تناول الأطعمة المقلية عند الإفطار قد يؤدي إلى أضرار عديدة خاصة بعد الصيام، إذ يمكن أن يؤدي قلي الطعام إلى زيادة عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها، بالإضافة إلى أن القلي باستخدام أنواع معينة من الزيوت قد يشكل مخاطر على الصحة. الأطعمة المقلية عند الإفطار كثيرة، منها الأسماك والبطاطس المقلية وشرائح الدجاج وأعواد الجبن، على الرغم من أنه يمكنك قلي أي شيء تقريبًا. يحب العديد من الأشخاص مذاق الأطعمة المقلية عند الإفطار، لكن هذه الأطعمة تميل إلى أن تكون عالية السعرات الحرارية والدهون المتحولة، لذا فإن تناول الكثير منها يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك.
الأطعمة المقلية عند الإفطار عالية بالسعرات الحرارية
بالمقارنة مع طرق الطهي الأخرى، يضيف القلي العميق الكثير من السعرات الحرارية، وعادةً ما تُغطى الأطعمة المقلية بالخليط أو الدقيق قبل قليها. وعندما تُقلى الأطعمة في الزيت، تفقد الماء وتمتص الدهون، مما يزيد من محتواها من السعرات الحرارية. بشكل عام، الأطعمة المقلية أعلى بكثير في الدهون والسعرات الحرارية من نظيراتها غير المقلية. على سبيل المثال، تحتوي حبة بطاطس مخبوزة صغيرة (138 جرامًا) على 128 سعرة حرارية و0.18 جرامًا من الدهون، بينما تحتوي نفس الكمية (138 جرامًا) من البطاطس المقلية على 431 سعرة حرارية و20 جرامًا من الدهون.
كمثال آخر، تحتوي شريحة السمك المخبوزة التي تزن 100 جرام على 105 سعرات حرارية و1 جرام من الدهون، بينما تحتوي نفس الكمية من الأسماك المقلية على 200 سعرة حرارية و10 جرامات من الدهون. وفي النهاية، تتراكم السعرات الحرارية بسرعة عند تناول الأطعمة المقلية عند الإفطار دون توفير العناصر الغذائية الأساسية بعد الصيام.
الأطعمة المقلية عند الإفطار تسبب عسر هضم
تخيل أنك صائم لمدة 12 ساعة أو أكثر، ثم تتناول فجأة وجبات مقلية وحارة وثقيلة على معدة فارغة. تنخفض عملية الاستقلاب الغذائي بشكل عام في هذه المرحلة، وستسبب الأطعمة العالية السعرات الحرارية عسر الهضم الذي قد يصاحبه انتفاخ البطن، كما أن الأطعمة الحارة ستسبب تهيج المعدة مما يؤثر على عملية الهضم.
الأطعمة المقلية عادة ما تكون عالية بالدهون المتحولة
تتكون الدهون المتحولة عندما تخضع الدهون غير المشبعة لعملية تسمى الهدرَجة، وغالبًا ما يقوم مصنعو الأطعمة بهدرَجة الدهون باستخدام الضغط العالي وغاز الهيدروجين لزيادة مدة صلاحيتها واستقرارها، ولكن الهدرَجة تَحدث أيضًا عندما يتم تسخين الزيوت إلى درجات حرارة عالية جدًا أثناء الطهي. تغيّر هذه العملية البنية الكيميائية للدهون، مما يجعل من الصعب على جسمك هضمها، مما قد يؤدي في النهاية إلى آثار سلبية على الصحة. في الواقع، ترتبط الدهون المتحولة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكري والسمنة.
نظرًا لأن الأطعمة المقلية تُطهى في الزيت في درجات حرارة عالية للغاية، فمن المحتمل أن تحتوي على دهون متحولة. علاوة على ذلك، غالبًا ما يتم طهي الأطعمة المقلية في زيوت نباتية أو زيوت بذور معالَجة، والتي قد تحتوي على دهون متحولة قبل التسخين. عندما يتم تسخين هذه الزيوت إلى درجات حرارة عالية، مثلاً أثناء القلي، يمكن أن يزيد محتواها من الدهون المتحولة.
تناول الأطعمة المقلية عند الإفطار قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض
وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على البالغين ارتباطًا بين تناول الأطعمة المقلية وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة. بشكل عام، يرتبط تناول المزيد من الأطعمة المقلية بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسمنة.
