صحــــتك

كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟

إعداد وتحرير
د. محمد أوز: كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟

في عصر الانفجار المعلوماتي، ومع انتشار المعلومات الطبية عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ إحدى الشخصيات التي أثارت جدلاً واسعًا في هذا المجال هو الدكتور محمد أوز (Mehmet Oz, MD)، الذي جمع بين العلم والترفيه، لكنه تعرض لانتقادات شديدة بسبب ترويجه لمعلومات غير مدعومة علميًا. في هذا المقال، سنناقش كيف يمكن للناس التعرف على المعلومات الطبية الزائفة، وما هي الأساليب التي يستخدمها مروجو العلوم الزائفة لخداع الجمهور، وكيفية حماية أنفسنا من الوقوع ضحية لهذه الادعاءات.

د. محمد أوز الطبيب النجم بين العلم والدجل

كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ بدأ الدكتور محمد أوز مسيرته الطبية في مؤسسات مرموقة، وحصل على ثلاث شهادات في تخصصات طبية مختلفة، كما نشر مئات الأبحاث العلمية وحقق مكانة بارزة في مجاله. ورغم هذه الخلفية الأكاديمية القوية، فقد أصبح شخصية إعلامية مشهورة بفضل برنامجه التلفزيوني الذي ركز على أنماط الحياة الصحية. إلا أن المشكلة تكمن في أن محمد أوز لم يلتزم دائمًا بالمعايير العلمية الصارمة، بل قام بالترويج لممارسات ومنتجات غير مثبتة علميًا، مثل المعالجة المثلية أو الطب البديل (Homeopathy) وقراءة القزحية (Iridology).

على سبيل المثال، في إحدى حلقات برنامجه عام 2011، أكد محمد أوز أن المعالجة المثلية أو الطب البديل يمكن أن يخفف الألم دون الحاجة إلى الأدوية، على الرغم من أن الأبحاث العلمية أثبتت أنها ليست أكثر فعالية من العلاج الوهمي (Placebo). كما استضاف في 2012 وسيطة روحية زعمت قدرتها على التواصل مع الموتى، وأثنى على هذه الادعاءات بقوله: "لقد غيرت حياتي"، مما أثار موجة من الانتقادات. وفي عام 2014، استُدعي أوز إلى مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب ترويجه لمكملات غذائية يدعي أنها تحقق نتائج "سحرية"، وهو ما دفع عشرة أطباء بارزين إلى المطالبة بإقالته من جامعة كولومبيا بدعوى أنه "يفتقر إلى النزاهة العلمية".

كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟

لكي نجيب على سؤال كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ علينا أن نتمكن من التمييز بين الطب القائم على الأدلة (Evidence-Based Medicine) والعلوم الزائفة (Pseudoscience)، ويجب علينا التعرف على بعض السمات المشتركة التي يستخدمها المروجون للخرافات الطبية:

1. المراجع العلمية المشكوك فيها

لنجيب على سؤال: كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ علينا معرفة العلم الذي يستند العلماء الحقيقيون عليه، إذ يستندون إلى دراسات موثوقة منشورة في مجلات علمية مُحكَّمة، مع توضيح تفاصيل الأبحاث وكيفية إجراء الدراسات. في المقابل، نجد أن مروجي العلوم الزائفة يستخدمون مراجع غامضة، مثل ذكر اسم مجلة طبية بدون توفير رابط للدراسة، أو الاستشهاد بأبحاث غير منشورة في دوريات محكمة.

2. العلاج الشامل لكل الأمراض

للإجابة عن كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ عليك أن تمتلك حس ملاحظة كبير، فإذا ادعى شخص ما أن منتَجه قادر على علاج أمراض مختلفة تمامًا مثل السرطان، والإيدز (AIDS)، والسكري، وأمراض القلب، فمن المحتمل جدًا أن يكون هذا ادعاءً زائفًا. فكل مرض له آلياته المرضية المختلفة، ولا يوجد دواء سحري يمكنه علاج كل هذه الحالات المتباينة.

