توصلت عدة دراسات إلى وجود صلة بين الوشم والسرطان وخطر الإصابة به، ويبدو أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن الوشم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم على وجه الخصوص، وأنه قد يرتبط ببعض أنواع العدوى. نبين فيما يلي بعض الدراسات التي تناولت هذا الموضوع.
الوشم وخطر الإصابة بالعدوى
فحصت دراسة حديثة نُشرت في مجلات الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهرية 75 عينة من أحبار الوشم والمكياج الدائم المنتشرة بشكل شائع في الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدت أن 26 منها يحتوي على بكتيريا مسببة للعدوى، وشملت بكتيريا العنقودية البشروية التي قد تسبب مضاعفات حادة على الصحة، وبكتيريا البروبيونية العدية التي قد تسبب ظهور حب الشباب.
الوشم والسرطان.. سرطان الدم
بحثت دراسة أجريت من قبل جامعة لوند السويدية في العلاقة بين الوشم واحتمال الإصابة بسرطان الدم، تحديداً الأورام اللمفاوية. راجعت هذه الدراسة بيانات في السجل الوطني السويدي للسرطان، بعد أن تواصلوا مع مصابين بأورام لمفاوية بشأن رغبتهم بالمشاركة في الدراسة، وجندوا للدراسة من خلال ذلك 1398 شخصًا مصابًا بورم لمفاوي و4193 شخصًا غير مصاب.
توصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن 21% من المصابين بورم لمفاوي كان لديهم وشم، بينما كان 18% من غير المصابين بالورم لديهم وشم. وارتفعت احتمالية الإصابة بورم لمفاوي لمن كان لديه وشم بنسبة 81% بعد مرور سنتين من الوشم، ولكن احتمالية الإصابة انخفضت في الفترة بين 3 إلى 10 سنوات بعد الحصول على الوشم، لترتفع مجدداً بعد السنة الحادية عشرة بنسبة 19%. بالمجمل، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم وشم هم أكثر عرضة للإصابة بورم لمفاوي بنسبة 21% مقارنة بغيرهم.
هل حقاً هناك علاقة بين الوشم والسرطان ؟
لم يستطع الباحثون في الدراسة السابقة تحديد العامل الذي يؤدي بسببه الوشم إلى زيادة احتمال الإصابة بالسرطان، وإلى الآن لم يتم تحديد هذا العامل، ويرى خبراء آخرون أنه ربما هناك أسباب أخرى غير الوشم أدت إلى ارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الدم، مثل العدوى الفيروسية أو وجود نمط معين للحياة يرتبط بالرغبة في الحصول على الوشم.
ولهذا يقول الخبراء إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى ضرورة إجراء أبحاث مكثفة إضافية لتأكيد العلاقة بين الوشم والسرطان أو نفيها، إذ إن الأدلة الموجودة حالياً قد تشير إلى علاقة ولكنها لا تثبتها قطعاً، ولهذا لا يمكننا الجزم بأن الوشم يسبب السرطان، ولكن يجب علينا أن ندرك أن العلاقة قد تكون موجودة، وهذا مهم خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يملكون عوامل خطر أخرى للإصابة بالسرطان مثل التاريخ العائلي.