في جسم كل واحد منا هناك جهاز يُعرف بالجهاز الليمفاوي، الذي يسميه البعض "الجندي المجهول"، لأننا نادراً ما نأتي على سيرته على الرغم من أنه يقوم بدور جبّار في سبيل ضمان صحتنا من خلال الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم، وامتصاص دهون الجهاز الهضمي، وإزالة النفايات الخلوية، وإنتاج الخلايا المناعية والليمفاوية التي تقف بالمرصاد للغزاة الطغاة من جراثيم وفيروسات وفطريات وطفيليات تحاول كل ما بوسعها خرق دفاعات الجسم والعبور إلى داخله لكي تسرح وتمرح على هواها.
مم يتألف الجهاز الليمفاوي؟
يتكوّن الجهاز الليمفاوي من عدة أجزاء تضمّ:
- العقد الليمفاوية.
- الأوعية الليمفاوية.
- السائل الليمفاوي.
- قنوات التجميع.
- الطحال.
- الغدة الصعترية.
- اللوزتان واللحمية.
- نخاع العظم.
- لطخات باير peyer's patches
- الزائدة الدودية.
الوذمة الليمفاوية lymphedema
تتولّى شبكة الأوعية الليمفاوية، الموزعة على مختلف أنحاء الجسم، مهمة نقل السائل الليمفاوي من الأنسجة وإليها. ولكن لسبب أو لآخر، لا يتم تصريف السائل الليمفاوي بشكل فعّال، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تورم يعرف باسم الوذمة الليمفاوية lymphedema، تشاهد عادة في الذراعين والساقين، ولكن قد نراها أيضاً في مناطق أخرى مثل الرأس، والرقبة، والثدي، والجذع، والمنطقة التناسلية. ومن أجل التخفيف من وطأة الوذمة الليمفاوية يتم اللجوء إلى تقنية تعرف بالتصريف الليمفاوي اليدوي.
التصريف الليمفاوي اليدوي lymphatic drainage massage
التصريف الليمفاوي اليدوي هو تقنية تسمح بتسهيل جريان السائل الليمفاوي من أجل التخلص من الوذمة الليمفاوية التي تعطي باقة من الأعراض المزعجة التي تتباين وفقاً للمنطقة التي تحدث فيها الوذمة.
وتجرى تقنية التصريف الليمفاوي اليدوي من خلال القيام بحركات تدليك معينة، لطيفة، وماهرة، وحساسة، ومتكررة من أجل تشجيع حركة السائل الليمفاوي في الجسم، مع الحرص على أن تقتصر حركات التدليك على الجلد فوق المنطقة الواقعة تحته من دون أي ضغط، من هنا أهمية اختيار المعالج الفيزيائي المختص بالتصريف الليمفاوي، تيمّناً بالمثل القائل "أهل مكة أدرى بشعابها".
أنواع التصريف الليمفاوي اليدوي
توجد تقنيات عديدة للتصريف الليمفاوي اليدوي يستخدمها الأطباء والمختصون في العلاج الفيزيائي، نستعرض هنا 4 تقنيات تعرف بأسماء مبتكريها هي:
- تقنية فودر vodder، وتستعمل هذه التقنية، التي ابتكرت عام 1930، حركات مسح دائرية مختلفة حول المنطقة المستهدف علاجها.
- تقنية فولدي foldi، وهي مستوحاة من تقنية فودر. وتقوم هذه التقنية على القيام بحركات دائرية بالتناوب مع لحظات استرخاء.
- تقنية كاسلي سميث casley smith، ويتم التدليك هنا بعمل حركات دائرية صغيرة ولطيفة باستعمال جانبي راحتي اليدين.
- تقنية ليدوك leduc، وتعتمد هذه التقنية على إجراء حركات باليد لتجميع السائل الليمفاوي، ومن ثم إعادة توجيهه نحو مناطق تضم أوعية ليمفاوية أكبر حجماً.
ما هي الحالات التي يوصف فيها التصريف الليمفاوي اليدوي؟
تستخدم تقنية التصريف الليمفاوي اليدوي عادة من أجل تدبير الوذمة الليمفاوية في الأطراف على أثر مداخلات جراحية أو عقب التعرض إلى إصابات رضية. ولكن هناك حالات أخرى قد تفيد فيها التقنية هي:
- القصور الوريدي المزمن، وهو يحصل عندما لا تعمل أوردة الساقين بشكل فعال، ما يجعل من الصعب على الدم العودة بسهولة نحو القلب.
- التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو التهاب ينال من المفاصل فيجعلها مؤلمة، متورمة، ومتيبسة.
