تتميز الرياضة الصباحية بالعديد من الفوائد، مثل تعزيز النشاط وتحسين الحالة النفسية. ومن المعروف أن النشاط البدني المنتظم يساعد على تقليل خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يساعد النشاط البدني المنتظم في إدارة الوزن الصحي بين البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وفي حين أن النشاط البدني وحده لا تنتج عنه عادة خسارة كبيرة في الوزن، فإن النشاط البدني مع تقليل تناول السعرات الحرارية يؤدي إلى خسارة أكبر في الوزن مقارنة بتغيير النظام الغذائي وحده. كما يمكن أن تساعد كمية كبيرة (على سبيل المثال، 300 دقيقة/أسبوعيا) من النشاط البدني في الحماية من استعادة الوزن.
دراسة جديدة حول تأثير الرياضة الصباحية
وفقًا لدراسة جديدة، فإن الرياضة الصباحية هي الأفضل في إدارة الوزن. يذكر الباحثون أنه على الرغم من أن الأدلة كانت مثيرة للجدل حول التوقيت الأمثل للنشاط البدني لإدارة الوزن، فإن نتائجهم تشير إلى أن ممارسة الرياضة الصباحية (بين الساعة 7-9 صباحا) يبدو أنها أفضل وقت في اليوم لجني الفوائد الصحية.
وقال الباحثون إن التحرك خلال تلك الساعات يعزز بشكل أفضل الارتباط بين النشاط البدني اليومي المعتدل إلى القوي والوقاية من السمنة. وقال الباحثون إن الأبحاث السابقة ركزت على وتيرة وشدة ومدة النشاط البدني، لكن القليل من الدراسات ركزت على الرياضة الصباحية . وقالوا أيضًا إنه من غير الواضح ما إذا كانت تلبية إرشادات منظمة الصحة العالمية للنشاط البدني لمدة 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني المعتدل إلى القوي، بأنماط مختلفة، مفيدًا بنفس القدر للحد من مخاطر السمنة.
قد تشمل فوائد ممارسة التمارين الصباحية انخفاض مؤشر كتلة الجسم
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Obesity قام الباحثون بفحص 5285 فردًا شاركوا في مسح فحص التغذية (NHANES) بين عامي 2003 و2006، وهو مسح أجرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ،(CDC) ويهدف إلى أن يكون بمثابة بيانات تمثيلية لسكان الولايات المتحدة.
وتم استخدام معلومات ذاتية الإبلاغ عن أشياء مثل العمر والجنس والنظام الغذائي، بالإضافة إلى بيانات من مقياس التسارع، وهو جهاز يتم ارتداؤه على الورك ويستخدم لتتبع النشاط، لمعرفة ما إذا كان هناك أي ارتباط بين وقت ممارسة الأفراد للتمارين الرياضية ومؤشرَين رئيسيين للسمنة: مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر.
تم تقسيم الأفراد إلى ثلاث مجموعات بناءً على وقت ممارستهم للتمارين الرياضية خلال اليوم، الصباح وبعد الظهر والمساء، ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يمارسون الرياضة في الصباح لديهم متوسط مؤشر كتلة الجسم أقل (27.4) مقارنة بأولئك الذين يمارسون الرياضة في فترة ما بعد الظهر (28.4) وفي المساء (28.2).
وأظهر محيط الخصر ارتباطا مشابها، فقد بلغ متوسط محيط الخصر لدى مجموعة التمارين الصباحية 95.9 سم (37.7 بوصة)، مقارنة بـ 97.9 سم (38.5 بوصة) لمجموعة بعد الظهر، و97.3 سم (38.3 بوصة) لمجموعة المساء.
وعلاوة على ذلك، باستخدام المؤشرات المذكورة أعلاه، وجد الباحثون اتجاهًا خطيًا تنازليًا بين دقائق التمارين في الأسبوع والسمنة، مما يعني أنه كلما زاد عدد التمارين التي يمارسونها في الأسبوع انخفض متوسط مؤشر كتلة الجسم، ولوحظ اتجاه أضعف في مجموعات بعد الظهر أو منتصف النهار أو المساء.
