إذا كنت تتجنب شرب الماء المالح فهناك سبب وجيه لذلك، وهو أنه قد يزيد من احتمالية الإصابة ببعض المشاكل الصحية، أبرزها ارتفاع ضغط الدم. في المقابل، فإن استخدام الماء المالح في روتين العناية للبشرة قد يجلب معه فوائد علاجية وشفائية طبيعية عرفت منذ القدم، دعونا نكتشف هذه الفوائد الواحدة تلو الأخرى، ولكن قبل أن نستعرض هذه الفوائد لا بد أن نعرف ما المقصود بالماء المالح.
تعريف الماء المالح
الماء المالح هو مزيج من الماء والملح، ويتميز بأنه يحتوي على نسبة مرتفعة من المعادن الطبيعية مثل الصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكلور والكبريت وغيرها من المعادن، التي تملك قدرات علاجية وشفائية. يوجد الماء المالح بشكل طبيعي في البحار والمحيطات وبعض البحيرات، كما يمكن تحضير الماء المالح في المنزل بإضافة الملح إلى الماء.
فوائد الماء المالح للبشرة
1. يقشر البشرة
يعمل مقشرًا ميكانيكيًا لطيفًا للبشرة، فهو يساعد على فتح مسامات الجلد، وعلى إزالة الخلايا الميتة والأوساخ والزيوت المتراكمة في الطبقة العليا من الجلد، والتي قد تكون سببا في إثارة بعض أنواع حب الشباب. إذا كنت تعاني من الحبوب السوداء فينصح بعدم فرك البشرة. عدا هذا، فإن الماء المالح قد لا يناسب جميع أنواع البشرة، خاصة في المناطق الأكثر حساسية كالوجه مثلا.
2. قد يساعد في علاج حب الشباب
إلى جانب الخصائص الكاشطة للماء المالح التي تفيد في فتح المسامات وطرد الخلايا الميتة في البشرة، فهو يملك خصائص مضادة للميكروبات الضارة، وهذا ما يجعله مناسبا لعلاج حب الشباب والتقليل من ظهوره، وبالتالي الحصول على بشرة أكثر إشراقا ونعومة. إذا كانت البشرة محمرة وملتهبة بسبب حب الشباب؛ فينصح بتجنب استعمال الماء المالح لأنه يزيد الطين بلة.
3. قد يساعد في علاج بعض حالات الجلد الالتهابية
يحتوي ماء البحر المالح على باقة جيدة من العناصر المعدنية، أبرزها المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم والزنك والكروم والفانديوم، ما يجعل الماء المالح مفيدا لمن يعانون من الإكزيما والتهاب الجلد التأتبي. وفي هذا الإطار، وجدت بعض البحوث أن استعمال مياه البحر العميقة يساهم في تحسين الأعراض مثل الحكة والالتهاب والتورم وتشقق الجلد وجفافه. أيضا، يساعد مزيج المعادن الموجود في الماء المالح في تلطيف جفاف البشرة، وفي استعادة توازن المعادن الأساسية، وفي التقليل من نسب المعادن السامة مثل الزئبق والرصاص.
4. يقلل من التفاعلات الجلدية التحسسية
أظهرت البحوث أن مياه البحر المالحة قد تخفف من وطأة ردود الفعل التحسسية في الجلد من خلال تقليل نسبة الأجسام المضادة التي تعرف باسم الغلوبيلونات المناعية IgE، المسؤولة عن تلك الردود. وجدت دراسة أجريت على الكائنات الحية، أن مياه البحر المالحة قد تساعد على تثبيط استجابة الغلوبولينات المناعية ومادة الهيستامين ومركبات السيتوكين المسببة للالتهابات التي يمكنها أن تسبب ردود فعل تحسسية.
5. قد يساعد في علاج الصدفية
يمكن للاستحمام في المياه المالحة الطبيعية كمياه البحر الميت أو الاستحمام في حوض الحمام في المنزل بعد إضافة أملاح البحر إليه، أن يساعد في علاج الأشخاص المصابين بالصدفية اللويحية. وعلى الرغم من عدم وجود مبرر واضح يفسر فائدة الماء المالح في هذه الحالات، فإن مناصري هذا العلاج يعتقدون أن الاستحمام في الماء المالح الدافئ يصيب ثلاثة أهداف، الأول أنه يعمل على توسيع الأوعية الدموية في الجلد، والثاني أنه يحرض على إطلاق عقال مركبات بيتا أندورفين وأنكيفالين التي تساعد على حجب الشعور بالألم، والثالث تثبيط جهاز المناعة في الجلد.
أما عن فوائد المعادن الموجودة في الماء المالح لمرضى الصدفية فهي تساهم في قتل البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، في حين أن الكبريت يقوم بتكسير اللويحات الصدفية، أما المغنيسيوم فيقلل من المواد الغريبة التي تعمل على تحفيز الاستجابة المناعة.