- الفيبرومايلجيا، وتسبب هذه الحالة آلاماً مزمنة في العضلات والمفاصل.
- الوذمة الشحمية، وتحدث هذه عندما تتكدّس الشحوم في أسفل الجسم، ما يعرقل سريان السائل الليمفاوي فتكون النتيجة وقوع الوذمة الليمفاوية.
- التورم أو الوذمة.
- نوبات الصداع النصفي.
- بعض أمراض الجلد، مثل حب الشباب والأكزيما.
- الأرق.
- التعب أو الإعياء.
- الضغط العصبي.
- بعض اضطرابات جهاز الهضم.
هل للتصريف الليمفاوي اليدوي فوائد جمالية؟
يقول بعض المعالجين إن تقنية التصريف الليمفاوي للوجه يمكن أن تحسن من مظهر البشرة، وإنها سلاح جيد ضد البشرة الباهتة والمنتفخة، ولكن الآراء متضاربة حول هذا الأمر، وما يروى في هذا الخصوص هو عبارة عن قصص شخصية أتت من جانب أولئك الذين طبقوا هذه التقنية، وإلى الآن، لا توجد دراسات علمية توثق هذه الحالات.
مخاطر التصريف الليمفاوي اليدوي وآثاره الجانبية
بشكل عام يمكن القول إن التصريف الليمفاوي اليدوي آمن، ولكن هناك حالات طبية تتأثر بفعل التدليك من هنا فلا ينصح بها، ومن بين هذه الحالات نذكر:
- مرضى فشل القلب الاحتقاني.
- مرضى الفشل الكلوي.
- المصابون بالعدوى.
- المصابون بجلطات دموية أو بمشاكل في الدورة الدموية.
- المصابون بتورمات مجهولة الحسب والنسب.
أما بخصوص الآثار الجانبية فهناك قلة قليلة من الناس قد تعاني جراء التدليك من بعض الأعراض، مثل الصداع والغثيان والتعب وردود فعل تحسسية. إن التحدث مع مقدم الرعاية يساعد في تبديد المخاوف وفي إدارة تلك الآثار الجانبية.
نتائج التصريف الليمفاوي اليدوي
لا يعطي التصريف الليمفاوي اليدوي نتائج آنية، فإذا قمت بعدة جلسات ولم تجد على أثرها أية فائدة تذكر، فمن الأجدر مناقشة الأمر مع مقدم الرعاية لتحديد ما إذا كنت ستجد نفعاً من التقنية. تجدر الإشارة هنا إلى أن تراجع التورم هو علامة مهمة تشير إلى فائدة التصريف الليمفاوي.
هل يمكن القيام بالتصريف الليمفاوي اليدوي ذاتياً؟
يمكن تعلم تقنية التصريف الليمفاوي وتطبيقها في المنزل، شرط التحدث مع مقدم الرعاية حول إمكانية الاستفادة من هذه التقنية، قد يحتاج الأمر إلى التعاون مع معالج تدليك مدرب.
نصائح لصحة الجهاز الليمفاوي
يمكن للنصائح التالية أن تُساهم في تعزيز وتحسين عمل الجهاز الليمفاوي، وفي إزالة النفايات من الجسم:
- شرب السوائل بكثرة، خاصة الماء.
- الإكثار من أكل الفواكه والخضار.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المصنعة.
- ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
خلاصة القول
تسمح تقنية التصريف الليمفاوي اليدوي بتوجيه السوائل الفائضة المحاصرة بين الخلايا من أجل إجبارها على السفر إلى مجرى الدم، ومنه إلى الكليتين للتخلص منها عن طريق البول. ويتم تنفيذ تقنية التدليك عن طريق القيام بمناورات خاصة لا تخفى على مقدم الرعاية المؤهل لتقديم هذه الخدمة، لأن إجراءها بطريقة غير مهنية يمكن أن يقود إلى إلحاق المزيد من الضرر بالأوعية الليمفاوية، وبالتالي إلى تفاقم الحالة الصحية. وتعطي تقنية التصريف الليمفاوي اليدوي نتائج تختلف من شخص إلى آخر، ولكن هناك دلائل تشير إلى أن هذه النتائج تكون أكثر إيجابية عند ربطها بالترطيب الجيد للجسم، والتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.
المصادر
Lymphatic System: Parts & Common Problems - Cleveland Clinic
Lymphatic Drainage Massage - Cleveland Clinic
Lymphatic Drainage for Face: What Are the Benefits?
Lymphatic drainage massage: How-to guide and benefits