ومن المثير للاهتمام أن مجموعة التمارين الصباحية مارست التمارين بشكل أقل من المجموعات الأخرى، ولكنها حافظت على مؤشر كتلة الجسم وحجم الخصر بشكل أكثر صحة. وتقول الدراسة: "إن الأدلة تشير إلى أن القيام بالشيء الصحيح في الوقت المناسب قد يكون مهمًا للحفاظ على التمثيل الغذائي الصحي ووزن الجسم الصحي".
ويشير الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة. ونظرًا لأنها دراسة رصدية مقطعية، لا يمكن للباحثين سوى ملاحظة الاتجاهات، ولا يمكنهم معرفة سبب هذا الاتجاه على وجه اليقين.
لماذا قد تكون الرياضة الصباحية هي الأفضل؟
التمارين الصباحية تؤثر على الإيقاعات اليومية وفقدان الوزن، ولا يعرف الباحثون الآلية أو السبب وراء كون ممارسة الرياضة في الصباح أكثر فعالية للتخلص أو الوقاية من للسمنة، وما الفرق بينها وبين الرياضة في أوقات أخرى من اليوم. لكن، من المحتمل أن يكون مفتاح هذا السؤال له علاقة بالإيقاعات اليومية، وهي دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية لجسمك، والتي تشمل عددًا لا يحصى من العمليات الهرمونية والبيولوجية الأخرى.
أظهرت الدراسات أن التمارين الصباحية يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم وتقليل التوتر وتقليل القلق. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التمرين في الصباح على تحسين الوظيفة الإدراكية من خلال تحفيز نشاط الدماغ. إنه يعزز اليقظة والتركيز، ويزيد من الإنتاجية طوال اليوم.
الهرمونات المرتبطة بفقدان الوزن والسمنة، مثل الإنسولين والكورتيزول، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإيقاعات اليومية. يتذبذب وجود وكمية هذه الهرمونات كجزء من هذه الإيقاعات، ويمكن أن تؤثر على أشياء مثل النعاس والجوع وحرق الدهون (تحلل الدهون) وتخزين الدهون (تكوين الدهون). لذلك، تمامًا كما يمكن أن يؤثر توقيت تناول الطعام على زيادة الوزن، فإن توقيت ممارسة الرياضة يمكن أن يؤثر أيضًا على فقدان الوزن.
تشير الأبحاث إلى أن جدول الأكل غير المتوافق مع إيقاع الشخص اليومي يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالسمنة أو الإصابة بمشاكل التمثيل الغذائي مثل مقاومة الإنسولين. تعتبر العادات مثل تناول الطعام في وقت متأخر من الليل أو تخطي وجبة الإفطار من العادات الخاطئة في الأكل.
ممارسة الرياضة الصباحية تعني أيضا أنك من المحتمل أن تكون في "حالة صيام"، على افتراض أنك لا تأكل قبل التمرين، وهو ما ارتبط بزيادة حرق الدهون. في دراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في فبراير 2023، وجد الباحثون أنه عندما قامت الفئران بنشاط بدني خلال مرحلة نشطة مبكرة فقد عبرت عن معدل أيضي أعلى.
وجدت دراسة أخرى، والمعروفة باسمMidwest Exercise Trial 2، أن الأفراد لديهم انخفاض أكبر في كتلة الجسم وكتلة الدهون عندما حضروا 50٪ أو أكثر من جلسات التمرين في الصباح، مقارنة بأولئك الذين حضروا 50٪ أو أكثر من جلساتهم في وقت متأخر بعد الظهر والمساء.
كلمة من موقع صحتك حول تأثير الرياضة الصباحية
يبدو أن ممارسة الرياضة في الصباح أكثر فعالية في علاج السمنة من ممارسة الرياضة في أوقات أخرى من اليوم، على الرغم من أن السبب ليس واضحًا تمامًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث. يعتقد الباحثون أن الإيقاعات اليومية والهرمونات المرتبطة بها تلعب دورًا على الأرجح في فعالية التمارين الرياضية وفقدان الدهون.