3. الشهادات الشخصية بدلًا من الأدلة العلمية

تعتمد العلوم الزائفة بشكل كبير على قصص النجاح الفردية والشهادات الشخصية بدلًا من الدراسات الإحصائية والمراجعات العلمية. على سبيل المثال، قد يدّعي شخص أن منتجًا معينًا "شفاه تمامًا"، لكن هذا لا يعني أنه فعال عند استخدامه على نطاق واسع، فالعلاج الحقيقي يحتاج إلى تجارب سريرية دقيقة قبل اعتماده.

4. الترويج لعلاجات قديمة "مدعومة بقرون من الخبرة و الاستخدام"

يلجأ البعض إلى الترويج لعلاجات تقليدية قديمة بدعوى أنها "مستخدمة منذ آلاف السنين"، لكن هذا ليس دليلاً على فعاليتها، فالكثير من العلاجات القديمة تم التخلي عنها بعد أن أثبت العلم الحديث ضررها أو عدم فائدتها، مثل بعض الأعشاب التي تبين أنها سامة أو غير فعالة.

5. التشكيك في العلم والمؤسسات الطبية

أحد أساليب مروجي العلوم الزائفة هو الادعاء بأن "الطب لا يريدك أن تعرف الحقيقة"، أو أن هناك مؤامرات تحاك ضد العلاجات البديلة لأنها تهدد مصالح شركات الأدوية الكبرى. في الواقع، الطب القائم على الأدلة لا ينكر العلاجات البديلة، بل يخضعها للدراسة، وإذا ثبتت فعاليتها، يتم اعتمادها كجزء من الرعاية الصحية.

كيف نحمي أنفسنا من المعلومات الطبية الزائفة؟

بعد الإجابة عن سؤال كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ علينا أن نعرف كيفية حماية أنفسنا من التضليل الطبي، ويكمن ذلك باتباع الخطوات التالية:

  • البحث عن مصادر موثوقة قبل تصديق أي معلومة طبية، تحقق مما إذا كانت مدعومة بأدلة علمية منشورة في مجلات مرموقة مثل "The New England Journal of Medicine" أو "The Lancet".

  • استشارة المتخصصين, لا تعتمد على المعلومات الطبية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البرامج التلفزيونية، بل استشر طبيبًا مختصًا أو صيدليًا معتمدًا.

  • تفادي العبارات التسويقية المبالغ فيها, أي منتج يصف نفسه بأنه "معجزة"، أو "ثوري"، أو "فعال بنسبة 100%" يجب أن يُنظر إليه بعين الشك، فالعلاجات الحقيقية لا تُسوّق بهذه الطريقة ولا يمكن أن تحقق هذه النتائج.

  • التأكد من الدراسات السريرية, المنتجات الطبية الفعالة يجب أن تمر بتجارب سريرية (Clinical Trials) دقيقة تضمن سلامتها وفعاليتها. اسأل دائمًا: هل تمت دراسة هذا العلاج في تجارب موثوقة؟.

  • مراعاة الرأي العلمي السائد, إذا كان هناك إجماع بين العلماء والهيئات الطبية الكبرى، فهذا دليل قوي على صحة المعلومة، بينما إذا كانت الفكرة مدعومة فقط من قبل قلة قليلة، فقد تكون خاطئة.

 

نهايةً، الدكتور محمد أوز ليس سوى مثال واحد على الشخصيات العامة التي تَستخدم شهرتها للترويج لمعلومات طبية غير موثوقة. في عصر المعلومات المتدفقة، يقع على عاتق كل فرد مسؤولية الإجابة عن سؤال كيف تفرق بين المعلومات الطبية الزائفة والحقيقية؟ والتأكد من صحة ما يتلقاه من معلومات طبية، وعدم الانسياق وراء الادعاءات التي تفتقر إلى الأدلة العلمية. من خلال الاعتماد على الطب القائم على الأدلة، واستشارة المختصين، والابتعاد عن التضليل، يمكننا حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من الخرافات الطبية التي قد تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.

 

آخر تعديل بتاريخ
07 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.