يُعد محلي الإريثريتول أحد أكثر المُحليات الصناعية شيوعاً، فهو مكوِّن شائع في العديد من الأطعمة التي يتم تسويقها لتخفيض الوزن، وفي حمية الكيتو الغذائية، وعند التعامل مع مرض السكري. من الطبيعي أن نعتقد أن الأطعمة التي تحمل عبارة "بدون سكر" أو "سكر أقل" هي أفضل لنا، وقد تبدو المُحليات الصناعية خيارًا أفضل من السكر، ولكن في الحقيقة، قد لا يكون الأمر كذلك.
تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن بعض المُحليات الصناعية قد تكون أسوأ للصحة من سكر المائدة، وتربط الأبحاث بين محلي الإريثريتول على وجه الخصوص وحدوث بعض المخاطر الصحية الخطيرة للغاية، والتي تشمل زيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. نبين فيما يلي كل ما تحتاجه من معلومات عن محلي الإريثريتول ومخاطره الصحية.
ما هو محلي الإريثريتول ؟
يُعد محلي الإريثريتول أحد أنواع المُحليات الصناعية المعروفة أيضاً باسم الكحوليات السكرية، بالرغم من أنها ليست في الواقع سكرًا أو كحولًا بالمعنيين المتعارف عليهما للكلمتين، وتشمل هذه المحليات بالإضافة إلى الإريثريتول كلًا من المُحليات التالية:
- الإكسيليتول
- السوربيتول
- المالتيتول
- المانيتول
- الإيزومالت
- اللاكتيتول
- متحللات النشا المهدرَجة
لا تكون هذه الفئة من المُحليات الصناعية حلوة بقدر السكر، بينما تكون المحليات الصناعية من فئات أخرى مثل الأسبارتام والسكرين أكثر حلاوة من السكر بما قد يصل إلى 700 مرة. تنتج أجسامنا بشكل طبيعي بعض الكحوليات السكرية كجزء من عملية التمثيل الغذائي، بما في ذلك الإريثريتول، ويُصنع محلي الإريثريتول تجارياً عن طريق تخمير الذرة، ثم يُضاف هذا المحلي المصنَّع تجاريًا إلى الأطعمة، والمشكلة هنا أن الجسم يُنتج منه كميات قليلة جداً لا تؤثر على صحتنا، ولكن تبدأ أضراره بالظهور عند تناوله بكميات أكبر مع الأطعمة المحلاة به.
ما هي استخدامات محلي الإريثريتول ؟
غالبًا ما يستخدم محلي الإريثريتول كبديل لسكر المائدة في المنتجات القليلة السعرات الحرارية والقليلة السكر، ويضاف الإريثريتول أيضاً لبعض الأطعمة كمكون "لتكثيف" بعض المحليات الصناعية الأخرى. يعد الإريثريتول مفضلاً لدى مصنّعي الأغذية لسببين رئيسيين هما: أولاً لأنه قليل السعرات الحرارية، ما يجعله مثالياً للأطعمة المسوقة على أنها للحمية، وثانياً لأن مذاقه وقوامه أقرب إلى سكر المائدة مقارنة ببعض المحليات الصناعية الأخرى.
يُضاف محلي الإريثريتول إلى العديد من بدائل السكر، بما في ذلك بعض تركيبات الستيفيا ومحليات فاكهة الراهب، وعادة ما يوصي مصنّعو الأغذية بالمنتجات الخالية من السكر والمحتوية على محلي الإريثريتول للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي، والذين يبحثون عن خيارات للمساعدة في السيطرة على استهلاكهم للسكر أو السعرات الحرارية، وقد لا تُبين هذه المنتجات إذا ما كانت تحتوي على محلي الإريثريتول أو غيره من الكحوليات السكرية على ملصقات محتوياتها الغذائية.
هل محلي الإريثريتول آمن ؟
عُرف من فترة طويلة أن الكحوليات السكرية مثل محلي الإريثريتول تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي لبعض الأشخاص، ولكن ربطت أبحاث أخرى جديدة محلي الإريثريتول بمشاكل أكثر خطورة، فقد أظهرت دراسة أن محلي الإريثريتول يرتبط ارتباطًا وثيقًا باحتمال حدوث أضرار قلبية وعائية، أي أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من محلي الإريثريتول في الدم هم أكثر عرضة للنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
شارك في هذه الدراسة أكثر من 4000 شخص في الولايات المتحدة وأوروبا، ونظر الباحثون فيها عن خيوط مشتركة يمكن أن تشير إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، وما وجدوه هو أن الأشخاص الذين كانت لديهم نسب أعلى من الإريثريتول في الدم كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل قلبية مهمة.
