النقرس هو نوع شائع من التهاب المفاصل، ويسبب الكثير من الألم، وغالباً ما يؤثّر على إصبع القدم الكبير، ولكنه قد يؤثّر أيضاً في الركبتين والكاحلين والمرفقين والمفاصل الأخرى، ويسبب فيها الألم والحرارة والتورم، وقد يسبب النقرس شعوراً بأن المفصل يحترق. لا تكون أعراض النقرس مستمرة طوال الوقت، ولكنه يمتاز بنوبات من تفاقم الأعراض ثم زوالها بعد فترة من الزمن، وعودتها مجدداً في وقت لاحق، فما محفزات نوبات النقرس ولماذا من الضروري معرفتها؟
ما هو النقرس؟
يحدث النقرس عندما يفرز الجسم الكثير من حمض اليوريك (حمض البول أو الأملاح)، مما يؤدي إلى تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل والأنسجة. يأتي حمض اليوريك من البيورينات، وهي مواد كيميائية توجَد في الجسم بشكل طبيعي، وتوجد أيضاً في كثير من الأطعمة والمشروبات. قد تَحدث نوبات النقرس فجأة، وغالباً ما توقِظ المريض في منتصف الليل مع الإحساس بأن إصبع القدم الكبير يحترق، ويكون المفصل المصاب ساخنًا ومتورمًا ومؤلمًا لدرجة أن وزن ملاءة السرير عليه قد يبدو غير محتمل.
ما أعراض النقرس؟
تبدأ أعراض النقرس دائمًا بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تكون في الليل، وتشمل ما يلي:
- ألم شديد في المفاصل المتأثرة، وكما ذكرنا؛ فإنه يصيب عادةً إصبع القدم الكبير، ولكن يمكن أن يَحدث في أي مفصل، ومن المفاصل الأخرى التي تصاب عادةً: الكاحلين والركبتين والمرفقين والمعصمين والأصابع. عادة ما يكون الألم أكثر حدة خلال في الساعات 4 إلى 12 الأولى من بدء الألم.
- الانزعاج المستمر بعد انحسار الألم الأكثر حدة، فقد يستمر بعض الانزعاج في المفاصل من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، ومن المرجح أن تستمر النوبات اللاحقة لفترة أطول وتؤثر على المزيد من المفاصل.
- الالتهاب والاحمرار، حين تتورم المفاصل المتأثرة وتصبح دافئة عند لمسها ويحدث فيها احمرار أيضاً.
- قد يسبب تقدّم النقرس مع الوقت محدودية في نطاق حركة المفاصل المتأثرة، وقد لا تتمكن من تحريك مفاصلك بشكل طبيعي.
لماذا من الضروري معرفة المحفّزات؟
من الضروري معرفة المحفزات التي تسبب أعراض النقرس لديك كي تتمكن من تفاديها وتحد من التعرض لنوبات النقرس، فقد لا تسبب هذه النوبات ضررا مباشراً في المفصل المصاب، ولكنها تسبب ألماً شديداً في الساعات الأولى من بدء النوبة، وقد يستمر الألم لأسبوعين أو أكثر، ولا أحد يريد ذلك، ولهذا يرى العديد من المصابين ضرورة تفادي محفّزات نوبات النقرس لحماية أنفسهم من الألم.
محفزات نوبات النقرس .. الطعام
يُعد الطعام من أهم محفزات نوبات النقرس الشائعة، ونبين فيما يلي أبرز الأطعمة التي قد تحفّز نوبات النقرس:
اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية
تحتوي اللحوم والمأكولات البحرية على نسبة عالية من البيورينات، وعندما يقوم الجسم بتكسيرها، يرتفع مستوى حمض اليوريك في الجسم. تشمل اللحوم التي يجب الحذر منها ما يلي:
- اللحوم الحمراء، مثل اللحم البقري ولحم الضأن وغيرها.
- لحوم الأعضاء مثل الكبد والكلى.
- لحوم الطرائد مثل الإوز ولحم العجل والبط.
- الديك الرومي.
تشمل الأطعمة البحرية التي يجب تجنبها ما يلي:
- سمك الأنشوجة أو الأنشوفة.
- السردين.
- بلح البحر.
- الإسكالوب أو الإسقلوب (المحار الصدفي).
- التونة.
- سمك السلمون المرقط.
بدلًا من اللحوم، يمكن الحصول على البروتينات من منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب الخالي الدسم والجبن والزبادي، ويمكنك أيضًا تناول المزيد من البقوليات مثل العدس وغيرها من مصادر البروتينات النباتية.
المشروبات المحلاة
تُعد المشروبات الغازية والعصائر المنكهة بسكريات الفاكهة مثل شراب الذرة العالي الفركتوز من محفزات نوبات النقرس. للحصول على بديل حلو، استبدلها بالمياه المنكَّهة أو المشروبات الخالية من السكر التي لن تزيد من احتمالات إصابتك بالنقرس. بشكل عام، احرص على شرب الكثير من السوائل، واحرص على شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب في اليوم، على أن يكون نصفها على الأقل ماء.