أمراض القلب
قد يساهم تناول الأطعمة المقلية في حدوث ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد وحدوث السمنة، وكلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب. وجدت دراستان كبيرتان أنه كلما زاد عدد مرات تناول الأشخاص للأطعمة المقلية، زاد خطر إصابتهم بأمراض القلب. وفي دراسة أخرى استمرت 4 سنوات وشارك فيها 16479 مشاركًا إلى أن تناول حصتين من الأسماك المقلية أسبوعيًا يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي الوقت نفسه، كان لدى أولئك الذين تناولوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضراوات أمراض أقل بكثير.
مرض السكري
وجدت العديد من الدراسات أن تناول الأطعمة المقلية يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ووجدت دراسة أجريت عام 2005 أن الأشخاص الذين تناولوا الوجبات السريعة أكثر من مرتين في الأسبوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بمقاوَمة الإنسولين بمقدار الضعف من أولئك الذين تناولوها أقل من مرة واحدة في الأسبوع. وعلاوة على ذلك، في عام 2014، وجدت دراستان كبيرتان وجود ارتباط قوي بين عدد المرات التي تناول فيها المشاركون الطعام المقلي واحتمال الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
السمنة
تحتوي الأطعمة المقلية عند الإفطار على سعرات حرارية أكثر من نظيراتها غير المقلية، لذا فإن تناول الكثير منها يمكن أن يزيد بشكل كبير من تناول السعرات الحرارية، وقد يساهم هذا في زيادة الوزن. تشير بعض الدراسات إلى أن الدهون المتحولة في الأطعمة المقلية قد تلعب دورًا مهمًا في زيادة الوزن، إذ يمكن أن تؤثر على الهرمونات التي تنظم الشهية وتخزين الدهون. وفي النهاية قد يكون الأفراد الذين يستهلكون الأطعمة المقلية بانتظام أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسمنة.
ما هي زيوت القلي الأكثر أمانًا وطرق الطهو البديلة؟
إذا كنت تستمتع بمذاق الأطعمة المقلية عند الإفطار، ففكر في طهوها في المنزل باستخدام زيوت أكثر صحة أو طرق "قلي" بديلة.
زيوت صحية
يؤثر نوع الزيت المستخدَم في القلي بشكل كبير على المخاطر الصحية المرتبطة بالأطعمة المقلية. يمكن لبعض الزيوت تحمل درجات حرارة أعلى بكثير من غيرها، وبالتالي فهي أكثر أمانًا للاستخدام. بشكل عام، الزيوت التي تتكون في الغالب من الدهون المشبعة والأحادية غير المشبعة هي الأكثر ثباتًا عند تسخينها. تعد زيوت جوز الهند والزيتون والأفوكادو من بين أكثر الزيوت أمانًا وثباتًا للقلي:
- زيت جوز الهند: أكثر من 90٪ من الأحماض الدهنية في زيت جوز الهند مشبعة، مما يعني أن هذا الزيت مقاوم جدًا للحرارة. في الواقع، أظهرت الدراسات أنه حتى بعد 8 ساعات من القلي العميق المستمر، لا تتدهور جودته.
- زيت الزيتون: يحتوي زيت الزيتون في الغالب على دهون أحادية غير مشبعة، لذلك فهو مستقر نسبيًا للطهو في درجات حرارة عالية.
- زيت الأفوكادو: يشبه تركيب زيت الأفوكادو تركيب زيت الزيتون، كما يتمتع بقدرة عالية جدًا على تحمل الحرارة، مما يجعله خيارًا رائعًا للقلي العميق.
قد يؤدي استخدام هذه الزيوت الصحية إلى تقليل بعض المخاطر المرتبطة بتناول الأطعمة المقلية عند الإفطار، ولكن لاحِظ أن هذه هي الزيوت الأكثر ثباتًا للقلي، وليست بالضرورة الأكثر تغذية بشكل عام.
نصيحة من موقع صحتك
تناول الأطعمة المقلية في زيوت غير مستقرة يمكن أن يكون له العديد من الأضرار. في الواقع، فإن تناولها بانتظام يمكن أن يعرّضك للإصابة بأمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب والسمنة. لذلك، ربما يكون من الأفضل تجنب أو الحد بشدة من تناول الأطعمة المقلية عند الإفطار واستبدالها بأطعمة مغذية توفر لك العناصر الغذائية الأساسية بعد صيام نهار طويل. هناك العديد من طرق الطهو الأخرى والدهون الصحية التي يمكنك استخدامها بدلاً من ذلك أيضاً.