بلل الجبيرة من المشكلات التي تواجه مصابي الكسور، مما يجعل الاغتسال أحد الأمور التي تسبب لهم الانزعاج والقلق. فماذا تفعل؟ وهل بلل الجبيرة أو رطوبتها سيؤثر على عمل وكفاءة جبيرتك؟ هذا ما سيجيب عليه مقالنا، تابع معنا.
ما العمل في حال بلل الجبيرة بالماء أو أي سوائل أخرى؟
غالباً ما يحتاج الكسر إلى وضع جبيرة لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع، والغاية من وضع الجبيرة تثبيت منطقة الكسر في وضعية عملية ومريحة من أجل تسريع عملية الشفاء. وتحمي الجبيرة العظام المكسورة من الإصابات الأخرى أثناء شفائها. وتُصنع الجبيرة من الألياف الزجاجية أو من الجبس، وتكون الجبيرة المصنوعة من الألياف الزجاجية أكثر خشونة، وقد تأتي بألوان مختلفة.
أما الجبيرة المصنوعة من الجبس فهي ناعمة، وغالباً ما تكون بيضاء اللون. ومتى وضعت الجبيرة، فإنه لا يمكنك إزالتها بنفسك، بل تحتاج إلى الطبيب أو أحد الفنيين من أجل إزالتها. وتعتبر الرعاية والمتابعة بعد وضع الجبيرة، جزءاً أساسياً من العلاج وضمان السلامة من أجل تحقيق شفاء عاجل من دون وقوع مضاعفات. وتقوم الرعاية المنزلية للجبيرة على الأسس التالية:
- يجب اتباع تعليمات الطبيب حرفياً بشأن الموعد الذي يمكن فيه استخدام الطرف الذي تم وضع الجبيرة عليه. تجفّ الجبيرة المصنوعة من الألياف الزجاجية بسرعة، وتصبح صلبة بما يكفي لحماية الذراع أو الساق المصابة. في المقابل، فإن جبيرة الجبس تستغرق وقتاً أطول لكي تجفّ وتتصلب.
- لا تقف أو تمشي على الجبيرة إلا إذا كانت مصممة للمشي، شرط أن يكون وزنك مقبولاً ويسمح بذلك.
- يجب تأمين الدعم اللازم للذراع أو للساق المصابة بواسطة وسادة عند الجلوس أو الاستلقاء خلال الأيام الثلاثة الأولى من وضع الجبيرة، مع الحرص على أن يكون الطرف الذي وضعت الجبيرة عليه في مستوى أعلى من مستوى القلب من أجل المساعدة على تقليل الوذمة.
- يمكن وضع الثلج أو كمادات باردة لمدة ربع ساعة تقريباً في كل مرة بفاصل زمني من ساعة إلى ساعتين خلال الأيام الثلاثة الأولى من وضع الجبيرة، كما يجب وضع قطعة قماش رقيقة بين الثلج والجبيرة، مع ضرورة الحفاظ على الجبيرة جافة.
- يجب التقيد بتعليمات الطبيب بشأن استخدام مضادات الألم التي تصرف بوصفة أو من دون وصفة طبية.
- يجب ممارسة التمارين الرياضية وفقاً لتعليمات الطبيب أو أخصائي المعالجة الفيزيائية، إذ تساعد التمارين في الحفاظ على قوة ومرونة العضلات في فترة التعافي.
- إذا لم تكن أصابع اليد أو أصابع القدم مصابة، فإنه يجب تحريكها مراراً وتكراراً، للتخفيف من التورم والتصلب.
المضاعفات المحتملة للجبيرة
هناك مضاعفات محتملة قد تحصل أثناء ارتداء الجبيرة، وفيما يلي نستعرض هذه المضاعفات:
أولا: بلل الجبيرة بالماء
إن الصعوبة الكبرى في استخدام الجبيرة تتمثل في الحفاظ عليها نظيفة وجافة بعيداً عن أي رطوبة قد تنتج من تعرض الجبيرة للماء أو من تغلغله إلى داخلها، فالماء هو العدو الأول للجبيرة لأنه يعمل على تليينها، فتفقد سماكتها وصلابتها، وتفتح الباب على مصراعيه لمخاطر حدوث العدوى الفطرية والجرثومية.
وإذا تسرب الماء إلى داخل الجبيرة، إلى حيث توجد بطانة القطن التي تفصل الجبيرة عن الجلد، فإن هذه البطانة ستبقى مبللة فترة طويلة، وبلل الجبيرة سيؤدي إلى نقع الجلد وتلفه وانهياره، فتبلل الجلد المستمر قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والتعفن والتهاب الجلد، فتظهر الحكة، ويصاب الجلد بالشقوق والقروح، وقد يتشكل الصديد فتنبعث منه رائحة كريهة.
بلل الجبيرة بالماء.. ما العمل؟
هناك حلول متوفرة، وهي تعتمد على درجة تسرب الماء إلى الجبيرة:
- إذا كان التبلل سطحياً وطفيفاً، فإن أبسط حل هو التجفيف باستعمال مجفف الشعر.
- إذا أصبحت الجبيرة مبللة للغاية ودخل الماء إلى ما تحت الجبيرة، ولم تكن هذه مصممة لمقاومة الماء، فإنه من الضروري الاتصال بمقدم الرعاية الصحية، لأن الجبيرة قد تصبح غير صالحة وتحتاج إلى الاستبدال.
