الضوء الأزرق هو نوع محدد من الضوء، ذو طول موجي قصير، ينبعث هذا النوع من الضوء من شاشة حاسوبك وجهازك المحمول وتلفزيونك ذي الشاشة المسطحة والعديد من الأجهزة الأخرى التي تحتوي على شاشات. وللمساعدة في تقليل الأضرار الناجمة عن الضوء الأزرق، تم طرح نظارات الحماية وعدسات الضوء الأزرق، وقد تساعد هذه النظارات في الحد من كمية الضوء الأزرق التي تتعرض لها عينيك كل يوم.
لماذا يشكل الضوء الأزرق خطراً على صحة العينين؟
الضوء الأزرق هو نوع من الضوء المرئي في الطيف الضوئي، وله طول موجي قصير نسبياً يتراوح بين 415 و455 نانومترا. ولهذا السبب، تحتوي أشعة الضوء الأزرق على طاقة أكبر من أنواع الضوء الأخرى. ولا ينتج الضوء الأزرق من مصادر صناعية فقط، فنحن نرى الضوء الأزرق بشكل طبيعي في كل مرة ننظر فيها إلى السماء الزرقاء.
ولمئات الآلاف من السنين كان البشر يتعرضون للضوء الأزرق خلال ساعات شروق الشمس. لذا، فإن أدمغتنا مدربة على تفسير الضوء الأزرق على أنه إشارة إلى اليقظة والنشاط، وإبقاء أجسامنا جاهزة للعمل. لهذا السبب يمكن أن يؤدي التعرض للضوء الأزرق من الجهاز إلى إرباك جسمك، ويمكن أن تختل دورة استيقاظك ونومك بسبب التعرض لمستويات عالية من التعرض للضوء الأزرق، على سبيل المثال، من مصدر صناعي (مثل هاتفك الذكي) في بيئة مظلمة. وإذا تعرضت للكثير من الضوء الأزرق أثناء النهار، فقد تصاب عيناك بالإرهاق. وجفاف العين هو أيضًا أحد الآثار الجانبية للتعرض الكثير من الضوء الأزرق، وقد تكون تستخدم أجهزتك لأكثر من 10 ساعات كل يوم، سواء في المنزل أو في العمل، لذلك يجب أن تكون على دراية تامة بهذه الأعراض.
لهذا ينصح باستخدام نظارات الحماية التي تهدف إلى تصفية الضوء الأزرق أثناء مرور موجات الضوء إلى عينيك، والفكرة هي أن هذا من شأنه أن يسمح لك باستخدام مصادر الضوء الأزرق، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية.
هل نظارات الحماية تحمي عينيك من أشعة الضوء الأزرق؟
لا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون في الوقت الحالي بنظارات خاصة لتصفية الضوء الأزرق لاستخدامها عند العمل مع أجهزة الحاسوب، لكن قد يتغير هذا في المستقبل. فقد فحصت دراسة أجريت عام 2023 بشكل شامل ما إذا كانت نظارات الحماية لها فوائد حقيقية، وخلصت تلك الدراسة إلى أنه قد لا تكون هناك مزايا قصيرة المدى لاستخدام العدسات المرشحة للضوء الأزرق لتقليل الإجهاد البصري عند استخدام الحاسوب، مقارنة بالعدسات غير المرشحة للضوء الأزرق، وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
وتوصلت مراجعة أجريت عام 2017 لثلاث تجارب سريرية إلى وجود أدلة ”ضعيفة“ لدعم استخدام النظارات التي تحجب الضوء الأزرق للحفاظ على صحة العين والوقاية من جفاف العين. ووجدت دراسة أخرى أجريت في عام 2017 أن ثلث المشاركين في الدراسة فقط قالوا إنهم استفادوا من استخدام النظارات ذات الطلاء الحاجب للضوء الأزرق على العدسة، وادعى هؤلاء المشاركون أن هذه النظارات قللت من الوهج وحسنت الرؤية لديهم خلال الوقت الذي كانوا ينظرون فيه إلى شاشاتهم.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه الدراسة الأخيرة تم تمويلها من قبل شركة Swiss Lens Laboratory Ltd لتجارة التجزئة للعدسات الحاصرة للضوء الأزرق، وهذا يمكن أن يشير إلى بعض التحيز في نتائج الدراسة بسبب التمويل الخاص مع وجود مصلحة خاصة في النتائج التي قد تؤدي إلى زيادة أرباح الشركة.
