صداع التمارين الرياضية الذي يُعرف أيضاً باسم صداع الجهد هو ألم يحدث أثناء النشاط البدني ولعب التمارين الرياضية أو بعدها مباشرة، ويبدأ هذا الصداع بسرعة ويختفي في غضون دقائق أو ساعات، ولكنه قد يستمر لعدة أيام، وعادة لا يرتبط هذا الصداع بأي مرض أو اضطراب كامن، ورغم ذلك ينصح باستشارة مقدم الرعاية الصحية للتأكد من عدم وجود أي أسباب أخرى، والعلاج يشبه علاج أنواع الصداع الأخرى، وقد تساعد بعض الاستراتيجيات والنصائح في الوقاية منه، وهذا ما سنتعرف عليه في المقال.
ما الأنشطة التي قد تسبب صداع الجهد؟
هناك العديد من الأنشطة والممارسات التي قد تسبب صداع الجهد، منها التمارين الرياضية المختلفة وغيرها من الممارسات الأخرى التي نسردها هنا:
- السعال أو العطس.
- الجماع.
- الجري أو ممارسة التمارين الرياضية.
- الإجهاد عند الذهاب للحمام.
- رفع الأثقال.
ونظراً لأن ممارسة الرياضة سبب شائع؛ يطلق على صداع الجهد اسم صداع التمرين أو صداع رافعي الأثقال.
ما سبب الصداع أثناء ممارسة الرياضة؟
عندما تبذل جهداً يحتاج الجسم إلى المزيد من الدم والأكسجين، ويعتقد العلماء أن الصداع الناتج عن الجهد يحدث عندما يسبب النشاط البدني تمدد الأوردة والشرايين للسماح بتدفق المزيد من الدم، وهذا التمدد وارتفاع ضغط الدم يسببان ارتفاع الضغط قليلاً في الجمجمة مما يسبب الألم.
مَن الأشخاص الأكثر عرضة لصداع الجهد البدني؟
قد يصاب جميع الأشخاص من جميع الأعمار بصداع الجهد، ومع ذلك؛ فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً يكونون أكثر عرضة للخطر، وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بصداع الجهد ما يلي:
- ممارسة الرياضة في الطقس الحار.
- ممارسة الرياضة على ارتفاعات عالية.
- وجود تاريخ مرضي من الصداع النصفي.
- وجود تاريخ عائلي من الصداع النصفي.
أعراض صداع التمارين الرياضية
تشمل أعراض الصداع الناتج عن التمارين الرياضية أو المجهود عادة ما يلي:
- ألم في الرقبة.
- ألم في أحد جانبي الرأس أو كليهما.
- نبض أو خفقان.
- يصف الناس أحياناً صداع الجهد بأنه أسوأ صداع في حياتهم، وأحياناً يشبه الصداع النصفي، ويتضمن ما يلي:
- تأثيرات على الرؤية مثل البقع العمياء.
- الغثيان والقيء.
- الحساسية للضوء.
تشخيص صداع التمارين الرياضية
ينبغي على أي شخص يعاني من صداع شديد أو متكرر طلب الرعاية الطبية، ومعظم حالات صداع التمارين الرياضية أو صداع الجهد لا تكون بسبب مرض أو اضطراب كامن، ولكن قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات لاستبعاد الأسباب المحتملة، وأهم هذه الفحوصات:
- تصوير الأوعية الدموية لفحصها، وعادة ما يتم من خلال تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب (CTA) أو تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA).
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
- البزل القطني (البزل الشوكي) لأخذ عينة من سائل العمود الفقري لفحصها.
- إذا لم تحدد الفحوصات سبباً كامناً يمكن للطبيب تشخيص صداع الجهد إذا عانيت من تكرار الصداع مرتين على الأقل:
- سببهما نشاط بدني.
- بدأ أثناء أو بعد نشاط بدني.
- استمر لأقل من 48 ساعة.
علاج الصداع بعد الرياضة
يعالَج صداع التمارين (صداع الجهد) بنفس طرق علاج الصداع العادي، وتشمل بعض الأدوية التي قد تساعد في العلاج:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموصوفة طبياً مثل الإندوميثاسين للاستخدام قصير المدى.