- في المختصر المفيد، إن الحل الأمثل والأسهل لضمان بقاء الجبيرة جافة بعيداً عن الماء، يكمن في وضع منشفة ولفافة بلاستيكية أو كيس بلاستيكي حول الجبيرة وحول جميع الفتحات أثناء وقت الاستحمام أو الاغتسال.
ثانيا: قرحات الضغط
إن ارتداء الجبيرة لفترة طويلة يولد ضغطاً مستمراً على الجلد، خاصة في مناطق البروزات العظمية، مثل الكاحل والكوع والركبة، ويؤدي الضغط المطول إلى انقطاع التروية الدموية في منطقة الانضغاط فتموت الخلايا وتتشكل القرحات. وتسبب القرحة التهاب الجلد والألم والنزيف والرائحة النتنة وتسرب السوائل من أسفل الجبيرة. إذا كان هناك أدنى شك بنشوء قرحات الضغط أسفل الجبيرة، فإنه يجب التواصل مع قسم الرعاية الصحية، لأنه قد تكون هناك حاجة إلى فك الجبيرة واستبدالها.
ثالثا: متلازمة الحيز
تُحدث متلازمة الحيز ضغطاً متزايداً على العضلات والأعصاب والأوعية الدموية الواقعة تحت الجبيرة، وهذا ما يؤدي إلى نقص التروية الدموية وإلى تعطيل وظيفة الأنسجة. وتتظاهر متلازمة الحيز بألم شديد عند تحريك الأصابع، وتغير في لون الجلد الذي يتحول إلى الأزرق بسبب نقص الأوكسجين، والخدر، والشعور بالبرودة. وإذا لم يتم التعرف على متلازمة الحيز وعلاجها مبكراً في الوقت المناسب، فإن العضلات تموت وتحدث الغرغرينا، وقد يحتاج الطبيب إلى بتر الطرف.
متى يجب طلب الرعاية الطبية الفورية؟
يُنصح حاملو الجبيرة بطلب الرعاية الطبية الفورية في الأحوال الآتية:
- إذا كانت الجبيرة تسبب ألماً متزايداً لا يمكن السيطرة عليه.
- إذا شعرت بوجود منطقة دافئة أو مؤلمة تحت الجبيرة.
- إذا كنت تشعر باللسع والحرقان في الجلد تحت الجبيرة.
- إذا أحسست بأن الجبيرة ضيقة جداً أو فضفاضة جداً.
- إذا أصبت بالحمى.
- إذا لاحظت وجود تورم كبير بالقرب من الجبيرة.
- إذا وجدت صعوبة في تحريك أصابع اليدين أو القدمين.
- إذا كانت قدمك باردة أو شاحبة أو تبدل لونها.
- إذا لاحظت خروج مفرزات من تحت الجبيرة لها رائحة كريهة.
- إذا كنت تعاني من أعراض جلطة دموية في الذراع أو في الساق أو الفخذ، والتي تتظاهر بالألم والاحمرار والتورم في الأجزاء المذكورة.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن جعل جبيرة الجبس مقاوِمة للماء؟
نعم، يمكن جعل جبيرة الجبس مقاوِمة للماء إلى حد ما، باستخدام أغطية جبيرة مقاومة للماء أو واقيات بلاستيكية خاصة مصممة لمنع الرطوبة.
كم من الوقت تستغرق الجبيرة لكي تجف بشكل كامل؟
يعتمد وقت جفاف الجبيرة إلى حد كبير على مادة الجبيرة ومدى رطوبتها. يمكن أن تستغرق الجبيرة الجبسية من 24 إلى 72 ساعة لتجف تماماً، اعتماداً على سُمكها والظروف البيئية المحيطة. في المقابل، تجف الجبيرة المصنوعة من الألياف الزجاجية بشكل أسرع في غضون 20 دقيقة إلى 4 ساعات. ومع ذلك، إذا أصبحت الحشوة الموجودة داخل أي نوع من الجبائر مبللة، فقد تستغرق وقتاً أطول.
هل يمكنني السباحة مع الجبيرة؟
لا يُنصح بالسباحة باستخدام جبيرة جبس تقليدية، لأنها قد تصبح طرية وتفقد متانتها عند البلل. ومع ذلك، إذا كنت تستخدم جبيرة مقاومة للماء مصنوعة من الألياف الزجاجية مع بطانة خاصة، فقد تتمكن من السباحة. ولكن يوصى دوماً باستشارة مقدم الرعاية الطبية قبل محاولة السباحة، حتى ولو كانت الجبيرة مقاومة للماء.
كلمة من موقع صحتك حول بلل الجبيرة
إلى جانب الإزعاج وانخفاض القدرة على الحركة والأوجاع التي تسببها الجبيرة، فإنها قد تكون مصدراً لوقوع مخاطر محتملة مثيرة للقلق، أبرزها تبلل الجبيرة، والعدوى، والتعفن، والتورم المفرط، والحكة، والتقرحات، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على شفاء الكسر والتئامه. يجب مراقبة الجبيرة عن كثب لرصد أي تغيرات طارئة، والاتصال بالطبيب أو بقسم الرعاية الفورية، لتفادي الوقوع في مخاطر محتملة قد لا تحمد عقباها.