حليب اللوز واحد من أكثر البدائل النباتية شيوعًا لحليب البقر التقليدي، ويُستخلص هذا الحليب من اللوز المطحون والممزوج بالماء، ويُعرف بطعمه الخفيف وقيمته الغذائية العالية. يجذب حليب اللوز اهتمام الكثيرين لما يُشاع عن فوائده صحية. ومع ذلك، لا يخلو الأمر من بعض التحذيرات، فقد يحمل حليب اللوز بعض الأضرار التي يجب الانتباه لها. في هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل أبرز الفوائد الصحية لحليب اللوز إلى جانب الأضرار المحتملة المرتبطة به.
الفوائد الصحية لحليب اللوز
يتمتع حليب اللوز بفوائد صحية عديدة، مثل احتوائه على نسب منخفضة من السعرات الحرارية وخلوه من اللاكتوز، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى الحساسية، أو من يعانون من مشاكل في الهضم وعدم تحمل سكر الحليب.
يتميز حليب اللوز بملف غذائي متنوع
يحتوي حليب اللوز على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة للصحة. يُعد النوع غير المُنكَّه شراباً منخفض السعرات الحرارية نسبيًا مقارنةً بحليب الأبقار أو معظم بدائل الحليب النباتية الأخرى. تشمل العناصر الغذائية في حصة 100 غرام من حليب اللوز العادي غير المُحلى على التالي:
- السعرات الحرارية: 15
- الكربوهيدرات: 0.3 غرام
- الألياف: 0.3 غرام
- السكر: 0 غرام
- البروتينات: 0.6 غرام
- الدهون: 1.2 غرام
- الفيتامين أ: 6٪ من القيمة اليومية
- الفيتامين هـ: 22٪ من القيمة اليومية
- الفيتامين د: 9٪ من القيمة اليومية
- البوتاسيوم: 1٪ من القيمة اليومية
- الكالسيوم: 17٪ من القيمة اليومية
- الفوسفور: 4٪ من القيمة اليومية
بما أن حليب اللوز يُستخدم غالبًا كبديل لحليب الأبقار، فإن معظم الشركات المصنعة تُضيف الفيتامينات والمعادن إلى المنتج النهائي حتى لا يُفوّت مُستهلكو منتجات الألبان هذه العناصر الغذائية القيّمة.
يدعم التحكم في الوزن
عندما يتعلق الأمر في التحكم في الوزن فإن احتساب السعرات الحرارية هي الطريقة الأمثل، وقد يكون التبديل البسيط من الأطعمة العالية السعرات الحرارية إلى أطعمة منخفضة السعرات الحرارية طريقة فعالة لتقليل استهلاك السعرات الحرارية والتحكم بالوزن. يُعد حليب اللوز مشروبًا منخفض السعرات الحرارية، يوفر حليب اللوز 39 سعرة حرارية فقط في الكوب الواحد، وهذا يعني أنه لا يسبب زيادة الوزن مثل المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية، كما أنه غني بالعناصر الغذائية مقارنةً بمحتواه من السعرات الحرارية.
منخفض الكربوهيدرات
تُعدّ أنواع حليب اللوز غير المُحلاة منخفضة الكربوهيدرات بطبيعتها. تحتوي حصة 100 غرام من حليب اللوز على ما يقارب 0.3 غرام من الكربوهيدرات، معظمها ألياف غذائية. وبالمقارنة، تحتوي نفس الكمية من حليب الألبان على حوالي 4.6 غرامات من الكربوهيدرات على شكل لاكتوز، وهو نوع من السكر الطبيعي. قد تُسهّل الخيارات منخفضة الكربوهيدرات، مثل حليب اللوز غير المُحلى، ضبط مستويات السكر في الدم.
مصدر ممتاز للفيتامين E
من الفوائد الصحية لحليب اللوز أنه مصدر ممتاز للفيتامين E، ويحتوي بشكل طبيعي على 22% من الكمية اليومية الموصى بها من الفيتامين E في حصة 100 غرام. يعد الفيتامين E مضاد أكسدة قويًا قد يُحارب الالتهابات والتوتر في الجسم. تُزيل مضادات الأكسدة الجزيئات الزائدة، المعروفة باسم الجذور الحرة، والتي قد تُسبب تلفًا لخلايا الجسم. قد تُساهم هذه الجذور الحرة في التوتر والالتهابات وتطور الأمراض.