كما وقدم الباحثون محلي الإريثريتول لحيوانات التجربة، ولاحظوا زيادة تكوين الجلطات وأمراض الشرايين، كما وأضافوا محلي الإريثريتول إلى الدم في المختبر، ووجدوا أن هذا جعله "يتكتل" أو يتجلط من خلال خفض العتبة اللازمة لتنشيط الصفائح الدموية، وهي مكونات دقيقة في الدم تندفع إلى مواقع الإصابات لإيقاف النزيف، ولكن تنشيطها داخل الجسم يسبب جلطات دموية قد تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ووجد الباحثون أن احتمال حدوث الإصابة بالتجلط يمكن أن يزداد لعدة أيام بعد استهلاك حصة واحدة فقط من الأطعمة المحلاة باستخدام محلي الإريثريتول، ويجدر بالذكر هنا أن الباحثين توصلوا لمخاوف مماثلة مع كحول سكري آخر، وهو الإكسيليتول.
كيف نتجنب مخاطر محلي الإريثريتول ؟
قد يكون من الصعب تفادي جميع الأطعمة المحتوية على الإريثريتول، وذلك لأنك قد تتناول هذه الأطعمة دون معرفة أنها تحتوي عليه، وذلك لأن محلي الإريثريتول يندرج في فئة المواد المعترف بها عمومًا على أنها آمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو ما يعني أن دراسات السلامة الطويلة الأجل للإريثريتول غير مطلوبة حاليًا، وأيضاً أن شركات الأغذية غير ملزمة بإدراج محلي الإريثريتول على ملصقات محتوياتها الغذائية. بالرغم من أن بعض الأطعمة التي نتناولها قد لا يُذكر فيها أنها تحتوي على محلي الإريثريتول، فإنه يوجد عادةً في الأطعمة الخالية من السكر مثل:
- الآيس كريم
- الحلوى
- العلكة
- البسكويت
- الكعك
- ألواح البروتين
- الفاكهة القابلة للدهن
- مشروبات الطاقة
وهناك بعض الإشارات التي قد تدل على وجود محلي الإريثريتول (أو أي كحول سكري آخر)، حتى لو لم يكن مدرجًا على ملصق التغذية، ومن هذه الإشارات وجود أي من هذه الادعاءات على عبوة الطعام:
- يحتوي على كحول السكر
- آمن للكيتو
- آمن لمرضى السكري
- خالٍ من السكر
- منخفض السكر
- مُحلٍّ صناعي
- محل طبيعي
- مُحل بمركبات طبيعية
- قليل السعرات الحرارية
- بدون سعرات حرارية
المفارقة هنا أن الأشخاص الذين يميلون لشراء المنتجات الخالية من السكر أو قليلة السعرات الحرارية هم الأشخاص الذين اتخذوا قرارًا بالحفاظ على صحتهم، ولكن قد يجلب الإفراط في تناول الأطعمة المحتوية على محليات صناعية مثل محلي الإريثريتول مشاكل صحية أخرى لم تكن بالحسبان.
الأسئلة الشائعة
ما هو محلي الإريثريتول ؟
الإريثريتول هو نوع من المُحليات الصناعية يُصنف على أنه كحول سكري. تنتج أجسامنا بشكل طبيعي كميات صغيرة من هذه المواد، بما في ذلك الإريثريتول، كجزء من عملية الأيض، بينما يُنتج الإريثريتول تجارياً من خلال تخمير الذرة وإضافته إلى مختلف الأطعمة. تكون هذه الفئة من المحليات الصناعية –أي الكحوليات السكرية– أقل حلاوة من السكر العادي، على عكس غيرها من المحليات التي تكون أحلى من السكر بأضعاف.
هل محلي الإريثريتول ضار ؟
أظهرت دراسات حديثة علاقة بين تناول الإريثريتول واحتمال حدوث مضاعفات مرَضية في القلب والأوعية الدموية، فقد وجدت دراسة شملت أكثر من 4000 مشارك أن ارتفاع مستويات الإريثريتول في الدم يزيد من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لأن الإريثريتول يعزز تكوين الجلطات الدموية، مما يثير المخاوف بشأن سلامته في الأطعمة المحلاة.
نصيحة من موقع صحتك
ركّز في غذائك على الأطعمة الطبيعية الكاملة مثل الفواكه والخضراوات الطازجة مع التقليل من المواد المصنّعة التي تحتوي على المحليات الصناعية أو الكحوليات السكرية، مثل الإريثريتول، فقد تشكل هذه المواد المضافة مخاطر صحية، وقد يكون تجنبها صعبًا بسبب عدم وضوح الملصقات الغذائية على بعض أصناف الطعام. وإذا أردت إضافة شيء من الحلاوة لغذائك، يمكن اختيار منتجات طبيعية مثل العسل أو محلي الستيفيا بشكله السائل، والتي غالباً ما تكون أفضل من البدائل الصناعية.
