مخفِّف الرطوبة (Dehumidifier) هو جهاز يخفِّف نسبة الرطوبة في الهواء داخل المنزل، فإذا كنتَ، أو كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بالربو أو الحساسية، فقد يساعد مخفِّف الرطوبة في تخفيف الأعراض وتسهيل التنفس. ستساعدك هذه المقالة في تحديد ما إذا كان مخفّف الرطوبة استثمارًا مفيدًا لمساحة المعيشة الخاصة بك أم لا.
ماذا يفعل جهاز مخفِّف الرطوبة؟
يعمل مخفّف الرطوبة على تخفيف الرطوبة الزائدة في الهواء. تختلف مستويات الرطوبة في الهواء بسبب تغيّر المواسم، والطقس، واستخدام الطاقة، وتكييف الهواء، وعوامل أخرى، ويتفق معظم الخبراء على أنّ الحفاظ على مستوى الرطوبة النسبية بين 30% و50% هو هدف جيد، مع كون 45% أفضل للراحة والصحة.
وفقًا لتقارير المستهلك، يمكن لمستويات الرطوبة التي تزيد عن 50% أن تحفز نمو عثّ الغبار والعفَن، مما قد يؤدي إلى الحساسية والمشكلات الصحية الأخرى.
من المهم أن تبقى نسبة الرطوبة في المناطق المعتمة-مثل الطابق السفلي- أقل من 50%، نظرًا لعدم دخول ضوء الشمس أو الهواء الطبيعي إليها من الخارج.
يمكنك قياس مستوى الرطوبة النسبية في منزلك باستخدام جهاز يسمى مقياس الرطوبة، والذي يمكن شراؤه من متاجر الأجهزة المنزلية. في أشهر الصيف، يكون متوسط الرطوبة الداخلية أعلى، ومن المرجّح أن يكون أقل في أشهر الشتاء، فإذا كانت قراءة مقياس الرطوبة الخاص تزيد باستمرار عن 50%، فقد يكون استخدام مخفّف الرطوبة في المنزل استثمارًا جيدًا.
الفوائد الصحية لمخفِّف الرطوبة
ربما تتذكّر درس (مراحل دورة الماء) في مادة العلوم في المرحلة الابتدائية، والتي تتلخّص بالمراحل الآتية: التبخر، والتكثيف، وهطول الأمطار. ما قد لا تدركه هو أن دورة الماء تحدث دائمًا في الهواء الذي تتنفّسه، حتى عندما تقضي وقتًا في الداخل.
نورد فيما يلي أهم الفوائد الصحية لمخفّفات الرطوبة:
-
تساعد في تقليل أعراض الحساسية
يمكن أن تؤدي مسبِّبات الحساسية البيئية لظهور أعراض مثل:
- الأزيز عند التنفس.
- العطاس.
- ألم في الصدر.
- تهيّج العين.
- إثارة الحكة.
تشمل مسبِّبات الحساسية الشائعة ما يلي:
- عثّ الغبار.
- حبوب اللقاح.
- وبر الحيوانات.
يؤدي تجفيف الهواء في منزلك إلى تقليل مستويات هذه المحفّزات إلى الحد الأدنى.
تحتاج طفيليات عثّ الغبار، على وجه الخصوص، إلى مستوى رطوبة نسبية يبلغ 65% للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، وتمكن السيطرة هذا المستوى بسهولة باستخدام مخفّف الرطوبة. يتحكّم تخفيفُ رطوبة الهواء أيضاً في نمو العفن.
-
قد تساعد في السيطرة على الربو
عندما تكون هناك رطوبة في الهواء، يصير الهواء أثقل، ويصعب التنفس في كثير من الأحيان. لهذا السبب قد تكون البيئات العالية الرطوبة قاسية على الأشخاص المصابين بالربو.