الكحول
تَمنع الخمور الكليتين من التخلص من حمض اليوريك.
محفزات النقرس الأخرى
بالإضافة للطعام، تتعدد محفزات نوبات النقرس، ومن أبرز هذه المحفزات:
- الأدوية: قد يؤدي الأسبرين، وبعض مدرات البول، والأدوية التي يتناولها الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء إلى الإصابة بالنقرس، ولهذا يجب زيارة الطبيب لمراجعة جميع الأدوية التي تتناولها في حال الإصابة بالنقرس.
- زيادة الوزن: تُعد زيادة الوزن من محفزات نوبات النقرس ويمكن التعاون مع طبيبك لإنقاص الوزن بشكل صحي ومدروس للحد من النوبات.
- الصيام أو اتباع نظام غذائي قاسٍ: قد يزيد الصيام أو اتباع نظام غذائي قاس أو حتى فقدان الوزن بسرعة كبيرة من التعرض لنوبات النقرس.
- الأمراض المزمنة: تزيد بعض الحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والسكري وأمراض القلب من الإصابة بالنقرس، وخاصةً إذا تركت دون علاج، لذا تعاون مع طبيبك لإبقائها تحت السيطرة.
- الإصابات أو الجراحة: يكون الجسم أكثر عرضة للإصابة بنوبات النقرس عندما يكون الجسم مرهَقاً أو مريضاً، ولا يمكن تفادي هذا المحفّز دائماً، ولكن إذا كنت بحاجة إلى الخضوع لعملية جراحية، فتأكد من أن طبيبك على عِلم بإصابتك بالنقرس.
- الصدمة: قد يؤدي الضغط النفسي إلى الإصابة بنوبة نقرس في بعض الأحيان.
كيف تتتبع محفزات النقرس لديك؟
تختلف محفزات النقرس من شخص لآخر، فبعض المصابين يمكنهم تناول اللحوم من حين لآخر دون أي مشاكل، بينما لا يستطيع البعض الآخر تناول لقمة واحدة منها دون الإصابة بنوبة، ولهذا يجب معرفة محفزات النقرس لديك كي تتمكن من تجنبها، ومن أبرز الطرق لمعرفة المحفزات هي الكتابة التي تسجل فيها ما تتناوله، وبهذا يمكنك مراجعتها ومعرفة ما إذا كان بإمكانك الربط بين حدوث النوبات وتناول أطعمة معينة، وعندها ستعرف ما الذي يجب أن تتجنبه.
إلى جانب تجنب المحفزات، فيما يلي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها للبقاء بصحة جيدة والحد من النوبات:
- راجع طبيبك بانتظام، فقد تحتاج إلى تعديل جرعة دواء النقرس مع مرور الوقت.
- احتفظ دائمًا بالدواء في متناول يدك لمواجهة النوبات، فكلما أسرعت في تناوله، كلما أسرعت في السيطرة على الأعراض.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا للقلب مليئًا بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والألبان قليلة الدسم والبروتينات النباتية، وقلل من الأطعمة المعالجة مثل الخبز الأبيض والكعك والحلوى.
- مارِس التمارين الرياضية بانتظام، واختَر الأنشطة التي لا تضَع الكثير من الضغط على مفاصلك، مثل السباحة والمشي وركوب الدراجة.
الأسئلة الشائعة
ما أكثر مسببات النقرس شيوعاً؟
وجَدت إحدى الدراسات أن أكثر محفّزات النقرس شيوعًا هي الكحول (14% من الأشخاص في الدراسة أبلغوا عن ذلك)، وتليها اللحوم الحمراء أو المأكولات البحرية، ثم الجفاف، ثم الإصابة أو النشاط الزائد، ثم الطقس شديد الحرارة أو البرودة، ولكن 29% فقط من المشاركين في الدراسة أبلغوا عن نوع محدد من المحفزات، إذ لم يحدد معظمهم أي شيء على وجه الخصوص كمحفّز للنقرس لديهم.
ما أسرع طريقة للتعامل مع نوبات النقرس؟
عند بدء نوبة النقرس:
- تناوَل مسكنات الألم التي تباع دون وصفة طبية مثل الأيبوبروفين أو النابروكسين.
- ضَع كمادة باردة على المفصل المصاب لمدة 20-30 دقيقة عدة مرات في اليوم.
- اشرب الكثير من السوائل، إذ يؤدي ذلك إلى التخلص من حمض اليوريك.
- تجنب المحفزات الخاصة بك.
نصيحة من موقع صحتك
قد تشمل محفزات النقرس اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والكحول والمشروبات المحلاة وبعض الأدوية والأمراض، ولهذا احتفظ بمفكرة تسجّل فيها الأطعمة التي تتناولها أو أنشطتك خلال اليوم لمعرفة ما قد يحفَز نوبات النقرس لديك، وراجع الطبيب للحصول على أدوية لهذه النوبات، واحتفظ بها في مكان معروف ويسهل الوصول إليه كي تتناولها عند الحاجة.