هل هناك أي نصائح تتعلق بنمط الحياة لتقليل التعرض للضوء الأزرق؟
ليس عليك شراء نظارات الحماية لتقليل تعرضك لضوء الأشعة الزرقاء، لكن كل ما عليك فعله هو حماية عينيك من إجهاد العينين وإرهاقهما من خلال اتباع بعض العادات الصديقة لصحة العين، بما في ذلك:
- خذ فترات راحة للعينين من الشاشات، ويمكنك القيام بذلك عن طريق المشي في الخارج أثناء النهار، وتجنب تفقد هاتفك أثناء هذه الاستراحات. يمكنك أيضًا الحصول على الفيتامين (د) أثناء قضاء بعض الوقت في الخارج والتواصل مع العالم الطبيعي، وكلاهما يمكن أن يقلل من الإجهاد.
- خفف الإضاءة في منزلك أو مكان عملك، وفكر في استخدام الضوء الأحمر بدلاً من لمبة LED كمصباح ليلي في غرفة نومك، فالضوء الأحمر أقل عرضة لتعطيل إيقاع ساعتك البيولوجية لأن الأطوال الموجية الحمراء أقصر.
- مارس هوايات لا تنطوي على استخدام شاشات، ويمكن أن يساعدك قضاء وقت خالٍ من الشاشات -ربما في القراءة أو الحياكة أو الخبز- في تقليل تعرضك للضوء الأزرق.
- ضع قاعدة عدم استخدام الشاشات في غرفة نومك، وابذل جهداً لتجنب الشاشات لمدة ساعتين إلى 3 ساعات قبل الخلود إلى النوم ليلاً.
- أنشئ مساحات خالية من الشاشات في منزلك، ويمكنك الرجوع إلى هذه الأماكن للحصول على استراحة مؤقتة من التعرض للضوء الأزرق.
- عالج أعراض جفاف العين، ويمكنك القيام بذلك باستخدام قطرات العين التي لا تستلزم وصفة طبية.
ما هي الآثار الجانبية للتعرض للضوء الأزرق؟
تشمل أعراض التأثر بالضوء الأزرق من الشاشات، أو ما يعرف باسم متلازمة رؤية الحاسوب ما يلي:
- إجهاد العين والإرهاق.
- جفاف العين.
- عدم وضوح الرؤية.
- الصداع.
ويمكن أن تؤدي الإشارات التي يرسلها الضوء الأزرق إلى دماغك أيضاً إلى تعطيل إنتاج جسمك لهرمون الميلاتونين الخاص بالنوم، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب الخلود إلى النوم والبقاء نائماً بعد استخدام أجهزتك ليلاً. وبعيداً عن جودة النوم، قد يؤدي اضطراب الميلاتونين إلى اختلال توازن الهرمونات في جسمك بالكامل، ويمكن أن يؤدي سوء جودة النوم أيضًا إلى تغيير الطريقة التي يشعر بها جسمك بالتوتر. عندما لا تحصل على نوم حركة العين السريعة، لا يتمكن عقلك من الاسترخاء التام.
علامات تستوجب مراجعة الطبيب
إذا كنت ممن يستخدمون الشاشات بشكل يومي في العمل أو الدراسة أو غيره، يجب أيضًا تحديد موعد مع طبيب العيون إذا كنت تعاني مما يلي:
- نوبات متكررة من إجهاد العين.
- إجهاد العين الذي يستمر لأيام.
- أعراض جفاف العين المتكررة لفترات طويلة ومتكررة.
- انخفاض جودة الرؤية لديك.
- عدم وضوح الرؤية.
الأسئلة الشائعة
ما هو الهدف الأساسي من استخدام نظارات الحماية ؟
تحتوي النظارات التي تحجب الضوء الأزرق على مرشحات في عدساتها تحجب أو تمتص الضوء الأزرق، وتمنع مرور الأشعة فوق البنفسجية في بعض الحالات. وهذا يعني أنك إذا كنت تستخدم هذه النظارات عند النظر إلى الشاشة، خاصةً بعد حلول الظلام، فيمكنها المساعدة في تقليل التعرض لموجات الضوء الأزرق التي يمكن أن تبقيك مستيقظاً بحسب بعض الدراسات.
هل يمكن استخدام نظارات الحماية بشكل يومي؟
ارتداء نظارات الضوء الأزرق ليس ضارًا لعينيك، لذا يمكنك ارتداؤها طوال اليوم إذا أردت، ولكنها قد لا تقضي على إجهاد العين الناجم عن استخدام الشاشات تمامًا.
نصيحة من موقع صحتك
فيما يتعلق باستخدام نظارات الحماية لا يزال الحكم النهائي بشأن قدرتها على تقليل تعرضك للضوء الأزرق والأعراض المرتبطة بالتعرض للضوء الأزرق غير واضح بشكل كبير. لكن الحد من التعرض للضوء الأزرق، واتباع عادات للعناية بعينيك بشكل أفضل، وأخذ فترات راحة من الشاشات يمكن أن تساعدك جميعها على تجنب جفاف العين وإجهاد العين الناجم عن التعرض للضوء الأزرق.
