يعتمد كثير منا وضع سدادات الأذن أثناء النوم للتخلص من شخير الشخص الموجود معه في الغرفة، أو للتخلص من أي ضوضاء قد تزعج نومه، فالكثير منا يستيقظ نتيجة لأتفه صوت مزعج. السؤال هنا هل وضع سدادات الأذن أثناء النوم يضر بصحتك؟ تعرف على الإجابة معنا
مخاطر النوم مع الضوضاء
يتفاعل جسمنا بشكل غريزي وسلبي مع الضوضاء، ما يجعلنا في حالة تأهب تمنعنا من الوصول إلى مرحلة النوم العميق، وإذا استمر هذا الأمر لفترة طويلة من الزمن فإن عواقب سلبية قد تلوح في الأفق جراء قلة النوم، وهي تضم:
- صعوبة التفكير.
- صعوبة التركيز.
- المزاج المتقلب.
- الصداع.
- الإرهاق.
- النعاس.
- ضعف الجهاز المناعي.
- زيادة الوزن.
- ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والدماغية.
يكمن الحل في حجب الضوضاء والأصوات عن الأذن قدر الإمكان، ويعتبر استعمال سدادات الأذن أثناء النوم من أبسط الطرق وأسهلها لحماية الأذن من الضجيج وعواقبه السلبية، وما أكثرها. يتم وضع السدادات في قناة الأذن الخارجية، وهي تقلل إلى حد كبير من كمية الضوضاء والأصوات المزعجة، وتحسن من جودة النوم، كماً وكيفاً.
سدادات الأذن أثناء النوم ومخاطرها المحتملة
إن وضع سدادات الأذن أثناء النوم هو أمر آمن بشكل عام، ومع ذلك، فإن استعمالها بانتظام قد ينطوي على بعض المخاطر المحتملة، تعالوا معنا لنتعرف على مخاطر استخدام سدادات الأذن أثناء النوم.
أولاً: تراكم صملاخ الأذن
مع مرور الوقت، يمكن لسدادات الأذن أن تدفع بصملاخ الأذن إلى عمق قناة السمع، ما يتسبب في تراكمه فوق بعضه البعض، وانسداد الأذن وحدوث مشكلات مثل الإحساس بوجود ضغط داخل الأذن، وسماع الطنين، وصعوبة السمع. قد يحتاج الصملاخ الزائد إلى تليينه لتسهيل خروجه، وقد يتطلب الأمر مساعدة الطبيب.
ثانياً: عدوى الأذن
تحدث عدوى الأذن إما بسبب نمو البكتيريا في شمع الأذن، أو بسبب تلوث سدادات الأذن نفسها بالبكتيريا جراء الاستعمال المتكرر لنفس الزوج من السدادات لمدة طويلة دون تنظيفها أو استبدالها، فتكون النتيجة حدوث التهابات في الأذن قد تكون مؤلمة وقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات دائمة، مثل نقص السمع أو تلف السمع، في حال إهمالها وعدم علاجها، من هنا ضرورة علاج التهاب الأذن بسرعة ومن دون تلكؤ.
ثالثاً: إدخال السدادة بشكل مبالغ فيه
إن الإدخال العادي لسدادة الأذن آمن ولا خطر منه، في المقابل، فإن الإدخال العميق إلى داخل قناة الأذن لدرجة أنها قد تلامس غشاء الطبل (طبلة الأذن)، قد يؤدي إلى حدوث خطرين: الأول، أن تعلق السدادة داخل الأذن بحيث يصعب إخراجها دون مساعدة مقدم الرعاية الصحية. أما الخطر الثاني، فهو أن يؤدي تلامس السدادة بغشاء الطبل إلى التخريش الذي قد يترتب عنه شكاوى مزعجة مثل الطنين، واضطراب السمع، والغثيان، والتقيؤ.
رابعًا: مخاطر تتعلق بالسلامة
الخطر الأساسي الذي يمكن أن يحدث نتيجة وضع سدادات الأذن أثناء النوم هو عدم سماع التنبيهات وإشارات الطوارئ، لهذا يُنصح عند الاستيقاظ بالتأكد من أن السدادة تعمل على التخفيف من الأصوات الصادرة عن البيئة المحيطة، ولكنها لا تحجب الأصوات كلياً.
