراض الإكزيما.
هل من أدلة علمية على فعاليتها؟
خلصت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2005، والتي بحثت في علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت، إلى أن نقع الجسم في حوض استحمام يحتوي على أملاح البحر الميت يمكن أن يحسن من قوة الحاجز الواقي للبشرة، مقارنةً بالقيام بذلك في المياه العادية، ووجدت هذه الدراسة أن العلاجات الموضعية بملح البحر الميت تحسن من رطوبة البشر، وتبين أيضاً أنه بعد حمام أملاح البحر، ساهمت الأملاح أيضاً في تقليل:
- الالتهاب.
- الاحمرار.
- خشونة الجلد.
لا يوجد الكثير من الأبحاث الحديثة التي تبحث في فعالية علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت على وجه التحديد، ولكن وجَدت دراسة قديمة أُجريت في عام 2010 أن الاستحمام بمحلول أملاح البحر الميت واستخدام العلاج بالأشعة فوق البنفسجية كان أكثر فعالية في علاج أعراض الإكزيما من العلاج بالأشعة فوق البنفسجية لوحدها.
كيفية علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت
يجعل جفاف الجلد الإكزيما أكثر حدة، ولذلك يوصى بالعلاجات التي يمكن أن تزيد رطوبة الجلد، وتقترح الجمعية الوطنية للإكزيما بأخذ حمام دافئ يتبعه وضع مرطّب على الجلد للمساعدة في تعويض بعض الرطوبة، وتقترح الجمعية ذاتها عند استخدام الأملاح التالي:
- اتبع التعليمات المدونة على منتج الأملاح الذي تشتريه للحصول على المحلول المناسب، وعادةً ما يتم استخدام كوب إلى كوبين من الملح لكل حمام.
- استخدم ماءً دافئًا أثناء الاستحمام وليس ماءًا ساخنًا، وضع الأملاح في حوض الاستحمام قبل دخولك إليه.
- ابق في حوض الاستحمام لمدة 5 إلى 10 دقائق فقط، فقد يؤدي قضاء فترة طويلة فيه إلى تفاقم جفاف البشرة، وقد يؤدي الماء الساخن أيضًا إلى تهيج البشرة وجفافها.
- استخدم منظفًا مصممًا للبشرة الحساسة، خاليًا من الأصباغ أو العطور أو مكونات التقشير.
- اغسل بشرتك برفق لإزالة كل المستحضرات التي استخدمتها.
- استخدم منشفة وجفف بشرتك بالتربيت عليها وتجنب فركها، فقد يترك ذلك بشرتك رطبة قليلاً.
- ضع أي أدوية موضعية موصوفة طبيًا على بشرتك.
- استخدم لوشنًا مرطبًا على جميع أنحاء جسمك في غضون 3 دقائق من خروجك من الحمام، وأفضل المستحضرات للأشخاص الذين يعانون من الإكزيما هي تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت ولكن بدون عطور أو أصباغ.
- امنح بشرتك عدة دقائق أخرى لامتصاص الأدوية والمرطب بالكامل قبل ارتداء ملابسك.
متى تُستخدم أملاح البحر الميت لعلاج الإكزيما؟
لا تحدد الأبحاث الحالية طريقة علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت ولا تحدد وتيرة مثالية للاستحمام بأملاح البحر الميت لعلاج الإكزيما، ومع ذلك، توصي الجمعية الوطنية للإكزيما بذلك مرة واحدة يوميًا. إذا وجدت أن حمام أملاح البحر الميت مفيد لك، يمكنك استخدامه يومياً عندما تكون الأعراض في أوجها للتخفيف منها، وعندما تكون الأعراض أخف، فربما لن تحتاج إلى حمام أملاح البحر الميت بشمل يومي، ولكن حافظ على ترطيب البشرة لمنع جفاف الجلد، إذ يمكن أن يؤدي جفاف الجلد إلى زيادة حدة أعراض الإكزيما.
