صحــــتك

هل الأغذية الغنية بالتوابل أو ذات الطعم الحار مضرة بالصحة؟

الصورة
أنور نعمة
تدقيق طبي

يستمتع كثير من الناس بتناول الأغذية الغنية بالتوابل أو الأطعمة الحارة، ويتباهى بعضهم أمام الآخرين بأنه يتحمل أشد الأطعمة حرًا. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة على تطبيق تيك توك انتشار مباريات تحدي "الرقاقة الواحدة" one chip challenge المصنوعة من أشد أنواع الفلفل الحار، فكانت النتيجة أن انتهى المطاف ببعض المراهقين إلى قسم الطوارئ في المستشفى لأسباب منها الصداع الرعدي وانقباض أوعية الدماغ و وتمزق المريء.

ويدّعى البعض أن الأغذية الغنية بالتوابل مفيدة، في حين أن آخرين يقولون إنها مضرة الصحة؟ فما الصواب؟ تعالوا نستشف بعض المعلومات المفيدة حول هذا الموضوع.

الأغذية الغنية بالتوابل

الأغذية الغنية بالتوابل أو الأطعمة الحارة spicy foods هي الأغذية التي تحتوي على توابل مثل الفلفل الحار والبابريك والكركم وغيرها، وتضفي هذه التوابل على الطعام نكهة فريدة من نوعها بسبب احتوائها على مركبات كيميائية تعرف باسم الكابسيسينويدات، المسؤولة عن الطعم الحار في الفم.

لقد أصبح تناول الأطعمة الحارة موضة رائجة في هذه الأيام، خاصة مع ازدهار سوق الصلصات وانتشار مباريات التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي

ما الذي يحدث عند تناول الأغذية الغنية بالتوابل أو الأطعمة الحارة؟

عند تناول الفلفل الحار أو الأغذية الغنية بالتوابل فإن مركب الكابسيسين الموجود فيها يرتبط بمسقبلات براعم التذوق في الفم المسؤولة عن استشعار درجة الحرارة، فيتلقى الدماغ إشارات لتنشيط عملية التحكم بدرجة حرارة الجسم، فيحاول الأخير تبريد نفسه بشكل طبيعي استجابة لارتفاع درجة الحرارة (مع أنه لا يوجد ارتفاع فعلي في حرارة الجسم)، فتكون النتيجة وقوع سلسلة من الأعراض الفاضحة مثل الحرقة في اللسان، والشعور بالعطش، والتعرق، وتراكم المخاط في الفم، وسيلان الأنف، ودمع العينين، وقد يعاني البعض من الغثيان والمغص والتقيؤ والإسهال، وإذا كان الطعام يحتوي على جرعات عالية من الكابسيسين فقد تحدث مضاعفات أكثر خطورة مثل ضيق التنفس، وتمزق المريء، وردود فعل تحسسية، وألم في الصدر، والخفقان، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.

هل للأطعمة الحارة أو الأغذية الغنية بالتوابل فوائد صحية؟

تتباين الأبحاث حول فوائد الأطعمة الحارة، يقول مناصرو هذه الأطعمة إنه بمرور الوقت يمكن الحصول على الفوائد الصحية التالية:

  • قد تطيل العمر

أظهرت البحوث أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الحارة بانتظام، أي بشكل يومي تقريبًا، كان خطر الوفاة لديهم أقل بنسبة 14 بالمئة، مقارنة بأقرانهم الذين يستهلكون تلك الأطعمة أقل من مرة واحدة في الأسبوع.

  • تساعد على إنقاص الوزن

يعمل مركب الكابسيسين الموجود في الأكل الحار على كبح الشهية وتعزيز قدرة الجسم على تكسير الدهون وحرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء الراحة وخلال ممارسة النشاط البدني، ما يشجع على فقدان الوزن.

  • تحسن من صحة القلب

كشفت الدراسات أن الأطعمة الحارة تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع التوتر الشرياني والداء السكري وارتفاع الكوليسترول الضار، وهي عوامل ثلاثة متورطة في إثارة الأمراض القلبية الوعائية.

  • تخفف من احتقان الأنف

إذا كنت تعاني من احتقان الأنف بسبب نزلة برد أو الحساسية فإن حليفك للتخلص من هذا الاحتقان قد تجده في الأكل الحار الذي يعمل على تحفيز العصب الثلاثي التوائم الذي يغذي الأنف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة إفراز المخاط وبالتالي إلى سيلان الأنف الذي يخفف من الاحتقان.

  • تفيد صحة المعدة

أظهرت الأبحاث أن الكابسيسين يثبط إنتاج أحماض المعدة، ما يساعد على الوقاية من القرحة المعدية.