يمكن لمخفّف الرطوبة أن يجعل عملية الشهيق والزفير أسهل في الرئتين. هناك قليل من الأدلة تدعم استخدام مخفّف الرطوبة كعلاج فعال للربو المزمن، وفقًا لدراسة أجريت عام 2013، ولكن لا يوجد أيضًا دليل على أن استخدام مخفّف الرطوبة يمكن أن يكون له تأثير سلبي.
-
يمكن لمخفِّفات الرطوبة أن تُوجِد بيئةً صحية
من خلال التخلص من العفَن والغبار، فإنك تقضي أيضًا على الغُزاة من الحشرات، مثل السمكة الفضية والصراصير والعناكب. قد تفيد مستويات الرطوبة المنخفضة أيضًا الأشخاصَ المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
إذا كنت تعيش في مُناخ رطب، يمكن لمخفّف الرطوبة أيضًا تبريد منزلك، وتقليل استخدام مكيف الهواء.
-
يتحكم في مستويات الرطوبة
يمكن أن تسبِّب المستويات العالية من الرطوبة في المنزل مشكلات هيكلية، مثل الاعوجاج والتآكل. يمكن أن يتراكم التكاثف أيضًا فيؤدي إلى تكوّن العفَن. يمكن أن تكون إجراءات السيطرة على العفَن خطرة على الصحة ومكلفة للغاية، لذلك يجب تجنب نمو العفَن بأيِّ ثمن.
من المفارقات أن المنازل التي يتم إغلاقها جيدًا من أجل كفاءة استخدام الطاقة يمكن أن تواجه بعضًا من أسوأ المشكلات بسبب انخفاض دوران الهواء، فإذا لاحظْتَ تقشر الطلاء، أو تقشر ورق الحائط، أو البقع غير العادية، أو الرائحة الكريهة، فقد تحتاج إلى مخفّف الرطوبة للوقاية من العفن.
-
يساعد على الراحة
لا أحد يحب التعرّق، خاصة أثناء محاولة النوم ليلًا. تكون المنازل ذات مستويات الرطوبة المناسبة أكثر راحة بشكل عام، وعادة ما يتم تحسين جودة الهواء الداخلي، ويبقى الهواء أكثر برودة عند استخدام مخفّف الرطوبة.
-
يقلِّل من تكاليف الطاقة
قد يتحكم مخفف الرطوبة في تكاليف الطاقة، من خلال مساعدة مكيف الهواء على العمل بشكل أكثر كفاءة. عندما يتعلق الأمر بمخفّف الرطوبة مقابل تكييف الهواء، فإن المهمة الأساسية لمكيّف الهواء هي تبريد الهواء، مع تخفيف الرطوبة كميزة إضافية.
نظرًا لأن المهمة الكاملة لمخفّف الرطوبة هي تخفيف الرطوبة من الهواء، فهذا يعني أنه من المحتمل ألا يعمل مكيف الهواء عملاً زائداً للحفاظ على درجة حرارة مريحة، مما يوفر استخدام الطاقة، بالإضافة إلى استهلاك أجهزة التبريد على المدى البعيد.
لم تُصَمَّمْ أجهزة تخفيف رطوبة الهواء لتبريد الهواء، وإنما هي فقط لتخفيف رطوبته. ومع ذلك، يمكنك شراء مكيفات الهواء، أو وحدات الترطيب الهجينة -عادة ما تكون وحدات محمولة- التي يمكنها القيام بكلا المهمّتيْن.
إذا أردْتَ الحصول على وحدة تكييف جديدة، فلديك عديد من الخيارات: من التكييف المركزي، إلى وحدات النوافذ، وغيرها.
أين يلزم وضع جهاز مخفِّف الرطوبة؟
قد تحتاج المناطق المشتركة في المنزل إلى مخفّف الرطوبة، وإذا كانت الرطوبة الزائدة ناتجةً عن سوء التهوية أو تسرّب المياه، فقم بإصلاح هذه المشكلات أولاً. مِن هذه المناطق:
- الحمَّام: يرفع الاستحمام بالبخار نسبة الرطوبة في الحمّامات، مما يجعلها عرضة لمشكلات مثل تقشر ورق الحائط والعفَن، هذا صحيح بشكل خاص إذا كان حمَّامك يفتقر إلى التهوية المناسبة.
