نحن في منتصف موسم الإنفلونزا، فإذا كنت مريضاً وتوجهت للطبيب للحصول على المساعدة قد يفترض أنك مصاب بها، ولكن في بعض الأحيان قد يشخص الطبيب حالتك بالاعتلال الشبيه بالإنفلونزا؟ فما هو الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا وكيف يمكن علاجهما والوقاية منهما؟
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا في التعريف
الإنفلونزا هي عدوى فيروسية موسمية تصيب الجهاز التنفسي وتتميز بأعراض مثل الحمى، والسعال، وآلام العضلات. أما الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا فهو مجموعة من الأعراض المشابهة للإنفلونزا، لكنه قد ينجم عن مجموعة متنوعة من الفيروسات أو العوامل الأخرى غير فيروس الإنفلونزا نفسه. وبينما تتشارك الحالتان في الأعراض، فإن المسبب والنتائج قد يختلفان.
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا في الأعراض
كما أسلفنا؛ فإن الإنفلونزا هي مرض تنفسي مُعدٍ تسببه فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الأنف والحنجرة وأحيانًا الرئتين. والأعراض تشمل بعض أو كل ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
- السعال والتهاب الحلق.
- سيلان أو انسداد الأنف.
- آلام في الجسم وقشعريرة.
- صداع.
- إعياء.
أما الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا فهو فئة أوسع نطاقاً، ويقول مركز السيطرة على الأمراض إن المريض بالاعتلال شبيه الإنفلونزا لديه حمى وسعال أو التهاب بالحلق. ويجب التنويه بأن الأعراض الناجمة عن فيروس الإنفلونزا تكون أسوأ عادة من الأعراض الناجمة عن الفيروسات الأخرى المسببة للاعتلال الشبيه بالإنفلونزا.
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا في التشخيص
يتم تشخيص الإنفلونزا عن طريق اختبار عينة تؤخذ من الأنف أو الحلق، أما الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا فيتم تشخيصه عن طريق الفحص السريري دون الحاجة إلى إجراء اختبارات رسمية.
يمكن أن يقوم الأطباء بتشخيص الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا عندما يكونون غير متأكدين من نوع الفيروس الذي سبب الأعراض، إذ تتشابه علامات نزلات البرد الشديدة والعديد من الفيروسات التنفسية الأخرى، ويكون من الصعب تمييزها عن الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا. يمكن أن تشمل الفيروسات التي قد تسبب أعراض الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا على الآتي:
- الفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory syncytial virus RSV).
- إنفلونزا الطيور.
- الفيروس الأنفي (rhinovirus) ويعتبر السبب الأكثر شيوعًا لنزلات البرد.
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا في التعامل
بحسب مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا؛ فإن الأدوية المضادة للفيروسات هي خيار جيد لعلاج الإنفلونزا، إذ يمكن أن تقلل من الأعراض، وتعمل على تقصير وقت الإصابة بالمرض، ويقول المركز إن الأدوية المضادة للفيروسات تكون أكثر فعالية عندما تؤخذ في غضون 48 ساعة من بداية الأعراض، كما يمكنها أن تساعد في مكافحة مضاعفات الإنفلونزا الشديدة إذا أعطيت بعد ذلك.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأدوية المضادة للفيروسات لا تقوم بقتل الفيروس، ولكن تتداخل مع الطريقة التي يتكاثر بها الفيروس؛ فالأدوية المضادة للفيروسات لا تعالج الإنفلونزا، ولا توفر حماية طويلة الأمد ضدها، ولكنها تقلل من خطر حدوث مضاعفاتها، كما أنها تقلل من شدة ومدة الأعراض لمدة يوم أو يومين. إذا كان لديك مرض الإنفلونزا أو الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا يوصي الأطباء بالتالي:
- شرب الكثير من السوائل، إذ يمكن أن تسبب الحمى والالتهابات الفيروسية الجفاف خاصة لدى كبار السن.
- الراحة والنوم بشكل كافٍ، إذ يحتاج جسمك للراحة حتى يتعافى بسرعة.
- تناول أدوية البرد والإنفلونزا المتاحة دون وصفة طبية لعلاج الأعراض مثل السعال والحمى وآلام الجسم والاحتقان.
- استخدام البخار لترطيب الأغشية المخاطية، وفتح الجيوب الأنفية وتقليل الاحتقان.
