يُعد النوم ضروريًا للصحة البدنية والعقلية، ولكن هناك ما يسمى بالنوم الزائد عن الحد، فبينما يقلق معظم الناس من عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، فإن الإفراط في النوم قد يؤدي أيضًا إلى الشعور بالنعاس والإرهاق وانخفاض مستويات الطاقة. نبين فيما يلي لماذا كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس بالإضافة إلى مشاكل أخرى قد تنشأ من الإفراط في النوم.
أولاً .. لماذا نحتاج إلى النوم؟
يؤدي النوم مجموعة متنوعة من الوظائف الجسدية والنفسية المهمة، بما في ذلك:
- التعلّم وتثبيت الذاكرة: يساعد النوم على التركيز، ويسمح للدماغ بتسجيل الذكريات وتنظيمها، وكلها أمور حيوية للتعلم.
- التنظيم العاطفي: يساعد النوم الأشخاص على تنظيم عواطفهم، وضبط التأثيرات الجسدية والنفسية للتوتر بشكل أفضل.
- اتخاذ القرارات: يؤثر النوم على قدرة الشخص على إدراك الخطر والتهديدات، ويدعم النوم الصحي الحكم السليم واتخاذ القرارات الجيدة والوظائف التنفيذية الأخرى.
- حل المشكلات: تُظهر الأبحاث أن النوم الجيد عند التفكير بحل مشكلة ما يحسّن فرصة الشخص في حلها.
- حفظ الطاقة: يسمح النوم بالحفاظ على الطاقة من خلال فترة من النشاط المنخفض.
- النمو والشفاء: يحفز النوم إفراز هرمون النمو الضروري لنمو أنسجة الجسم وإصلاح التلف.
- المناعة: يدعم النوم وظيفة المناعة، مما يسمح للجسم بمكافحة الأمراض والالتهابات.
لا تعني الفوائد المهمة للنوم أن المزيد من النوم يحقق المزيد من هذه الفوائد، فمن المعروف مثلاً أن كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس ولهذا يجب الاعتدال في كل الأمور.
كيف نحدد النوم الزائد إذاً؟
يختلف مقدار النوم المثالي حسب العمر ونمط الحياة والاحتياجات الفردية، فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يحتاج البالغون عادةً من 7 إلى 9 ساعات من النوم في الليلة الواحدة، ولهذا فقد يكون النوم باستمرار لأكثر من 9-10 ساعات مبالغاً فيه، وقد يسهم في الشعور بالإرهاق بدلاً من اليقظة والنشاط.
لماذا كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس ؟
توجد العديد من الأسباب التي تفسر سبب أن كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس ونبين هنا بعض هذه الأسباب:
تعطيل الساعة البيولوجية
يتبع جسمك ساعة داخلية طبيعية تنظم النوم واليقظة، وقد يؤدي الإفراط في النوم إلى إفساد هذه الدورة، مما يجعل من الصعب الاستيقاظ وأنت تشعر بالانتعاش، ولهذا فإن كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس.
القصور في النوم
قد يؤدي النوم لفترة أطول من اللازم إلى قصور في النوم، وهي حالة من النعاس والكسل تحدث عند الاستيقاظ من النوم العميق، وكلما طالت مدة نومك، زادت احتمالية الاستيقاظ في هذه الحالة من الارتباك.
تدني جودة النوم
لا يعني دائمًا المزيد من النوم نومًا أفضل، فإذا كنت تفرط في النوم، فقد يكون ذلك علامة على النوم المجزأ، بحيث تستيقظ بشكل متكرر أثناء الليل دون أن تدرك ذلك، وهذا يقلل من جودة الراحة ويجعلك تشعر بالإرهاق.
المشكلات الصحية الكامنة
يرتبط الإفراط في النوم بشكل متكرر أحيانًا بوجود مشكلات صحية مثل:
- اضطرابات النوم (مثل انقطاع التنفس أثناء النوم).
- الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- مرض السكري وأمراض القلب.
انخفاض النشاط البدني
قد يؤدي الإفراط في النوم إلى نمط حياة أقل حركة، مما يساهم بدوره في الشعور بالكسل وانخفاض الطاقة. تُضعِف قلة الحركة الدورة الدموية وتدفق الأكسجين، مما يجعلك تشعر بمزيد من التعب.
كيف تعرف أنك تنام أكثر من اللازم؟
في معظم الحالات، يحصل الأشخاص الذين يفرطون في النوم على تسع ساعات أو أكثر من النوم في الليلة، لعدة أسابيع متتالية، ويستيقظون مع ذلك وهم يشعرون بالتعب والإرهاق. فيما يلي بعض العلامات الأخرى المحتملة للإفراط في النوم:
- لا يوقظك صوت المنبه.