  • تعزز من ميكروبيوم الأمعاء

هناك أدلة تفيد بأن مركب الكابسيسين قد يكون مفيدًا لميكروبيوم الأمعاء عن طريق زيادة جحافل البكتيريا الجيدة النافعة للصحة على حساب البكتيريا الضارة التي تسبب المرض. قد تسبب الأطعمة الحارة إزعاجا لمن يعانون من المعدة الحساسة، إلا أن تناولها باعتدال لا يضرهم، وقد تكون مفيدة لصحة أمعائهم.

  • تحارب الالتهاب

تملك الأطعمة الحارة خصائص مضادة للالتهاب، ما يساعد في تخفيف المعاناة من الأمراض المرتبطة بالالتهابات.

  • تساعد في إدارة الألم

يعد الكابسيسين مكونا رئيسيا في بعض الأدوية واللصقات والكريمات المسكنة للألم التي تستخدم في علاج الكثير من الحالات الطبية خاصة آلام المفاصل والعضلات.

  • تساعد على قتل الخلايا السرطانية

أشارت دراسات عديدة أن الكابسيسين قد يساعد على تثبيط نمو وانتشار الخلايا السرطانية لدى الأشخاص المصابين بسرطان القولون والكبد والرئة والبانكرياس، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك.

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة

بشكل عام؛ يمكن القول إن الأطعمة الحارة آمنة عند استهلاكها باعتدال، أما إذا تم تناولها بإفراط فقد تسبب أعراضا مزعجة مثل الألم والحرقة في المعدة، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وتكون هذه الأعراض أكثر حدة وشدة عن الأشخاص المصابين بحالات طبية كامنة مثل:

  • قرحة المعدة.
  • الارتجاع المعدي المريئي.
  • أمراض المرارة.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • التهاب القولون التقرحي.
  • الداء الزلاقي.
  • داء كرون.
  • الشقوق الشرجية. 

سؤال وجواب

  • هل الأغذية الغنية بالتوابل جدا خطيرة؟

بشكل عام؛ تناول الأطعمة الحارة باعتدال لا ينطوي على مخاطر على المدى الطويل، وقد سجل مركز السموم في العاصمة الأميركية حالات إصابة بصعوبة الهضم وردود فعل تحسسية ومضاعفات أكثر خطورة مثل تمزق المريء وألم الصدر وخفقان القلب ونوبات قلبية ودماغية. كما سجلت حالة وفاة لدى مشاركين في مباريات تحدي تناول رقاقات الذرة المتبلة بفلفل "كارولينا ريبر" وفلفل "ناغا فايبر"، وهما من أكثر أنواع الفلفل حرقة، إلا أن  هذه الحالات تبقى فردية وتم ربطها بتناول جرعات عالية جدا من الكابسيسين.

  • هل الأغذية الغنية بالتوابل تسبب القرحة المعدية؟

تفيد المعطيات المتوفرة في الأوساط العلمية أن الأطعمة الحارة لا تسبب القرحة المعدية، بل قد تساعد في علاجها، ويرجع السبب إلى أن الكابسيسين يثبط انتاج حمض المعدة المتهم بأنه وراء حدوث القرحة. في الواقع، إن الكابسيسين يقي من تطور حدوث القرحة.

  • هل الأغذية الغنية بالتوابل تسبب البواسير؟

كشفت دراسة أجريت عام 2008 على أشخاص يعاني أفرادها من الشق الشرجي، تناول هؤلاء دواء وهميا لمدة أسبوع، وفي الأسبوع التالي تناولوا كبسولات تحتوي على فلفل حار، وبعد متابعة أعراض الشق الشرجي لديهم طوال فترة الدراسة، سجل 81 بالمئة من المشاركين تحسنا في الأعراض بعد تناول الدواء الوهمي.

كلمة أخيرة من موقع صحتك

إذا كانت الأغذية الغنية بالتوابل تثير اهتمامك فلا ضير أن تكون جزءا من نظامك الغذائي، فعلى الرغم من أنها تثير بعض الأعراض العابرة غير المريحة مثل لذع اللسان والحرقان والتعرق واحمرار الوجه، لكن من المرجح أن تناولها قد يُحدث فرقا يتجاوز الأعراض السالفة الذكر، فهناك أدلة تفيد أن الأطعمة الحارة تطيل العمر، وتخفض الوزن، وتعزز من صحة القلب والأوعية الدموية، وتحسن من صحة جهاز الهضم، وتقلل من الالتهاب، وتساعد على قتل الخلايا السرطانية، وربما الحصول على فوائد أخرى.

ليس ضروريا أن تكثر من الأطعمة الحارة لتحصل على فوائدها، فتناولها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن ومتنوع يجب أن يكون هو الهدف، لأن أي إفراط في استهلاكها سيجلب لك مشاكل أنت في غنى عنها، وصدق من قال إن كل شيء زاد عن حده انقلب ضده.

آخر تعديل بتاريخ
05 مايو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.