أنواع سدادات الأذن
تعتبر سدادات الأذن طريقة سهلة وفعالة في حماية الأذن من الأصوات والضوضاء التي قد تتداخل مع آلية النوم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أي نوع من السدادات يُنصح به؟ في الواقع هناك عدة أنواع من سدادات الأذن، وتلعب التفضيلات الشخصية والمواد المصنوعة منها وشكلها وأسعارها دوراً في اختيار الزوج المناسب من السدادات، ولعل المهم في هذا الموضوع هو أن يتطابق حجم السدادات مع شكل وحجم قناة الأذن الخارجية للحد من تسلل الأصوات الداخلة إلى الأذن قدر المستطاع. هناك 3 أنواع من سدادات الأذن هي:
- السدادات الإسفنجية: وهي سدادات زهيدة الثمن مصنوعة من مادة الإسفنج، وتمتاز بأنها ناعمة الملمس ومريحة جداً أثناء النوم، ولكن عيبها يكمن في بنيتها المسامية التي يمكن أن تكون بؤرة مناسبة للبكتيريا التي قد تسبب عدوى الأذن، لهذا ينصح بعدم وضعها لفترات طويلة وتنظيفها وتبديلها بانتظام، لتفادي هذه المضاعفات.
- السدادات الشمعية: وهي سدادات مصنوعة من الشمع، تمتاز بسهولة تشكيلها لتتطابق مع شكل الأذن، كما أنها فعالة جداً في حجب الأصوات، ومريحة عند استخدامها أثناء النوم، ولكن يجب تحاشي وضعها لفترة طويلة لتجنب تكدس صملاخ الأذن، ما قد يتسبب في وقوع مضاعفات، مثل طنين الأذن ونقص السمع.
- سدادات السيليكون: وهي تُصنع من مادة السيليكون، وتمتاز بأنها ناعمة ومريحة وتتلاءم جيداً مع شكل الأذن، إلا أنها أقل فعالية من النوعين السابقين.
يمكن شراء سدادات الأذن الجاهزة للبيع، كما يمكن صنعها حسب الطلب بعد أخذ قالب الأذنين من أجل صنع زوج من السدادات القابلة لإعادة الاستخدام. تمتاز سدادات الأذن المصنوعة حسب الطلب، بأنها أكثر تكلفة ولكنها تحتاج إلى العناية المستمرة لضمان نظافتها، وهي جيدة في حجب جميع الأصوات بما في ذلك صوت المنبه أو صوت إشارات الطوارئ، لهذا يجب استعمالها بحذر.
كيف تستعمل سدادات الأذن بشكل صحيح؟
ينصح باتباع الخطوات التالية لاستخدام سدادات الأذن أثناء النوم بشكل صحيح بعيداً عن المخاطر:
- غسل اليدين جيداً قبل استخدام سدادة الأذن لتفادي تلوثها.
- التأكد من نظافة وجفاف قناتي الأذنين، لأن أي رطوبة يمكن أن تسبب خطر الإصابة بالعدوى.
- قم بلف السدادة بأصابع اليدين النظيفة للحصول على قطر مناسب يسمح بإدخال السدادة في قناة الأذن الخارجية.
- امسك شحمة الأذن واسحبها إلى الخلف بعيداً عن الأذن حتى تصبح قناة الأذن مستقيمة الشكل من أجل تسهيل وضع السدادة.
- قم بإدخال سدادة الأذن برفق وتؤدة إلى داخل قناة الأذن حتى يستقر قسْم لا بأس به منها داخل القناة. إذا كنت تستخدم سدادات إسفنجية، فإنه يجب إبقاء اليد على السدادة حتى تتمدد وتأخذ الحجم المناسب لقناة الأذن.
- إذا استعملت السدادات الإسفنجية، فإنه يجب استبدالها بعد أيام قليلة، ولكن يمكن إطالة أمد استخدامها بغسلها بالماء الدافئ والصابون، ومن ثم تركها لتجف كلياً، ومن المهم عدم إدخالها إلى الأذن وهي رطبة.
نصيحة من موقع صحتك
يمكن أن تكون سدادات الأذن أثناء النوم أداة فعالة للتخفيف من الضوضاء الصاخبة وحماية الأذن والحصول على نوم هادئ، وتعتبر سدادات الأذن الطريقة الوحيدة لحجب الأصوات عند النوم، خاصة صخب شخير شريك الفراش وضجيج البيئة المحيطة، فالأصوات العالية توقظ الشخص من النوم العميق، وهذا ما قد يترتب عنه آثار سلبية دائمة على الصحة، فحتى لو استيقظ النائم من نومه لبضعة ثوان فإنه يحتاج إلى وقت طويل لكي يعود إلى مرحلة النوم العميق التي يحتاجها الجسم بعد يوم كامل من اليقظة. ولكن، وعلى الرغم من أن وضع سدادات الأذن أثناء النوم تؤمّن نوماً جيداً، فما يزال هناك بعض الجدل القائم حول إمكانية حدوث مخاطر محتملة قد تنتج عن استعمالها بشكل منتظم كل ليلة.