6. قد يزيد من مستوى المغنيسيوم في الجسم
المغنسيوم مهم جدا للصحة العامة وخاصة للبشرة، ويعمل المغنسيوم على إصلاح وتجديد خلايا البشرة ويدعم وظائفها، كما يساهم في تنشيط الفيتامين د الذي يتم تصنيعه بشكل أساسي في الجلد. هناك معطيات تفيد بأن استعمال المغنسيوم موضعيا قد يساعد في تخفيف التهابات الجلد.
هل يمكن أن يؤثر الماء المالح سلبا على البشرة؟
كما هو الحال مع أي شيء مفيد؛ فإن استعماله بشكل مفرط قد يكون مضرا، فاستعماله بشكل مفرط قد يعرّض البشرة إلى سلسلة من الأعراض غير المستحبة مثل الاحمرار والتهيج والجفاف، خاصة عند أولئك الذين يعانون من الحساسية وبعض المشاكل الجلدية، لهذا يجب اتخاذ الاحتياطات الضرورية لحماية البشرة.
كيف يمكن استخدام الماء المالح للبشرة؟
إذا قررت أن تُدخله في روتين العناية بالبشرة، فإن السبيل الأسلم هو استشارة مختص الجلدية قبل الإقدام على هذه الخطوة للتأكد من أنه مفيد لبشرتك. في شكل عام، ينصح بالخطوات التالية عند استخدام الماء للعناية بالبشرة:
- ابدأ بوضع الماء المالح على البشرة مرة أو مرتين في الأسبوع لمعرفة كيفية تفاعل الجلد معه.
- إذا تسبب الماء المالح في جفاف أو تهيج الجلد فإنه يجب التوقف عن استعماله في الحال.
- يفضل اختيار ملح البحر بدل ملح الطعام لأنه أكثر ثراء بالعناصر المعدنية المفيدة.
- يفضل استعمال الماء المالح المحضر من حبيبات ملح ناعمة عوضا عن الملح الخشن لوضعها على الوجه.
- ينصح بوضع كمية صغيرة من الماء المالح على قطعة من القطن ومن ثم يتم مسح بشرة الوجه بلطف شديد، ولكن من دون اللجوء إلى الفرك.
- يترك الماء المالح لبعض الوقت يجري بعدها شطف البشرة بالماء. تجفف البشرة جيدا ومن ثم يتم وضع كريم مناسب للترطيب.
كيفية تحضير الماء المالح
يحضر باتباع الخطوات التالية:
- اغْل مقدار كوبين من الماء.
- أضف ملعقة كبيرة من ملح البحر.
- ارفع المزيج عن النار واتركه جانبا حتى يبرد.
- احفظ المزيج في درجة حرارة الغرفة واستعمله عند اللزوم.
الاحتياطات اللازمة عند استعمال الماء المالح كمقشر للبشرة
توصي الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية باتخاذ الاحتياطات التالية:
- يجب توخي الحذر من استخدام منتجات أخرى قد تزيد من حساسية البشرة مثل منتجات الريتينول أو البنزويل بيروكسيد.
- يجب توخي الحذر من استعمال الماء المالح كمقشر في حالات البشرة الجافة أو الحساسة أو المصابة بحب الشباب.
- يجب توخي الحذر من التقشير الميكانيكي بالماء المالح لأنه قد يترك وراءه بقعا داكنة على البشرة.
- يجب تفادي استعمال الماء المالح كمقشر في المناطق المصابة بحروق الشمس أو المناطق المتشققة.
- ينصح بوضع مرطب للبشرة مباشرة بعد التقشير.
- يجب عدم الإفراط في استعمال الماء المالح لتقشير البشرة، مع ضرورة التوقف عنه في حال طهور بوادر تشير من قريب أو من بعيد إلى تهيج البشرة.
كلمة أخيرة من موقع صحتك
تتعرض بشرة الجلد يوميا إلى وابل من المهيحات والملوثات ومسببات الحساسية والأمراض والأشعة الشمسية فوق البنفسجية، وكل هذه العوامل قد تلحق الضرر بالبشرة، فتغير من لونها ورونقها وملمسها وترطيبها، وقد تجعلها أكثر تعرضا إلى الإصابة ببعض الأمراض.
ما الحل؟ قد يكون الماء المالح أحد الحلول، وعلى الرغم من قلة الأدلة العلمية المتوفرة التي تدعم استخدامه في روتين العناية بالبشرة، فإن هناك معطيات تحتاج إلى المزيد من البحث، تشير إلى أنه يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا، وخصائص مطهرة، وخصائص مقشرة، وخصائص مهدئة، قد تكون مفيدة في جعل البشرة أجمل مظهرا وأكثر صحة، مع الأخذ في عين الاعتبار أن هذا الأمر قد لا ينطبق على كل الناس، خاصة أصحاب البشرة الجافة أو الحساسة، الذين قد يكون وضعه على بشرتهم قاسيا للغاية. إذا ظهرت على البشرة أي علامات تهيج مثل الحكة والجفاف والتقشر والاحمرار، فعليك أن تضرب موعدا عاجلا مع الطبيب المختص في الأمراض الجلدية.