صحــــتك

لماذا لا يجب استخدام الثلج للحروق ؟

لماذا لا يجب استخدام الثلج للحروق ؟
لماذا لا يجب استخدام الثلج للحروق ؟

عندما تشعر بحرارة الحرق ولسعته، قد تكون ردة فعلك الأولى هي محاولة تبريده بأسرع ما يمكن، وكثيرون يفكرون تلقائيًا في استخدام الثلج للحروق لتخفيف الألم والتخلص من شعور الحرق، ولكن هذا التصرف قد يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة، وبدلاً من المساعدة قد يزيد الثلج من تلف الأنسجة، ويرفع خطر الإصابة بالعدوى، ويؤخر عملية الشفاء. سنتناول في هذا المقال ما يحدث عند وضع الثلج على الحرق، ولماذا يعد ذلك خطرًا، وما هي البدائل الأكثر أمانًا لعلاج الحروق بمختلف درجاتها.

ماذا يَحدث عند وضع الثلج على الحرق ؟

قد يبدو للوهلة الأولى أن استخدام الثلج للحروق فكرة منطقية وسريعة، فالثلج يبرّد الأشياء على الفور، فلماذا لا يخفّف من سخونة الجلد؟ لكن الواقع مختلف تمامًا، فعند ملامسة الثلج أو الماء شديد البرودة للجلد المحترق، تنقبض الأوعية الدموية في موضع الإصابة، وهذا الانقباض يقلل من تدفق الدم، ويحرم الجلد المصاب من الأكسجين والعناصر الغذائية التي يحتاجها لبدء عملية الإصلاح.

قد يمنحك التخدير المؤقت إحساسًا بالراحة، لكنه يخفي الضرر العميق الذي يحدث بالفعل، والحروق فريدة من نوعها لأن الحرارة تبقى عالقة في الأنسجة حتى بعد انتهاء الإصابة، وعند تطبيق الثلج مباشرة على الحرق، قد يؤدي التبريد المفرط إلى ما يُعرف باسم: "عضة البرد المبكرة"، وهي بداية إصابة جديدة تضاف إلى الحرق الأصلي، مما يجعل الشفاء أكثر صعوبة وتعقيدًا.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الحروق المتوسطة والشديدة إلى تلف الأعصاب، وهذا يضعف قدرتك على الإحساس بالألم بشكل صحيح، وفي حال لم تشعر بأن المنطقة أصبحت باردة بشكل خطير، فقد تترك الثلج مدة طويلة وتعرّض نفسك لتلف دائم في الأنسجة، ولهذا وباختصار: استخدام الثلج للحروق لا يساعد على الشفاء، بل يعكسه، ويضر بالأنسجة السليمة، ويزيد من احتمالية العدوى.

مخاطر استخدام الثلج للحروق

ينصح الخبراء بعدم استخدام الثلج للحروق مهما كانت شدتها. لأن وَضع الثلج على الحروق قد يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة، منها:

  • انخفاض تدفق الدم موضعياً مما يعيق عملية الشفاء ويضعف دفاعات الجلد.
  • ارتفاع خطر العدوى، فالتوتر الناتج عن البرودة يضر بحاجز الأنسجة، ويسهل دخول البكتيريا.
  • تأخر الشفاء لأن التبريد المفرط يبطئ آليات الإصلاح الطبيعية للجسم.
  • مخاطر حدوث عضة البرد لأن الثلج قد يسبب إصابة جديدة فوق الحرق نفسه.
  • تلف الأعصاب في الحروق العميقة، ما يضعف الإحساس بالألم ويخفي تدهور الحالة.