- القَبْو: ربما يكون هذا هو المكان الأكثر رطوبة في منزلك، فعادةً ما تكون الطوابق السفلية سيّئة العزل، ويمكن أن تكون مصدرًا لتسرّب المياه الجوفية، وفي كلا الحالتيْن فإن وجود هواء رطبٍ يمكن أن يؤثر على باقي منزلك. امنع التلف بسبب الرطوبة باستخدام أفضل مخفّفات الرطوبة في الطابق السفلي.
- العِليّة: يمكن أن يؤدي تسرّب السقف وأنابيب التهوية المثبتة بشكل غير صحيح، والتهوية غير الكافية إلى جعل العلّيات رطبة جدًا، يمكن لمخفّف الرطوبة أن يمتص تلك الرطوبة الزائدة، ويمنع تعفُّن الخشب الباهظ الثمن.
كيف يعمل مخفّف الرطوبة؟
يعمل مخفّف الرطوبة عن طريق سحب تيارات الهواء الدافئ إلى ملفاته عبر مروحة، ويتقلص الهواء الدافئ أثناء مروره من خلال الملفات المبرّدة للآلة، ويترك تكثف الماء داخل جهاز تخفيف الرطوبة.
عندما يتجمّع هذا التكاثف، يوجه نحو خزان متصل بمخفّف الرطوبة، ويتم بعد ذلك إطلاق هواء أكثر برودة وجفافًا إلى منزلك من خلال الجانب الآخر من الآلة.
يجب أن يكون جهاز تخفيف الرطوبة قادرًا على خفض الرطوبة الموجودة في الهواء إلى درجة رطوبة نسبية تتراوح من 30 إلى 50%. تأتي العديد من أجهزة تخفيف الرطوبة بمقياس يقيس الرطوبة النسبية في مكان وضعها في منزلك، ويمكنك ضبط الرطوبة على النسبة التي تريدها.
الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام مخفّف الرطوبة
قد لا يعمل مخفّف الرطوبة بالطريقة نفسها مع الجميع، وهناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لاستخدامه.
تعمل أجهزة تخفيف الرطوبة على جعل الهواء أكثر جفافًا، فإذا كنت تعيش في مناخ جاف بالفعل، مثل الصحراء، أو في منطقة مرتفعة، أو تستخدم الغاز أو الكهرباء لتدفئة منزلك، فقد لا تكون هناك حاجة لمخفّف الرطوبة، لأنه إذا أصبح الهواء جافًا جدًا فيمكن أن يتسبب في تفاقم حالات مثل الالتهابات الرئوية.
يمكن أن تتأثر بشرتك وشعرك أيضًا إذا أصبح منزلك مكانًا جافًا، قد يكون الأشخاص المصابون بالأكزيما (التهاب الجلد التحسسي Atopic dermatitis) معرّضين بشكل خاص لحدوث نوبات من هذه الأمراض التحسسية في البيئة الجافّة.
عند استخدام مخفّف الرطوبة، قد تحتاج إلى الانتباه بشكل خاص لبقاء جسمك رطبًا، وإذا كنت تعاني من سعال جاف أو انسداد في الأنف، فإن تشغيل مخفّف الرطوبة قد يضر أكثر مما ينفع أيضًا.
متى تحتاج إلى مخفّف الرطوبة؟
تعمل أجهزة تخفيف الرطوبة بشكل أفضل في المناطق التي يتجمّع فيها الهواء الرطب، مثل الأقبية. تتضمن الحالات التي قد ترغب في التفكير في شراء جهاز تخفيف الرطوبة فيها ما يلي:
- عندما يعاني أي شخص في المنزل من موسم حساسية طويل الأمد، عامًا بعد عام.
