يعود موسم الرشح والإنفلونزا كل عام مع أعراض مألوفة مثل سيلان الأنف، والتهاب الحَلق، وأيام نقضيها تحت البطانية، ورغم أن تجنب كل الفيروسات غير ممكن، فإن الاستعداد يجعل التعامل معها أسهل، والاحتفاظ بالأدوية الأساسية والمستلزمات المنزلية يسهّل التخفيف من الانزعاج، ويسرّع الشفاء، ويمنع الحاجة للذهاب إلى الصيدلية أو الطبيب عند الإصابة.
معرفة الأعراض الشائعة في الرشح والإنفلونزا
غالبًا ما تتشابه أعراض الزكام والإنفلونزا، مما يجعل التفريق بينهما صعبًا، فمن الأعراض الشائعة انسداد الأنف، والتهاب الحَلق، والسعال، والصداع، وآلام الجسم. التعامل مع هذه الأعراض بشكل فعال يجعل التعافي أسهل وأكثر راحة، والمفتاح هو تحضير الأدوية التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية قبل بداية موسم الرشح والإنفلونزا.
الأدوية الأساسية التي يجب الاحتفاظ بها خلال موسم الرشح والإنفلونزا
فيما يلي بعض الأدوية التي يجب الاحتفاظ بها خلال موسم الرشح والإنفلونزا :
مسكنات الألم وخافضات الحرارة
تعد مسكنات الألم خط الدفاع الأول عند ظهور آلام الجسم أو الحمى أو الصداع، ومن الخيارات الشائعة: الأسيتامينوفين والإيبوبروفين لتقليل الحمى وتخفيف الألم، ومع ذلك يجب استخدامها بحذر، وخاصة عند الأطفال أو الأفراد الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى أو المعدة، ويجب على من يتناولون الأدوية المميعة للدم استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المسكنات لتجنب المضاعفات.
مزيلات الاحتقان
يمكن أن يجعل انسداد الأنف التنفس صعبًا، وخاصة أثناء النوم، ولهذا يمكن لمزيلات الاحتقان مثل السودوافدرين أو الفينيليفرين تقليل التورم في الممرات الأنفية، ولكن هذه الأدوية قد ترفع ضغط الدم أو تتداخل مع أدوية القلب أو الغدة الدرقية، ولهذا يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدامها، خصوصًا خلال موسم الرشح والإنفلونزا.
أدوية السعال
يمكن للسعال المستمر أن يعيق النوم ويبطئ التعافي، وتساعد الأدوية المضادة للسعال على تهدئة السعال، ويُفضل تجنب الأدوية المركّبة غير الضرورية التي تحتوي على مكونات متعددة لتقليل حدوث التأثيرات الجانبية.
مضادات الهيستامين
غالبًا ما يصاحب سيلان الأنف والعطاس العدوى الفيروسية، ويمكن لمضادات الهيستامين المساعَدة على التحكم في هذه الأعراض، ولكن تذكّر أن بعضها قد يسبب النعاس لذا احرص على استخدامها ليلاً، أو اسأل الطبيب أو الصيدلي عن مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس.
أقراص التهاب الحَلق
عند التهاب الحلق وصعوبة البلع، يمكن للأقراص التي تحتوي على المنثول أن توفر راحة مؤقتة وتخفف من السعال الناتج عن تهيج الحَلق.
مستلزمات إضافية يجب الاحتفاظ بها
الأدوية وحدها لا تكفي لتجاوز موسم الرشح والإنفلونزا، وبعض الأدوات البسيطة ربما تساعد على تقليل الانزعاج وتسريع التعافي، مثل:
- ميزان الحرارة: ميزان الحرارة الرقمي أداة أساسية لمتابعة الحمى، وتساعد مراقبة درجة الحرارة على معرفة متى يجب طلب استشارة طبية.
- جهاز ترطيب الهواء: يزيد الهواء الجاف في الشتاء من انسداد الأنف وتهيج الحَلق، ولهذا يساعد استخدام جهاز ترطيب الهواء على تسهيل التنفس وتقليل جفاف الحَلق، ومن المهم تنظيف الجهاز بانتظام لتجنب نمو العفن.
- المناديل الورقية: قد يسبب تكرار تنظيف الأنف بالمناديل تهيج الجلد، وخصوصًا خلال فترات الإصابة الطويلة، لذا فإن الاحتفاظ بمناديل ناعمة أو مناديل تحتوي على مرطب قد يقلل من الألم والانزعاج حول الأنف.
- مطهر اليدين: تنتشر الجراثيم بسهولة عبر اللمس، وخاصة في الأماكن المزدحمة، لذا فإن الاحتفاظ بمطهّر يحتوي على الكحول بنسبة 60% على الأقل يضمن تنظيف اليدين بسهولة وسرعة كبديل لغسل اليدين بالماء والصابون.
- المشروبات المحتوية على الكهارل: قد تقلل الحمى والمرض من الشهية ويحدث الجفاف، لذا فإن توفير مشروبات محتوية على الكهارل يساعد في الترطيب والحفاظ على الطاقة.