- حاصرات بيتا مثل نادولول وبروبرانولول، للاستخدام طويل المدى، أو لمن لا يستطيعون تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تصرف دون وصفة طبية مثل نابروكسين للاستخدام قصير المدى فقط.
كيف أتخلص من الصداع بعد التمرين؟
أفضل طريقة للوقاية من الصداع الناتج عن التمرين هي تجنب النشاط الذي يسببه، ولكن إذا لم تكن قادراً على فعل ذلك يمكنك تجربة استراتيجيات مختلفة لتقليل احتمالية حدوثه، ومن هذه الاستراتيجيات على سبيل المثال:
- تجنب ممارسة الرياضة في درجات الحرارة الشديدة سواء كانت شديدة الحرارة أو شديدة البرودة.
- لا تتمرن في مناطق مرتفعة لم تعتد عليها.
- اشرب الكثير من الماء لترطيب جسمك جيداً.
- احصل على قسط كافٍ من الراحة يومياً، بما في ذلك ثماني ساعات من النوم.
- غيّر روتينك الرياضي، وجرب أنواعًا أخرى من النشاط، ولاحظ ما إذا كان يسبب لك الصداع.
- مارس تمارين الإحماء والتبريد بشكل صحيح، وزد من شدتها تدريجياً مع مرور الوقت.
- ارتد نظارة شمسية إذا كان الجو ساطعاً في الخارج وملابس ماصة للرطوبة إذا كان الجو حاراً.
- اتبع نظاماً غذائياً وتجنب الأطعمة المصنعة أو الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة.
- تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المكملات الغذائية قد تساعد في الوقاية من الصداع الناتج عن التمرين مثل:
- إنزيم كيو 10.
- الأقحوان.
- المغنيسيوم.
- الريبوفلافين (الفيتامين ب2).
- البوزويليا (مضاد التهاب طبيعي في حال عدم تحمل الإندوميثاسين).
متى يجب طلب الرعاية الطبية؟
مع أن الصداع الناتج عن الجهد أو التمارين الرياضية لا يعد عادة علامة على وجود مشكلة صحية؛ فيجب عليك استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان الصداع شديداً أو مفاجئاً.
- إذا استمر الصداع أكثر من يومين.
- إذا شعرت أيضاً بالنعاس أو الارتباك.
- في حالة الإغماء.
الأسئلة الشائعة
كيف تتخلص من الصداع النصفي الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية؟
إذا شعرت بنوبة صداع نصفي أثناء ممارسة الرياضة فتوقف عن ممارسة هذا النشاط، وقد يساعد الاستلقاء في مكان بارد ومظلم وهادئ حتى تزول النوبة على تخفيف الأعراض، ويمكنك أيضاً تناول مسكنات الألم أو مضادات الالتهاب التي تعطى بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية فور ظهور أولى علامات نوبة الصداع النصفي.
كم يستمر صداع الجهد البدني؟
يستمر معظم صداع الجهد البدني من خمس دقائق إلى 48 ساعة، ويستمر لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
هل يجوز التمرين مع الصداع؟
إذا كنت تمارس التمارين الرياضية أثناء إصابتك بالصداع فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الألم لأنه قد يزيد الضغط مؤقتاً في الدماغ، أو قد تشعر بالمزيد من الخفقان في الرأس بسبب نبضات القلب التي تنبض بشكل أسرع وأقوى.
نصيحة من موقع صحتك
صداع التمارين الرياضية هو ألم يحدث أثناء النشاط البدني أو بعده مباشرة، ويبدأ بسرعة، ويزول خلال دقائق أو ساعات، وربما يستمر لبضعة أيام، وعادة لا يوجد مرض أو اضطراب كامن مرتبط بهذا الصداع، ولكن ينصح باستشارة الطبيب لاستبعاد أي مشاكل صحية، وقد تساعدك الأدوية والاستراتيجيات الأخرى في الوقاية من الصداع وعلاجه، والذي عادة ما يختفي بعد بضعة أشهر.