قد يكون الاستحمام ليلاً أفضل كي لا يستعجل المصاب للانتهاء من الاستحمام ويترك بعض الأمور التي يجب القيام بها من ترطيب وغيره، ويمكنك أيضًا مساعدة بشرتك على الاحتفاظ بالرطوبة أثناء النوم للحصول على نتائج أفضل.
نصائح أخرى للاستحمام بأملاح البحر الميت لعلاج الإكزيما
بالإضافة إلى أملاح البحر الميت يمكن أن تكون بعض مكونات الاستحمام الأخرى مفيدة للإكزيما، مثل:
- زيت الاستحمام: يمكن أن تساعد منتجات الاستحمام هذه في ترطيب بشرتك، ولكن تأكد من تجنب أي زيوت تحتوي على عطور أو منظفات مضافة، إذ يمكن لهذه المكونات الإضافية أن تهيج بشرتك.
- دقيق الشوفان: يمكن أن يساعد دقيق الشوفان الغروي في تقليل تهيج الجلد والحكة، وتتوفر منتجات الاستحمام من دقيق الشوفان في الصيدليات، أو يمكنك صنعها بنفسك.
- أملاح أخرى: في حين أن أملاح البحر الميت يمكن أن تسهم في تقليل الالتهاب وأعراض الإكزيما، فإن ملح الطعام قد يساعد أيضًا، بالرغم من أنه لا يحتوي على المعادن والمواد المفيدة التي تحتوي عليها أملاح البحر الميت، ولكن ملح الطعام ما يزال له فوائد للبشرة.
- ملح إبسوم: يحتوي ملح إبسوم، مثل أملاح البحر الميت، على عناصر مفيدة مثل المغنيسيوم المعروف بقدرته على تخفيف الالتهاب وتهيج الجلد.
- الخل: قد يساعد خل التفاح في الحمام في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، بما في ذلك أعراض الإكزيما، وقد يساعد أيضاً في التخلص من البكتيريا إذا أصبت بعدوى في البشرة.
الأسئلة الشائعة
هل من علاج يؤدي إلى الشفاء من الإكزيما؟
لا يوجد علاج يشفي من الإكزيما نهائياً، ويؤدي إلى زوال كل الأعراض، ولكن هناك علاجات متاحة تسهم في الحد من الأعراض والتخفيف منها، وربما الوقاية من بعضها، مما يساهم في تحسين جودة حياة المصاب، فالإكزيما هي حالة مزمنة، ما يعني أنها يمكن أن تزول وتعود بشكل غير متوقع، وكما ذكرنا فالعلاجات فعالة جداً في الحد من أعراض الحكة وجفاف الجلد مثلاً.
هل الماء المالح مضر للإكزيما؟
على العكس، إذ يمكن للماء المالح أن يخفف من معاناة بعض المصابين بالإكزيما، وذلك بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات والمرطبة.
هل تساعد أملاح البحر الميت في علاج الإكزيما؟
تسهم أملاح البحر الميت في تحسين ترطيب البشرة من خلال جذب الرطوبة والاحتفاظ بها في البشرة، وقد تساعد أيضاً في تقليل الالتهاب، وتتميز المعادن الموجودة في الأملاح، وخاصة المغنيسيوم والكالسيوم، بخصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تقليل الاحمرار والتورم المصاحب للإكزيما.
نصيحة من موقع صحتك
يمكن أن يكون الماء مفيدًا وضارًا لبشرتك إذا كنت مصابًا بالإكزيما، وقد يؤدي الإفراط في ملامسة الماء دون ترطيب بشرتك إلى جفاف البشرة وتهيجها، ولكن إذا كنت تلجأ إلى علاج الإكزيما بأملاح البحر الميت والمستحضرات الغنية بالزيوت، فقد تتمكن من استعادة رطوبة بشرتك، وبذلك تخفف أو ربما تقي نفسك من بعض أعراض الإكزيما، وإذا كنت تستخدم أي أدوية موصوفة طبيًا لعلاج الإكزيما، فيجب استشارة طبيب الأمراض الجلدية عن حمامات أملاح البحر الميت، فقد يكون لدى الطبيب اقتراحات أو توجيهات للحصول على أكبر فائدة من هذه الأملاح.