- وجبات بسيطة وشوربات: عند الشعور بالتعب، قد يكون إعداد الطعام صعبًا، لذا فإن توفير الشوربات والوجبات الجاهزة الدافئة مهم. تشير بعض الدراسات إلى أن شوربة الدجاج قد تساعد في تخفيف الاحتقان وتسريع الشفاء خلال موسم الرشح والإنفلونزا.
خطوات وقائية لتقليل الإصابة
على الرغم من عدم وجود طريقة تضمن الوقاية الكاملة، فإن اتخاذ خطوات وقائية يقلل من الإصابة بالعدوى أو نقلها.
العادات الصحية اليومية
العادات اليومية البسيطة لها تأثير كبير في الوقاية من الفيروسات:
- غسل اليدين بانتظام: غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ لمدة 20 ثانية يزيل الجراثيم بفعالية، وعند عدم توفر الصابون، استخدم مطهراً يحتوي على 60% كحول على الأقل.
- تغطية الفم عند السعال والعطس: استخدم دائمًا منديلًا لتجنب نشر الرذاذ.
- تجنب الاتصال القريب: الحفاظ على المسافة مع الأشخاص المرضى يقلل من انتقال العدوى.
- تطهير الأسطح: تنظيف مقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة، وأجهزة التحكم عن بعد، ولوحات المفاتيح، والأسطح بشكل منتظم، وخصوصًا عند وجود شخص مريض في المنزل.
- عدم مشاركة الأدوات: تجنب مشاركة الأكواب أو الأطباق أو أدوات الطعام مع الآخرين خلال موسم الرشح والإنفلونزا لتقليل انتشار الفيروسات.
الفيتامينات والمكملات لدعم المناعة
يلعب الجهاز المناعي دورًا حيويًا في حماية الجسم من العدوى. بعض الفيتامينات والمعادن تساعد على الحفاظ على قوة الجسم خلال موسم الرشح والإنفلونزا.
- الفيتامين C: يدعم الفيتامين C الصحة المناعية وقد يقلل من مدة وشدة الزكام. يتوفر هذا الفيتامين على شكل أقراص، أو كبسولات، أو مسحوق، وفي أطعمة طبيعية مثل البرتقال والفراولة والفلفل الأحمر.
- الفيتامين D: غالبًا ما تنخفض مستويات الفيتامين D في الشتاء بسبب قلة التعرض للشمس، ويساعد هذا الفيتامين على تنظيم استجابة الجهاز المناعي ويمكن الحصول عليه من الأطعمة المدعمة والأسماك الدهنية والمكملات.
- الزنك: يُعد الزنك ضروري لوظائف المناعة وقد يقلل مدة الزكام إذا تم تناوله خلال أول يومين من ظهور الأعراض، وهو متوفر على شكل أقراص، أو علكة، أو كبسولات. يجب عدم الإفراط في تناوله لتجنب الغثيان أو اضطرابات المعدة.
أهمية لقاح الإنفلونزا
يظل الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة، ونظرًا لتغير الفيروسات، يتم تحديث هذا اللقاح سنويًا لمطابقة أكثر السلالات شيوعًا. لا يحد اللقاح من الإصابة فحسب، بل يقلل أيضًا من شدة الأعراض ومدة المرض. يُنصح باستشارة تناول هذا اللقاح مع الطبيب، خصوصًا للأشخاص الذين يتناولون أدوية بشكل منتظم أو لديهم حالات صحية مزمنة. التطعيم قبل ذروة موسم الرشح والإنفلونزا يمنح أفضل حماية.
الأسئلة الشائعة
هل تناول أدوية متعددة للزكام والإنفلونزا في الوقت نفسه ضار؟
تحتوي العديد من الأدوية على نفس المكونات، ولهذا فإن تناول عدة منتجات في نفس الوقت قد يؤدي إلى جرعة زائدة أو لظهور تأثيرات جانبية، ومن الأفضل اختيار دواء واحد حسب الأعراض وقراءة التعليمات بعناية قبل الجمع بين الأدوية.
كم تستمر عادة فترة موسم الرشح والإنفلونزا؟
عادةً يبدأ موسم الرشح والإنفلونزا في أواخر الخريف ويستمر حتى أوائل الربيع، حين تنشط الفيروسات في الجو البارد والجاف، ومع ذلك، يمكن ظهور حالات على مدار العام، خصوصًا في الأماكن المغلقة والمزدحمة. التحضير المبكر طوال هذه الأشهر يضمن تعافي أسرع وتقليل تعطيل الروتين اليومي.
نصيحة من موقع صحتك
الاستعداد المبكر لموسم الرشح والإنفلونزا يقلل من التوتر ويساعد على الشفاء بسرعة، والاحتفاظ بالأدوية الأساسية، وميزان حرارة، وأدوات الراحة البسيطة يجعل الاستجابة للأعراض أسهل. تسهم الخطوات الوقائية مثل غسل اليدين، والتغذية المتوازنة، والحصول على لقاح الإنفلونزا في تعزيز الدفاعات الطبيعية للجسم، وهذا المستوى من الاستعداد يحوّل التحدي الموسمي إلى تجربة يمكن السيطرة عليها، مع ضمان راحة وسلامة جميع أفراد المنزل.



