يحدث سوء التغذية عندما لا يوفّر النظام الغذائي الذي يتناوله الشخص ما يكفي من العناصر الغذائية، وغالباً ما تتضمن أعراضه: فقدان الوزن، وانخفاض الشهية، والتعب، والانفعال، فعندما يتناول الشخص القليل جداً من الطعام أو يتبع نظاماً غذائياً محدود العناصر الغذائية أو يعتمد على الحرمان أو يعاني من حالة تمنع جسمه من الحصول على التوازن الصحيح من العناصر الغذائية فقد يؤثر ذلك بشدة على صحته، وفي بعض الحالات قد تصبح الحالة مهددة للحياة.
تعريف سوء التغذية
سوء التغذية هي خلل في تناول الطعام يحدث عندما يتناول الشخص الكثير أو القليل جداً من الطعام أو العناصر الغذائية الأساسية، فقد يفتقر الشخص المصاب إلى الفيتامينات والمعادن والمواد الأساسية الأخرى التي يحتاجها الجسم، وقد يصاب الأشخاص بسوء التغذية إذا لم يتناولوا ما يكفي من الطعام، وكذلك قد يصاب الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الطعام، ولكن ليس لديهم تنوع كافٍِ في النظام الغذائي.
أمراض سوء التغذية
قد يؤدي سوء التغذية إلى مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأمد، وإلى التعافي البطيء من الجروح والأمراض وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية محددة، ونقصٍ في الفيتامينات والمعادن التي يؤثر نقصها بشكل سلبي على الجسم مثل:
-
نقص الفيتامين A
يصيب نقص الفيتامين أ العديد من الأطفال حول العالم، ويسبب مشاكل في الرؤية، ويعد العمى الليلي أحد الأعراض المبكرة لهذا النقص، ويمكن أن يسبب النقص الشديد العمى، كما يؤثر هذا النقص على الجلد والأنسجة الأخرى فتصبح أكثر جفافاً، وتزيد حالات العدوى في العديد من الحالات، وتشمل مصادر الفيتامين أ: زيت كبد الحوت، والكبد، وصفار البيض، والزبدة، والحليب المدعم.
-
نقص الفيتامين C
يمكن أن يؤدي نقص الفيتامين سي إلى الإصابة بمرض الاسقربوط، وهو مرض نادر، قد يحدث إذا لم يتبع الشخص نظاماً غذائياً متنوعاً يحتوي على الكثير من الفواكه والخضراوات، إذ تحتوي الفواكه والخضراوات الطازجة والمجمدة والمعلبة على الفيتامين سي، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الاسقربوط هم:
- كبار السن.
- الأطفال الصغار.
- الذين يفرطون في تناول الكحوليات.
- بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية.
-
نقص تغذية عام
يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى نقص البروتينات، وهو شكل حاد من أشكال سوء التغذية، ونقص البروتينات هو نقص في كمية البروتينات التي يتم الحصول عليها من الغذاء، مما يؤدي إلى نقص في إنتاج الطاقة، والشخص المصاب بنقص البروتينات يحتوي جسمه على القليل من العضلات والدهون، ويعاني من نقص الكتلة العضلية في الجسم.
-
الإفراط في التغذية
الإفراط في التغذية هو شكل آخر من سوء التغذية ويحدث عندما يفرط الشخص في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها، وقد تكون النتيجة تراكم الدهون في الجسم بسبب العناصر الغذائية الزائدة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، والإفراط في التغذية له العديد من الآثار الصحية، فالسمنة وزيادة الوزن تزيد من مخاطر الأمراض التالية:
- أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- السرطان.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
أعراض سوء التغذية
يؤثر سوء التغذية على جميع أعضاء الجسم ويسبب آثاراً سلبية على الصحة العامة، وتشمل الأعراض والعلامات المرتبطة بسوء التغذية ما يلي:
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- التعب والانفعال.
- عدم القدرة على التركيز.
- الشعور بالبرد دائماً.
- الاكتئاب.
- فقدان الدهون وكتلة العضلات وأنسجة الجسم.
- ارتفاع خطر الإصابة بالمرض واستغراق وقت أطول للشفاء.
- مدة أطول لشفاء الجروح.
- في نهاية المطاف قد يعاني المصاب من قصور القلب.
الأعراض عند البالغين مقارنة بالأطفال
قد تظهر أعراض سوء التغذية لدى الأطفال بشكل مختلف عن البالغين فقد تظهر الأعراض التالية عند الأطفال:
- نقص النمو وانخفاض وزن الجسم.
- التعب ونقص الطاقة.
- الانفعال والقلق.
- الوذمات وانتفاخ البطن ونقص المادة الصباغية في الشعر والجلد.
- بطء النمو السلوكي والفكري مما يؤدي إلى صعوبات التعلم.
أسباب سوء التغذية
قد يحدث سوء التغذية لأسباب مختلفة، وفيما يلي نوضح بعض هذه الأسباب المحتملة مع القليل من التفصيل:
-
قلة تناول الطعام
يصاب بعض الأشخاص بسوء التغذية بسبب عدم توفر ما يكفي من الطعام لأنهم يواجهون صعوبة في تناول الطعام أو امتصاص العناصر الغذائية، وقد يحدث نتيجة للحالات التالية:
- السرطان.
- أمراض الكبد.
- حالات تسبب الغثيان أو تجعل من الصعب تناول الطعام أو البلع.