- تستيقظ على صوت المنبه، ولكنك تطفئه وتعود إلى النوم.
- تستيقظ من النوم ولكنك تشعر بكسل شديد ولا تستطيع النهوض من السرير.
- تستيقظ معظم الأيام وأنت تشعر بالصداع، وقد يكون هذا أحد أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم.
- تشعر بالنعاس بشكل مستمر، بغض النظر عن مقدار النوم الذي تحصل عليه.
- لا تشعر أبدًا بالانتعاش.
إذا استمرت هذه العلامات لأكثر من ستة إلى ثمانية أسابيع، ففكر باستشارة طبيب.
كيف تتوقف عن الإفراط في النوم؟
هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها للحد من فرط النوم وتأثيراته المحتملة:
- حدد وقتًا ثابتًا للاستيقاظ والتزم به: قد تشعر بالرغبة في متابعة النوم عندما تستيقظ، ولكن إن حصلت بالفعل على 7 أو 8 ساعات من النوم، فلن تستفيد من ساعة أو ساعتين إضافيتين.
- ضع المنبه بعيداً عنك: احرص على وضع المنبه بعيداً عنك بحيث تضطر إلى النهوض من السرير لإيقافه، فقد يشجعك هذا على عدم العودة إلى النوم.
- امنح نفسك سببًا للاستيقاظ: قد يوفر لك موعدٌ صباحي أو موعد لتناول الإفطار مع صديق الحافز الذي تحتاجه للنهوض من السرير.
- البداية: بمجرد استيقاظك، اذهب مباشرة إلى الحمام واغسل وجهك ونظف أسنانك، فقد تجد بعدها نفسك أنك مستيقظ بما يكفي لمواصلة نشاطك.
- ترتيب السرير: رتب سريرك بمجرد استيقاظك، فقد يثنيك ذلك عن العودة إلى النوم.
- ممارسة الأنشطة البدنية: مارس الرياضة مباشرة بعد استيقاظك من النوم، وحاول أن تقوم ذلك خارج البيت إن كان ذلك ممكناً لأن التعرض للضوء في الصباح يزيد من نشاطك ويقظتك.
- استعن بمَن حولك: قد يكون الأشخاص الذين تعيش معهم مترددين في إيقاظك، ولهذا استعن بهم وقل لهم أنك ترغب في الاستيقاظ غداً في وقت محدد.
- اشرب القهوة: قد يكون الاستخدام الاستراتيجي للكافيين وسيلة مهمة إن كان ذلك متاحاً لك، وافعل ذلك خارج البيت أيضاً للتعرض إلى المزيد من الضوء.
الأسئلة الشائعة
لماذا أشعر بتعب أكثر عندما أنام لفترة أطول من المعتاد؟
كثرة النوم تزيد الشعور بالنعاس وقد يسبب ذلك اضطراب إيقاع ساعتك البيولوجية، ويؤدي إلى الشعور بالقصور في النوم، وقد يشير أيضًا إلى ضعف جودة النوم أو مشاكل صحية كامنة مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الاكتئاب. حتى لو كنت تنام لفترة أطول، فقد لا يمنحك ذلك نشاطاً وحيوية، مما يجعلك تشعر بالإرهاق.
كيف يمكنني معرفة مقدار النوم المناسب لي؟
تختلف مدة النوم المثالية من شخص لآخر، ولكن بشكل عام؛ يحتاج البالغون عادةً من 7 إلى 9 ساعات في الليلة الواحدة. لتحديد الوقت الأمثل لك، احرص على تحديد وقت نوم واستيقاظ ثابت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. تتبع ما تشعر به طوال اليوم، فإذا كنت ما تزال متعباً على الرغم من حصولك على قسط كافٍ من النوم، تأكد من عدم وجود مشاكل مثل النوم المتقطع أو مشاكل صحية أخرى تؤثر في جودة النوم. كما يمكن أن تساعد عادات النوم الجيدة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحد من القيلولة في تحسين مستويات الراحة والطاقة لديك.
نصيحة من موقع صحتك
التزم بجدول نوم ثابت، واحرص على أن تنام من 7 إلى 9 ساعات ليلاً مع التركيز على جودة النوم بالحفاظ على غرفة نومك باردة ومظلمة وهادئة. تجنب القيلولة الطويلة أثناء النهار، وحافظ على نشاطك البدني. إذا كنت ما تزال تشعر بالتعب على الرغم من حصولك على قسط كافٍ من النوم، أو كنت تفرط في النوم، فينصح باستشارة طبيب لاستبعاد الحالات الصحية الكامنة المحتملة.