خالٍ من اللاكتوز بشكل طبيعي
من الفوائد الصحية لحليب اللوز أنه خالٍ من اللاكتوز بشكل طبيعي، مما يجعله بديلاً رائعًا للأشخاص الذين قد يعانون من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب). عدم تحمل اللاكتوز هو حالة يصعب فيها هضم اللاكتوز، وهو سكر موجود في حليب الأبقار. وتشير التقديرات إلى أنه يصيب 65-70% من سكان العالم البالغين وربما أكثر من ذلك في شرق آسيا، وأقل من ذلك في أوروبا وأمريكا. نظرًا لأن الكثير من الناس يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، فإن البدائل النباتية، مثل حليب اللوز الخالي من اللاكتوز بشكل طبيعي، تسمح لهم بالاستمتاع بأمان بالأطعمة التي قد تحتوي على منتجات الألبان.
مناسب لمن يعانون من حساسية الحليب
بما أن حليب اللوز نباتي، فهو بطبيعته خالٍ من منتجات الألبان، مما يجعله مناسبًا للنباتيين تمامًا، وهو مناسب لمعظم الأشخاص الذين يرغبون أو يحتاجون إلى الحد من منتجات الألبان. ومع ذلك، فهو ليس خيارًا آمنًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية المكسرات. كما أن حليب اللوز مناسب لمن يعانون من حساسية الحليب لأنه لا يحتوي على سكر الحليب والبروتينات التي تسبب حساسية الحليب. يعاني ما بين 0.5% و3.5% من الأفراد من حساسية الطعام هذه.
منخفض الفوسفور مع كمية معتدلة من البوتاسيوم
من الفوائد الصحية لحليب اللوز أنه منخفض الفوسفور مع كمية معتدلة من البوتاسيوم، مما يجعله خياراً مناسباً لمرضى الكلى. فغالبًا ما يتجنب مرضى الكلى المزمنة (CKD) الحليب نظرًا لمستوياته العالية من الفوسفور والبوتاسيوم. ويرجع ذلك إلى أنه عندما لا تتمكن الكلى من التخلص من هذه العناصر بشكل صحيح، يزداد خطر تراكمها في الدم. يحتوي حليب الألبان على 101 ملغ من الفوسفور و150 ملغ من البوتاسيوم لكل 100 غرام منه، بينما تحتوي الكمية نفسها من حليب اللوز على 30 ملغ فقط من الفوسفور و60 ملغ من البوتاسيوم. ولكن إذا كنت تعاني من مرض كلوي، فقد تختلف احتياجاتك وحدودك الفردية حسب مرحلة المرض ومستويات البوتاسيوم والفوسفور الحالية في الدم.
يُعزز صحة البشرة
من الفوائد الصحية لحليب اللوز أنه يساهم في تحسين البشرة وتنقيتها من حَبّ الشباب، فهو مصدر ممتاز للفيتامين E. والفيتامين E هو مُضاد أكسدة قوي قد يُساعد في التخلص من الجذور الحرة المُدمرة للخلايا في الجسم، والتي قد تُلحق الضرر ببشرتك.
يدعم صحة القلب
بما أن حليب اللوز غذاء نباتي فإدراجه في نظامك الغذائي قد يساعدك على زيادة تناولك للأطعمة النباتية، مما قد يساعد في الحفاظ على صحة قلبك، وهي إحدى الفوائد الصحية لحليب اللوز. يرتبط تناول المكسرات بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. ويعود ذلك جزئيًا إلى غناها بالدهون الصحية. يحتوي حليب اللوز على 1% زيت من حيث الوزن، وحوالي 90% منها دهون غير مشبَعة. قامت دراسة أُجريت عام 2021 لـ 27 تجربة شملت 1154 مشاركًا بتقييم آثار اللوز على مستوى الدهون. ووجد الباحثون أن تناول اللوز يُخفّض بشكل ملحوظ مستوى الدهون الثلاثية، والكوليسترول، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (المعروفة بالكوليسترول السيئ).
