يتداول العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي فكرة أنه يمكنك الحصول على لون برونزي طبيعي من تناول الجزر دون الحاجة إلى التعرض للشمس أو استخدام مستحضرات التسمير، لكن هل هذه المعلومة صحيحة علميًا؟ وما مدى أمان هذه الطريقة مقارنة بالبدائل الأخرى؟
هل يمكن الحصول على لون برونزي طبيعي من تناول الجزر ؟
يحتوي الجزر على البيتا كاروتين (Beta-Carotene)، وهي صبغة طبيعية تمنح الجزر لونه البرتقالي المميز. عند استهلاك كميات كبيرة من البيتا كاروتين، يمكن أن يتراكم في طبقات الجلد، مما يؤدي إلى تغيير طفيف في لونه، وهو ما يُعرف باسم كاروتينيميا (Carotenemia).
بحسب الخبراء، فإن تناول حوالي خمس جزرات متوسطة الحجم يوميًا قد يؤدي إلى تغير لون الجلد إلى الأصفر البرتقالي أو لون برونزي طبيعي من تناول الجزر بعد فترة من الوقت. ومع ذلك، فإن هذا التغيير غير دائم، لكنه قد يستغرق عدة أشهر ليعود الجلد إلى لونه الطبيعي بعد تقليل استهلاك الجزر.
هل تناول الجزر بكثرة آمن؟
على الرغم من أن الحصول على لون برونزي طبيعي من تناول الجزر قد يبدو جذابًا للبعض، فإن هناك بعض المحاذير الصحية التي يجب مراعاتها. وفقًا للخبراء، فإن الكاروتينيميا بحد ذاتها ليست حالة خطيرة، لكنها قد تُسبب بعض القلق إذا لم يكن الشخص مدرِكًا للأسباب المحتملة لهذا التغير اللوني.
في بعض الحالات، يمكن أن يُخطئ الأطباء في تشخيص الكاروتينيميا باعتبارها اليرقان (Jaundice)، وهي حالة مرَضية ترتبط بوجود مشاكل في الكبد. لذلك، إذا تحول لون البشرة إلى الأصفر أو البرتقالي دون زيادة واضحة في استهلاك الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين، فمن الأفضل استشارة الطبيب لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى مثل السكري أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض الكبد.
هل هناك أطعمة أخرى قد تؤدي إلى نفس التأثير؟
الجزر ليس الطعام الوحيد الغني بالبيتا كاروتين، فهناك العديد من الفواكه والخضراوات التي تحتوي على هذه الصبغة الطبيعية، مثل:
- البطاطا الحلوة (Sweet Potatoes).
- الفلفل الأحمر (Red Bell Peppers).
- اليقطين (Pumpkin).
- السبانخ (Spinach).
- الكرنب (Kale).
- المانجو (Mango).
- البابايا (Papaya).
وقد تسبب بعض التوابل، مثل الكركم (Turmeric)، تغيرًا في لون الجلد عند استهلاكها بكميات كبيرة، ولكن يجب الحذر من الإفراط في تناول الكركم، فقد أظهرت الدراسات أنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل سُمّية الكبد وتداخلات دوائية خطيرة.
ما الطريقة الأكثر أمانًا للحصول على لون برونزي؟
التعرض لأشعة الشمس هو الطريقة التقليدية للحصول على لون برونزي طبيعي، لكنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد وظهور التجاعيد المبكرة، كما أن استخدام أجهزة التسمير قد يكون أكثر خطورة بسبب التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية.
للحصول على بشرة برونزية بأمان، يوصي الخبراء باستخدام مستحضرات التسمير الذاتي التي تحتوي على ثنائي هيدروكسي أسيتون (Dihydroxyacetone - DHA)، وهو مركّب معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويعمل من خلال تفاعل كيميائي مع الأحماض الأمينية في الجلد، مما يمنحه لونًا أغمق مؤقتًا.
نهايةً، بينما يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الجزر إلى تغير لون الجلد، فإن النتيجة ليست بالضرورة لونًا برونزيًا طبيعيًا من تناول الجزر كما يروج له البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، بل قد يتحول الجلد إلى لون أصفر-برتقالي نتيجة تراكم البيتا كاروتين. للحصول على لون برونزي بأمان، يُفضل استخدام مستحضرات التسمير المعتمدة بدلًا من تعريض الجسم لكميات كبيرة من البيتا كاروتين أو لأشعة الشمس الضارة.