- تناول الأدوية التي تجعل تناول الطعام صعباً بسبب الغثيان.
- قد تساهم مشاكل الفم مثل أطقم الأسنان غير الملائمة أيضاً في عدم القدرة على تناول الطعام الكافي.
-
الحالات الصحية العقلية
قد يؤثر نقص التغذية أو سوء التغذية على الأشخاص المصابين بالحالات التالية:
- الاكتئاب.
- الخرف.
- الفصام.
- فقدان الشهية العصبي.
-
المشاكل الاجتماعية والحركية
سوء التغذية يمكن أن يحدث نتيجة العوامل التي تؤثر على عادات الأكل لدى الشخص، وتشمل هذه العوامل:
- عدم القدرة على مغادرة المنزل أو الذهاب إلى المتجر لشراء الطعام.
- عيش الشخص بمفرده مما يضعف دافع الشخص للطهو والطعام.
- إيجاد صعوبة بدنية في تحضير الوجبات.
- عدم وجود القدرة المالية لشراء الطعام ومكونات الوجبات.
-
اضطرابات الجهاز الهضمي
إذا كنت تتبع نظام غذاء صحي لكن الجسم لا يستطيع امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة فقد تصاب بسوء التغذية، ومن أمثلة أمراض الجهاز الهضمي والمعدة التي تسبب ذلك:
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- الإسهال المستمر أو القيء أو كلاهما.
-
اضطراب تعاطي الكحوليات
قد يؤدي تناول الكثير من الكحوليات إلى التهاب المعدة أو تلف البنكرياس على المدى الطويل، وقد تؤدي هذه المشكلات إلى صعوبة:
- هضم الطعام.
- امتصاص الفيتامينات.
- إنتاج الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي.
عوامل الخطر لحدوث سوء التغذية
في بعض أجزاء من العالم قد يحدث سوء التغذية على نطاق واسع وطويل المدى الناتج عن نقص الغذاء، ولكن حتى في الدول الغنية يمكن أن تصاب بسوء التغذية في هذه الحالات:
- كبار السن وخاصة عندما يكونون في المستشفى أو في دار رعاية طويلة الأمد.
- الأشخاص المعزولون اجتماعياً على سبيل المثال بسبب مشاكل الحركة أو المشاكل الصحية أو عوامل أخرى.
- أصحاب الدخل المنخفض.
- الأشخاص الذين يتعافون من مرض أو حالة خطيرة.
- الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل المزمنة مثل الشره العصبي أو فقدان الشهية العصبي.
متى يجب استشارة الطبيب
هناك بعض العلامات والأعراض التي تستوجب زيارة الطبيب، وتشمل هذه العلامات:
- فقدان الوزن غير المبرر وغير المقصود بنسبة تزيد عن 5% في آخر 3-6 أشهر .
- وجود أعراض أخرى لسوء التغذية.
- إذا عانى الشخص من علامات اضطراب الأكل.
تشخيص سوء التغذية
أول خطوة في تشخيص سوء التغذية هو معرفة السبب وراء حدوث الحالة، فإذا اشتبه الطبيب في الإصابة بمرض كرون أو مرض الاضطرابات الهضمية أو أي حالة أخرى فقد يقيّم حالة المريض من خلال:
- السؤال عن التاريخ الطبي.
- إجراء فحص بدني.
- وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات مثل:
- فحص الدم لتقييم الوضع العام والمراقبة.
- اختبارات قياس بعض العناصر الغذائية مثل الحديد أو الفيتامينات.
- اختبارات الألبومين، إذ يؤثر نقص التغذية عادة على مستويات هذا البروتين، وقد يشير سبب هذا النقص إلى أمراض الكبد والكلى.
علاج سوء التغذية
إذا تم تشخيصك بسوء التغذية فقد يضع لك الطبيب خطة علاجية، وقد تحتاج إلى المتابعة أيضاً مع أخصائي تغذية للحصول على رعاية صحية متكاملة، ويعتمد العلاج على شدة سوء التغذية ووجود أي حالات أو مضاعفات، وقد يشمل العلاج:
- الفحص والمراقبة المستمرة.
- وضع خطة غذائية، والتي قد تشمل تناول المكملات الغذائية.
- علاج أعراض معينة مثل الغثيان.
- علاج أي عدوى قد تكون موجودة.
- التحقق من وجود أي مشاكل في الفم أو الحلق.
- استخدام طرق تغذية بديلة في الحالات الشديدة مثل إعطاء المواد المغذية عن طريق الوريد أو أنبوب التغذية.
الوقاية من سوء التغذية
للوقاية من نقص التغذية يجب تناول مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المتوفرة في أنواع مختلفة من الأطعمة، وقد يحتاج كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من أمراض حادة أو مزمنة إلى رعاية إضافية للحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها.
نصيحة من موقع صحتك
ينتج سوء التغذية بسبب نقص تناول الطعام أو نقص الحصول على بعض العناصر الغذائية، وأول خطوة في تشخيص وعلاج نقص التغذية هو معرفة المسبب لهذه الحالة، وللوقاية من نقص التغذية يجب تناول نظام غذائي متوازن وصحي ويحتوي على مجموعة متكاملة من العناصر الغذائية، وإذا ظهر أي عرض أو علامة من علامات سوء التغذية لديك أو لأحد الأشخاص المحيطين بك فيجب استشارة الطبيب لعمل خطة غذائية متكاملة لعلاج حالة نقص التغذية.
