في عصر تَحكمه ترندات مواقع التواصل الاجتماعي، تظهَر بين الحين والآخر حِيل جمالية يروّج لها المستخدِمون باعتبارها "معجزات" بديلة للإجراءات الطبية. من أحدث هذه الصيحات استخدام شريط كينيسيو (Kinesio Tape)، أو ما يُعرف أحيانًا بلصقات الندبات، كبديل للبوتوكس لتقليل التجاعيد. تدّعي العديد من الفيديوهات على تيك توك أن وضع شريط كينيسو على الوجه ينعّم الخطوط الدقيقة فورًا، بل ويُطلق عليه البعض "بوتوكس منزلي".
ما شريط كينيسيو؟
شريط كينيسيو (Kinesio Tape) هو شريط مرن مصنوع من مادة طبية غالبًا ما تحتوي على سيليكون طبي (Medical-grade Silicone)، ويُستخدم في الأصل لعلاج الإصابات العضلية والرياضية، يتميز بأنه:
-
مرن وغير مهيّج للجلد.
-
صُمم ليُستخدم لفترات طويلة دون أن يُسبب التهابات.
-
يَحبس الرطوبة في الجلد، ما يمنحه مظهرًا ممتلئًا ومشدودًا.
في عالَم التجميل، بدأ البعض باستخدام الشريط بشكل "لاصقة تجاعيد" (Wrinkle Patch) من خلال وضعه على مناطق معينة من الوجه، كالجبين أو حول العينين، بهدف تقليل ظهور التجاعيد مؤقتًا.
كيف يعمل شريط كينيسيو على تقليل التجاعيد؟
وفقًا لأطباء الجلدية، فإن مفعول شريط كينيسيو التجميلي مؤقت وسطحي، إذ يعمل على:
-
حبس الرطوبة داخل الجلد، ما يؤدي إلى امتلاء الطبقة السطحية للبشرة مؤقتًا، فيظهر الجلد أكثر نعومة.
-
تقييد حركة عضلات الوجه مؤقتًا، مما يقلل من تعابير الوجه التي تؤدي إلى ظهور التجاعيد.
لكن يجب التوضيح أن هذا التأثير لا يدوم طويلاً، فعند إزالة الشريط، تتبخر الرطوبة ويعود الجلد إلى وضعه الطبيعي.
الفرق بين شريط كينيسيو والبوتوكس
من المهم التفريق بين هذا الشريط والبوتوكس (Botox)، فكلاهما يستخدم في محاولة تقليل التجاعيد، لكن طريقة عملهما ونتائجهما مختلفة تمامًا:
| شريط كينيسيو (Kinesio Tape) | البوتوكس (Botox) | المعيار |
| ترطيب البشرة وتقييد حركة الوجه | شلّ مؤقت للعضلات المسببة للتجاعيد | طريقة العمل |
| مؤقت لبضع ساعات فقط | يدوم من 3 إلى 4 أشهر | مدة التأثير |
| مظهر مؤقت أنعم | تحسّن فعلي في خطوط التعبير | النتيجة |
| سطحية | داخلية، تستهدف العضلات مباشرة | آلية التأثير |
| لا | نعم، يمكنه تحسين التجاعيد الديناميكية | معالجة التجاعيد العميقة |
وبالتالي، فإن شريط كينيسيو لا يمكن اعتباره بديلاً حقيقياً للبوتوكس، لكنه قد يكون خيارًا مؤقتًا لمن يبحث عن نتائج سريعة وقصيرة الأمد دون تدخل طبي.
استخدام شريط كينيسيو هل هو آمن؟
عمومًا، يُعتبر شريط كينيسيو آمنًا للاستخدام التجميلي إذا استُخدم بشكل صحيح، خاصةً لأنه مصنوع من مادة سيليكون طبية (Medical-grade Silicone). لكن هناك بعض التحذيرات:
-
لا يُنصح باستخدامه على بشرة متهيجة أو ملتهبة.
-
قد يُسبب حساسية جلدية لبعض الأشخاص.
-
يجب تنظيف الوجه جيدًا قبل الاستخدام لتجنب انسداد المسام.
هل تنجح لصقات التجاعيد (Wrinkle Patches) فعلًا؟
تشير الدراسات إلى أن لصقات التجاعيد –بما فيها شريط كينيسيو– قد تمنح مظهرًا أنعم للبشرة مؤقتًا عبر آليتَين:
-
منع الحركة: من خلال تثبيت عضلات الوجه، تُقلل هذه اللاصقات من تحرك البشرة وتقلصاتها.
-
حبس الرطوبة: مما يجعل البشرة تبدو ممتلئة وأقل تجعدًا.
لكن الأطباء يحذرون من الاعتماد عليها كحل دائم، لأن تأثيرها يزول بمجرد نزع الشريط.
ما البدائل الفعالة للبوتوكس وشريط كينيسيو؟
إذا كنت تبحث عن تحسين ملموس ودائم لصحة بشرتك وتقليل التجاعيد، فإليك مجموعة من البدائل الطبية والموثوقة التي ينصح بها أطباء الجلدية:
-
واقٍ شمسي يومي (Daily Sunscreen): للوقاية من التجاعيد الناتجة عن الشمس.
-
سيروم الفيتامين C (Vitamin C Serum): غني بمضادات الأكسدة، يساعد على توحيد لون البشرة.
-
البيبتيدات (Peptides): تعزز إنتاج الكولاجين وتحسن مرونة الجلد.
-
الريتينويدات (Retinoids): تُسرّع تجدد الخلايا وتحارب التجاعيد.
-
المرطبات المحتوية على حمض الهيالورونيك (Moisturizers with Hyaluronic Acid): تُحافظ على رطوبة البشرة وتمنحها مظهرًا ممتلئًا.
متى يمكن استخدام شريط كينيسيو كخيار جمالي؟
يمكن استخدامه كأداة تجميلية في الحالات التالية:
-
التحضير لجلسة تصوير أو مناسبة مهمة تحتاج لمظهر بشرة مشدود ومؤقت.
-
تقليل تعبيرات الوجه أثناء النوم لتجنب "تجاعيد النوم".
-
كجزء من روتين يومي بسيط لتحسين الترطيب والمظهر العام للبشرة.
لكن من المهم ألا يتم الاعتماد عليه كبديل للعلاج الطبي، خاصة في الحالات التي تتطلب تدخلًا أكثر فعالية.
في ظل الهوس بالمظهر الشبابي تظهر منتجات وتقنيات جديدة بسرعة مذهلة، مثل شريط كينيسيو الذي يوصف أحيانًا بأنه "بوتوكس رخيص" أو "حل منزلي للتجاعيد". ورغم أن شريط كينيسيو يمنح بعض الفوائد المؤقتة للبشرة، فإن تأثيره لا يقارن بالبوتوكس من حيث العمق والفعالية والاستمرارية.
إذا كنت تفكر في استخدام شريط كينيسيو، تذكّر أنه وسيلة تجميلية سطحية قد تحسّن مظهر الجلد لفترة قصيرة، لكنه لا يغني عن العناية المنتظمة بالبشرة أو الاستشارة الطبية المتخصصة، فالحلول المؤقتة جيدة أحيانًا، لكنها لا تُعالج المشكلة من جذورها.
باختصار؛ شريط كينيسيو أداة تجميلية مثيرة للاهتمام، لكنها ليست بديلاً حقيقيًا للبوتوكس، لا في التأثير، ولا في النتيجة، ولا في المدة.
