الغدة الدرقية (Thyroid Gland) هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، وتلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم من خلال إفراز الهرمونات. أحد هذه الهرمونات هو الثيروكسين (T4)، والذي يتوفر في الدم بشكلين: شكل مرتبط بالبروتينات، وشكل آخر غير مرتبط (الحر). اختبار الثيروكسين الحر (Free T4) يقيس كمية الهرمون غير المرتبط، وهو الشكل النشيط الذي يؤثّر مباشرة على خلايا الجسم.
ما اختبار الثيروكسين الحر Free T4؟
اختبار الثيروكسين الحر هو تحليل دم لتقييم وظيفة الغدة الدرقية عن طريق قياس مستوى هذا الهرمون الحر في الدم، ويُعتبر هذا الاختبار أكثر دقة من اختبار الثيروكسين الكلي (Total T4) لأنه يقيس فقط الهرمون المتاح للاستخدام الفعلي في الجسم.
أهمية اختبار الثيروكسين الحر
يُستخدم اختبار الثيروكسين الحر لتشخيص ومراقبة اضطرابات الغدة الدرقية مثل:
-
فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism): حين تُنتج الغدة كميات زائدة من هرموناتها، مما يؤدي إلى أعراض مثل: فقدان الوزن السريع، وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق المفرط.
-
قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism): حين تُنتج الغدة كميات غير كافية من هرموناتها، مما يؤدي إلى أعراض مثل زيادة الوزن، والشعور بالبرد، والتعب العام.
متى يُطلب هذا الاختبار؟
يطلب الأطباء إجراء اختبار الثيروكسين الحر في الحالات التالية:
-
ظهور أعراض تشير إلى اضطرابات في الغدة الدرقية.
-
وجود تاريخ عائلي لأمراض الغدة الدرقية.
-
مراقبة ومتابعة فعالية العلاج الموصوف لاضطرابات الغدة الدرقية.
-
كجزء من الفحوصات الروتينية في بعض الحالات.
كيفية إجراء الاختبار
يُجرى اختبار الثيروكسين الحر عن طريق سحب عينة دم من الوريد، ولا يتطلب الاختبار عادةً أي تحضيرات خاصة، ولكن يُفضل إبلاغ المخبري عن أي أدوية أو مكملات غذائية يتم تناولها، فقد تؤثّر بعض الأدوية على نتائج الاختبار.
تفسير نتائج اختبار الثيروكسين الحر
تتراوح القيم الطبيعية لمستوى الثيروكسين الحر في الدم بين 0.8 إلى 1.8 نانوجرام/ديسيلتر (ng/dL)، وقد تختلف هذه القيم قليلاً حسب المختبر.
-
مستويات مرتفعة: قد تشير إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
-
مستويات منخفضة: قد تشير إلى قصور الغدة الدرقية.
غالبًا ما يُستخدم اختبار الثيروكسين الحر بالتزامن مع قياس مستوى الهرمون المنبّه للغدة الدرقية (TSH) للحصول على تقييم شامل لوظيفة الغدة الدرقية.
العوامل التي قد تؤثر على نتائج الاختبار
بعض العوامل التي قد تؤثر على نتائج اختبار الثيروكسين الحر تشمل:
-
تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية.
-
الإصابة بأمراض مزمنة.
-
التغيرات في مستويات البروتينات في الدم.
نهايةً، اختبار الثيروكسين الحر هو أداة مهمة لتقييم وظيفة الغدة الدرقية وتشخيص اضطراباتها. من خلال فهم نتائج هذا الاختبار بالتعاون مع الخبراء، يمكن اتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج والحفاظ على صحة الغدة الدرقية. إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى مشاكل في الغدة الدرقية، فلا تتردد في استشارة خبير لإجراء الفحوصات اللازمة.