بعض الأضرار المحتملة لحليب اللوز
مع أن حليب اللوز له فوائد عديدة، فإن له بعض الأضرار أو القيود التي يجب الانتباه لها.
يفتقر إلى البروتينات
يوفر حليب اللوز غرامًا واحدًا فقط من البروتينات لكل كوب (240 مل)، بينما يوفر حليب البقر وحليب الصويا 8 و7 غرامات. البروتينات ضرورية للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك نمو العضلات، وبنية الجلد والعظام، وإنتاج الإنزيمات والهرمونات.
غير مناسب للرضع
يجب على الأطفال دون سنّ عام واحد عدم شرب حليب البقر أو الحليب النباتي لأنه قد يعوق امتصاص الحديد. يُنصح بالرضاعة الطبيعية أو استخدام حليب الأطفال الصناعي حصريًا حتى عمر 4-6 أشهر، عندها يُمكن إدخال الأطعمة الصلبة. يوفر حليب اللوز 39 سعرة حرارية فقط، و3 غرامات من الدهون، وغرامًا واحدًا من البروتينات لكل كوب (240 مل)، وهذه الكمية غير كافية لنمو الرضيع وتطوره.
قد يحتوي على إضافات
قد يحتوي حليب اللوز المُصنّع على العديد من الإضافات، مثل السكر والملح والصمغ والنكهات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من أنواع حليب اللوز المُنكّه والمُحلّى على نسبة عالية من السكر. قد يزيد تناول الكثير من السكر من خطر زيادة الوزن وتسوس الأسنان وأمراض مزمنة أخرى. لتجنب ذلك، اختر حليب اللوز غير المحلى وغير المنكَّه.
لتجنب الإضافات يمكنك تحضير حليب اللوز في المنزل
- لتحضير كوبين (473 مل) من حليب اللوز في المنزل، تحتاج إلى مكونَّين فقط: اللوز والماء. ستحتاج أيضًا إلى كيس حليب اللوز وخلاط.
- أولًا، انقع نصف كوب (65 غرامًا) من اللوز النيء طوال الليل. في الخلاط، أضف اللوز المنقوع مع كوبَين (473 مل) من الماء واخلط حتى يصبح المزيج حليبيًا وكريميًا.
- اسكب المزيج في كيس حليب اللوز وصفّه فوق إبريق أو وعاء كبير. اعصر أي رطوبة زائدة حتى ينفصل معظم الحليب عن اللب.
يمكنك زيادة كثافة حليب اللوز أو تخفيفه عن طريق تعديل كمية الماء، ويمكن حفظ الحليب لمدة تصل إلى 5 أيام في الثلاجة.
الأسئلة الشائعة
هل من المفيد شرب حليب اللوز يوميًا؟
شرب حليب اللوز يوميًا مفيد لمعظم الناس، خاصةً إذا كان مدعمًا بالفيتامينات والمعادن. مع ذلك، يجب الانتباه للسكريات المضافة.
هل لحليب اللوز أضرار؟
من عيوب حليب اللوز أنه قد لا يكون مناسبًا لمن يعانون من حساسية المكسرات، وربما يحتوي على سكريات مضافة، ويفتقر إلى الكالسيوم والفيتامين د ما لم يُدعّم.
هل حليب اللوز صحي أكثر من الحليب العادي؟
حليب اللوز أقل سعرات حرارية ودهونًا مشبَعة من حليب البقر، ولكنه غالبًا ما يفتقر إلى البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية ما لم يُدعّم. يعتمد الاختيار على الاحتياجات الغذائية والتفضيلات الشخصية.
نصيحة من موقع صحتك
بسبب الفوائد الصحية لحليب اللوز يبقى خيارًا غذائيًا ممتازًا للكثيرين، خاصة لمن يبحثون عن بديل نباتي صحي وخفيف. ومع ذلك، من المهم استهلاكه باعتدال واختياره بعناية، ويفضَّل قراءة المكونات على العبوة لتجنب الإضافات الضارة مثل السكر الزائد أو المواد الحافظة. كما يُستحسن استشارة أخصائي تغذية قبل إدراجه بشكل دائم في النظام الغذائي.