- كما وينوه الأطباء أن من المهم أن يعرف المريض أن المضادات الحيوية لن تساعد في القضاء على الإنفلونزا لأنها تعالج فقط الالتهابات البكتيرية؛ ويمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية إلى ضعف مقاومة الجسم للفيروسات، سواء المسببة للإنفلونزا أم الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا، ولكن المضادات الحيوية قد تكون ضرورية لعلاج الالتهاب البكتيري الثانوي الذي قد يصل إلى الرئتين مسبباً الالتهاب الرئوي الخطير.
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا من حيث الموسم
لا يوجد فرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا من حيث الموسم، إذ يتتبع مركز السيطرة على الأمراض مستويات الإنفلونزا والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا، والذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من شهر أكتوبر أو نوفمبر ويستمر في وقت متأخر من شهر مايو، ولكنه يصل إلى ذروته بشكل عام بين شهري ديسمبر وفبراير.
الفرق بين الإنفلونزا والاعتلال الشبيه بالإنفلونزا من حيث المضاعفات
سوف تختفي الحمى أولًا، ولكن لا داعي للقلق إذا استمر السعال لفترة من الوقت؛ فقد يستمر السعال لفترة أطول لأن هذه الفيروسات يمكن أن تسبب استجابة التهابية، فيستغرق الشفاء من السعال وقتاً أطول لتهدئة أنابيب الشعب الهوائية، وينطبق ذلك أيضًا على التهاب الجيوب الأنفية.
يجب أن تلاحظ التحسن خلال بضعة أيام، أما إذا لم يحدث تحسن خلال أيام قليلة واستمرت الحمى لبضعة أيام، أو إذا كنت تعاني من سعال يزداد سوءًا فيجب استشارة الطبيب فورًا.
علامات أخرى من المضاعفات تشمل الأعراض التي تتحسن ثم تزداد سوءًا، وتشمل ضيق التنفس أو الحمى التي تتحسن ثم تتجدد مرة أخرى، والالتهابات الثانوية كالتهاب الرئتين الذي يترافق عادة بزيادة السعال والحمى وظهور البلغم الذي له لون مختلف مثل الأصفر أو الأخضر أو البني.
الوقاية
يقول الأطباء إن أفضل ما يمكن فعله للحفاظ على نفسك من الإصابة بالمرض هو الحصول على لقاح الإنفلونزا في بداية موسم الإنفلونزا؛ والذي يمكن أن يحميك من الإصابة أو يجعل الأعراض أقل حدة. ويقول مركز مكافحة الأمراض إن التطعيم ضد الإنفلونزا يقلل من الوفيات، ونسبة الدخول، ومدة البقاء في وحدة العناية المركزة، كما يقلل من الوقت الذي يقضيه الناس في المستشفى بسبب الإنفلونزا.
وإذا كنت كبيرًا في السن أو كان لديك مرض مزمن مثل داء السكري، وأمراض القلب والرئة، أو بعض الحالات الأخرى التي تضعف جهاز المناعة الخاص بك فيجب أن تتجنب الإصابة بالإنفلونزا، خاصة إذا كان وباء الإنفلونزا يجتاح منطقتك، كما أن هذه الحالات تكون أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا كالالتهاب الرئوي.
إذا كنت مريضاً بالإنفلونزا إليك بعض التوصيات لمنع انتشارها وانتقالها للآخرين:
- تجنب الاحتكاك المباشر مع الناس والتعامل عن قرب؛ حيث يمكنك البقاء في السرير وفصل نفسك عن العائلة والأشخاص المحيطين بك.
- البقاء في المنزل، فلا تذهب إلى المدرسة والعمل وصالة الألعاب الرياضية والخدمات الدينية في الوقت الذي تكون فيه الأعراض لديك شديدة حتى لا تنشر الفيروسات في هذه الأماكن وتُعرّض الآخرين للإصابة بالمرض.
- تغطية الفم والأنف بقطعة قماش عند العطس أو السعال لمنع انتشار الفيروس.
- تنظيف اليدين جيداً.
- تجنب لمس الأنف والفم والعينين لأن الفيروسات غالبًا تنتقل عند القيام بذلك.
- قم بتنظيف وتطهير الأسطح في المنزل والعمل لمنع انتشار الفيروسات عند ملامستها.
نصيحة من موقع صحتك
من الضروري أن تكون على دراية بأعراض الإنفلونزا والاعتلالات الشبيهة بها، والاهتمام باتخاذ التدابير الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام والحصول على اللقاحات الموسمية عند توفرها. استشارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير معتادة يساعد في التشخيص المبكر والعلاج المناسب. الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك التغذية الجيدة والنوم الكافي، يعزز من قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات ويقلل من احتمالية الإصابة.