- إذا انتقلْتَ مؤخرًا إلى مكان آخر، ويبدو أن حساسيتك تزداد أكثر أو تصير أسوأ مما كانت عليه من قبل.
- إذا وجدت رائحة رطبة دائمة في منطقة ما من منزلك تقضي فيها وقتًا كثيرًا.
- إذا تعرّضت منطقة في المنزل لتسرّب المياه بعد هطول الأمطار الغزيرة.
- إذا لاحظْتَ وجود هواء رطب في منزلك عند دخولك، مما قد يشير إلى أنه يمكنك بالفعل رؤية بخار الماء في الهواء.
- عند وجود أي شخص في المنزل لديه حساسية من عث الغبار.
- إذا لاحظْتَ زيادة في الآفات غير المرغوب فيها، مثل العناكب أو الصراصير أو العث أو السمكة الفضية.
- إذا كانت رائحة ملابسك رطبة أو متعفنة حتى بعد غسلها حديثًا.
- إذا حدثت لديك أعراض مستمرة لأمراض الجهاز التنفسي، مثل السعال وسيلان الأنف.
ما الذي يلزم معرفته قبل شراء جهاز مخفّف الرطوبة؟
إذا قرَّرْتَ شراء جهاز مخفّف الرطوبة، ستحتاج إلى معرفة:
- ما هو حجم الخزّان الذي تبحث عنه، أي مقدار الماء الذي يجمعه مخفّف الرطوبة في المرة الواحدة قبل أن تحتاج إلى تفريغه.
- ما هو نطاق الرطوبة الذي يمكن للجهاز التحكم فيه.
- ما هي تكاليف الطاقة المرتبطة بالجهاز قبل شرائه.
كيفية اختيار مخفّف الرطوبة
يوجد نوعان من أجهزة تخفيف الرطوبة:
- مخفّفات الرطوبة الضاغطة: وهي أكثر مخفّفات الرطوبة شيوعًا، وعادة ما تكون الأكثر تكلفة. وهي تعمل عن طريق تمرير الهواء الرطب على ملف مبرد باستخدام التكثيف لامتصاص الرطوبة إلى خزان التخلص، ثم يتم إعادة تسخين الهواء بواسطة ملف تدفئة وإعادته للخارج. هناك بعض العيوب في إصدار الضاغط ضجة تميل إلى أن تكون عالية وضخمة، وتعمل هذه الأجهزة بشكل أفضل في المناخات الأكثر دفئًا، نظرًا لأنها تَستخدِم التكثيف. يجب أن يكون الهواء دافئًا نسبيًا عند دخول الآلة.
- مخفّفات الرطوبة المجففة: تعمل عن طريق تخفيف الرطوبة من خلال عجلة التجفيف، والتي يتم تجفيفها بعد ذلك بسخان داخلي. يعتبر مخفف الرطوبة بمواد التجفيف أكثر هدوءًا، ويميل إلى الاستمرار لفترة أطول من مخففات الرطوبة الضاغطة. لا يتعيّن عليك تفريغ خزان التخلص، ولا يتطلب غاز التبريد.
تميل الأجهزة المجففة إلى أن تكون أغلى ثمناً، واستخدام طاقة مخفف الرطوبة هو أكثر قليلاً من أجهزة إزالة الترطيب الضاغطة، ولكن إذا كنت تعيش في مناخ أكثر برودة، فقد يكون هذا هو السبيل الأنسب.
الخلاصة
لمخفّف الرطوبة بعض الفوائد الصحيّة الثابتة، والفائدة الرئيسية هي تقليل وجود مسبّبات الحساسية والمهيّجات في المناطق الرطبة من منزلك.
هناك أيضًا بعض الدلائل على أن مخفّف الرطوبة يمكن أن يجعل التنفس أسهل بالنسبة للأشخاص المصابين بالربو.
أجهزة مخفّفات الرطوبة متاحة وسهلة الشراء، قد يؤدي استخدامها لإحداث فرق في مستوى الراحة الذي تعيشه في المنزل.
المصادر:
