كيف يتم تحديد لون العين؟
في الماضي اعتقد الناس أنه يمكن التنبؤ بلون عيون الأطفال من خلال النظر إلى ألوان عيون الوالدين والأجداد. لكن، بينما تلعب الجينات دورا مهما، فإن لون العين ليس من عمل جين واحد ولكن تساهم عدة جينات في تحديده.لهذا، على الرغم من أن الوالدين اللذين يمتلكان عيونا بنية هما أكثر عرضة لإنجاب طفل بعيون بنية، لكن هذه النتيجة ليست مضمونة. لأن الموضوع يخضع لعوامل وراثية بالإضافة لدور المناخ، مثلا، ينتشر لون العين البني في المناطق ذات المناخ الأكثر دفئا.
ولون العينين هو نتيجة توزيع صبغة الميلانين (صبغة طبيعية) في قزحية العين، حيث:
- تحتوي العيون البنية على نسبة ميلانين أكثر من الزرقاء.
- أما الأشخاص أصحاب العيون الزرقاء فليست لديهم صبغة الميلانين في السدى، وهي الطبقة الأمامية للقزحية، فيؤدي نقص الصبغة في العين إلى تشتت الضوء عند اصطدامه بهما مما يجعل القزحية تبدو زرقاء.
- العيون الخضراء وهي الأكثر ندرة حيث حوالي 2% فقط من سكان العالم لديهم عيون خضراء، ويأتي اللون من صبغة الميلانين وتأثير تشتت الضوء عندما يصطدم بالعين.
- غالبا ما يكون لدى الأطفال المولودين بالمهق (البرص) القليل من صبغة الميلانين في أجسامهم، وعلى هذا النحو تكون لديهم عادة عيون زرقاء فاتحة. وفي حالات نادرة قد تكون لديهم قزحية شفافة مما يجعل عيونهم تبدو وردية أو حمراء.
وإلى جانب أن صبغة الميلانين تعطي اللون للعينين، فهي تساعد أيضا في حمايتها من أشعة الشمس فالعيون الفاتحة أكثر حساسية لأشعة الشمس الضارة من العيون الداكنة، لأنها تحتوي على صبغة ميلانين بنسبة أقل.
هل يمكن أن يتغير لون العين؟
يمكن أن يتغير لون العين في مرحلة الطفولة حيث يولد العديد من الأطفال بعيون زرقاء تتحول في النهاية إلى لون مختلف مع تطور الميلانين في السدى. ويصبح لون عيون الطفل ثابتا ودائما بالقرب من عيد ميلاده الأول.وبعدها يكون من النادر جدا تغير لون العيون، لكن أحيانا عندما تتوسع حدقة العين أو تتقلص وينتشر أو يتركز الميلانين تبدو العين بلون مختلف قليلا، أفتح أو أغمق. وفي بعض الحالات قد يصبح لون العيون أغمق قليلا أثناء فترة البلوغ أو الحمل.
مشاكل صحية يمكن أن تؤثر على لون العين
في بعض الحالات يمكن أن تؤثر المشاكل الصحية أو تغير لون العين ومن هذه الحالات:1. الكدمة
يمكن أن تؤدي إصابة أو صدمة في العين إلى تلف قزحية العين، فأي فقدان للأنسجة يمكن أن يغير مظهر ولون العين.2. الورم العصبي الليفي
الورم العصبي الليفي هو حالة تؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن يتسبب في نمو أورام صغيرة على الخلايا العصبية في جميع أنحاء الجسم، وقد يؤدي إلى ظهور عقيدات صغيرة على القزحية. وتسمى هذه الزيادات غير المؤذية بشكل عام عقيدات "Lisch" في حين أنها لا تؤثر على رؤيتك فإنها يمكن أن تغير لون عينيك.
3. التهاب القزحية
التهاب القزحية مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الأمراض الالتهابية التي تسبب تورماً في العين، ويمكن أن يؤثر على الرؤية وقد يؤدي إلى فقدان البصر وقد تلاحظ أيضا تغيرات في لون العين المصابة.
4. التهاب القزحية والجسم الهدبي متغير اللون
شكل من أشكال التهاب القزحية المزمن ويمكن أن يؤدي هذا المرض المزمن إلى ضمور في القزحية وإعتام عدسة العين والتهاب العين. ويمكن أن تسبب الحالة أيضا فقدان صبغة العين، الأمر الذي يمكن أن يغير لون عين واحدة مما يؤدي إلى تباين العين أو تصبح لدى المريض عينان بلونين مختلفين.
5. متلازمة هورنر
متلازمة هورنر هي حالة نادرة قد تحدث نتيجة لسكتة دماغية أو إصابة في النخاع الشوكي تتسبب في تلف أعصاب الوجه. وتشمل الأعراض انقباض حدقة العين وتدلي الجفن وقلة التعرق في جانب واحد من الوجه. وقد تتسبب أيضاً في إزالة تصبغ القزحية مما يؤدي إلى تغير لون العين.
8. إعتام عدسة العين
إعتام عدسة العين هو ضبابية عدسة العين الموجودة خلف القرنية، وفي حين أن إعتام عدسة العين لا يؤثر على قزحية العين بشكل مباشر إلا أنه يمكن أن يغير مظهر لون العين المصابة مما يجعلها تبدو غائمة أو حليبية.
ويعتبر إعتام عدسة العين أكثر شيوعاً عند كبار السن ويمكن أن يؤثر على رؤيتهم ويمكن علاج هذه الحالة بالجراحة. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، فإن الأشخاص ذوي العيون الداكنة أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين.
خرافات حول لون العين
من المثير للاهتمام أن لون العين كان مصدراً للخرافات على مر السنين، وكان يعتقد قديما أن العيون هي نوافذ الروح ولون العين يظهر مواهب الشخص.
إليكم بعض السمات الشخصية المنسوبة إلى لون العين وهي:
- يتمتع الأشخاص ذوو العيون الزرقاء بخيال واسع وخصب.
- أصحاب العيون الخضراء لديهم عقول حادة.
- العيون العسلية تشير إلى أرواح عاطفية.
- الأشخاص ذوو العيون البنية هادئون ولكن لديهم شغف كامن.
* المصادر:
What to Know About Eye Color
What Gives Eyes Their Color?