بدائل أكثر أمانًا للإسعاف الأولي

إذا كان استخدام الثلج للحروق غير آمن، فما البدائل المناسبة؟ لحسن الحظ، توجَد طرق آمنة وفعالة يمكن أن توفّر الراحة دون زيادة الضرر. بالنسبة للحروق السطحية البسيطة، مثلما يحدث عند لمس جسم ساخن لفترة قصيرة أو مع حروق شمسية الخفيفة، يمكنك اتباع الآتي:

  • الماء الفاتر: مرّر المنطقة تحت ماء شبه بارد من 5 إلى 20 دقيقة لخفض الحرارة دون إيذاء الأنسجة.
  • الترطيب: ضع جل الألوفيرا أو مرطبًا خاليًا من العطور للحفاظ على رطوبة الجلد وتخفيف الانزعاج.
  • الحماية اللطيفة: غطِّ الحرق بقطعة قماش نظيفة أو شريط غير لاصق أو غلاف بلاستيكي لحمايته من الاحتكاك والجراثيم.
  • مسكنات الألم: يمكن استخدام أدوية مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتخفيف الألم.
  • النظافة: نظف المنطقة بصابون لطيف خالٍ من العطور أو استخدم كريمًا مضادًا للبكتيريا لتجنب العدوى.

أما في حالة الحروق الأعمق التي تسبب بثورًا أو تلفًا في طبقات الجلد، فلا بد من طلب رعاية طبية عاجلة، فالحروق التي تصل إلى الأنسجة تحت الجلد أو إلى العضلات أو العظام تحتاج إلى تدخل متخصص فورًا.

لماذا لا يجب استخدام الثلج للحروق الناتجة عن الشمس؟

قد يفاجئ البعض أن القاعدة نفسها تنطبق على حروق الشمس، وذلك لأن الجلد المصاب بحروق الشمس حساس وملتهب، ووَضع الثلج عليه يزيد من التهيج ويبطئ التعافي، والبديل الأفضل هو استخدام كمادات باردة إلى حد ما، أو جل مهدئ مثل الألوفيرا، والحفاظ على ترطيب الجسم.

متى يجب طلب المساعدة الطبية

رغم أن بعض الحروق البسيطة يمكن علاجها في المنزل، إلا أن هناك حالات تستوجب تدخلًا طبيًا فوريًا. اطلب المساعدة إذا:

  • كان الحرق أكبر من حجم كف اليد.
  • ظهَرت بثور وانفتحت.
  • امتدت منطقة الحرق بعد الإصابة.
  • زاد الألم بدلًا من أن يخف تدريجيًا.
  • ظهَرت علامات وجود عدوى مثل الصديد أو الحمى أو الاحمرار المنتشر.

يساهم التعامل المبكر مع الحروق في الحد بشكل كبير من احتمال حدوث المضاعفات ويساعد على الشفاء بشكل أسرع.

الأسئلة الشائعة

لماذا يعد استخدام الثلج للحروق خطيرًا؟

لأنه يقلل تدفق الدم موضعياً، ويعرّض الجلد لاحتمالية الإصابة بعضّة البرد، ويزيد خطر العدوى، ويؤخر الشفاء الطبيعي.

ماذا أفعل مباشرة بعد التعرض لحرق بسيط؟

اشطف المنطقة بالماء الفاتر لعدة دقائق، ثم ضع مرطبًا مهدئًا مثل الألوفيرا، وغطِّها بقطعة قماش نظيفة.

هل يمكن وضع أكياس الثلج الملفوفة بقماش على الحروق؟

لا ينصح بذلك أيضًا، فحتى مع وجود طبقة قماش، يبقى التبريد شديدًا ويضر الأنسجة، والأفضل هو الكمادات المبللة بماء بارد معتدل البرودة.

هل استخدام الثلج للحروق الناتجة عن السوائل الساخنة أو البخار آمن؟

لا، سواء كان الحرق من ماء مغلي أو من بخار أو جسم ساخن، يبقى الثلج خيارًا خاطئًا، والماء الفاتر أو معتدل البرودة هو الحل الآمن.

نصيحة من موقع صحتك

قد تكون ردة فعلك الطبيعية عند الإصابة بالحرق هي اللجوء إلى الثلج، لكن هذا التصرف قد يعرضك لمضاعفات طويلة الأمد، مثل العدوى أو تلف الأنسجة العميقة. تذكّر دائمًا أن استخدام الثلج للحروق ليس العلاج الصحيح، اعتمد بدلًا من ذلك على التبريد المعتدل بالماء، وحماية المنطقة، وطلب المساعدة الطبية عند الضرورة، والتعامل الصحيح مع الحروق منذ البداية يخفف الألم ويحقق لك التعافي بشكل أسرع وأكثر أمانًا.

آخر تعديل بتاريخ
09 سبتمبر 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.